شائعات مواقع التواصل الاجتماعى.. فراغ قاتل أم خطط محكمة؟

نورهان غنيم

2022-10-04 - 1444/03/08
التصنيفات:

 

الباحثة فى علم الاجتماع

 

بالرغم من فاعلية شبكات التواصل الاجتماعى فى نقل الاحداث بشكل آنى ،الا انها فى المقابل بيئة خصبة لنشر الشائعات التى أصبحت من أهم المظاهر الاجتماعية التى بدأت تطفو على السطح بشكل متفاقم، فالمجتمع أصبح يصغى للشائعات التى تتناقلها مواقع التواصل الاجتماعى بشكل لافت وتتصاعد الشائعات سريعا كحمم بركانية تجتاح خطوات المنطق وتهشم صور النقاء وهى داء فتاك وخطر على سلامة وأمن المجتمع.

 

إن الشائعة هى مجرد «رسالة» سريعة الانتقال، الهدف منها إحداث بلبلة أو فوضى لتحقيق أهداف غالبها يكون هدامًا؛ لانها تلعب على وتر تطلع الجمهور لمعرفة الأخبار فى محاولة لإحداث التأثير المستهدف لمروجيها خاصة فى أوقات الأزمات، وبحسب كتاب (سيكولوجية الشائعة) فإن انتشار الشائعة يساوى أهمية الموضوع المتصل بالشائعة مضروبا فى مدى الغموض حوله، الأمر الذى يعنى أن الشائعة تكون اكثر انتشارا كلما كان الموضوع مهما وكبيرا ويشغل حيزا من اهتمام الجمهور الذى يتطلع الى معرفة أى أخبار حول الموضوع.

 

فالشائعه باتت فى وقتنا الراهن من أخطر الأسلحة التى تهدد المجتمع فى قيمه ورموزه، فخطرها قد يفوق احيانا ادوات القوة التى تستخدم فى الصراعات السياسية بين الدول، بل إن بعض الدول تستخدمها كسلاح فتاك له مفعول كبير فى الحروب المعنوية فهى أحد أساليب الحرب النفسية المتمثلة فى افتعال الازمات والفتن حيث تنتشر الشائعات وينشط مروجوها خلال «أوقات توقع الخطر» لأن الناس يتوقعون حدوث الشر خلال هذه الأوقات، وهذا هو سبب انتشار الشائعات لأن الناس حينما يسمعون أى معلومه يتناقلونها دون التحقق من صحتها.

\r\n\r\n

 

ولا ننسى ايضا أن الشائعات هى احدى ادوات الحرب الحديثة وتندرج ضمن ما يسمى «الجيل الرابع» من الحروب، والذى تعد فيه الشائعة احد الاساليب المهمة وترويجها لا يتم بشكل عشوائى وانما قد تقوم أجهزة معينة تابعة لبعض الدول بترويج بعض الشائعات عن قيادات دولة ما أو الوضع الاقتصادى لدولة ما ،لتحقيق مجموعة من الاهداف التى تخدم الدولة التى روجت لهذه الشائعة وتأثير هذه النوعية من الشائعات قد يكون شديد الخطورة على جميع النواحى السياسية والاقتصادية للدولة وللأسف أصبحت مواقع التواصل الاجتماعى احدى الادوات التى يتم استخدامها فى نشر مثل هذه الشائعات.

\r\n\r\n

 

ونظرا لما تمثله شائعات مواقع التواصل الاجتماعى بصفة خاصة والشائعات بصفة عامة من خطر يهدد الأمن القومى المصرى فإن هناك ضرورة ملحه للتعامل السريع والفعال مع اى شائعة والعمل على وقف انتشارها وهذا يتم من خلال كافه افراد المجتمع عن طريق التأكد من أى خبر يأتى اليهم عبر مواقع التواصل الاجتماعى قبل ترويجه وتوخى الحيطة فى نقل المعلومات حتى يمكن قطع الطريق على اولئك الذين يسعون لنشر البلبلة والفوضى فى المجتمع، وايضا ان يتعاملوا مع مواقع التواصل الاجتماعى بحذر ومسئولية اجتماعية وبوعى بخطورة تأثيرها السلبى لأن ما ينشرونه يحدث أضرارا بالغة بالمجتمع.

 

بالاضافة الى دور الاجهزة الامنية فى تشديد ملاحقة مروجى هذه الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعى وتقديمهم للمحاكمة لأن تركهم قد يغرى الآخرين بإطلاق شائعات جديدة تهدد امن واستقرار المجتمع، وايضا دور رجال الدين فى التوعية من منطلق ان الشائعات أمر منافٍ لما جاء به الدين الذى يحرص على سلامة المجتمع من كل ما يصيب افراده من سلوك سلبى والتوعية الاعلامية بمفهوم الشائعات وتأثيرها السلبى على الدولة وكيفية تحليلها للكشف عما تتضمنه من أكاذيب .

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات