لماذا يهاجمون السنة النبوية؟!

علي بطيح العمري

2022-10-05 - 1444/03/09
التصنيفات:

هناك هجمة بين فترة وأخرى تنال من الإسلام وثوابته، هذا الهجوم يزداد حيناً ويخبو أحياناً.. يهاجمون الحديث؛ بدعوى أن فيه سيطرة على العقول واستلاب للفكر. يهاجمون الصحابة بدعوى أنهم بشر لهم وعليهم. يهاجمون التراث بزعم أن العصر اختلف.. وفي النهاية هو هجوم وتهجم على الإسلام وإن تستر بالنقد وزعم نصر الحق!

 

أنا مع المراجعات والقراءات الناقدة والفاحصة ورد الضعيف، وبيان المختلق والموضوع في الحديث وغيره، على أن يكون الرد والنقد من متخصصين لا من عامة يخوضون مع الخائضين!

 

يقول مغرد:

 

“جاء “البخاري ومسلم” بعد وفاة الرسول الكريم بأكثر من 190 سنة، وكان المسلمون يعيشون قبل مجيئهم بشكل طبيعي ويعبدون الله ولم ينقص من إسلاميهم شيئاً”.

 

بالطبع هذا الرجل نسي أن البخاري ومسلم وغيرهما قاموا بجمع الأحاديث الموجودة عند المسلمين في ذلك الوقت وتصنيفها ولم يخترعوها!، فالأحاديث الموجودة بكتب الحديث لا يعني اختلاقها، ولا يعني عدم وجودها قبل ذلك فالأحاديث كانت تتداول مشافهة ثم دونت.

 

لم يُدوّن الحديث على عهد النبي الكريم، بل ونهى عن ذلك فقال: لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه”، إلا أن هناك حالات أذن فيها الرسول بكتابة الحديث، فعبد الله بن عمرو بن العاص وأنس بن مالك وسمرة بن جندب كانوا يكتبون الحديث.

وعمد بعض الصحابة إلى تدوين الحديث وجمعه بعد وفاة النبي كابن عباس الذي كان يدور على الصحابة ليسألهم. واعتنى التابعون بجمع الحديث وكتابته، وكذلك اهتم الخلفاء الأمويون بجمعه، فدون الحديث في عهد عمر بن عبد العزيز، وعني التابعون وتابعيهم بتنقية الحديث مما أصابه من وضع الوضّاعين عن طريق العناية بحفظه وتتبُّع الأسانيد وأحوال الرجال ثم أخذوا يشرِّحون الرجال فيُجرِّحون ويُعدِّلون.

 

ومرَّ تدوين الحديث بمراحل عدة في القرن الثاني للهجرة حيث بدأت الخطوات الأولى لتدوين الحديث بكتابته وجمعه، وتطوّر الأمر مع الوقت وانتقل إلى مرحلة التصنيف والترتيب، ثم تشعّبت كتب الحديث إلى أنواع بين موطآت ومسانيد وسنن وجوامع. وتوقفت عملية التدوين للحديث بحلول القرن الخامس الهجري، ثم انتقل علماء الحديث إلى مرحلة أخرى وهي مرحلة نقد الحديث من حيث السند والمتن ليؤسّسوا بذلك علم مصطلح الحديث.

 

الهجوم على الإسلام يبدأ بالهجوم على السنة النبوية.. لأنه إذا ألغيت السنة.. فما الذي بقي من الإسلام؟!، فإسقاط السُّنة يعطي الفرصة لكل شخص أن يفسر القرآن تبعاً لهواه، ومكانة السنة بالنسبة للقرآن الكريم؛ إما أنها تبيِن مجمل القرآن، أو شارحة لأحكامه، أو أنها جاءت بأحكام لم ترد في القرآن، وقد يحتمل النص في القرآن على أمرين فأكثر فتعيّن السنة أحدهما.

 

وفي هذا الحديث تصوير لحال البعض اليوم، قال عليه الصلاة والسلام: يوشك الرجل متكئاً على أريكته يحدث بحديث من حديثي فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله، ما وجدنا فيه من حلال استحللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه، ألا وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما حرم الله).

 

* قفلة..

إذا حل الجهل والاستهبال بقوم سيستمر الهجوم، وكلما زاد الهجوم على السنة النبوية اشتد ساعدها أكثر فأكثر، فالنتائج عكسية، والله متم نوره!

 

ولكم تحياااااتي

 

المصدر: تواصل

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات