الزواج الثاني .. حلم الأزواج !

أميمة الجابر

2022-10-05 - 1444/03/09
التصنيفات:

الزواج نعمة من نعم الله تعالي علي عباده ، و فيه الاستقرار النفسي وراحة البال و السكون و السكن , يعين الزوج علي العفة والعفاف ، والرصانة ، والجد والاجتهاد , وتحمل معاني المسؤولية ، وينقلهم من حياة الفرية إلى المسؤولية الاجتماية والنضج التربوي ..

 

يعيش بعض الأزواج سعداء , و البعض يمثل عنده الزواج – خصوصا بعد عدة سنوات – شيئا من ملل و رتابة و كآبة ..

 

البعض يسعى للتغلب على ذلك الشعور ، فيخرج ملله هذا في كثرة العمل و من ثم يجد نجاحا , فيزيد رزقه و يجد نفسه يستطيع أن يفتح بيتا جديد, , فتراه يبدا ينظر لزوجته نظرة التقصير !

 

ورغم أن زوجته تبذل جهدها و تتفاني له و لأولاده بالمجهود و بكل ما تملك , فإن نظرة التقصير لا تكاد تفارقه !

 

ثم يبدا يعلق لها أمام كل صغيرة و كبيرة , و يترصد لها الأخطاء , ويبدأ الشيطان يقبحها في نظره ، فلا يجدها جميلة في عينيه كما كانت من قبل !

 

قد يرجع ذلك لفقدان الزوجة بالفعل لجمالها بعد مرور فترة من الزواج , إلي جانب انشغالها و الاهتمام بمتطلبات الأسرة و الأولاد مما جعلها تنشغل عن نفسها و عن العناية بمظهرها , غير ما يمكن أن يصل من اغفالها حق زوجها والانشغال عن رعايته .

 

فتكبر عنده فكرة الزواج الثاني و يبدأ يحلم به , و يرسم آمالا وردية بهذا الزواج .

 

يحلم أن الزوجة الثانية ستحقق له السعادة إلى الأبد بعد أن غابت عن بيته الأول .

 

يحلم أنه ستذهب همومه , و يجد من يهتم به و يرعاه من جديد .

 

يحلم أنه عندما تهدر حقوقه في بيته الأول سيجد زوجة أخرى في انتظاره تعوضه ما يحتاج .

 

لا يستطيع أحد أن يحجر على تفكير الأزواج بالتعدد ، ولا أن يجادل في اباحته ، بل وفي منافعه لكثير من الناس ، ولكونه الحل في بعض المشكلات العقيمة ..

 

لكن قد ينسى الزوج في زحمة أحلامه أنه سيكون مسئولا عن بيت ثان ، فستتضاعف مسئوليته ضعفين .

 

وينسي أنه ربما ستزداد مشكلاته ، خاصة المشكلات التي سيواجهها من البيت الأول بعد زواجه هذا .

 

وينسي أنه قد يتعرض لتجربة جديدة ربما يتم الانسجام نفسيا معها , و ربما لا !

 

أزواج كثيرون ضربوا لنا نماذج بعد زواجهم الثاني ، فصرنا لا نرى في عيونهم إلا الحيرة و الهم , و كنا نحسبهم سعداء ، ذهبت السكرة وبقيت الفكرة ، وغاب الحلم وبقيت الشكوى من جديد !

 

الزوج قد يصدم عندما لا تتحقق أحلامه بعد هذا الزواج , و يكون في حيرة إذا طلقها ... يفكر في الخسارة النفسية والاجتماعية والمادية التى ستلحق به جراء هذا الطلاق , و إذا تركها في عصمته تحمل و صبر على مضض ومعاناة .

 

بعض الأزواج يصرحون بالندم بعدهذا الزواج فما سبب هذا الندم ؟

 

هل يا ترى لأن الزوج لم يكن عنده القدرة علي تحمل مسئولية مشاكل بيتين ، أم لأنه أساء اختيارشريكة حياته الجديدة فانبهر بالمظهر ولم يتمحص في دينها و خلقها و تربيتها ؟!

 

أم بسبب أنه اتخذ هذا الزواج وسيلة لتأديب الزوجة الأولى و الانتقام منها على ذنب ربما كانت بريئة منه أو مظلومة ؟!

 

أكرر أنه لا شك أن الزواج الثاني شرعه الله تعالي , و ذكره في كتابه الكريم , فبعقولنا نؤمن بكلماته , و بقلوبنا نسلم له .

 

وبالفعل قد نجح بعض الأزواج في تحقيق أهدافهم و آمالهم من خلال تطبيق العدل بين البيتين و بين الزوجتين ، وسار قارب الحياة بلا أكدار .

 

أما عن الأزواج التي تحطمت آمالهم بعده , فمن هنا نرجع لكل زوجة ثانية جاء إليها زوجها و اختارها ليجدد أملا عنده ونوجه خطابنا لها , فلابد أن تعلم أن زوجها لم يتزوجها إلا ليجد سعادة محروما منها , و لم يقدم علي هذه المسئولية المضاعفة إلا ليعوض حرمانا و عطفا مفتقده , أو ربما اختارها ليساعدها إن كانت أرمل أو مطلقة فيرعاها .

 

فعليها ألا تجعله يسأم مرة ثانية , أو يصدم عند زواجه منها , أو يندم لاقدامه علي هذه التجربة .

 

فالزوجة هي سيدة البيت , قد تجعله بيتا سعيدا , أو تجعله بيتا معتما ملغما بالهموم و الغيوم .

 

فالابتسامة صدقة , و الكلمة الطيبة صدقة , و حسن تبعل الزوج وطاعته مفتاح لدخول الجنة .

 

أقول لها ، عليك كزوجة جديدة ، أن تتحلي بالصبر, و لا تحزني منه إذا اهتم ببيته الأول من جديد .

 

تجنبي الجدل معه فعندئذ لا يتولد إلا النكد والهم , فالشجار علي رأس الأسباب التي تؤدى إلي هجر الرجل بيته .

 

كوني صديقة و زوجة في آن واحد , و اياك و الغيرة المفرطة فهي أحد الأسباب التي تتسبب في شعور الزوج بالملل .

 

أطلبي منه ما تريدين بلطف , و عدم الضغط عليه و لا تكررى الطلب تكرارا فيسأم.

 

فالزوج يحتاج منك الترحيب دائما لأنه  قد لا يجده في بيته الأول بعد ذلك , و البشاشة و الاقبال حتي لا يفر من بيته الثاني كما فر من بيته الأول .

 

أما أنت أيها الزوج الحالم ، فإني أنصحك أن تنظر بعين رحيمة لزوجتك الأولى ، وتتقي الله فيها ، وتذكر فضلها ، وتعرف حقها ، وتحسن إليها بالقول والفعل .

 

وأن تبذل جهدك في إصلاحها ونصحها وأن تعينها على حل مشكلاتك معها وإذابة جدران الجليد بينكما بكل طريق وسبيل .

 

وألا تستعجل في قرار الزواج الثاني لمجرد نزوة أو فكرة أو مشكلة ، لكن بعد أن تزن شأنك ، وتدرس حالك ، وتستشير وتستخير .

 

كما أنصحك أن تتخلى عن الأحلام الوردية ، والأوهام غير الواقعية ، وتتوقع أن الزواج هو الزواج بمسؤولياته ومشكلاته وبأفراحه وأتراحه ، فكن حكيما في ميزانك ، وتحسس موضع قدميك قبل الإقدام .

 

واياك أن تستهلكك الأحلام فتذهب بك بعيدا عن قدرتك وإمكاناتك ، وواقعك ، واذكر الوفاء فإنه شيمة أهل المروءة والإيمان .

 

المصدر: المسلم

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات