أوراق الفساد تتناثر!

علي بطيح العمري

2022-10-05 - 1444/03/09
التصنيفات:

عن أبي حُميد الساعدي قال: استعمَل الرسول – صلى الله عليه وسلم – رجلاً يقال له: ابن اللُّتْبيَّة، على الصدقة فلما قَدِم، قال: هذا لكم، وهذا أُهْدِي لي، فقام رسول الله على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ما بال العامل نَبعثه فيأتي، فيقول: هذا لك وهذا لي، فهلاَّ جلَس في بيت أبيه وأمه، فيَنظر أيُهْدى له أم لا؟ والذي نفسي بيده، لا يأتي بشيء إلاَّ جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته، إن كان بعيراً له رُغاء، أو بقرة لها خُوار، أو شاة تَيْعَر…”.

 

* * *

 

ابن اللتبية صحابي جليل، ربما لم يعلم بالحكم، فأخطأ وصحَّح له سيد الخلق ذلك الخطأ؛ ليظل حكماً شرعياً إلى قيام الساعة نصه: هدايا الموظفين محرمة.

 

* * *

 

الرشوة والفساد وكل المحرمات ستظل باطلة وإن تغيرت المسميات فقد يسمونها بالهدية أو دهن السير أو تحسين أحوال.. الخ فتغير المسميات لا يعني تغير الحكم.

 

* * *

 

كل إنسان قد يفسد، الفساد ليس محصوراً على المسؤول.. تقصير الأبوين في التربية فساد، سكوتك عن المجرمين فساد، تقصيرك في عبادتك وعملك فساد، نشر الخطيئة عبر وسائل إعلامك فساد…!

 

* * *

 

الفساد أنواع.. والفساد الإداري والمالي أحدها، وأكثر فساد الموظفين والمسؤولين يتمحور حول.. الرشوة، والمحسوبية، والواسطة، واستغلال النفوذ، ونهب الأموال، وهدرها وغسلها.. والفساد أحد أكبر التحديات التي تواجه المجتمعات، وأحد أهم عراقيل النهضة.. فالفساد يتسبب في زيادة البطالة، والتأثير السلبي على القيم الأخلاقية للمجتمع، وزيادة الفقر، وتعطيل التنمية، وإضعاف مستوى الجودة في البنية التحتية، وتدني مستوى الخدمات.

 

* * *

 

انتشار الفساد ربما كان بسبب سلبية المجتمع، وضعف آليات المساءلة والمحاسبة.. واليوم أظن المملكة عازمة على تطوير النزاهة لتصبح أنموذجاً أمثل وليصبح كل مواطن لديه وعي كامل عنها، وتصبح ثقافة تُعلم للأجيال القادمة حتى يصبح الفرد لديه رقيب ذاتي يمنعه من اقتراف الفساد.

 

الفساد له أشكال، ومنفذوه لهم ألوان.. هم كالعقارب؛ تلدغ الحق، وتنفث سموم الباطل.. ومن حركات الفاسدين وألاعيبهم.. ينهب مال الدولة، ويشيّد بها أرقى الفلل، ويكتب على واجهتها: هذا من فضل ربي!

 

* * *

 

المطبل والمداهن الذي كان يُسلّك للمفسدين؛ لا يقل فساداً عن المفسد الرئيس، المطبل يُلمعه ويغطي عليه ويدعمه لوجستياً..!.. فالفاسدون والمفسدون نهبوا أموال الدولة، وسرقوا أحلام الناس لعقود، فحان وقت المحاسبة بسيف الحق وقوة النظام!

 

* * *

 

الأمة التي تُحسن أن تجهر بالحق وتجترئ على الباطل تمتنع فيها أسباب الفساد، هكذا قال شيخنا عباس العقاد عليه رحمات الله.

 

* * *

 

عندما يأمن الموظف العقاب؛ سيقع وسيتمادى في الفساد.. ولعل بعد اليوم لا مكان للفاسدين، بعد قرار إنشاء لجنة مكافحة الفساد، التي تتبعت أمراء ووزراء ورجال أعمال، وتوعدت أنها لن تستثني أحداً.. فدولتنا في هذه المرحلة تتأهب لموسم ربيعي، وتعيش ربيعها العربي الذي يقوم على اجتثاث الإرهاب، واستئصال المفسدين، وتتبع المخربين.

 

أخيراً..

 

إن لم تستطع الوقوف بجانب الإصلاح، فابتعد عن محاولة التقليل والتشويه؛ فأوراق خريف الفساد تتناثر، والله لا يصلح عمل المفسدين!

 

ولكم تحياااااتي

 

 

المصدر: موقع تواصل

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات