مختصر خطبتي الحرمين 6 من ربيع الأول 1439هـ

ملتقى الخطباء - الفريق الإعلامي

2022-10-05 - 1444/03/09
التصنيفات:

اقتباس

ومن أعظم ما يُرجى لتفريج الكُربة ورفع الشدة في العاجلة، والفوز والنجاة من أهوال يوم القيامة: القيام بحق الله؛ بالإيمان به، والمُسارعة إلى مرضاته، والإيمان برسوله -صلى الله عليه وسلم- واتباع سنته، وتحكيم شرعه. ومن ذلك: القيام بحقوق عباد الله؛ بالإحسان إليهم في كل دروب الإحسان؛ تأسِّيًا بهذا النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه.

مكة المكرمة:

 

ألقى فضيلة الشيخ د: أسامة بن عبد الله خياط – حفظه الله – خطبة الجمعة بعنوان: “الأخوة الإسلامية ولوازمها”، والتي تحدَّث فيها عن أسباب تفريج الكرب القيام بحقوق عباد الله بالإحسان إليهم في كل دروب الإحسان.

 

واستهل الشيخ بالوصية بتقوى الله -تعالى-، فقال: فاتقوا الله -عباد الله-، (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ).

 

وأضاف الشيخ: أن صروف الليالي وتقلُّب الأيام يُعقِبان المرءَ تبدُّل أحوال، ونزول شدائد، وحُلول كُرَب، وأن المسلم يستيقِن أنه سبحانه المُنجِّي من كل كربٍ، الكاشفُ كل ضُرٍّ، المُغيث لكل ملهوف، فيتوجَّهُ إليه بالدعاء مُتضرِّعًا مُخلصًا خاشعًا خاضعًا مُخبِتًا مُتحرِّيًا أوقات الإجابة.

 

وأوضح فضيلته أن من مُقتضيات الأُخُوَّة الإيمانية: تفريجَ الكربة عن المسلم، والوقوف معه في مِحنَته، وإعانته على بلائه رجاء ما ورد في ثواب ذلك من الموعود والجزاء الجزيل والأجر الكريم.

 

وأضاف فضيلته: أن الخلق عِيالُ الله، وتنفيسُ الكُرَب إحسانٌ إليهم، والعادةُ أن السيد والمالكَ يحبُّ الإحسان لعِياله وحاشيتِه، وليس شيءٌ أسهل من كشف الكُروب ودفع الخُطوب إذا ألمَّت بالمؤمن الذي لا يرى نفسَه إلا وقفًا على إخوانه، يُعينهم فيما استطاع، ويُصبِّرُهم على ما كان، ويُؤمِّنُ خائفَهم، ويُساعِدُ ضعيفَهم، ويحمِل ثِقَلهم، ويجِدون عنده المعدومَ، ولا يضجَرُ منهم، ولا يسأمُهم ولا يملُّهم.

 

وختم الشيخ خطبته بالوصية بالتقوى والقيام بحقوق الأخوة الإيمانية فقال: فاتقوا الله -عباد الله-، واعملوا على القيام بحقوق الإخوة في الله أينما كانوا، وكونوا أعوانًا لهم على الخير، وسدًّا منيعًا أمام مُخطَّطات المُغرِضين من أهل الأهواء وذوِي الأغراضِ والمصالحِ الخاصة.

 

 

المدينة المنورة:

 

ألقى فضيلة الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي -حفظه الله- خطبة الجمعة بعنوان: “الاستغفار في الكتاب والسنة”، والتي تحدَّث فيها عن أن الله –تعالى- قد كثَّر أبوابَ الخير وطُرق الأعمال الصالحات، تفضُّلاً ورحمةً وجُودًا وكرمًا من ربِ العزَّة والجلال، ليدخُل المُسلم أيَّ بابٍ من الخيرات، ويسلُك أيَّ طريقٍ من طُرق الطاعات، ومن هذه الأبواب الاستغفار.

 

واستهل فضيلته خطبته بنصح المصلين بتقوى الله تعالى، فقال: فاتقوا الله بالعمل بمرضاته، وهجر مُحرَّماته؛ لتفوزُوا برِضوانه ونعيم جناته، وتنجُوا من غضب عقوباته.

 

وأضاف الشيخ: أنه كان هديُ نبيِّنا – صلى الله عليه وسلم -: كثرةَ الاستغفار، مع أن الله تعالى غفرَ له ما تقدَّم من ذنبِه وما تأخَّر؛ فعن ابن عُمر – رضي الله عنهما – قال: كنا نعُدُّ لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – في المجلِس الواحِد مائةَ مرَّة.

 

وأكد فضيلته على ضرورة أن يطلب المسلم المغفرة من ربه فقال: يُشرعُ للعبد أن يطلُب من ربِّه –سبحانه– مغفرةَ ذنوبِه كلِّها، ما علِم منها وما لم يعلَم، فإن كثيرًا من الذنوبِ لا يعلمُها إلا الله، والعبدُ مُؤاخَذٌ بها.

 

وأضاف الشيخ موضحا أنه يجب على المسلم أن يحقق شروط الدعاء فقال: دُعاءُ العبدِ ربَّه بمغفِرة الذنوب دُعاءَ إخلاصٍ وإلحاحٍ، وسُؤال تضرُّع وتذلُّل، يتضمَّن التوبةَ من الذنوب، وسُؤالُ التوبة والتوفيقُ لها يتضمَّنُ الاستغفار، فكلٌّ من الاستغفار والتوبة إذا ذُكر كلٌّ منهما بمُفرده تضمَّن الآخر، وإذا اجتمعَا في النصوص كان معنى الاستغفار طلبَ محو الذنب وإزالة أثره، ووقاية شرِّ ما مضَى من الذنبِ وسَتره. والتوبة الرجوعُ إلى الله بترك الذنوب، ووِقاية ما يخافُه في المُستقبل من سيئاتِ أعماله، والعزمُ على ألا يفعلَه.

 

وحذَّر الشيخُ من الفتن فقال: احذَروا الفتنَ على الشباب؛ فإنها تضُرُّ الدينَ والدنيا، وتُوبِقُ العبدَ في الآخرة، وتُفسِد المعاشَ في الحياة، فالسعيدُ من جُنِّب الفتن ما ظهر منها وما بطَن، وأعظمُ فتنةٍ أن يلتبِس على المرء الحقُّ والباطلُ، والهُدى والضلال، والمعروفُ والمُنكَر، والحلالُ والحرام.

 

وختم الشيخ خطبته بضرورة الحذر من تكفير المسلمين وسفك الدم المعصوم فقال: وهل يظنُّ من يُفجِّر نفسَه أن ذلك سببٌ لدخول الجنة؟! أما علِم أن قاتلَ نفسه في النار؟! وهل يظنُّ أن من قتلَ مسلمًا أن قتلَه سببٌ لدخُول الجنة؟! أما علِم أن قتلَ المُسلم يُخلِّد صاحبَه في النار؟! من يأمرُك بالتفجير لنفسِك، فقُل له: يُفجِّر نفسَه هو، ولن يفعل أبدًا؛ لأنه يُريد أن يُلقِيَك في النار، ويُحاربَ بك المُسلمين، ويُزعزِع بك الأمنَ، وينشُر بك الفوضَى، وينشُر بك الإفساد، ويسفِك بك الدماءَ المعصُومة، ويجعلَك خارِجًا على جماعة المُسلمين وإمامهم.

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات