الإشاعة وتأثيرها علي المجتمع

طلال محمد الناشري

2022-10-12 - 1444/03/16
التصنيفات:

 

اعداد الباحثين الاجتماعين :

 

 

1-مقدمة :
هدفت هذه الدراسة إلي الكشف عن الإبعاد الاجتماعية والنفسية وراء انتشار الإشاعات في المجتمع ,وماهي الأسباب الدافعة لمروجي الإشاعات في تلفيقها والحرص علي انتشارها بين قطاعات معينة من أفراد المجتمع ؟وماهي الآثار الاجتماعية والنفسية والسياسية والاقتصادية التي تتسبب فيها الإشاعات التي تنتشر بين الحين والآخر في وسائل الإعلام المختلفة ؟ أو بين وسائل وقنوات التواصل الاجتماعية وتؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر في تغيير اتجاهات أفراد المجتمع نحو قضايا مجتمعية أو سياسية أو اقتصادية .
ولقد لوحظ في الآونة الأخيرة انتشار الإشاعات وسرعة تداولها بين أفراد المجتمع وخاصة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي , وتختلف الإشاعة في طبيعتها وهدفها والمجتمع المستهدف من ورائها فبعض الإشاعات تكون ذات صبغة سياسية ومن أهدافها تقويض الأمن العام في المجتمع وخلق روح من التسخط والعداء تجاه ولاة الأمور ,وقد تكون اقتصاديه تهدف إلي تشكيك المستهلك في نوعية المنتج وجودته وتأثيره علي الصحة مما يؤدي إلي عزوف شريحة من شرائح المجتمع عن شراء أو استخدام هذا المنتج كما حدث في إشاعة عدم جواز شرب البيبسي والصلاة لوجود مواد مستخرجة من الخنزير في هذا المشروب وتم تداولها بشكل كبير عن طريق قنوات التواصل الاجتماعي سواء Face book أو Watsappsوغيرها ,أو تكون إشاعة أخلاقية تستهدف شخصية عامة ويتم نشرها لتشويه صورته إمام الجمهور المشجع له وتتسبب هذا النوع من الإشاعات بمشاكل اجتماعية ونفسية وأحياناً قانونية للشخصية العامة المستهدفة ,وقد تكون الإشاعات تدور حول أمور صحية مثل انتشار بعض الأوبئة والأمراض مما يؤدي إلي بث الرعب والخوف بين أفراد المجتمع ,وهنالك ألإشاعة الدينية وتكون عن طريق نشر فتاوي متشددة أو غير صحيحة ودون وجود سند صحيح من القرآن والسنة الأمر الذي يؤدي إلي نشر أحاديث ضعيفة أو غير صحيحة تضلل أفراد المجتمع وتؤدي إلي ابتداع أمور وسلوكيات لم ترد في صحيح السنة ومن غير دليل يستند إليه .
ولقد ساهمت القنوات التلفازية الخاصة والمملوكة لرجال أعمال تدفعهم احياناً توجهاتهم الأيديولوجية إلي تبني أراء غريبة عن مجتمعهم وعن الفكر الإسلامي القويم ويقومون بالترويج لهذه الأفكار عن طريق نشر إشاعات غير حقيقية عن الدول أو المجتمعات التي يرغبون في بث الفرقة وزعزعة الأمن فيها بعيدين كل البعد عن الحيادية الإعلامية وما تقتضيه أخلاقيات المهنة ,كما أدت قنوات التواصل الاجتماعي المختلفة في المساعدة علي نشر الأكاذيب بسرعة اكبر من السابق وعلي نطاق أوسع فتكذب الكذبة لتصل إلي آفاق الدنيا .
ولقد قام الباحث بعمل استبانه لاستطلاع رأي أفراد المجتمع حول تأثير انتشارها وخطرها علي المجتمع وكانت العينة عشوائية تتكون من 100مفردة وقد تكون العينة غير ممثلة للمجتمع ولكن البحث سيكون ذا طبيعة استطلاعية ويتم عمل بحث لاحق بعدد عينة يتناسب مع التعداد السكاني لمدينة جدة .
ثانياً : تعريف الإشاعة :تعرف علي انها ظاهرة إجتماعية فلابد من شخصين علي الأقل لتكون اشاعة ومع ذلك ففي اية لحظة بعينها يكون فرد واحد هو" عجلة الأقصوصة "مما يدور في ذهنه,وعلي وجه الدقة فإن السلسلة شئ يزيد علي مجرد حاصل حلقاتها .(كامل محمد عويضة ,ص71).
وتعريف أخرهي" حديث او رأي ينتشر بين افراد المجتمع دون تحديد مصدر له للتحقق من صحته" ( olusola oyewo,pp2).
والإشاعة تعرف ايضاً" عبارة عن خبر أو معلومة غير مؤكدة (قد تكون صادقة أو كاذبة أو مبالغ في دقتها) تنتقل من شخص إلى شخص أخر وهي لا تطرح فكرة جديدة أو نظرية مفيدة بل تتناول أخبار ومعلومات عن موضوع أو شخص أو موقف ما .وتعرف بأنها "الأحاديث والأقوال والأخبار والروايات التي يتناقلها الناس دون تأكد من صحتها وقد يضيفون إليها بعض التفصيلات الجديدة ,وقد يتحمسون لما يرونه ويدافعون عنه بحيث لا يدعون السامع يتشكك في صدق ما يقولون" .( حامد زهران ,1424هـ,ص498) .
وهي ايضاً " عبارة عن قصة مقدمة للتصديق تنطوي علي إشارة موضعية دون أن تكون هنالك معايير أكيدة علي صحتها", ويتميز هذا التعريف بأنه يعين علي التمييز القاطع بين الخبر وإلاشاعة (كامل محمد عويضة ,ص101)
وتعرف بأنها هي "كل خبر مقدم للتصديق يتناقل من شخص لأخر دون أن يكون له معايير أكيدة للصدق فهي بث خبر من مصدر ما في ظروف معينة ولهدف يريده المصدر دون علم الأخريين, وهي الأحاديث والأقاويل والأخبار والقصص التي يتناقلها الناس دون إمكانية التحقق من صحتها أو كذبها ,فالإشاعات تنتقل وتنتشر كلما ازداد الغموض ونقص المعلومات حول الأخبار التي تنشرها هذه الإشاعات" , وهنالك مصًدر الإشاعة وهو الذي يقوم ببنائها وتشكيلها ويبدأ في نشرها أكان فرداً أو جماعة . وهنالك متلقي الإشاعة, وناشر الإشاعة, والشرط الأساسي لانتشار الإشاعة انعدام معرفة الحقيقة ورغبة المتلقي في المعرفة ووجود دافع وفائدة لمطلق الإشاعة لنشرها . MASSIMO CRESCIMBENE,Federica la Longa,2012.pp422) )
وإذا كانت الشائعة مستمدة من الفعل الثلاثي "شاع "فأن الإشاعة من الفعل الرباعي أشاع وتعني أنها محمولة ومنقولة بواسطة أفراد متطوعين, أو مكلفين وبالوسائل والأساليب المختلفة التي تجعل منها مادة سهلة الانتشار سريعة التأثير .فهي تنطلق من جزء من الواقع أو خبر أو حديث بعيد عن المصدر أو الشكل الذي قيلت فيه .وهنالك فرق بين الإشاعة والأسطورة فالأسطورة هي إشاعة مجمدة تتميز بقدرة عالية علي المقاومة وكما يقول لابيير وفارتزورث أن الأسطورة هي إشاعة استحالت جزءاً من التراث الشفهي ,وحين تتحول الأسطورة إلي إشاعة يتحتم أن يتسم موضوعها بالأهمية بالنسبة للأجيال المتعاقبة ,فالأساطير تتيح إجابات علي الألغاز الدائمة للحياة ,ويضيف يونج أن النسيج الذي تمدنا به الأسطورة يتيح لنا مشاعر الأمن في ظل اتصالها بالنسيج اللغوي والثقافي(Andrew Noymer,(2001),PP2)
ثالثا ً :أهداف الإشاعة :يهدف الشخص الذي يبث الإشاعة ويروجها بين الناس عن قصد وخاصة في أوقات الأزمات والقلاقل إلي إشاعة الفرقة والانقسام في صفوف الخصم وتحطيم حالته المعنوية وتسمي" الدعاية السوداء "ومن أهم أهدافها :1- تكمن خطورة الإشاعات في أنها تساعد علي نشر الخصومة والبغضاء بين أفراد المجتمع تمهيداً لتدمير استقراره من خلال نشر الفتن وتفكك المجتمع .
2- العمل علي تدمير القوي المعنوية لدي الخصم وبث الفرقة والشقاق والإرهاب .
3-تلعب الإشاعة دوراً كبيراً في أوقات الأزمات والحروب لأنها تثير مشاعر ووعوا طف الجماهير وتعمل علي بلبلة الأفكار . وليست كل الإشاعات ذات اهداف سياسية بل قد تكون لأهداف أخري وتصنف الشائعة حسب الهدف إلي ما يلي:
1-إشاعة الخوف وهي تستهدف إثارة القلق والخوف والرعب في نفوس أفراد المجتمع وتعتمد هذه الشائعة في نشرها علي خاصية موجودة لدي الناس جميعاً ,وهي أن الناس قلقون وخائفون وفي حالة الخوف والقلق يكون الإنسان مستعد لتوهم أمور كثيرة ليس لها أساس من الصحة. وتنتشر هذه الشائعات بين الناس أكثر شئ في الحروب وأثناء الأزمات الاقتصادية .
2-إشاعة الحقد والكراهية :وهي أخطر أنواع الشائعات لأنها تسعي للعمل علي غرس الفتن بين الناس, ويصدر هذا النوع من الشائعات للتعبير عن مشاعر الكراهية والبغضاء ودوافع العدوان التي تتواجد في نفوس كثير من الناس وقد تكون بمثابة تنفيس عن هذه المشاعر .
3-إشاعة الأمل :وهي نوع من الشائعات تعبر عن الأماني والأحلام التي يشعر بها مروجيها ويتمنون أن تكون حقيقة, وهي تنتشر في وقت الأزمات والكوارث والحروب وتنتشر هذه الإشاعات بسرعة لأنها تشعر الناس بشئ من الرضي والسرور .
4-إشاعات تمثل رغبات اجتماعية بغرض المداعبة والتسلية وعلي سبيل الفكاهة لشغل الفراغ علي حساب مشاعر الأخريين .(حامد زهران ,1424هـ ,ص495 )
ولقد حدد العالم روبرت ناب وهو تلميذ للعالم البورت ويعد من أوائل العلماء الذين اهتموا بدراسة الشائعات دراسة علمية إلي تصنيفها ايضا إلي :1-إشاعات عن أحلام مستحيلة وتعكس رغبات ملحة عند أفراد المجتمع .
2-الإشاعات المخيفة والتي تدور حول شخصيات خرافية تثير الرعب بين أفراد المجتمع .
3-الإشاعات التي تنشر روح الفرقة بين أفراد المجتمع .(Jung ,C.G,1959,pp422)
وأحياناً تنقسم الإشاعات من حيث أسبابها النفسية إلي إشاعة الإسقاط :أي التي تستطيع الأنا أو الذات حماية نفسها عن طريق إسقاط رغباتها الشاذة أو المكبوتة علي عناصر البيئة الخارجية . وإشاعة التبرير : ويعتبر التبرير حيلة نفسية يلجأ إليها الفرد عندما يعوزه الدليل العقلي والأسباب المنطقية وهذه الحيلة قد تكون سبباً كافياً لإطلاق الإشاعات .
إشاعة التوقع : وهي تنتشر عندما تكون الجماهير مهيأة لتقبل أخبار معينة أو أحداث .
وتنقسم الإشاعات من حيث سرعة انتشارها إلي :الإشاعة البطيئة الزاحفة ,الإشاعة السريعة الطائرة ,الإشاعة الهجومية.

رابعاً :عوامل انتشار الإشاعة :
1-تبرز الإشاعة في أجواء الترقب والتوقع وعدم الاستقرار وانعدام الثقة .
2-سوء الوضع الاجتماعي والاقتصادي وتفشي ظاهرة البطالة في المجتمع .
خامساً :مراحل ظهور الإشاعة :تمر الإشاعة قبل ظهورها وانتشارها بثلاث مراحل :
المرحلة الأولي :مرحلة الإدراك الانتقائي أي إدراك الحدث أو الخبر من جانب شخص أو عدة أشخاص ويرجع اهتمام هؤلاء بالحدث أو الخبر لمغزاه الاجتماعي في نفوسهم .
المرحلة الثانية : مرحلة التنقيح والإضافة وذلك حتي تتلاءم العناصر المكونة للإشاعة مع بعضها البعض من جهة ومع ثقافة المجتمع من جهة أخري .
المرحلة الثالثة :مرحلة التنقيح بالهدف والانطلاق والانتشار بين الجماهير :وذلك بعد أن تكون مستساغة وسهلة الاستيعاب متوافقة مع المعتقدات, والأفكار, والقيم السائدة في المجتمع .ويخضع انتشار الإشاعة لشرطين أساسين هما:الأهمية والغموض ويرتبط هذان الشرطان ارتباطاً كمياً بدرجة انتشار الإشاعة حيث أن شدة سريان الإشاعة هي محصلة أهمية الموضوع بالنسبة للأفراد المعنيين ودرجة الغموض المتعلقة بالخبر أو الحدث .
الشروط الواجب توافرها لكن تنجح الإشاعة : سادساً :
ليس كل خبر يمكن أن يتحول إلى إشاعة بسهولة, فالإشاعة تحتاج إلى شروط محددة يجب توفرها لكي تنتشر بين الناس, أهم هذه الشروط:
1- الأزمات والاهتمامات المشتركة :يجب أن يكون هناك أزمة معينة تجعل الناس مهيئين لتقبل الإشاعة مثل فترات الحروب والكوارث الطبيعية والأحداث والتحولات الاجتماعية الكبرى
2-الغموض :كما ذكرنا سابقاً يجب أن يتوفر جانب من الغموض في الإشاعة, فالإشاعة لا تقدم معلومة مؤكدة بل معلومة تحتاج إلى برهان ودليل
3- الانتشار التصاعدي :لا تنتقل الإشاعة بصور فجائية بين الناس بل تنتقل بصورة متدرجة من فرد إلى مجموعة من الناس تجمعهم اهتمامات مشتركة, ثم بعد ذلك تتسرب الإشاعة من هذه المجموعة إلى مجموعات وأفراد آخرين, ومثال على ذلك الإشاعات التي تنتشر بين طلاب المدارس كاحتراق المدرسة قبل الامتحان أو ضياع ورقات الإجابة, أو بين الموظفين والعمال الذين يعملون في مكان أو مجال واحد كالإشاعات التي تتعلق بالعلاوات السنوية أو تسريح الموظفين
ومن حيث نطاق انتشارها تنقسم إلي :
1- إشاعة شخصية حيث يهدف مروجها إلي مكاسب شخصية أو الحصول علي مراكز مرموقة ويمكن اعتبارها من إشاعات الأمل .
2- إشاعة محلية وهي التي تدور حول قضية خاصة ببلد أو مجتمع معين .
3-إشاعة قومية وهي التي تدور حول القضايا القومية العامة والأزمات التي تواجهها وعوامل التدهور والانحطاط أو نواحي القوة والقدرة علي المقاومة والتحدي .
4-إشاعة دولية :وهي التي تنتشر في حالة الأزمات الدولية وفي حالة انتشار الأوبئة والكوارث الطبيعية .
ومن حيث معيار الزمن تنقسم إلي :
1-إشاعة اندفاعية وهي التي تنتشر مثل انتشار اللهب في الهشيم وتجتاح المجتمع في وقت قصير وتستند إلي انفعالات قوية من الغضب أو الفرح مثل إشاعة زيادة الرواتب .
2-إشاعة بطيئة :وهي تنمو ببطء ويتسع انتشارها في جو السرية .
3-إشاعة غاطسة :وهي التي تنتشر بين فترة وأخري تظهر ثم تختفي ثم تظهر مرة أخري مثل إشاعة قيام الساعة وخروج الدجال والدابة .(حامد زهران ,1424هـ,ص491).
سابعاً :الآثار النفسية والاجتماعية التي تترتب علي ترويج الإشاعات :
1-تدمير النظام ألقيمي والسلم الاجتماعي :تعيش العديد من المجتمعات وبينها العربية والإسلامية نوعاً معقولاً من التجانس والاستقرار النسبي في ضوء نظمها القيمية وضوابطها الاجتماعية فهناك علي سبيل المثال الصدق الأمانة, الإيثار, التكافل الشعور بالمواطنة, صيانة المال العام ,والإخلاص في العمل وغيرها من القيم والمعايير والتي يؤدي خرقها إلي اضطراب المجتمع وهذا هدف لا يغيب عن بال الأطراف الاخري ومخططي الحرب النفسية ومروجي الإشاعات من خلال البرامج الموجهة في هذا المجال .
2-تعميم مشاعر الإحباط في المجتمع :فشل الإنسان في إشباع حاجاته الضرورية بيولوجية كانت أم نفسية وتكرار هذا الفشل يؤدي إلي الشعور بالإحباط, وهي حالة نفسية تستثير العدوان الذي عادة ما يوجه إلي ذات الإنسان حيث الرغبة في إيذاء الذات والعزلة والاكتئاب, أو نحو الخارج من أشخاص أو مؤسسات أو دوائر حكومية حيث الميل إلي تدمير الممتلكات العامة أو التخريب النفسي, مثل عدم الإخلاص في العمل وتجنب تحمل المسئولية ووضع العراقيل أمام تقدم الأخريين وهي نقاط ضعف تغري العدو لوضعها أهدافاً لحربهم النفسية الموجهة من خلال الإشاعات .
3-تدني للمعنويات وإعاقة للفكر :أن انتشار الإشاعات في المجتمع يعتبر وسيلة لانتشار تدني الحالة المعنوية ,فالطرف المستهدف للشائعة هو المعنًي بتمزيق معنوياته كما أن الإشاعات يمكن أن تبني حواجز تحجب من خلالها انتشار الحقيقة فيحدث نوع من البلبلة في التعرف علي الحقائق وربما يصعب تصديقها كل هذا يولد مناخاً مربكاً للناس ويؤثر علي مصداقية الرأي العام ويفسح المجال لانتشار الأكاذيب والأخبار المبنية علي مقاصد سيئة مما يبث طاقات سلبية في المجتمع .(عبد الفتاح الهمص ,فايز شلدان ,2010,ص164).
ثامناً :من هم جمهور الإشاعة :لكل إشاعة جمهورها فالإشاعات المالية تنتشر بصورة أساسية بين هؤلاء الذين يمكن لثرواتهم أن تتأثر بارتفاع أو انخفاض الأسعار في البورصة أو الأسواق ,والإشاعات التي تدور حول ضرائب الدخل والمتعلقة بخطط التطوير العمراني تنتشر بين المهتمين من الجمهور ,أما أخبار العطلات فتنتشر بين تلاميذ المدارس ,وكل جماعة مهنية تنتشر بينها إشاعات تمس عملهم .ولكن ليس كل من يستمع إلي الإشاعة يصدقها فهي تعتمد علي :
أولاً :أن يكون الشخص سهل الإيحاء ومعناه أن يصدق أي دعوي دون تقديم دليل عليها .
ثانياً :قدرة بعض الأفراد علي التمحيص والتفكير النقدي لكل ما يسمعونه .
ثالثاً :أن يكون مروج الإشاعة علي صلة بمن يروج لهم ,وان تكون الجماعة ملتحمة من الأفراد .
ولقد قام العالم مورينو Moreno (1934) برسم خريطة اجتماعية لجماعة ما مما يبرز" المسارب السيكولوجية" التي تسري فيها الإشاعة, واسمي الطريقة "القياس الاجتماعي" وتتلخص في أن يطلب الباحث إلي الأشخاص أن يكتبوا من يفضلون من الأصدقاء, أو بشكل غير مباشر من يفضلون العمل معهم أو الاستمتاع بوقت الفراغ معهم وشبكة العلاقات البينية التي تنتج من هذا البحث تسمح لنا بالتنبؤ بالقنوات التي يمكن أن تجري فيها جميع أشكال الصلات البين شخصية وبما فيها الإشاعة .
تاسعاً:كيف يمكن التصدي للإشاعات :
أن التصدي للإشاعات ليس بالمهمة السهلة ولكن هنالك بعض النصائح تؤدي إلي محاربتها علي الصعيد الفردي والجماعي :1-عدم تصديق أي خبر إلا أذا كانت من القنوات الإعلامية الرسمية وإلا ندعي أمراً لسنا علي يقين منه وإلا نحكم علي قول المتحدث إلا بعد الفحص .
2-محاولة معرفة مصدر الإشاعة والتثبت من مصداقيتها .
3-علي أفراد المجتمع رفع مستواهم الثقافي والمعرفي لأن الإشاعة لا تستهدف إلا سريعي الإيحاء .
4- التحلي بالتفكير المنطقي والنقدي عند سماع أي خبر وعدم تصديقه إلا بعد تحليله .
5-تحويل الإشاعة إلي هيئة مختصة تحللها وتبين أغراضها .(Massimo CRESCIMBENE,Federica La )longa ,Tiziana Lanza,2011م)
6- تكاتف وسائل الأعلام المختلفة من اجل عرض الحقائق في وقتها وإشاعة الثقة بين المواطنين وتنمية الوعي العام وتحصينه ضد الشائعات .
7-اقتفاء خط سير الشائعة والوصول إلي جذورها بإصدار البيانات الصحيحة الصريحة والتخطيط الشامل وتكاتف الجهود .
8-الثقة بالقادة والرؤساء والثقة بان العدو يحاول خلق الشائعات عندما لا تتيسر له الحقائق .
9-إسناد الأمور والقيادة لأهل العلم والخبرة والخلق والدين . (حامد زهران ,1424هـ,ص499)
2-الخلفية النظرية للدراسة :
أولاَ :النظرية النفسية المفسرة للإشاعة :وضح علماء النفس أن المراحل السيكولوجية في الإدلاء بالشهادة هي الإدراك, والتذكر, والإدلاء ,وهذه العمليات الثلاث هي قوام انتقال الإشاعة مع فارق هو أن المراحل في الحالة الأخيرة تتكرر في كل حلقة من حلقات الإشاعة وان الإدراك ينخفض في جميع حلقات الإشاعة باستثناء الأولي .
ويستحيل عزل مثل هذه المراحل بعضها عن بعض بصورة قاطعة, فما ندركه يرتبط بالضرورة بما نتذكره من التجارب الماضية كما انه يتأثر بما نرغب بالإدلاء به والتذكر يعتمد علي الإدراك فالنسيان الانتقالي, واللوي الذاتي يغيران بالضرورة كل ما يتم من أحداث في العالم الخارجي .
وكلما مضت الإشاعة في الانتشار ,كلما مالت إلي أن تكون أكثر قصراً, وأكثر إحكاماً ,وأكثر سهولة في فهمها وروايتها ووجدت الأبحاث التجريبية أن 70% من التفاصيل تسقط خلال خمسة أو ستة انتقالات من فم إلي فم .
ولقد ذكر العلماء أن الوقائع البسيطة التي تكون نواة للإشاعة تتعرض لثلاث اتجاهات :
الاتجاه الأول :التسوية ,الاتجاه الثاني :الإبراز ,الاتجاه الثالث :الإساغة .أما التسوية فتستبعد الإشاعة الكثير من التفصيلات التي تعد ضرورية للفهم الصحيح للحادث ,وهذه الوقائع المستبعدة من الإشاعة لا يسهل إرجاعها .
الإبراز وهي إبراز احدي الملامح والتقليل من شأن بعضها الأخر ,أما الإساغة فأن التسوية والإبراز لا يتمان بالطبع صدفة وإنما يتمان أساساً في مجارة مع الخبرات الماضية ,والاتجاهات الحالية, ومن هذه الاتجاهات يولد الدافع لتلفيق الإشاعة .
ولقد قام العالم وولف عام 1922م بتجربة قدم فيها رسماً من الرسوم إلي عدد من الأشخاص وبعد ثلاثين ثانية تقريباً طلب من الأشخاص استعادة الرسم بأقصى دقة مستطاعه ثم طلب منهم استعادة الرسم بعد يوم ومرة أخري بعد أسبوع وأخيراً بعد فترة تتراوح من أسبوعين إلي شهرين.
ولقد حصل العالم وولف علي قدر كبير من المعطيات لدراسة التغييرات التي تطرأ علي الذاكرة ,واستنتج إلي ميل الذكري المحفوظة إلي تحقيق الامتلاء, أي تحقيق صيغة أكثر اكتمالا وأكثر جوهرية والواضح أن الخبرات الماضية والعادات اللغوية ,والأنماط الثقافية للتفكير ,والدوافع, والاتجاهات الشخصية كلها تعد المحدد لنمط تغيير الحقائق والوقائع الذي يتم صبغها بصبغة شخصية, فهو يسقط حياته عليها وكأنه يحكي عن طبيعته الخاصة أكثر مما يحكي عن الحادثة التي يقصد إلي روايتها والإشاعة تمثل غرساً مدركاً حسياً في السياقات العقلية .(كامل محمد عويضة ,1416هـ ,ص199)
ثانياً :النظرية الوظيفية وتفسيرها للإشاعة تفترض النظرية الوظيفية أن الإشاعة ظاهرة اجتماعية وترجع إلي عوامل اجتماعية وأرجعتها إلي عاملين
العامل الأول: أن الإشاعة ليست من صنع فرد واحد وإنما يشترك في صياغتها ونشرها مجموعة من الأفراد
العامل الثاني :أن دورة عمر الإشاعة ترتبط بمدي أهميتها للأفراد ,وكذلك الظروف الطارئة, والأحداث الضاغطة عادة ما تجمع أفراد المجتمع معاٌ .مثل وباء ينتشر في البلاد يدفع الناس إلي أعلاء الحدث علي أنشطتهم اليومية ,وتؤكد النظرية الوظيفية علي أن الأحداث التي تشوبها الغموض تدفع أفراد المجتمع إلي البحث عن إجابات شافية لكل ما يحدث . والإشاعة تلعب دوراً حيوياً وتؤدي وظيفة في البناء الاجتماعي بتوفير المعلومات حتي ولو كانت غير حقيقية لتحويل الموقف الغير واضح إلي موقف مفهوم , وكلما كان الحدث عصيباً ومدمراً كلما زادت حاجة الأفراد للمعلومات .
وتلعب قنوات الأتصال الرسمية دوراً حيوياً في نشر المعلومات, ولكنها في بعض الأحداث قد لا تقدم المعلومات الكافية أو تحجب المعلومات لدواعي امنية, وفي هذه الحالة يفقد النظام العام قدرته علي القيام بوظيفته علي الوجه المطلوب ويحدث خلل وظيفي في البناء الاجتماعي وبالتالي فالإشاعة تؤدي الوظيفة التي فشل النظام العام في تأديتها وهي توفير المعلومة التي تفسر الحدث, وتجيب علي الأسئلة المطروحة وتساعد علي اتخاذ القرارات وتخفف الضغط في المجتمع وكأنها تقدم حلولاً لمشكلة علي الصعيد الجمعي وليس الفردي فقط .Shibutani,T(1966)
ثالثاً : نظرية المؤامرة وتؤكد هذه النظرية علي أن الإشاعة هي من صنع أفراد أو مؤسسات تقوم بفبركتها ونشرها لأغراض تخصها , وان معظم الإشاعات تزرع في المجتمع في أوقات معينه لدعم أو تدمير شخصية ما أو مؤسسة ما أو حزباً ما أوتستهدف بلداً بأكمله وبالتالي يتم تطويع القنوات الإعلامية لخدمة هذه الاغراض .
والخطير في تفسير هذه النظرية للإشاعة أنها تزرع في المجتمع وتترك لتعمل بالقوة الداخلية الموجودة فيها, أي أن المجتمع يعمل علي ترويجها وتصديقها كالإشاعات التي تنشر عن سوق الأسهم أو عن الحالة الاقتصادية ,والحالة السياسية في المجتمع ,وان الإشاعات تزداد في حالة تعارض المصالح وعادة ما يمكن ملاحظة هذا النوع من الإشاعات لأغراضها الشريرة والهدامة .ولقد حدد العالم (Knopf 1975 ) ثلاثة أشكال لهذه النوعية من الإشاعات :
النوع الأول :تقرير عن وجود انتهاكات أو اهانات عرقية .
النوع الثاني :قصص لأعمال عنف حدثت في المجتمع سواء قتل أو اغتصاب أو غيره .
النوع الثالث :خطط غزو من دولة علي دولة أخري أو من عرق علي عرق أخر .()Rosnow ,R,I 1976) .

ثالثاً :الأدبيات السابقة :
1-العالم ديفيد هيزر داود (1996)في دراسته علي هيئة التمريض و عن دينامكية الإشاعة , أكد أن هيئة التمريض ومنسوباتها عادة ما يتعرضن للإشاعات بشكل يومي وان تأثيرها سلبي عليهن وان حديثات السن عادة ما يصدقن كل ما يقال لهن من الأكبر سناً من الممرضات دون تدقيق أو تمحيص , وأن الإشاعات تنتشر لأسباب عديدة منها أنها مسلية وأنها تزيد عندما يكون الموضوع مثير عاطفياً ويحيطه السرية والغموض وان الإشاعات عادة ما تكون تآمرية .وان موضوعات الإشاعة يتم تغييرها لتصبح أكثر إثارة في كل مرة تنتقل من فرد إلي آخر , وأوضح أن الإشاعات لها دور ايجابي ايضاً حيث تخفف من جو الاحتقان والضغوط النفسية التي تشوب العمل .Cornwell,D and Hobbs,1992)
2-دراسة اولسولا اويو علي المجتمع النيجيري, ومسمي الدراسة" الإشاعة كبدائل للتواصل في المجتمعات النامية", ووجد أن الإشاعات تحقق وظائف عديدة في المجتمع, وفي كل القطاعات سواء عند الإنسان العادي أو رجل الأعمال أو السياسي .وكيف أصبحت الإشاعة بديل من بدائل التواصل بين الأفراد في المجتمع النيجيري, وان تأثيرها يختلف في حدة النتائج التي تسببت بها من التدمير الشامل للأرواح والممتلكات, إلي خلق القلاقل والأزمات في البلاد ,إلي تعطيل وتأخير عجلة الإنتاج وضرب سوق الأسهم في مقتل .وان نيجيريا منذ عام 1967م وهي تتعرض لسيل من الإشاعات السياسية وتمس إفراداً علي الصعيد الشخصي أو المهني .(2007olusola oyeyinka, oyewo,)
3-دراسة رالف رونسو واريك فوستر ( 2005م)فرقت الدراسة بين الغيبة والإشاعة والتي تختلف في الوظائف التي تؤديها , فالإشاعة هي طريقة للتواصل بين أفراد المجتمع والتي يكون وقودها افتراضات خاصة عن كيف يسير العالم من حولنا ,أو أنها طريقة لجعل ما يدور حولنا من أحداث أكثر منطقية وقرباً للفهم, ويجعلنا اقل قلقاً واضطراباَ أما الغيبة أو أل Gossip فأنها عادة ما تدور حول نفسها وفي نطاق ضيق "(inner curliness ) وتكون بين أناس يشتركون في نفس الاهتمامات والتاريخ وعادة ما يطلق عليها "small-talk " و أن ألإشاعة تلعب دورا كبيراً في تطوير البشرية, والذكاء الإنساني, والحياة الاجتماعية, بالرغم من أن لها جوانب هدامة في المجتمع .(Ralph L.Rosnow and Eric K.Foster,2005)
4-دراسة ألبرت و بوستمان ,(1947م) والتي كانت حول انتقاد معادلة للإشاعة للعالم دوجلاس ماجرور عن كيف تنتشر والقانون الذي يحكم الإشاعة, وأوضح ماجرور أن قوة الإشاعة والتي أشار إليها بالرمز R تختلف تبعا لأهمية الموضوع وأشار إليه بالرمز Iوغموض الموضوع وأشار إليه بالرمز A إذاً R=I x a .واستطرد ألبرت أن المعادلة لم تهتم بالجانب العاطفي للإشاعة وأنها محاولة للتخفيف من حدة القلق وانعدام المعلومات واختفاء الشفافية في المجتمع .(Allport G .W.& Postman (1947م)
5- دراسة ستيفاني كيلي( 2004) وهي من منسوبات الطيران الحربي الأمريكي التي عملت في العراق ,وكانت دراستها من ضمن المتطلب للحصول علي درجة الماجستير من الكلية الحربية, وقامت باستخدام منهج تحليل المضمون لتحليل 966 إشاعة جمعتها في دولة العراق وكانت الفرضية التي انطلقت منها الدراسة أن الإشاعات تزيد عندما يكون الجو العام غير واضح ,ويكتنفه الغموض, مما يزيد من حدة القلق والترقب عند أفراد المجتمع .وأنها تقوم بوظيفة أنها تفتح نافذة أمام الأفراد لفهم الواقع المعاش والأحداث التي تدور في المجتمع .(Kelley, S.R (2004م).
6-دراسة نيكولاس دي فونزو في جامعة كوينز لاند في استراليا, وقام باستخدام المنهج التجريبي لدراسة كيف يمكن التحكم في الإشاعة ؟ وعن كيف يمكن إضفاء المنطقية علي الإشاعة؟, وبعكس بعض الدراسات التي كانت تشبة انتقال الإشاعة بلعبة الهاتف الذي لا يعمل, وأنها نموذج أحادي الاتجاه فمن خلال متابعته لإشاعة خلال ست أيام عبر مواقع التواصل الاجتماعي وجد أن الإشاعة تأخذ أنماطاً نسقيه سواء في المحتوي أو المستوي للمشاركة الفردية وأنها عبارة عن تفاعلات لحل المشاكل والتي تزيد في ظل انعدام المعرفة والقلق .Difonzo .&Bordia (2002م) .
7-دراسة هنج شن ,يانج كي لو ,ونج سون عام 2012(م) باسم" قوة الهمس, نظرية عن الإشاعة كوسيلة للاتصال والثورة", وكانت الدراسة تدور حول دور الإشاعة في اللعبة الكونية, وكيف أن هنالك مؤسسات تروج لبعض الإشاعات عن ضعف الأنظمة الحاكمة الأمر الذي يؤدي إلي انهيار هذا النظام, واستدل بذلك علي ما حدث في تونس وليبيا ومصر وان الإشاعات تزاداد في فترة القلاقل والأزمات وركزت هذه الدراسة علي عنصريين أساسين للإشاعة التي ستقوم بدراستها العنصر الأول: أنها تحتمل الصدق أو الكذب ,العنصر الثاني :أن الناس انشغلت بالحديث عنها .ومن الإشاعات التي تحدثت عنها الدراسة الإشاعة التي انتشرت في تونس عن أن الرئيس التونسي غادر البلاد وانتهت إلي تصاعد وتيرة الثورة في تونس, وكذلك الإشاعة التي انتشرت في مصر أن الرئيس مبارك غادر مصر بصحبة أسرته إلي لندن مما أدي ايضا إلي أن أفراد المجتمع أحس بضعف النظام, وكذلك في ليبيا عندما اشتد وطيس المعارك بين النظام الحاكم والثوار انتشرت إشاعة عن مغادرة القذافي وأسرته الأراضي الليبية, وهي غير مقتصرة علي الدول العربية فقط بل ايضاً في تشيكوسلوفاكيا سابقاً والتي سميت "الثورة المخملية" وكانت سببها إشاعة انتشرت عن قتل طالب يبلغ من العمر 19سنة وقتل من قبل البوليس بطريقة بشعة وكانت الشرارة التي انطلقت من بعدها الثورة وقسمت الدولة إلي قسمين .Heng chen,Yang K.lu,WING Suen , (2012م) .
8-دراسة عبد الفتاح الهمص وفايز كمال شلدان عن الأبعاد النفسية والاجتماعية في ترويج الإشاعات عبر وسائل الإعلام وسبل علاجها من منظور إسلامي ,(2010م) . دراسة علي المجتمع الفلسطيني.وهدفت الدراسة إلي الكشف عن الأبعاد النفسية والاجتماعية في ترويج الإشاعات عبر وسائل الإعلام ,وخلصت الدراسة إلي أن الإشاعة تستهدف عقل الإنسان وقلبه ونفسه وليس جسده أي أنها تتجه إلي معنوياته لا ممتلكاته وتستهدف إشاعة الفكر والروح لتحطيم معنويات العدو, والفرد الذي يعيش في المجتمع المستهدف من الإشاعات يكون معرضاَ لكثير من الأمراض النفسية والاجتماعية واعتبر الإذاعة من ابرز الوسائل الإعلامية بسبب سرعة انتشارها واتساع استخدامها وسهولة الفهم وبساطة التكلفة أما التلفاز فيمتاز بجاذبيته وقدرته التوجيهية وهو أكثر الوسائل ألفة وقبولا عند الأفراد وذكرت الدراسة أن العدو الإسرائيلي برع في تصدير الإشاعات لضرب اللحمة الداخلية للشعب الفلسطيني .(عبد الفتاح الهمص ,فايز كمال شلدان ,2010م).
9-دراسة كميل . أ .ج(1991م) عن العوامل التي تؤثر في سلوك نشر الإشاعات عبر الانترنت ,وتم استخدام النظرية المعرفية العاطفية وعدة نظريات نفسية آخري واستنبطت الدراسة منها إطارا نظرياً لتفسير السلوك الذي يحكم انتشار الإشاعات عبر الانترنت , وكان المنهج التجريبي هو المستخدم في هذه الدراسة ,وتم تصميم مقياس وسؤال المشاركين في البحث عن إشاعة انتشرت في الانترنت, وكيف كان سلوك كل من سمعها حينذاك ؟وأوضحت الدراسة أن الانترنت غير من طريقة انتشار الإشاعة فبعد أن كانت عن طريق السمع أصبحت عن طريق النظر عبر قراءة الرسائل, ونتيجة لهذا التغيير تم استهداف العديد من الأشخاص والمؤسسات وإلحاق الضرر بسمعتهم عن طريق هذه الرسائل ,مثال هذا الإشاعة التي انتشرت عن شركة نايكي "NIKE" الرياضية أنها كتبت اسم الجلالة الله علي الأحذية التي تنتجها وتم مقاطعة الشركة من قبل المسلمين رغم عدم صحة الإشاعة ,وأكدت الدراسة في مخرجاتها علي أن نظرية لازورس المعرفية العاطفية في تطبيقها علي هذه العينة صحيحة ,وان الخلفية المعرفية هي التي تحدد ما أذا سوف يكون سلوك الفرد تجاه الإشاعة الرفض أو التصديق حيث تولد الأفكار عواطف ومشاعر تجاه الحدث والعواطف بالتالي تؤثر في السلوك والاتجاه .()Kimmel,A,J1991) .
10-دراسة بنجامين دور ومحمود فوز وتوبايس فريدريك ,(2012م ) دراسة عن تأثير مواقع التواصل الاجتماعية علي انتشار الإشاعات ,مثل Face book, Twitter ,ولقد وصلت أخر إحصائية للمشتركين في التوتير وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي من 45.6مليون إلي51.2مليون, و مدي تأثيرها علي اندلاع الثورات في بعض الدول العربية وأعمال الشغب في لندن "London riots" وان هذه الشبكات العنكبوتية تنقل المعلومات بطريقة سريعة جداً وبين مجموعات قد تكون في ظاهرها غير متجانسة إلا أنها لابد أن تجمع بينهم قواسم مشتركة من الاهتمامات,واستخدمت الدراسة المنهج التجريبي حيث قام الباحث بنشر إشاعة وتتبعها بين المجموعات بشكل رياضي لوغارثمي logarithmic""واستخدمت الدراسة الشكل الرياضي PREFERENTIAL ATTACHMENT GRAPHS والذي قام بتصميمه كلا من بارباسي وألبرت و استنتجت الدراسة أن هنالك مواقع تسري فيها الإشاعة أكثر من غيرها من المواقع الاخري .( )Benjamin doer,Mahmoud Fous ,Tobias Fredric ,2012).
11-دراسة وين تاو هوانج المعنونة بأسم " الإشاعة بين الشك والإنكار" واستخدمت الدراسة الشكل الذي قدماه كلا من دالي وكيندل وأكدت علي أن الإشاعة ظاهرة اجتماعية وأنها تنتشر في مجالات واسعة وبشكل سريع وقسمت متُلقي الإشاعة إلي ثلاث أقسام وهي كالأتي :
القسم الأول : قليلي المعرفة ويتلقون الإشاعة دونما تحليل أو تمحيص .
القسم الثاني :مروجي الإشاعة والذين يقومون بنشرها في المجتمع .
القسم الثالث :معوقي الإشاعة وهم الذين يقومون بفلترتها وتحليلها لمعرفة مصداقيتها .
وذكركيندل انه بإجتماع الجهلة مع مروجي الإشاعة يتم تجنيد الجهلاء وتحويلهم إلي مروجين ,أما اجتماع مروج إشاعة مع مروج آخر يؤدي إلي تحويلهم إلي معيقين للإشاعة, وكذلك مروج إشاعة مع معيق للإشاعة يحول المروج إلي معيق للإشاعة .ولقد توصلت الدراسة إلي صحة هذه الفرضية . (Wentao Huang,( 2011م).
رابعاً :خطة البحث وإجراءاته المنهجية :نوع الدراسة :لما كانت الدراسة تهدف لمعرفة مدي تأثير انتشار الإشاعة علي البناء الاجتماعي فلقد تم استخدام المنهج الوصفي .
أداة جمع البيانات :استمارة استبيان .
خامساً :مجالات الدراسة :المجال المكاني :مدينة جدة .
المجال البشري :عدد مفردات مجتمع البحث 100مفردة
المجال الزمني :قام الباحث بجمع البيانات من مفردات البحث من 1\5\1434هـ إلي شهر 1\12|1434هـ .
سادساً: نتائج البحث :
1- وصف العينة :كانت معظم مفردات العينة من السعوديين حيث بلغت 90%من السعوديين و10%من غير السعوديين ,والنوع 65%ذكر و39%من الإناث ,
أما عن عمر مفردات العينة فكانت النسب متقاربة بين الفئات العمرية المختلفة ولكن كانت اعلي فئة عمرية من 31-40حيث كانت 34%,
أما نسبة المتزوجين في مفردات العينة 68%و29% من الغير متزوجين و3%من الأرامل .
ومعظم مجتمع العينة من حملة الشهادات الجامعية أو فوق الجامعية بنسبة 84% وباقي العينة من مراحل التعليم المختلفة ,
أما عن الدخل الشهري لمفردات العينة فكانت معظمها من أصحاب الدخول المتوسطة من 8000-20000وكانت نسبتهم 67% .

2- الإشاعات كانت موجودة في المجتمع في السابق ,ولكنها تحولت في الآونة الأخيرة إلي ظاهرة ؟
أجابت معظم مفردات العينة بنعم وكانت النسبة 66% ,ونسبة 22%أوافق إلي حد ما بمجموع 88% وقد يعود السبب إلي الانفتاح الإعلامي ووجود قنوات إعلامية متعددة المشارب والأهواء والأيديولوجيات ,وتزامن ذلك مع استخدام أفراد المجتمع وخاصة من فئة الشباب لمواقع التواصل الاجتماعية ,وكما أن الإشاعة تعتبر وسيلة فاعلة ومؤثرة من وسائل الدعاية ويؤكد علماء الاجتماع أن الإشاعة يعادل تأثيرها تأثير الإذاعة والصحافة معاً ويمكن استخدامها استخداما ايجابياً لتقوية موقف أو لكسب داعمين لسياسة ما ,ويمكن أن تستخدم استخداماً سلبياً في إحداث نوعاً من البلبلة والقطيعة بين أفراد المجتمع والمسئولين .

3- ازدادت الإشاعات مع زيادة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي من الواتس آب, والتوتير والفيس بوك, وقنوات اليوتيوب ؟
كانت نسبة كبيرة من العينة 88%أوافق و8% أوافق إلي حد ما ,بمجموع 96% وان الإشاعات استشرت بسبب زيادة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وهذا ما أكدته دراسة كميل. أ. ج التي أكدت أن الشبكة العنكبوتية غيرت من طبيعة الشائعة, وطريقة نقلها وسرعتها, فبعد أن كانت عن طريق السمع أصبحت عن طريق النظر والقراءة .وان كثيراً من الإشاعات كانت موجهة ولها أغراض معلنة أو غير معلنة وكانت نتائجها ايضا في الغالب سلبية سواء علي أشخاص أو مؤسسات أو مجتمعات بأكملها .

4- يجب علي أصحاب القرار حجب بعض المواقع الالكترونية ووسائل الإعلام التي تساهم في سرعة انتشار الإشاعات ؟
كانت نسبة الموافقين 35% والي حد ما 25% أي بمجموع 60% , أما مفردات العينة التي أجابت بعدم الموافقة فكانت 41% أي أن هنالك تقارب بين الإجابات المتأرجحة بين المنع والإتاحة , وقد يعود ذلك إلي أن المنع ليس الأسلوب العملي في ظل الفضاءات والعوالم المفتوحة وان المعلومة المحجوبة قد تصل إلي الجمهور أسرع من غيرها وان الإشاعات دائما ما تبرز في أجواء الترقب والتوقع .

5- يستغل مطلق الإشاعة ضعف وعي أفراد المجتمع وسرعة انسياقهم للخبر المثير للجدل ؟
وكانت نسبة الموافقين 71% ونسبة أوافق إلي حد ما 26% أي بمجموع 97% ,وهي نسبة كبيرة جدا ,وهذا ما تؤكده الدراسات السابقة أن السياسات الموجهة لزيادة وعي أفراد المجتمع ونشر الثقافة الناقدة بينهم واحترام الرأي الأخر يؤدي إلي خلق جمهور واعي ومحلل وناقد .ولكن هنالك دراسات أخري تؤكد علي أن انتشار الإشاعة يجب أن يخضع لشرطين أساسين هما الأهمية والغموض, ولذلك إذا وافقت الإشاعة تحقيق الشرطين الأهمية والغموض وهما شرطان يرتبطان ارتباطاً كمياً, فكلما زادت الأهمية وكان الخبر مثيراً للجدل وشديد الغموض انتشر في المجتمع أكثر من غيره, أي انه حتي أذا كان المجتمع علي درجة عالية من الوعي فيمكن أن يتأثر بالإشاعة إذا توفر فيها الشرطين .
6- تكثر الإشاعات في المجتمعات التي تقل فيها الشفافية والمعلومات الموثقة ؟ أجابت نسبة 72% من العينة بأنها موافقة ونسبة 25%موافقة إلي حد ما وذلك بمجموع 97% ,وهذا ما أكد عليه الدكتور حامد زهران وكثير من الدراسات السابقة, أن الشائعة تزدهر في حالة العوز للأخبار أو حينما يرتاب الأفراد من صحة الأخبار .

7- تكثر الإشاعات في أوقات معينة مثل بداية إعلان الميزانية أو تشكيل وزاري جديد ؟
أجابت العينة بالموافقة وكانت النسبة 60% وموافقة إلي حد ما وكانت النسبة 33% أي بمجموع 93% ,وهذا الملاحظ أن الإشاعات نفسها تتكرر في بداية الميزانية عن وجود زيادة في رواتب الموظفين وكذلك في صدد الإعلان عن تشكيل وزاري جديد وهذا ما يؤكد علي المعادلة التي تقول أن سريان الإشاعة لا يكون حاصل جمع الأهمية +الغموض وإنما هي حاصل ضرب الغموض بمعني انه إذا كانت حاصل ضرب أهمية الخبر صفراً , واذا كان حاصل ضرب الغموض صفرًا فلن تكون هنالك إشاعة .وعادة ما تجتمع رغبة أفراد المجتمع الملحة في تحسين وضعهم الاقتصادي مع غموض الأخبار وعدم التصريح بها إلا يوم إعلان الميزانية وتعتبر هذه الإشاعة من إشاعات الأمل والتي تعبر عن الأماني والأحلام ويتمني مروجيها تحقيقها وتنتشر بسرعة بين الناس لأنها تشعر الناس بالرضا والسرور .

8- تنتشر الإشاعات بكثرة في وقت الكوارث الطبيعية والأحداث والتحولات الاجتماعية الكبري ويتأثر جميع أفراد المجتمع بالإشاعات دونما استثناء ؟ وكانت نسبة مفردات العينة التي أجابت بالموافقة 67% ونسبة الموافقة إلي حد ما 31% أي بمجموع 98% ومن الطبيعي أن تكثر الإشاعات في ظل تضارب المعلومات, وهذا ما حدث في اليابان بعد الزلازل الذي ضرب شرق اليابان في تاريخ 11مارس 2011م والذي لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً في نشر المعلومات وخاصة التوتير , وان الذي حدث كان انفجاراً في مفاعلاً نووياً .وانتشرت الإشاعة بشكل سلسلة من الايميلات وسببت اضرارأ كبيرة في المجتمع الياباني, الأمر الذي دفع المسئولين ألي تكوين لجان علمية من علماء الاجتماع لدراسة أسباب هذه المشكلة ,ولماذا لاقت قبولاً بين أفراد المجتمع ,وكيف تلقاها المجتمع الياباني ؟ وكيف أثرت في النظام العام .

9- أكثر الإشاعات تكراراً هي حول متطلبات الحياة مثل زيادة الراتب ,بدل السكن ,فرص وظيفية جديدة ؟
كانت نسبة المستجيبين والتي أجابت بنعم 56% ونسبة المستجيبين أوافق إلي حد ما 42% أي بمجموع 98% وقد يعود ذلك من وجهة نظر الباحث إلي أن معظم أفراد المجتمع السعودي أصبح مشغولاً بتأمين الأساسيات المعيشية في ظل ارتفاع الأسعار ,وجشع التجار مما أدي إلي انشغاله بالإخبار التي تحمل بارقة أمل لزيادة في الراتب أو تخصيص بدل سكن وخاصة لموظفي الدولة .

10- مطلق الإشاعات يستغل بعض القصور في أداء المسئولين لنشر الإخبار المغرضة والمثيرة لغضب المجتمع ؟
أجابت ما نسبته 63% بالموافقة ونسبة 29 % أوافق إلي حد ما أي بمجموع 92% وهو أن بعض مروجي الإشاعات والذين لديهم أغراض لنشر البلبلة في المجتمع والتقليل من أهمية الانجازات التي حققها بعض الوزراء وخاصة في الوزارات الخدمية مثل وزارة التعليم ووزارة الصحة والتي يكثر نشر الأخبار والإشاعات المغرضة حول القائمين بها, ولذلك علي المسئولين في هذه الوزارات التصدي لهذه الإخبار فور صدورها وعدم السماح لأفراد المجتمع في نشرها دونما صدور تصريح إعلامي واضح وصريح يؤد الإشاعة في مهدها .

11- مطلق الإشاعات يستخدم الأساليب الحديثة في علم النفس حتي تخدم الإشاعة الهدف منها وتؤثر علي نفسيات ومعنويات أفراد المجتمع ؟
أجابت نسبة من العينة تقدر ب43% بأنها موافقة ونسبة 42% موافقة إلي حد ما أي بمجموع 85% وقد يعود ذلك إلي أن الحرب النفسية التي تشنها الدول المتناحرة تغيرت وأصبحت حروباً باردة أي تميل لأستخدام حروب الشائعات لضرب اللحمة الاجتماعية, وهم يجندون في تلك الحروب علماء النفس والاجتماع والذي يؤكد علي هذا ما تحقق في مجال الاتصالات السمعية والمقروءة والمرئية من رسائل قد تكون صريحة في بعض الأحيان, أو تكون عن طريق استخدام الإيحاء وتأثير ظاهرة التكرار وتأثير الجمهرة وغيرها من النظريات النفسية والاجتماعية .

12- الشائعة سلوك عدواني ضد المجتمع وتعبير عن العقد النفسية المترسبة في نفوس بعض الأفراد وتعمل علي خلق البلبلة الفكرية والنفسية ؟
وأجابت نسبة 62%من العينة أنها موافقة ونسبة 24% أنها موافقة إلي حد ما أي بمجموع 86% ومروجي الإشاعات السلبية هم أعداء للمجتمع وضررهم قد يؤدي في بعض الأحيان إلي ما لا يحمد عقباه ,ومن الصعب فهم أسباب الأفراد الذين يسعون عمداً إلي خلق البلبلة الفكرية والنفسية إلا أنهم مرضي نفسيين, أو أعداء للمجتمع .

13- أكثر الفئات انسياقاً وراء الإشاعات هن النساء ؟
وكانت نسبة المستجيبين 28%كانت من الموافقين ,ونسبة 43%أوافق إلي حد ما بمجموع 71% ولكن جاء السؤال التالي لتأكيد صحة إجابات المستجيبين وكان كالتالي جميع أفراد المجتمع تتأثر بالإشاعة وتصدقها دونما تحديد للعمر والجنس ؟كانت نسبة الموافقين 37%والموافقين إلي حد ما 50% أي بمجموع نسبته 87%والواضح أن الإجابة كانت متضاربة .

14- أكثر الإشاعات انتشاراً في المجتمع ؟
ووجد أن أكثر الإشاعات الاقتصادية وحازت علي نسبة 28% ومن ثم الإشاعات السياسية ونسبتها 23% والإشاعات الاجتماعية 18% ثم الإشاعات الأخلاقية بنسبة 17% وأخيراً الدينية بنسبة 14% ,وكما سبق وان أسلفنا أن الإشاعات الاقتصادية هي أكثر الإشاعات رواجاً في المجتمع تليها السياسية لارتباطها بالحياة الاجتماعية وتوفير الرفاه الاجتماعي للمواطن .وان الإشاعات الأخلاقية وان كانت نسبتها متدنية إلا أنها عادة ما تصيب الأفراد المشهورين مثل الفنانين ولاعبي كرة القدم وهذا ما أجاب عليه السؤال الذي يليه عن أن الإشاعات تستهدف المشهورين وكانت نسبة الموافقين 46% ونسبة الموافقين إلي حد ما 46% أي بمجموع 92% ويعود ذلك إلي أن الشهرة سلاح ذو حدين .

15- وكان السؤالين التاليين حول صفات مطلق الإشاعة هل هو حاقد أو حاسد أو مريض نفسي كانت نسبة الموافقين 52% والي حد ما 34%بمجموع 86% وكذلك السؤال الذي يليه أن مطلق الإشاعة السياسية والدينية هو عدو للوطن وهدفه بث البلبلة والفرقة وكانت نسبة الموافقين 64%والي حد ما 26 % بمجموع قدره 90% والواضح أن مروجي الإشاعات لا يخرجون من ضمن هذه التصنيفات فأما هو شخص حاقد علي أفراد المجتمع ويرغب في تدميرهم, أو حاسد يحسد النعمة التي يعيشون فيها من امن وأمان واستقرار سياسي وأما انه مريض نفسي لا يعرف ولا يعي النتائج التي ستلحق بالمجتمع جراء ترويجه لإشاعات مغرضة ,أو جاهل لا يعي أن الإشاعة وخاصة السياسية أو الاقتصادية قد تكون سبباً في تدمير المجتمعات .

16- بعض الشركات التجارية تستخدم الإشاعة السلبية لمحاربة منافسيها بأسلوب غير شريف ؟
وكانت نسبة الموافقين 60% والموافقين إلي حد ما 37% أي بمجموع 97% وقد تتجه بعض الشركات إلي بث إشاعات غير صحيحة عن شركات منافسة لتقليل الطلب علي منتجاتها كما حدث لشركة كوكاكولا وشركة بيبسي وكثير من الشركات العملاقة التي تخصص المليارات للدفاع عن منتجها والتصدي للإشاعات بإعلانات تروج لمنتجها .

17- لدي المستهلك الوعي الكافي بآثار الإشاعات التجارية السلبية علي اقتصاد المجتمع ولذلك فهو لا يغير نمطه الاستهلاكي تبعاً لها ؟
كانت نسبة الموافقين 25% والموافقين إلي حد ما 51% أي ما مجموعه 76%يعتقدون أن المستهلك السعودي لايغير أسلوبه الاستهلاكي بسهولة وقد لا يعود هذا إلي الوعي الصحي لأن معظم المنتجات مضرة بالصحة, والدليل علي ذلك الإشاعات الكثيرة التي استهدفت شركات المشروبات الغازية وكذلك شركات الأطعمة السريعة ولم يزل الطلب عليها مرتفعاً ولم يتأثر بهذه الإشاعات .

18- أما عن كيفية التصدي للإشاعات فقد كانت هنالك مجهودات فردية مثل :
1- إتباع المنهج الإسلامي والرجوع إلي المصادر الرسمية وكانت نسبة الموافقين 89%وال حد ما 7%
2- عدم نشر الإشاعات وترويجها ما نسبته 96%موافق و2%إلي حد ما
3- تجنب الخوض في أعراض الناس والتأكيد علي الستر ما نسبته 96%موافق و6%موافق إلي حد ما
4- ان الإشاعات المغرضة لا تهدف إلي الصالح العام وإنما أغراضها الخبيثة استغلال بعض نقاط الضعف في المجتمع من بطالة وفقر .
وكانت نسبة الموافقين 86%ونسبة الموافقين إلي حد ما 6% .
5- أما عن الجهود الرسمية فعلي المسئولين مواجهة الإشاعة والتصدي لها بالمعلومة الدقيقة والصحيحة وكانت نسبة الموافقين 93% ونسبة الموافقين إلي حد ما4% وكذلك علي وزارة التربية والتعليم إدراج التفكير النقدي ضمن المناهج الدراسية

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات