دور الداعية في محاربة الشائعات

عوض عز الرجال متولي عفيفي

2022-10-04 - 1444/03/08
التصنيفات:

 

الداعية له دور ومكانة في مهنته، وفي المجتمع الذي يعيش ويمارس دعوته فيه، واتباعًا للدعاة الصادقين من الأنبياء والمرسلين ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ فإنه ينبغي على الداعية أن يتعايشَ مع مجتمعه، فيخالط الناس، ويصبر على أذاهم، ويؤمن بالله، ويعمل الصالحات، ويتواصى بالحق، ويتواصى بالصبر مع نفسه، ومع إخوانه في حقل الدعوة ومع المدعوين، ويوجِّه النصيحة لله ولرسوله ولكتابة ولأئمة المسلمين وعامَّتهم، وعلى هذا فمما يواجه الداعية ويواجه مجتمعه قضيةُ الشائعات، ودور الداعية فيها على النحو التالي:

أولاً: في نفسه:

1- أن يتعلم فقه الكلام، ومشتقاته؛ فيتعلم ما فيه نجاته من عذاب الله.

 

2- أن يربِّي نفسه على أطايب الكلام، ويصرف نفسه عن شروره؛ فيضبط لسانه على ما يُرضِي الله، ويعوِّده عليه.

 

3- أن يعمل بما يعلم من دين الله - عز وجل - فيما يخص الدين كله، "وفقه الكلام" خاصة.

 

4- أن يُلزِم نفسه بمنهج الإسلام في الوقاية من الشائعات: "من التثبت، والفقه، والفهم، والفطنة، والتيقظ"، وغيرها.

 

5- أن يفقه الشائعات، ويتعلمها، باعتبارها وسيلة من وسائل الاتصال والتواصل:

عَرَفتُ الشرَّ لا للشَّرْرِ

لكنْ لتوقِّيهِ

ومَن لا يَعرِفِ الخيرَ

منَ الشرِّ يَقع فيهِ

 

6- أن يتبلور في عقله تصورٌ كامل عن "فقه الإسلام في تربية المجتمع على مواجهة الشائعات".

 

ثانيًا: دور الداعية مع الناس: "المدعوين".

1- "ناصح أمين - بصيرٌ بأحوالهم، مداوٍ لأمراضهم؛ مما يسمح له بالاطلاع على ما يَضِيرهم من هموم الحياة، كالشائعات، وأمثالها؛ أي إنه يمارس دوره كموجِّه اجتماعي.

 

أن يتحيَّن الفرص المناسبة من خلال فقه الدعوة؛ لدعوة الناس إلى التمسك بمنهج الإسلام، في التعامل مع الأخبار عامة، والشائعات خاصة، ويضع برامجَ مخططة ومنظمة لدعوة الناس لهذا المنهج، وحماية مجتمعه من آثارها الضارة.

 

2- ألا يدع شائعةً تمرُّ بمجتمعه مما يهمه، إلا ويجعلها مدخلاً له في تبيين منهج الإسلام في التعامل مع الشائعات.

 

3- أن يُتقِن فنِّيَّات محاربة الشائعات في المجتمع، ويضعها قيد التنفيذ.

 

4- التحذير من النفاق وأهله، وأتباع كل ناعق، ومَن يتكلم بكل ما يسمع، والكذَّاب والمُغتَاب، وغيرهم من أصحاب أمراض اللسان بفقهٍ وحكمة وموعظة حسنة، ويتناصح معهم بما وفَّقه الله إليه من الوسائل والأساليب المشروعة.

 

5- أن يُدرِك دوره في التنشئة الاجتماعية، ويُدرِك الناسُ دوره هذا؛ مما يجعل مقاومة الشائعة سهلة غير معقدة.

 

6- أن يُدرِك أنه ناقلٌ للمعرفة ولعلوم الدين إلى الناس، فيدعو ويعلِّم على بصيرة.

 

ثالثًا: دور الداعية مع المسؤولين:

1- إبلاغ أولي الأمر المسؤولين بأمر الشائعة.

 

2- النصيحة لهم، وحضهم على دَحْضها، ومساعدتهم في محاربتها، وتحقيق التكامل بين "الدعاة والأمراء".

 

3- الشفافية في عَرْض الحقائق.

 

4- مقاومة الشائعات التي تثار ضد الولاة والمسؤولين.

 

رابعًا: دور الداعية مع الدعاة والعلماء في محاربة الشائعات:

1- التكامل والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر مع إخوانه.

 

2- ألا يكون عونًا للشيطان على أحدهم، فلا يدعو إلى شائعة ضده، ولا ينشرها، ويتبع منهج الإسلام في التعامل مع الشائعات، ويُعرِض عن أعراض العلماء وزلاَّتهم، ولا يتصيَّدها، ولا يَنْزَلق في كلام الأقران في بعضهم البعض.

 

3- باعتبار أن من أدواره أنه عضوٌ في مِهْنَة، فإنه مطالَب بالمشاركة في رفع مِهْنَة الدعوة ومستواها، من خلال اشتراكه مع إخوانه في الندوات، والأبحاث، والمؤتمرات، والنقابات؛ فيتواصل هو وإخوانه لتحقيق النمو العلمي، من خلال القراءة، والدراسة، والبحث، ويواصل هو وإخوانه تحقيقَ النمو المِهْنِي للدعوة التي هي رسالتهم، من خلال الإسهام بالنشاط، والعمل، والفكر.

 

ومن صور ذلك: إقامة ندوات متنقلة بين المساجد؛ للتوعية من خطر الشائعات، وتبصير الناس بطرق الوقاية، والعلاج منها ومن آثارها.

 

4- أن يَحذَر هو وإخوانه من دعاة الضلالة، الواقفين على أبواب جهنَّم، ممن يستهزؤون ويسخرون من الدعاة، ويتقوَّلون عليهم.

 

وأخيرًا:

فإن دور الداعية هو دور الأنبياء - عليهم السلام - وما كان مني كباحث إلا أن ألقيتُ الضوء على دور واحد من أدواره، في مواجهة مشكلة واحدة وهي الشائعة، فما كان من توفيق فمن الله وحده، وما كان من زلل أو خطأ أو سهو أو نسيان؛ فمني ومن الشيطان، والله ورسوله منه براء.

رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/50880/#ixzz4j355cdEF

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات