المحادثة بين الجنسين عبر وسائل التواصل الاجتماعي بداعي الرغبة في الزواج

فتاوى الشبكة الإسلامية

2022-10-05 - 1444/03/09
التصنيفات:

السؤال

حكم محادثة الشاب للفتاة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لأنهم يحبون بعضهم، ويريدون الزواج؟ وما عقاب ذلك؟

 

الإجابــة

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 

فلا تجوز المحادثة بين الجنسين عبر وسائل التواصل الاجتماعي بداعي الحب والرغبة في الزواج؛ لأن علاقة الحبّ ‏بين الجنسين مظنّة الفتنة، والوقوع في الحرام، فمن ‏أراد نكاح فتاة فليأت ولي أمرها، وليخطبها إليه إن كان فعلًا يحبها، وأهلًا لنكاحها، فإن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال ‏فيما رواه ابن ماجه، وصححه الألباني: لم ُير للمتحابين مثل النكاح. وإلا قطع علاقته بها فإن مثل هذا الحبّ وخيمة عاقبته.

 

وذلك ‏لأن الأصل في التواصل بين الجنسين الحرمة إلا لحاجة وبضوابط، من أهمها: أمن الفتنة، وعدم النظر إلى صورة الفتاة، وعدم ‏الخضوع بالقول، وعدم التلذذ بسماع صوتها، والحشمة في الكلام، وقد سردنا ضوابط الحوار مع الأجنبية في الفتاوى: 1759‏، 21582، 181035، 239461‏، وانظر في علاج داء العشق الفتوى: 9360. ‏

 

وأما العقاب فألوان، قال ابن القيم - رحمه الله -: فكلّ من أحبّ شيئًا غيرَ الله عُذِّبَ به ثلاث مرّات في هذه الدار: فهو ‏يعذَّب به قبل حصوله حتى يحصل.

 

فإذا حصل عُذِّبَ به حالَ حصوله بالخوف من سلبه وفواته، والتنغيص والتنكيد عليه، ‏وأنواع المعارضات.

 

فإذا سُلِبَه اشتدّ عذابُه عليه، فهذه ثلاثة أنواع من العذاب في هذه الدار.‏

 

وأما في البرزخ، فعذابٌ يقارنه ألمُ الفراق الذي لا يرجو عودَه، وألمُ فَواتِ ما فاته من النعيم العظيم باشتغاله بضدّه، ‏وألمُ الحجاب عن الله، وألمُ الحسرة التي تقطع الأكباد، فالهم والغم والحسرة والحَزن تعمل في نفوسهم نظيرَ ما تعمل الهوامّ ‏والديدان في أبدانهم، بل عملها في النفوس دائم مستمرّ حتى يردّها الله إلى أجسادها، فحينئذ ينتقل العذاب إلى نوع هو أدهى ‏وأمرّ.‏

 

والله أعلم.

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات