أزمة اللاجئين المسلمين

خالد مصطفى

2022-10-04 - 1444/03/08
التصنيفات:

تصاعدت أزمة اللاجئين المسلمين حول العالم خلال السنوات الأخيرة جراء الصراعات والحروب وأعمال الإبادة التي شهدتها العديد من المناطق حيث غادر ملايين من المسلمين بلادهم وتوجهوا إلى بلاد أخرى مضطرين خوفا من القتل والتعذيب...

 

ومع مرور الوقت وعدم وضع حد من "المجتمع الدولي" للجرائم التي يتعرض لها المدنيون المسلمون في بلادهم ازدادات معاناتهم خارج بلدانهم وتعرضوا لاعتداءات عنصرية وأصبحت أحوالهم في الخارج تشبه أحوالهم في الداخل فقد هربوا من الموت السريع إلى الموت البطيء ناهيك عن الأهوال التي يواجهونها خلال رحلتهم للهروب من بلدانهم وتعرضهم للاستغلال من تجار البشر...

 

إن الغرب الذي يعيش في رفاهية الآن نسي أنه وصل إلى ما هو فيه بعد أن امتص خيرات الدول العربية والإسلامية طوال عشرات السنوات من الاحتلال الغاشم وترك هذه الدول في أوضاع مأساوية, ويتنكر اليوم لهذا التاريخ ويرفض استقبال هؤلاء الضحايا وإذا استقبلهم يضعهم في ظروف معيشية صعبة ويتعرضون لأنواع مختلفة من المضايقات...

 

الملايين من المسلمين الذين ينزحون هنا وهناك من أجل إنقاذ حياتهم وحياة أولادهم ليسوا مسؤولين عن الجرائم التي يتعرضون لها بينما الغرب يتحمل المسؤولية عن الكثير من هذه الجرائم فقد غزا أفغانستان بقوات كبيرة منذ أكثر من عقد ونصف من الزمن, ومنذ ذلك الوقت وأوضاع المدنيين الأفغان في تدهور مستمر, كما أن الغرب ساهم في جرائم نظام الأسد والميليشيات الإيرانية في سوريا ضد المدنيين بسبب عدم تعامله بحسم مع عمليات الإبادة واستخدام الأسلحة المحظورة ضد المدنيين ودخوله في صفقات مشبوهة مع الدول الداعمة لطاغية دمشق مما أغراه بالاستمرار في القتل والتهجير..كذلك يتحمل الغرب مسؤولية ما يجري حتى الآن في العراق عندما قرر عام  2003 تجييش قواته لدخول بغداد بحجة القضاء على أسلحة صدام الكيميائية والتي اتضح فيما بعد باعترافهم بأنها كانت مجرد خدعة من أجل التمركز في المنطقة العربية بالقرب من منابع النفط..

 

ومنذ غزو العراق بدأت المجازر في حق المدنيين خصوصا من أهل السنة الذين تعرضوا لأبشع أنواع الاضطهاد والتهميش بعد أن سلمت واشنطن حكم العراق للشيعة وسمحت لهم بتكوين ميليشيات مسلحة مدعومة من طهران...

 

والآن مأساة الروهينغيا تشهد على هذه المسؤولية الغربية حيث رفعت الدول الكبرى العقوبات عن ميانمار رغم أعمال الإبادة في حق المسلمين ولم تتخذ أي إجراء صارم ضد الحكومة التي تتزعمها ناشطة حاصلة على جائزة "نوبل للسلام" ومدعومة من الحكومات الغربية...

 

مظاهر رفض اللاجئين في الغرب أصبحت تثير الفزع فمؤخرا قررت أستراليا إعادة عدد من اللاجئين الروهينغيا إلى بلدهم رغم أعمال الإبادة المستمرة, كما وضعت ملصقات في ألمانيا تطالب اللاجئين بالرحيل إلى بلادهم كما تعرض اللاجئون في بلجيكا للملاحقة من قبل الشرطة مما دعا منظمات حقوقية مدنية لإطلاق حملة من أجل إيواء هؤلاء اللاجئين في منازل المواطنين لحمايتهم من الشرطة, ووصل الأمر لإطلاق النار على اللاجئين كما جرى في إيران حيث تم قتل عدد من اللاجئين الأفغان عند محاولتهم عبور الحدود, وغير ذلك الكثير؛ مما يدل على خواء الشعارات التي ترفعها العديد من الدول حول حقوق الإنسان وضرورة حماية النساء والأطفال في مناطق النزاعات.

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات