تحية من أستراليا: رمضان كريم

ادارة الموقع

2022-10-04 - 1444/03/08
التصنيفات:

 

 

 

فهد القرشي

 

بادئ ذي بدء أزف التهنئة للقراء الأعزاء بمناسبة دخول شهر رمضان المبارك سائلاً المولى القدير أن يتقبل من الجميع الصيام و القيام ، و اسمحو لي في هذه العجالة أن أعطي للقارئ الكريم نبذة عن رمضان في أستراليا حيث كان يوم السبت السابع و العشرين من شهر مايو لهذا العام 2017 أول أيام هذا الشهر الكريم. و كان هذا حدثاً مناسباً لمعظم المسلمين الذين يعيشون في أستراليا فبداية شهر رمضان في عطلة نهاية الأسبوع يساعد الكثيرين على تكييف أنفسهم مع متطلبات الصيام بشكل تدريجي خصوصاً أن أوقات الدراسة و ساعات العمل لا تتغير حيث يخرج معظم الموظفين من أعمالهم في الساعة الخامسة في حين أن أذان المغرب يحين الساعة الخامسة و ست دقائق و ذلك لأننا هنا على أبواب فصل الشتاء الذي يكون في جنوب الكرة الأرضية في أشهر يونيو و يوليو و أغسطس بعكس شمال الكره الأرضية التي يسود فيها الصيف خلال هذه الأشهر.

 

الصوم في هذه الأجواء متعة كبيرة و لله الحمد حيث أن قصر ساعات الصيام و برودة الأجواء لا يجعلان المسلم يشعر بكثير من التعب أو العطش و هذه نعمة كبيرة من الخالق عز و جل. أتذكر أنني صمت رمضان في أجواء مشابهة أو ربما أكثر برودة أثناء دراستي في الولايات المتحدة في نهاية التسعينات حيث كان رمضان يوافق أشهر الشتاء هناك في ذلك الوقت فكنا نذهب و نعود و رذاذ الثلج يتساقط علينا و نحن متدثرون بطبقات من الأصواف الثقيلة.

 

المساجد هنا في المدن الأسترالية تكون عامرة في رمضان عامرة بالأجواء الروحانية حيث تقام الصلوات الخمس و صلاة التراويح بانتظام و كذلك صلاة التهجد خلال العشر الأواخر من الشهر الكريم. كما تزخر المساجد بمختلف النشاطات الدينية من حلقات تدارس القرآن الكريم و التفسير و بيان أحكام الصيام و كذلك النشاطات الاجتماعية من حيث تقديم طعام الإفطار للصائمين بشكل يومي. و لا شك أن هذه النشاطات الدينية و الإجتماعية على قدر من الأهمية قد يفوق أهمية نضيراتها في الأقطار الإسلامية ذلك أن رمضان مناسبة عظيمة لجذب صغار السن من ابناء الأسر المسلمة الذين ولدوا و ترعرعوا في بيئة غير إسلامية من أجل إيجاد بيئة حاضنة لبناء الشخصية المسلمة المتزنة التي تحرص على اتباع التعاليم الدينية بطريقة وسطية بعيدة عن جميع أشكال التطرف.

 

و من الأمور الطريفة في هذا الشهر الكريم أن بعض غير المسلمين يحضر إلى المساجد و يشارك المسلمين الإفطار تلبية لدعوة من بعض الجيران أو زملاء العمل و هذا ضرب من ضروب الإندماج الذكي في المجتمع غير المسلم لبيان حقيقة الإسلام حيث قال الله عز و جل (و قولوا للناس حسناً) و تطبيقاً لسنة المصطفى صلى الله عليه و سلم الذي أوصي بالخلق الحسن و التعامل الطيب مع الجميع سواءً كانوا مسلمين أو غير مسلمين. و هناك الكثير من قصص المهتدين إلى الإسلام كانت بدايتها حسن التعامل الذي وجدوه من ابناء الجالية الإسلامية مما يؤكد أن أعظم طريق للدعوة إلى الله هو تطبيق التعاليم الدينية و التمسك بهدى سيد الخلق صلى الله عليه و سلم.

 

نسأل الله أن يتقبل من جميع المسلمين صلاتهم و صيامهم و أن يعيننا على أداء الطاعات بالوجه الذي يرضيه عنا.

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات