استراتيجيات التصدي للشائعات (2)

عوض عز الرجال متولي عفيفي

2022-10-04 - 1444/03/08
التصنيفات:

 

عوض عز الرجال متولي عفيفي

 

المدخل العلاجي:

 

يختص هذا المدخل بتحديد آلية التصدي للشائعات، ومكافحتها، ووقف سريانها، من خلال الخطوات والمراحل التالية:

 

المرحلة الأولى: اكتشاف وتحديد المشكلة (الشائعة):

 

من خلال إبلاغ المسؤولين، ومن خلال الهيئة الخاصة بالتعامل مع الشائعات، ووعي المواطنين بها وبمهامها.

 

 

 

المرحلة الثانية: دراسة وتحليل الشائعة:

 

وذلك من حيث الشكل والمضمون: "المكان - الجمهور - الدوافع - الأسباب - الآثار"؛ وذلك من خلال جداول بيانية تحليلية، مُدرَج بها كل ما يخص الشائعة؛ وذلك لكي تتضح عملية الدراسة والتحليل، وتكون أكثر إجرائية.

 

 

 

المرحلة الثالثة: التصدي للشائعة:

 

توجد إجراءات عديدة تساعد كلها أو بعضها في مكافحة الشائعة، والحد من انتشارها، وينبغي التأكيد أولاً على مبدأ المسؤولية الجماعية في مقاومة الشائعات.

 

 

 

وثانيًا: التثبت من الشائعة؛ ومن إجراءات التثبت:

 

1- الرد غير المباشر:

 

عدم تكرار ألفاظ الشائعة، وفي حالة النشر تستبعد العبارة الملفَّقة، وذكر الشائعة في سياقمن الأفكار والأدلة والبراهين المؤكِّدة للرد، أو تغير الشائعة بالحجج والأدلة، والاعتراف بالحقيقة أُولَى الخطوات في معالجة الأزمات وتجاوزها.

 

 

 

2- تكذيب الشائعة:

 

من خلال وسائل الاتصال المتعدِّدة - الاقتصار على الألفاظ الدالة عليها من دون ذكر لها - ولا بد من مصداقية المصدر المكذِّب للشائعة - يقوم بالتكذيب - مسؤول ثقة - متخصص - بالأدلة - نشر الحقائق وتكذيب المختلفة - التلميح للشائعة من غير سرد لها ومع تأكيد تكذيبها "حادثة الإفك".

 

 

 

3- إطلاق شائعة مضادة:

 

مع العلم أن الأصل في المسلم الصدقُ، ولا ينبغي له أن يخسر هذه القيمة أبدًا: ﴿ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ﴾ [محمد: 21]، وجواز الكذب في الحرب إنما هو بالقدر الذي يضلِّل الأعداء فقط، وليس الذي يسوق الوهم ويغرر بالمسلمين.

 

 

 

4- التجاهل "الإهمال":

 

إن التوقف عن متابعة الشائعة، مع الحرص على إتاحة المعلومات الصحيحة؛ يَحُدُّ من انتشارها، ويوحي بعدم أهميتها؛ فلا أحد يتحدَّث بها، ولا ينشرها، من باب قول الله - سبحانه وتعالى -: ﴿ وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 16].

 

 

 

5- السرعة في الرد على الشائعة:

 

من خلال التأثير على عنصري الغموض العام والقابلية للتصديق - وعدم السرعة في الرد يعني التثبيت والتأكيد لها ﴿ فَتَبَيَّنُوا ﴾ إلغاء للتعقيب، ويستخدم هذا الأسلوب للتأثير على القابلية للتصديق والأهمية ويستخدم هذا الأسلوب في التأثير على القابلية للتصديق.

 

 

 

6- الكشف عن مصدر الشائعة:

 

وكشف حقيقة أهدافه، واتخاذ آليات تحدُّ من عمله كمروِّج للشائعات - وتدمير مصدرها؛ (كغزوة تبوك، مسجد الضرار).

 

 

 

7- تحديد مَوَاطن مهاجمة الشائعة:

 

وإظهارها كذبة، ومروِّجها عدو خائن، والسخرية منها، النبي - صلى الله عليه وسلم - حدَّد موطن الشائعة ومصدرها فهاجمه؛ "أحرق مسجد الضرار، أمر بحرق بيت سويلم اليهودي".

 

 

 

8- بناء عيادة للشائعات:

 

تخصص لها مساحة معقولة في وسائل الإعلام، وتتفقَّد الشائعات، وتحلِّلها بدقة وترد عليها، وهذا هو المعمول به في مقاومة شائعات الإنترنت؛ فيخصَّص موقعٌ موثوق به يتضمَّن جملة من المتخصِّصين في الكشف والتحليل والرد على الشائعات، والتحذير منها.

 

 

 

9- تحويل الأنظار عن الشائعة إلى مجالات أخرى مفيدة:

 

كما حدث في غزوة بني المُصْطَلق.

 

 

 

وقد أجمل الإسلام منهجه في مقاومة الشائعات من خلال النقاط التالية:

 

أولاً: حال المسلم كناقل للخبر، أو كاتب له، وقد أوضحناه في المنهج الوقائي والمحور الديني.

 

 

 

ثانيًا: حال المسلم كمستمع، أو قارئ، أو مشاهد:

 

ينبغي على المسلم عند سماعه للخبر أن:

 

1- يقدِّم حسن الظن بأخيه المسلم، وهو طلب الدليل الداخلي الوجداني؛ لقوله - تعالى -: ﴿ لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ ﴾ [النور: 12]، وهذه هي وحدة الصف الداخلية.

 

 

 

2- طلب الدليل الخارجي البرهاني: لقوله - تعالى -: ﴿ لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ﴾ [النور: 13].

 

 

 

3- لا يتحدَّث بما سمعه ولا ينشره: ﴿ وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 16].

 

 

 

4- يَرُدُّ الأمر إلى أولي الأمر، ولا يُشِيعه بين الناس أبدًا: ﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً ﴾ [النساء: 83].

 

 

 

والشائعات إذا حُوصِرت بهذه الأمور؛ فإنه يمكن أن نتفادى آثارها السيئة.

 

 

 

ولقد أخبر الله - سبحانه - أن المنافقين مُرَوِّجي الشائعات، لو خرجوا في جيش المسلمين ما زادوهم إلا خبالاً، ولكانوا يَسْعَون بينهم مُسرِعين يطلبون لهم الفتنة، وفي المؤمنين مَن يقبل منهم ويستجيب لهم؛ إما لظن مخطئ، أو لنوع من الهوى، أو لمجموعهما، أو لجهل.

 

 

 

يقول - سبحانه -: ﴿ لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالاً وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴾ [التوبة: 47].

 

 

 

5- ولذلك ينبغي عدم سماع ما يقوله: "الكذَّابون - المنافقون - المغتابون - أصحاب القلوب المريضة"، وعدم الرضا بذلك، والصد عنهم، والتحذير منهم.

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات