مولّدات العبقرية الشبابية...!

حمزة آل فتحي

2022-10-04 - 1444/03/08
التصنيفات:

 

 

 

لازلنا نشيد ونؤكد على ضرورة استثمار الطاقات الشبابية، والجيوب العمرية المتقدة،فكراً ونشاطا، ويخشى من ذوبانها وضياعها في أتون المرح الزائد، أو الشهوة الجامحة،،،!

 

والمدارس مخازن ومناجم لطاقات عبقرية، ونوابغ جوهرية، ترسم الفكر والتاريخ والإبداع، وتكون مشاعل مضيئة للأمة، ولكن من ينتشلها ويستخرجها؟! كما يقول العلامة الأديب الطنطاوي رحمه الله سواء بحفز أهلها أو بإيقاد دواخلها،،،!

 

‏إنَّ السِلاحَ جَميعُ الناسِ تَحمِلُهُ

 

‏وَلَيس كلَّ ذواتِ المِخلَبِ السَبُعُ

 

 

 

ومن أهم المراحل العمرية لذلك هي (الطفولة والشباب)، لأنها أخلق بالابتكار والانفجار المعرفي والإبداعي والإنتاجي،،،! وإذا أرادت الحكومات النهوض والإبداع فلتتعب على الشاب وتبنيه وتثقفه وترقيه، فهو أنفع لها من مشاريع استهلاكية أو برامج وهمية وشكلية،،،!

 

أيا هممَ الشبابِ إلى المعالي *** وأفعالِ الأكابر بانتحالِ

 

فشرخُ الشابِ وهاجٌ رطيبٌ *** وكم شرخٍ له ضربُ النصالِ!

 

وقد استشرف مالك رحمه الله نبوغ الشافعي حينما قال له: ( إن الله قد كساك بنور الطاعة فلا تطفئه بظلمة المعصية ) وإسحاق بن راهويه رحمه الله هيجت نصيحته البخاري لتجريد الجامع الصحيح،وابن تيمية

 

وأحسن استثمار للأمم، ويعجل ببروزها، هو في (شبابها ونوابغها)، ومن خلال التأمل في كلام الناس عن العبقريات ومقوماتهم والظروف التي أسهمت في توليد إبداعهم تبين أنها في عوامل عدة، ولكن أبين قبلها شغف الناس بمصطلح (العبقرية) وأنها دلالة على النبوغ والذكاء وقوة الإنتاج، ولكنها أوسع من ذلك، ولابد لها من ذكاء متوسط على أقل تقدير، وهي تتنوع في شتى العلوم، وقد ذكرها صلى الله عليه وسلم في حديث الرؤيا المنامية في أبي بكر وعمر وخلافتهما(( فلم أر عبقريا يفري فَرْيَه))بالوجهين تخفيفا وتشديدا، كما في المتفق عليه، قال الحافظ: العبقري المراد به كل شيء بلغ النهاية.

 

وقال أبو عبيدة( العبقري من الرجال الذي ليس فوقه شيء، ويطلق على السيد واللبيب والكبير والقوي )،،!

 

وتنوعت تعاريف المعاصرين وبعضهم ربطها بالنبوغ، وآخر بالقدرة على العمل والتركيز والإنجاز، وقال آخرون: هي حصيلة ثلاث خصال: الذكاء والحماسة والقدرة على العمل.

 

وعرفها أناس: ذكاء مقترن باكتشاف وابتكار.

 

وهنا سؤال مهم:

 

س/ هل يقال رسولنا الكريم عبقري،،؟!

 

نفى كثير من الإسلاميين ذلك لما حصل من ربط ذلك، بنفي النبوة في الطرح الاستشراقي والعَلماني، وقد تجلت عبقريته صلى الله عليه وسلم في الدعوة والتربية والتأثير والفروسية والقيادة، ولا يعني ذلك اتكاؤه عليها وانطماس النبوة عنه، كما توهمه بعضهم، فهو سيد عظيم ونبي كريم موحى إليه بالبينات والهدى المبين.(( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ))سورة النجم.

 

وأما عبقرية الفاروق المعنية هنا، فيقصد طول خلافته واتساع الفتوحات الإسلامية وما نتج عنها من كثرة الداخلين في الإسلام وسقوط دولتي (فارس والروم)، والتفنن الحضاري في تأسيس الدولة الإسلامية. فوصفه بالعبقري إشارة الى قدرته القيادية الفائقة، وعبقريته الادارية والتخطيطية، وهو القائل رضي الله عنه( إني لأجهز الجيش وأنا في الصلاة ) وله ( لست بالخَب ولا الخب يخدعني ) وغيرها من الدرر الكامنة والبارزة في شخصيته ومسيرته الدعوية.

 

وسؤال آخر:

 

س/ هل العبقرية وراثية؟!

 

ج/ قديما كتب( فرانسيس غالتون) كتابه (العبقرية الوراثية) ليثبت أن العباقرة يرثون صفات كثيرة وراثية من آبائهم، وأن البيئة ليست بذلك الأثر البالغ عليهم،والبعض قصرها بالأسر الراقية والغنية، مع أن الواقع خلاف ذلك وأثبت أن العبقرية تستجلب جلبا وتعصر عصرا بالعمل والعرق والمعاناة كما قال أديسون المخترع الأمريكي،،،!

 

وكم من أسر فقيرة أخرجت عباقرة وهو رد واضح على مدعي الوراثية،،،!

 

فالمؤكد هنا أن منها الفطري، ولكنه قليل، والغالب أنها مكتسبة، مع الاتفاق على قاسممشترك ذكائي، يتحتم توافره.

 

والغريب في الموضوع وجود عباقرة بلا انتاج، أو لم يستثمروا مواهبهم، وهولاء خارجون من بحثنا هنا

 

وأما العوامل المولدة لذلك فكالتالي:

 

 

 

1/ الاطلاع العميق: لأن من أجَلّ ثمراته سعة العقل، فالمعرفة توسع العقل، وتمنح مدارك التفكير قدرة على الفهم والاستنباط وصناعة الحلول،والتراكيب الجميلة،،ولكنها قراءة كثيرة وعميقة، ونوعية ومتنوعة، وليست

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات