التعامل مع الأم التي تشاهد المنكرات في التلفاز

فتاوى الشبكة الإسلامية

2022-10-05 - 1444/03/09
التصنيفات:

أرجو منكم أن تجيبوني عن استفتائي، وأن لا تحيلوني على فتاوى أخرى. أنا شاب في الواحدة والعشرين من العمر، وقد مَنَّ الله عليّ بالاستقامة -أسأل الله أن يثبتني وإياكم على صراطه المستقيم- ووالدتي - هداها الله- تضيع وقتها في مشاهدة التلفاز بما لا يفيد من مسلسلات، وأفلام ...الخ، ويصاحبها موسيقى، وفنانات بمناظر تكون أحيانًا مخلة بما يثير الفتنة والشهوات، خصوصًا أني عازب، ولا أستطيع الزواج، وأنا -ولله الحمد- لا أشاهد التلفاز، لكني عندما أقضي حوائجي في المنزل، لا بد لي من المرور بنفس الغرفة، وقد تقع عيني عليه بغير قصد، ونبهت والدتي مرارًا على ذلك، ولكن لا مجيب، ووالدتي ترفع من صوت التلفاز، فيعم الصوت أرجاء المنزل، ولا تخفضه إلا نادرًا، ثم لا تلبث أن ترفعه مرة أخرى، ولا أستطيع أن أتفاداه إلا بالخروج من المنزل، ووالدتي تشتكي من قلة جلوسي معها، وأنا لا أجلس معها بكثرة؛ بسبب أنها دائمًا تجلس في غرفة التلفاز، فهل أكون آثمًا بقلة جلوسي معها بسبب ما يشاهد من التلفاز؟ وإذا جلست معها ولم أنظر إلى التلفاز، ولكن أتى إلى مسامعي موسيقاه ولم أعرها انتباهي، فهل عليّ ذنب أم لا؟ وإذا كان عليّ أن أتجنب سماع الأصوات، والموسيقى، فكيف ذلك، والصوت يعم أرجاء المنزل، وأنتم تعلمون أنه لا راحة للشخص إلا في منزله؟ فوالله إني أبكي من شدة ما أجد، وإنها لتؤثر عليّ في ديني إذا تعودت على هذا الأمر، فتجدني في بعض الأحيان أتهاون في إطلاق النظر على النساء، فلا تكاد تجدني إلا والشهوة مثارة أغلب الوقت، وينقص إيماني إلى أن تراني لا أنكر منكرًا، ولا آمر بمعروف، وتهون عليّ الذنوب بسبب التلفاز، مع أني لا أشاهده - نسأل الله السلامة، والعافية، والهداية-. فو الله إني أتعذب في نفسي، فلا أستطيع أن أقرأ القرآن، أو أن أصلي قيام الليل، أو أن أنام بهدوء -أسأل الله أن يفرج همومنا، وأن يعيننا على طاعته، وأن يرضى عنا، ويغفر لنا، ويرحمنا إنه هو الغفور الرحيم-.

الإجابــة

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 

فنسأل الله أن يهدي والدتك، وأن يجنبك وإياها منكرات الأقوال، والأفعال، والأهواء، والأدواء.

 

ونرجو ألا يكون عليك حرج في سماعك للموسيقى دون قصد؛ فالمحظور هو الاستماع؛ كما بينا في الفتوى رقم: 142457.

 

ولكن يبقى وجوب إنكار المنكر؛ فعليك إنكار هذه المنكرات بقدر طاقتك، دون إساءة للأم، وليس لك أن تجلس معها حال استماعها؛ لأن هذا يتنافى مع وجوب إنكار المنكر، وانظر الفتويين: 263587، 71065، وتوابعها.

 

وراجع في كيفية نصح الأم، الفتوى رقم: 226861.

 

وحاول إشغالها بالقرآن، أو شيء من المباحات، لعلها تسلو عن منكرات التلفاز.

 

وأما ما ذكرته من تأثر قلبك سلبًا بذلك؛ فالحمد لله على بقاء الشعور بضعف الإيمان، وتألم القلب بذلك؛ فقد يصل القلب -والعياذ بالله- إلى فقد الشعور بالألم، فبادر نفسك بالتضرع إلى الله أن يعينك على ذكره، وشكره، وحسن عبادته، والزم الصلاة، والقرآن، وصاحب الأخيار -نسأل الله أن يجدد الإيمان في قلوبنا أجمعين-.

 

ونوصيك بلزوم الوصايا المذكورة في الفتويين: 235543، 124567.

 

وإذا وقعت في إطلاق البصر، فلا تتماد، ولكن بادر بالتوبة، وإتباع السيئة الحسنة، وراجع في ضبط الشهوة الفتوى رقم: 23231.

 

وراجع الفتوى رقم: 248848 ففيها نصيحة عظيمة تعين العبد على إنكار المنكرات.

 

والله أعلم.

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات