مفهوم الإعلام والأسس المشتركة بين الإعلامين الإنساني والإسلامي

عبد الحليم عويس

2022-10-05 - 1444/03/09
التصنيفات:

في البداية يخضع (الإعلام) للتوجيه الوضعي، بينما يخضع (الإعلام الإسلامي) للتوجيه الديني، ومع ذلك فثمة أرضية مشتركة بين الاعلامين، وثمة فروق أيضاً..

 

فالإعلام هو: "العلم الذي يدرس اتصال الإنسان اتصالاً واسعاً بأبناء جنسه... اتصال وعي وإدراك، وما يترتب على عملية الاتصال هذه من أثر ورد فعل، وما يرتبط بهذا الاتصال من ظروف زمانية ومكانية وكمية ونوعية".

 

وثمة تعريف آخر لعلم الإعلام أو علم الاتصال يري أن علم الاتصال بالجماهير:

 

"هو العلم الذي يدرس الظاهرة الاجتماعية المتمثلة في اتصال الجماهير ببعضها بعد دراسة منظمة، والتي لا يمكن أن تعيش بدونها أية جماعة إنسانية أو منظمة اجتماعية [1].

 

 

  • وقد حظي تعريف (أوتوجرت الألماني) باحترام الدارسين، فقد عرف الإعلام بقوله: "الإعلام هو التعبير الموضوعي لعقليه الجماهير ولروحها وميولها واتجاهاتها في الوقت نفسه"[2]..

 

وقد عرَّفه الدكتور عبد الطيف حمزة بقوله:" تزويد الناس بالأخبار الصحيحة، والمعلومات السليمة، والحقائق الثابتة، التي تساعدهم على تكوين رأي صائب في واقعة من الوقائع أو مشكلة من المشكلات، بحيث يعبر هذا الرأي تعبيراً موضوعياً عن عقلية الجماهير واتجاهاتهم وميولهم" [3].

 

ونستطيع القول بأن الوظائف المعاصرة للإعلام يمكن النظر إليها نظرة جديدة تعتمد على التوسع الذي طرأ علي وظائف وسائل الإعلام، وعلي تطور الخدمة الإعلامية في المجتمعات المعاصرة.

 

 

ومن النظر لتطور وظائف الإعلام المعاصر يمكن أن نحصرها في الوظائف التالية:

 

1- الوظيفة الإخبارية.

 

2- وظيفة التنمية.

 

3- الوظيفة التربوية.

 

4- وظيفة الشورى أو الوظيفة الديمقراطية.

 

5- الوظيفة الترفيهية.

 

6- الوظيفة التسويقية أو وظيفة الإعلانات.

 

7- وظيفة الخدمات العامة [4].

 

 

والجدير بالذكر هنا أن الإعلام بمعناه العام، وفي إطاره الإسلامي قد التقيا في الوظائف السابقة، مع وجود ضمانات وضوابط أكثر في الإعلام الإسلامي، فيما يتصل بمفاهيم هذه الوظائف، كما يلتقي الإعلامان أيضاً في النشاط الذي يمارسه الإعلام من خلال سمات أو صفات ضرورية تجعله إعلاماً بناء لا هداماً.

 

 

 

وأبرز هذه الصفات والخصائص الإعلامية المشتركة ما يلي:

 

1- تزويد الناس بالأخبار الصحيحة.

 

2- المعلومات السليمة.

 

3- الحقائق الثابتة، وذلك لتكوين رأي عام حول هذه المعلومات.

 

4- الموضوعية والواقعية والحياد.

 

5- التعبير عن عقلية الجماهير واتجاهاتها أو ميولها العقلية والتوافق مع احتياجاتها.

 

6- الوضوح، عكس الغموض. والقدرة على التعامل- والسمو - بالروح الاجتماعية والتقاليد السائدة.

 

7- الصراحة، لأنها تقنع القارئ أو المستمع أو المشاهد.

 

8- الدقة التي توجب التوثيق. فيجب ذكر المصادر في كل حالة.

 

9- الصدق في صياغة الأخبار وطرحها.

 

10- التنوير أو التثقيف للأمة.

 

11- مخاطبة العقول لا الغرائز [5].

 

 

 

ويلتقي الإعلام بمعناه المطلق، والإعلام الإسلامي - بالضرورة - في أركان العملية الإعلامية باعتبارها ظاهرة اجتماعية [6] وهي:

 

المرسل أو المصدر ((source، الرسالة ( message )، الوسيلة ( media )، المستقبل أو المتلقي (reciver )، التأثير ( effect )، رد الفعل feed back) ).

 

فهذه الأركان تمثل الهيكل العضوي الضروري للعملية الإعلامية، ولا يستطيع الإعلام أن يتخلى عن واحد من أعضائها.. فكلها كالجسد الواحد القائم على التشابك والتناسق.

 

 

  • أما رجل الإعلام وهو المرسل أي الشخص الذي يقوم بمهمة إعداد الرسالة الإعلامية وإصدارها من خلال أية وسيلة إعلامية... رجل الإعلام هذا يجب أن يمتلك مواصفات رجل الإعلام وهي:

 

1- أن يمتلك قدرا من الموهبة في مجال الإعلام.

 

2- أن يكون على قدر كاف من الخبرة المهنية علي أساس علمي.

 

3- أن يكون على قسط وافر من الثقافة العامة.

 

4- أن يكون متفهما لقضايا المجتمع الداخلية والخارجية.

 

5- أن يملك القدرة على التكيف في مخاطبة الجماهير.

 

6- أن يكون الإعلامي شخصية أخلاقية.

 

7- أن يكون مؤمنا بسموّ رسالته [7].

 

 

ولا خلاف بين الإعلام الإنساني العام، والإعلام الإسلامي الخاص في أهمية تحقق هذه الشروط في رجل الإعلام... إنها شروط أساسية ضرورية لكل إعلامي، وثمة شروط أخري تضاف إليها في رجل الإعلام المسلم المؤمن بعقيدة التوحيد وبالشريعة الإسلامية، وبالرسالة الحضارية نحو الإنسانية.

 

ومع ذلك فنحن - للأسف - نجد كثيراً من الإعلاميين يبيعون أنفسهم للنظم الحاكمة، فيتجهون حسب مقتضيات الوظيفة.. بل إننا نجد ما هو أدهي، وهو وجود دول تفرض على رجل الإعلام، أن يكون ظلاً لها، بلا رأي، ولا شخصية.

 

وقد تحاسبه حسابا عسيراً على أية جملة ينطق بها لا ترضيها. وليس شرطا أن تكون دولة نامية محكومة بعسكريين استبداديين... فثمة دول كبيرة - مثل أمريكا - تفرض على رجل الإعلام أن يقول ما تشاء، وان يمتنع عن ذكر الحقائق التي يعرفها، وذلك مثلما رأينا الإعلام الأمريكي الموجه، أثناء حروب أفغانستان والعراق وحرب غزة. كما نجد هذا الإعلام الأمريكي تابعا للإعلام الصهيوني، وهذه كارثة إعلامية معاصرة، تفقد رجل الإعلام وجوده، وتجعله مجرد بوق من الأبواق.

 

وأيا كان الأمر؛ فإننا نجد تشابها كبيراً بين الإعلام الإنساني، من الناحية التنظيرية، وبين الإعلام الإسلامي.

 

أما الظروف التي لا تسمح بالالتزام، والتي تفقد العملية الإعلامية بعض أركانها، لاسيما في ركنيها الكبيرين وهما: المرسل والرسالة، هذه الظروف يجب أن تقاوم من كل العالم، حتى يعود للإعلام مصداقيته، ويحقق رسالته، وهي رسالة محلية وعالمية معاً.

 

[1] د/ محمد سيد محمد: المسؤولية الإعلامية في الإسلام، ص36، دار الفكر العربي ط3، مصر.

 

[2] عبد الطيف حمزة: الإعلام والدعاية ص67 نشر القاهرة 1978م ط 2.

 

[3] عبد الطيف حمزة: المرجع السابق ص75.

 

[4] د/محمد سيد محمد: المسؤولية الإعلامية في الإسلام، ص38، وما بعدها(بتصرف).

 

[5] محمد خير رمضان يوسف: من خصائص الإعلام الإسلامي"ص 14.13إصدار رابطة العالم الإسلامي، مكة المكرمة 1410هـ.

 

[6] د/ محمد سيد محمد: المسئولية الإعلامية في الإسلام، ص34

 

[7] حامد عبد الواحد: الإعلام في المجتمع الإسلامي ص 30طبع رابطة العالم الإسلامي بمكة 1984م.

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات