كمبيوتر وإنترنت : بين السلبيات والإيجابيات الإنترنت يغزو أفكار الشباب وعاداتهم وأوقاتهم

فتحي يكن

2022-10-05 - 1444/03/09
التصنيفات:

الخبراء يحذرون من الانعكاسات السيئة ويؤكدون المراقبة الدقيقة للاستفادة.

 

 

 

الإنترنت يغزو أفكار الشباب:

 

عصرنا عصر التقدم والتطور التكنولوجي، وأصبح اليوم باستطاعة الإنسان أن يدخل العالم "بكبسة زر"، يجتمع العالم حول وجود لغة مشتركة وهي لغة الإنترنت، فالإنترنت لغة تواصل عالمية، ومن خلاله أصبح باستطاعة الفرد أن يملك العالم بين يديه.

 

 

 

ظاهرة الإنترنت غزت العالم بشكل هائل وبفترة زمنية قصيرة، ليتحول الجهاز إلى حاجة ضرورية لا غنى عنها، وقد أضحى بالإمكان التعرف على حضارات الدول جميعًا، فالإنترنت لا يعرف حدودًا، كما أنه باستطاعتنا إيجاد إجابات على كل التساؤلات التي تتوارد إلى ذهننا.

 

 

 

لقد دخل الكمبيوتر والإنترنت في المناهج الدراسية وإدارات المؤسسات، فهو وسيلة بحثية هامة في البلدان المتقدمة، ويقوم بمهام معقدة تتعاطى بشؤون البحث والتكنولوجيا، والشؤون الصناعية وحفظ المعلومات.

 

 

 

شبابنا اليوم اتخذوا من الكمبيوتر صديقًا والإنترنت "خير جليس"، فباتوا يمضون ساعات طويلة أمام هذا الجهاز الذي يؤمن لهم كل ما يتناسب مع هواياتهم من ألعاب ترفيهية ومن مواقع مختلفة؛ سواء كانت مواقع تثقيفية، أو ترفيهية، أو حتى مواضع تُشبع رغباتهم، وتكون متنفَّسًا لمكبوتاتهم، كما أنه فتح أمام الشباب بابًا واسعًا للتعرف على أشخاص من بلدان مختلفة.

 

 

 

إن حالة التعلق بالإنترنت وقضاء هذه الساعات الطويلة أمام جهاز الكمبيوتر، قد تبلغ مرحلة الإدمان، وعندها يكون الفرد قد وقع في فخ سيائته، ودفن حياته الاجتماعية في مقبرة التكنولوجيا، هذا عدا عن العوارض الصحية التي قد يتعرَّض لها.

 

 

 

كما يساهم الإنترنت في ضياع الشباب والأطفال إذا لم تخضع المواقع التي يزورها رواد الإنترنت لمراقبة الأهل وإرشادهم، فلا نستطيع أن نتجاهل عمليات الاغتصاب التي تتم عبر الإنترنت، ولا نستطيع أن ننكر وجود مواقع قد تودي بعقول الشباب وتؤثر سلبًا على حياتهم.

 

 

 

رأي مسؤول:

 

وهنا ماذا يقول المختصون والعارفون؟

 

الدكتور عاطف عطية باحث وأستاذ جامعي في علم الاجتماع، قال: إن أي وسيلة يستعملها الناس جاءت تلبية لحاجات محددة، فعلى امتداد التاريخ البشري لم تطلق أي آلة تقنية أو يدوية إلا وكانت استجابة لحاجات عملية يريد من خلالها الناس أن يرقوا بحياتهم، وأن يصلوا إلى مراكز أفضل، وهذه العلاقة الجدلية بين المجتمع الإنساني، وبين التقنيات التي يستعملها، والتي تحدِّد مدى ترقُّب هذا المجتمع ومدى قدرته على تلبية حاجاته.

 

 

 

من هنا نستطيع أن نبحث في موضوع الإنترنت، هو وسيلة تكنولوجية متقدمة استطاعت المجتمعات من خلالها أن تسهل أمورها الحياتية واليومية والاقتصادية، والصناعية والإعلامية بشكل خاص، باعتبار أن الإعلام اليوم هو الذي يحكم العالم، وهو الوسيلة الأساسية في عالم الغد لحل كافة المشاكل أو العلاقات الإنسانية بشكل عام.

 

 

 

إن البعض يعتبر هذه التكنولوجيا الحديثة نوعًا من الرفاهية، ونوعًا من الوسائل التي تضفي على بعض الفئات الاجتماعية نوعًا من التميز أو التقدم الظاهري الذي يعطيه الإنترنت لجماعات محددة من الناس؛ ليتعاملوا مع هذه التقنية من أجل الحوار مثلًا.

 

 

 

وأضاف عطية: إن هذه الحوارات التي تتم عبر الإنترنت هي غالبًا ما تتم بين فئات اجتماعية معينة، لا يتيح لها المجتمع المحافظ أو المحلي نوعًا من الحوار المباشر، فيجدون في هذه التقنية نوعًا من الحرية في التعاطي مع الغير.

 

 

 

مع العلم أن هذا النوع من الحوارات يطغى عليه الكثير من عدم الصدق وعدم الصراحة، باعتبار أن الطرفين المشاركين في الحديث لا يران بعضهما؛ مما يضفي عليه نوعًا من الخيال.

 

 

 

أما من ناحية التعامل مع المواقع الجديدة على الإنترنت، فقال عطية: إنه وعلى الرغم من الحسنات التي تقدمها زيارة هذه المواقع للفرد، فإنها قد تسيء إليه إذا ما تمت بشكل غير صحيح وغير سليم؛ حيث إنها قد تعزل الإنسان عن واقعه الاجتماعي، وتجعله يعتقد أن كل ما يراه عبر الإنترنت هو مسلمات وواقع لا بد منه.

 

 

 

وفي التطرق إلى موضوع الشباب أوضح عطية أن الشباب في أي مجتمع وفي أي زمان هم الأكثر فضولًا من كل الفئات الاجتماعية؛ سواء على مستوى السن، أو الفئات الاجتماعية، أو مستوى الجنس وغيرها، فهذه المرحلة هي المرحلة الأكثر فضولية، ويحاولون خلالها أن يتعرفوا إلى كل ما هو جديد، وأن يعبروا عن أنفسهم على مختلف المستويات النفسية أو الجسدية، وذلك من خلال الدخول في مغامرات معينة، فهناك عدد من الشباب أو الفتيات يشعرون بلذة ومتعة في إخبار رفاقهم عما رأوه على الإنترنت، وبهذا صار الإنترنت حالة اجتماعية فريدة من نوعها، ومرحلة تجارب مهمة في حياة الشباب؛ إذ إنه عندما يدخل الشاب حقل العمل والانشغال بالأمور الحياتية واليومية والعلمية، قد ينصرف عن الإنترنت ويقل اهتمامه به.

 

 

 

رأي الشباب:

 

وأخيرًا ما هو رأي الشباب الطرابلسي بالإنترنت؟ وما هي علاقته به؟

 

  • كريم عرب شاب في السابعة عشرة من عمره، عندما سئل عما إذا كان يستعمل الإنترنت، قال - وبلهجة فيها استغراب -: "أكيد أستعمل الإنترنت"، فهو لديه إنترنت في المنزل، ويقضي حوالي أربع ساعات يوميًّا؛ وذلك لأنه لاعَبه كثيرًا، ولكنه يجب أن يُضيع بعض الوقت، فيزور مواقع التسلية وغرف المحادثة، وصفحات السيارات، أما عن المواقع الثقافية، فهو قد يحتاجها إذا كان لديه بحث ما.

 

 

 

في حين أن عبير شحادة (16 سنة) تتفق مع كريم في استخدام الإنترنت للتسلية ومحادثة الأصدقاء، كما أنها تُقيم صداقات من خلال الإنترنت، وهي تُمضي وقتًا طويلًا أمام الإنترنت؛ مما أثر سلبًا على دراستها، وبعفوية مطلقة تقول: "لولا الإنترنت، ما كان صار لدي مدرسة صيفية".

 

 

 

كذلك الأمر بالنسبة لعلي الحاج حسين (16 سنة)، فهو سيحاول مع بدء العام الدراسي أن يقلع عن الذهاب إلى مقاهي الإنترنت؛ وذلك لأنه يؤثر سلبًا على دراسته وحاله، كحال معظم الشباب في عمره، فهو يمضي حوالي ثلاث ساعات يوميًّا أمام الإنترنت فقط للعب والتسلية، ولكنه على إدراك بما يقدمه الإنترنت من فائدة فكرية وثقافية.

 

 

 

أما سهى الأيوبي (22 سنة)، فتقول: إنه من خلال الإنترنت يستطيع الإنسان أن يتعرف على أشياء جديدة، ويستفيد من خبرات أناس آخرين، ومن معلومات لا يستطيع أن يحصل عليها من الكتب، كما أنه باستخدام الكمبيوتر صارت الأمور أسهل بكثير، وأن وقت الفراغ لا يضيع سُدًى كما لو كان أمام شاشات التلفزيون.

 

 

 

فهي إضافةً إلى زيارة موقع البريد الإلكتروني، تزور المواقع الإسلامية، وتشارك في المنتديات التي تتم عبر الإنترنت.

 

 

 

وعلى حد تعبيرها: إن الإنترنت سلاح ذو حدين، فهناك من يستخدمه ليستفيد منه، وآخرون لا يستخدمونه في الطريق الصحيح، وبذلك يكون ضرُّه أكثر نفعه؛ اللواء رنده مرعبي.

 

 

 

المصدر: موقع الداعية فتحي يكن

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات