الإشاعة الأنواع والمكونات والانتشار

عوض عز الرجال متولي عفيفي

2022-10-04 - 1444/03/08
التصنيفات:

 

أنواع الشائعات:

تصنَّف الشائعات غالبًا وَفْقًا لـ "عدة عوامل":

1- أسلوب التخطيط للشائعة: "منظم، عفوي،...، شائعات المنافقين واليهود؛ وعندهم [أجهزة خاصة لنشر الشائعات]".

 

2- أسلوب سريانها وطريقة انتشارها: "أفقي - رأسي - زاحف،. ..".

 

3- الدوافع العقلية والنفسية للمصدر.

 

4- مضمون الشائعة وموضوعها: "ديني - اجتماعي - سياسي - عسكري،. ..".

 

5- الاتجاه الذي تسير فيه الشائعة، وأجواؤها.

 

6- الهدف من الشائعة: "حب - كره - إثارة،...".

 

7- مدى العمومية، ومدى انتشارها: "لفئة - طائفة".

ولها تصنيفات وإدراكات ومعادلات، مرتبطة بعلم الاجتماع والدراسات النفسية في هذا الباب.

 

8- شكل الشائعة: "أسطورة - نكتة - دعاية - إعلان - إعلام -. ....".

 

9- الأداة المستخدمة، والوسائل المعتمد عليها في نشر الشائعة.

 

مكوِّنات الشائعات - باعتبارها عملية اتصال -:

1- الهدف من الشائعة ونشرها:

تتنوَّع أهداف نشر الشائعات بين أهداف:

أ- نفسية معنوية: وأكثر استخداماتها في الحرب النفسية.

 

ب- سياسية: وتتمثَّل في التشكيك في سياسة المؤسَّسات والمسؤولين في الدولة.

 

ت- اجتماعية: تتمثَّل في الشائعات التي يوجِّهها أفراد المجتمع لبعضهم البعض؛ لخصومة، أو فتنة، ولتعميق الخلافات بينهم.

 

ث- اقتصادية: وتتمثل في "شائعات الظروف الاقتصادية السيئة، بهدف إثارة الفوضى والقلق بين أفراد المجتمع".

 

ج- عسكرية: تهدف إلى كسر رُوح الإرادة في المقاتل، وقتل رُوحه المعنوية المرتفعة.

 

ح- أخلاقية: وهي تشكِّك في قِيَم وأهداف الأمة ورموزها لإسقاطها؛ رموزًا ومناهجَ صحيحة.

 

2- مروِّج الشائعة:

  • وأول مَن روَّج الشائعة كان إبليس، وَسْوَس لآدم وحواء، وقال لهما: ﴿ وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ * وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ﴾ [الأعراف: 20، 21].

 

  • ولا يزال الشيطان إلى الآن يروِّج الشائعات.

 

  • قال عبدالله بن مسعود: "إن الشيطانَ ليتمثَّل في صورة الرجل، فيأتي القومَ فيحدِّثهم بالحديث من الكذب، فيتفرقون، فيقول الرجل منهم: سمعتُ رجلاً أعرف وجهه، ولا أدري ما اسمه، يحدِّث".

 

  • والكذَّاب والمُغتَاب، والنَّمَّام، وأصحاب آفات اللسان غالبًا هم من مروِّجي الشائعات، وأهدافهم متنوعة.

 

3- محتوى الشائعة:

يرتبط محتوى الشائعة بالهدف منها، وتتنوع المحتويات تبعًا لذلك.

 

4- وسائل بث الشائعة:

"اللسان - والكتابة - الصحف والمجلات - مواقع الإنترنت، والشات، والمنتديات".

 

5- جمهور الشائعة:

وهم المخاطَبون بها، ومَن يتناقلونها ويسمعونها، والتي هي موجَّهة إليهم، ومقصودون بها، وهؤلاء قد يتحوَّلون من مُستقبِلين لها إلى مروِّجين لها، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

قال علي - رضي الله عنه -: "الناس ثلاثة: عالم ربَّاني، ومتعلِّم على سبيل نجاة، وهَمَج رَعَاع؛ أَتْباع كلِّ ناعق، يَمِيلُون مع كل ريح، لم يَستضيئوا بنور العلم، ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق".

 

6- آثار الشائعة:

  • وما يترتب عليها، من تحقيقها لأهدافها، ووصولها للنتائج المرجوَّة منها، وكل آثار الشائعات سيئة، وينتج عنها - غالبًا - آثارٌ أخرى أسوأ منها.

 

انتشار الشائعات:

  • دوافع انتشار الشائعات وإطلاقها:

يروِّج البعضُ الشائعاتِ لعدَّة أهداف، بعضها واضح، وبعضها يُحِيط به الغموض، وتتنوَّع الأغراض والدوافع بشكل كبير؛ ومن أهمها:

  • العُدْوَانية: تجاه شخص أو جماعة، وإثارة الخوف، وتغيير موقف الناس من المشاع عنه، سلبًا أو إيجابًا.

 

  • الإسقاط: يُسقِط مروِّج الإشاعة ما يُضمِره في نفسه على شخص آخر أو أشخاص آخرين.

 

  • التنبؤ: والإشارة إلى أحداث مستقبلية تتطلب تهيئة الناس لها.

 

  • الاختبار: وتكون الإشاعة هنا أداة اختبار لقياس تأثير موضوع الإشاعة والآراء حوله.

 

  • جذب الانتباه.

 

عوامل انتشار الشائعة ورواجها:

الشائعة تحتاج إلى مجموعة من العوامل إذا ما اجتمعت فيها تجعلها أكثرَ إمكانية للانتشار والرواج، بل قد تحل محل الحقائق في أذهان بعض الناس، نتيجة للاستعداد النفسي عند هؤلاء الأفراد، بالإضافة إلى عدم التثبت منها في عقولهم، وعدم التعامل معها بوعي وفطنة وعلم؛ وأهم هذه العوامل والأسباب:

1- أهمية الشائعة:

فإذا ما انطوى موضوع الإشاعة على شيء من الأهمية بالنسبة للمتحدِّث والمستمِع؛ أدَّى ذلك إلى حرصه على الاستماع لها، ونقلها مع إضافة بعض الانفعالات المساعِدة لها على الرواج.

 

2- درجة الغموض:

إذ إن بعض الدراسات - التي أُجرِيت للتعرُّف على مدى تأثير غموض الشائعة في انتشارها - أثبتت أن الشائعة تنتشر أكثر؛ حيث يكون هناك تعتيم إعلامي، وغموض محيط بموضوعها، ومنهم مَن وضع معادلة رياضية لقياس نسبة انتشار الشائعة؛ مثل: "ألبورت وليوبوستمان" - في كتاب علم نفس الشائعة - ومفادها: "انتشار الشائعة = أهمية الموضوع × مدى الغموض حول الموضوع"، وكلما اتسمت الوقائع الحقيقية بشيء من الغموض أدَّى ذلك إلى رواج الشائعة.

 

3- التوترات الانفعالية:

  • الشعور باليأس؛ شائعة قيام الساعة في 2012.
  • وقد يسمع الفرد شائعة، فيُضِيف إليها انطباعاته، مما قد يغيِّر ويحوِّل مسار الشائعة أو الخبر.

 

4- التفاعل الاجتماعي:

  • كلما كان جو انتشار الشائعة يتسم بالتقارب والتجانس بين أفراده؛ ساعد ذلك الشائعةَ في الانتشار، ويعبِّر عن ذلك العلماء بمصطلح "بيئة الشائعة"؛ حيث توجد فيها الظروف الملائمة لانتشار الشائعة.

 

5- الضغوط النفسية والمشكلات.

 

6- القلق الشخصي.

 

7- حب الفضول.

 

8- درجة الوعي بمضمون الشائعة.

كلما قلَّت درجة الوعي بمضمون الشائعة كان ذلك مساعدًا لها على الانتشار.

 

9- المضمون.

 

10- القابلية للتصديق.

 

موافقة الخبر هوًى في نفس السامع يمنعه من التحقق منها، بل يصدِّقها ويؤمن بها، وينشرها؛ مثل: "الانتصار - الهزيمة - التشيع للآراء والمذاهب"، وجعله غطاء على الأعين لقَبول الأخبار.

 

11- الخصائص الشخصية:

المُشِيع إذا كان فصيحًا عليم اللسان، ويُجِيد عرض الشائعة؛ فهو حقًّا الشخص المناسب لها، يقول الله - سبحانه وتعالى - عن المنافقين: ﴿ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَة ﴾ [المنافقون: 4].

 

وعن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ أخوفَ ما أخاف على أمتي كلُّ منافقٍ عليم اللسان)).

 

12- انعدام تسليط مَلَكة النقد الذاتي:

وعدم تكليف المستمع لنفسه أن يسأل الشائع عن مصدر شائعته، ويتثبَّت منها؛ فإذا ما قيل له: "بَلَغنا كذا..."، فلا بد أن يسأل: هل هو صحيح؟ نريد التأكد!

 

13- كون المُشِيع ممن تميل إليه قلوب سامعيه:

بحيث إنهم يحسنون الظن به لدرجة الغفلة عن الشك في كلامه، وعدم التثبت منه.

 

14- موافقة الخبر هوًى في نفس السامع، فيصدِّقه من دون تأمل:

وموافقته لعواطفه؛ كإشاعة مقتل شارون، وطلب البعض - عبر الرسائل الإلكترونية، والهواتف المحمولة - السجود لله شكرًا.

 

15- الفراغ:

الفراغ يولِّد الشائعات، وقديمًا سمى السلف مَن يجلس فارغًا بـ: "عاطل، بطَّال"، ومَن تدنَّت همته ولم يجد بيئة كريمة تدفعه إلى العطاء والإنجاز؛ وَلَغ في حضيض التفاهة، ولم يُعرَف إلا بالقيل والقال!!

 

16- عامل التربية:

فكلما كانت الشخصيات والأفراد تربيتهم أصَّلت فيهم منهج التحرِّي والتثبُّت - البحث والتيقظ - وطلَب الدليل والبرهان؛ فكانت التربية علمية عملية؛ كان ذلك مِعْوَل هدمٍ للشائعة، وحائطًا منيعًا أمامها.

 

فهل التربية كانت على النقل بعد السماع مباشرة أم بعد تنقيح الأخبار والتثبت منها؟

 

17- ضعف ذاكرة الناقل:

مما يدفعه إلى مَلْءِ الفراغات التي تسبَّبت فيها ذاكرتُه من عنده، ومن ثَمَّ يحصل فِقدان الضبط.

 

18- النقل الصحفي وصحافة الفضائح:

والتي تُكثِر من نشر الفضائح والإشاعات.

 

19- شهوة الكذب.

 

20- الأجواء التي خرجت فيها الشائعة:

شائعة تطليق النبي - صلى الله عليه وسلم - لأزواجه، في وقت عقوبة النبي - صلى الله عليه وسلم - لنسائه واعتزالهن.

رابط الموضوع: http://www.alukah.net/culture/0/49530/#ixzz4j3ACjNKa

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات