مختصر خطبتي الحرمين الشريفين 13 ربيع أول 1439هـ

ملتقى الخطباء - الفريق الإعلامي

2022-10-05 - 1444/03/09
التصنيفات:

اقتباس

إن الحياة بلا أمل قنوط جاثم، والأمل بلا عمل تَمَنٍّ كاذب، وديننا الحنيف إنما يدعو إلى الفأل والأمل اللذينِ يستصحبانِ الجِدَّ والعملَ وبذلَ الأسباب، والحذرَ كلَّ الحذرِ من مرجفٍ يُذْكِي بإرجافِه الهلعَ ويؤصِّل قناعةً وهميةً بأن الزمانَ قد فَسَدَ بِرُمَّتِهِ، والمجتمعات قد هلكت وخراب دنياهم قاب قوسين أو أدنى.

مكة المكرمة:

 

ألقى فضيلة الشيخ د. سعود بن إبراهيم الشريم –حفظه الله– خطبة الجمعة بعنوان: “التحذير من الهلع والإرجاف”، والتي تحدَّث فيها عن خطورة بث الهلع والإرجاف والخوف في المجتمع.

 

واستهل الشيخ بالوصية بتقوى الله -تعالى-، فقال: فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله جل شأنه؛ إذ بها المغنم والنجاة من المغرم، ما خاب من تمسَّك بها ولا رشد من نأى عنها.

 

وأضاف الشيخ موضحا أن الحياة لا تدوم على حال واحد فقال: إن النسيم في هذه الحياة لا يهب عليلا على الدوام، والماء الجاري لا يدوم صفوه، فكم من نسيم اعترته العواصف، وكم من صفو عكَّره الكدرُ، فإن صروف الحياة وتداول الأيام يعتريها خليط من المد والجزر والزَّيْن والشَّيْن واليُسْر والعُسْر.

 

وأكد الشيخ على ضرورة الحذر والتحذير من ذلك الطبع المهلك؛ ألا وهو طبع الهلع والإجاف فقال فضيلته: طبعٌ مذمومٌ ينتاب الفردَ والمجتمعَ كلما صرَخ صارخٌ وَأَنَّ مُتَوَجِّعٌ، وأرجف مرجِفٌ، ذلكم الطبع المربك الذي يصيب الناس بالتوجس والإحباط وعدم الاستقرار؛ إنه طبع الهلع المؤسف.

 

وأوضح فضيلته أن الهلع له مصدر وناقل وَمُتَلَقٍّ، يمثلون بمجموعهم الأَثَافِي الثلاث لقِدْر الهزيمة النفسية والإحباط العملي وغياب الوعي للفرد والمجتمع.

 

وأكد فضيلته أيضا: أن الهلع هلعان: أحدهما: هلع أمام وَهْم، والآخَر هلع أمام حقيقة، فالهلع الذي أمام الوهم من شأنه أن يؤصِّل في النفوس فصل الأمور عن عللها وبناء المواقف سلبًا وإيجابًا على ما لا حقيقة وراءه.

 

وختم الشيخ خطبته بتزكية المجتمع الخاشع القانت لله تعالى فقال: فالله -جل شأنه- قد استثنى من آفة الهلع في تلك الآية الْمُصَلِّينَ والمتصفينَ بلوازمها في الآيات التي تليها، فإن مجتمعًا يداوم على الصلاة ويُنفق مما آتاه اللهُ ويصدِّق باليوم الآخِر ويشفق من عذاب ربه ويحفظ أعراض ذويه، ويؤدي أماناته ويقوم بشهاداته إن مجتمعا كهذا لن يحل الهلعُ به بعامَّة.

 

المدينة المنورة:

 

ألقى فضيلة الشيخ عبد المحسن بن محمد القاسم -حفظه الله- خطبة الجمعة بعنوان: “نعمة الماء”، والتي تحدَّث فيها عن نعمة الماء وفضل الله على الخلق فيها، وكيف أنه قد يكون نعمة ومنحة للمتقين، وقد يكون عذابا ووبالا للعاصين المعاندين.

 

واستهل فضيلته خطبته بنصح المصلين بتقوى الله تعالى، فقال: فاتقوا الله - عباد الله - حقَّ التقوى، وراقِبوه في السر والنجوى.

 

وأضاف الشيخ أن الله تعالى: أسبغ الله على عباده النِّعَمَ الظاهرةَ والباطنةَ، ويداه مبسوطتان بالعطاء سحَّاء الليل والنهار، لا تُغِيضهما نفقةٌ، وَأَنْعَمَ على عبادِه نعمةً لا غنى للخَلْق عنها، وبحكمته سبحانه يُنشئ هذه النعمةَ أمام أبصار البشر ليشكروه عليها.

 

وأكد فضيلته على عظيم قدرة الله تعالى وحكمته في خلق الماء فقال: خلقه الله بلا لون وأوجده بلا طعم، وأنزله بلا رائحة، ماء واحد يَنْزل على أرض واحدة فتظهر جنات من أعناب وزرع صنوان وغير صنوان يفضل بعضها على بعض في الأكل، منها ما هو حلو ومنها ما هو مُرّ.

 

وأضاف الشيخ موضحا أن نعمة الماء قد تتحول بقدرة الله وجبروته إلى نقمة فقال: وكما أنه نعمة فهذه النسمات اللطيفة والقطرات الصغيرة التي يتنعم بها العبادُ قد تتحول بأمر الله إلى عذاب، فقد أغرق الله بهذا الماء أقوامًا أعرضوا عن الله، وهو أول عذاب عُذِّبت به الأممُ.

 

وأكد فضيلته على وجوب أخذ العبرة والاعتبار من الأمم السابقة الذين أهلكهم الله بذنوبهم وطغيانهم فقال: وفرعون تكبَّر على موسى واختال عليه بالمياه، فأهلكه الله بما تكبر به وجعله عبرة للناس.

 

وختم فضيلته الخطبة بالتأكيد على ضرورة شكر نعمة الماء والقيام بحقها فقال –حفظه الله-: وهو مِنَّةٌ من الله عظيمة، تصاحبنا في كل مكان وزمان وآنٍ، فعلينا شكرها والتفكر فيها وطاعة خالقها وأن نتخذها عونا على عمارة آخرتنا وألا نغتر بفضل الله علينا بها وألا نسرف فيها.

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات