مهم قبل العيد

الشيخ د صالح بن مقبل العصيمي

2022-10-04 - 1444/03/08
التصنيفات:

 

 

 

 

إلى كل مسلم ومسلمة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد

 

1- لَا تَنْسَوا فِي عِيدِكُمْ هَذَا،الفُقَرَاءَ وَالمَسَاكِينَ، تَصَدَّقُوا عَلَيْهِمْ،وَأَحسِنُوا لَهُمْ، وأَطْعِمُوهُمْ وَاِكْسُوهُمْ، اِرْحَمُوا العُمَّالَ، وَأَشْرِكُوهُمْ فَرْحَتَكُمْ وَلَا تُحَمِّلُوهُمْ مَا لا يَطِيقُونَ ،فَتَتَعَامَلُوا مَعَهُمْ وَكَأَنَّهُمْ لَيْسُوا مِنْ جِنْسِ الْبَشَرِ، فَلَا فَرْحَةٌ لَهُمْ عِنْدَ بَعْضِنَا هَدَانَا اللهُ وَإِيَّاهُ،فَلَا لِبَاسٌ جَدِيدٌ، وَلَا حَتَّى تَهْنِئَةٌ بِالعيدِ، فَمَا أَطْيَبَ أَنْ تُطْعِمَ خَادِمَكَ وَعَامِلَكَ مِنْ طَعَامِكَ ،وَتُهَنِّأَهُ بِالعِيدِ.

 

2- يَسِّرْ لَهُ الاِتِّصَالَ بِأَهْلِهِ،لِيُهَنِّأّهُمْ  وَيُهَنِّؤُهُ،  فَلَا تَبْخَلْ عَليهِ وَلا عَلَى نَفْسِكَ، بِدَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ لإِسْعَادِهِ ،تُخَفِّفْ عَنْهُ بِعَطْفِكَ وَرَحْمَتِكَ فِرَاقَهُ أَهْلَهُ، فَالرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ اللهُ.

 

3- فَتَخَيَّلْ اِبْنَكَ غَلَبَتْهُ الظُّرُوفُ الحَيَاتِيَّةُ القَاسِيَةُ، وَالمَعِيشِيَّةُ الصَّعْبَةُ، فَرَحَلَ لِطَلَبِ الرَّزْقَ فِي بُلْدَانِهِمْ، تَخَيَّلْهُ  فِي يَوْمِ العِيدِ وَحِيدًا شَرِيدًا،يَرَى الآبَاءُ مَعَ الأَبْنَاءِ، مُجْتَمِعِينَ،وَهُوَ يَعِيشُ فِي خَيَالِهِ مَعَ أَهْلِهِ، تُخَانِقُ العَبَرَاتُ حَلْقَهُ، وَتَمْلَئُ الدُّمُوعُ مَآقِيهِ، وَيَحْرِقُ الفِرَاقُ كَبِدَهُ ، وَلِسَانُ حَالِهِ يَقُولُ:

 

عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ

بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ

أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ 

فَلَيتَ دونَكَ بِيدًا دونَهَا بِيدُ

فَخَفِّفْ حُزْنَهُ وَاِرْحَمْهُ، فَالرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ اللهُ.

 

4-وكذلك ربات البيوت عليهن الرفق بالخادمات و العَامِلَاتِ فِي الْمَنَازِلِ، ألبسوهن الجديد ، وارفقن بهن ، لا تجعلن العيد عندهن كسائر الأيام ، ارحمهن رحمكن ربي .

 

5- تصدقوا على البائس الفقير والمسكينات ، تذكروا قول الشاعر :

 

لَقِيتُها لَيْتَنِـي مَا كُنْتُ أَلْقَاهَـا ***  تَمْشِي وَقَدْ أَثْقَلَ الإمْلاقُ مَمْشَاهَـا

أَثْوَابُـهَا رَثَّـةٌ والرِّجْلُ حَافِيَـةٌ *** وَالدَّمْعُ تَذْرِفُهُ في الخَدِّ عَيْنَاهَـا

بَكَتْ مِنَ الفَقْرِ فَاحْمَرَّتْ مَدَامِعُهَا *** وَاصْفَرَّ كَالوَرْسِ مِنْ جُوعٍ مُحَيَّاهَـا

مَاتَ الذي كَانَ يَحْمِيهَا وَيُسْعِدُهَا *** فَالدَّهْرُ مِنْ بَعْدِهِ بِالفَقْرِ أَشْقَاهَـا

المَوْتُ أَفْجَعَهَـا وَالفَقْرُ أَوْجَعَهَا *** وَالهَمُّ أَنْحَلَهَا وَالغَمُّ أَضْنَاهَـا

فَمَنْظَرُ الحُزْنِ مَشْهُودٌ بِمَنْظَرِهَـا *** وَالبُؤْسُ مَرْآهُ مَقْرُونٌ بِمَرْآهَـا

كَرُّ الجَدِيدَيْنِ قَدْ أَبْلَى عَبَاءَتَهَـا *** فَانْشَقَّ أَسْفَلُهَا وَانْشَقَّ أَعْلاَهَـا

وَمَزَّقَ الدَّهْرُ ، وَيْلَ الدَّهْرِ، مِئْزَرَهَا *** حَتَّى بَدَا مِنْ شُقُوقِ الثَّوْبِ جَنْبَاهَـا

تَمْشِي بِأَطْمَارِهَا وَالبَرْدُ يَلْسَعُهَـا *** كَأَنَّهُ عَقْرَبٌ شَالَـتْ زُبَانَاهَـا

حَتَّى غَدَا جِسْمُهَا بِالبَرْدِ مُرْتَجِفَاً *** كَالغُصْنِ في الرِّيحِ وَاصْطَكَّتْ ثَنَايَاهَا

تَمْشِي وَتَحْمِلُ بِاليُسْرَى وَلِيدَتَهَا *** حَمْلاً عَلَى الصَّدْرِ مَدْعُومَاً بِيُمْنَاهَـا

قَدْ قَمَّطَتْهَا بِأَهْـدَامٍ مُمَزَّقَـةٍ *** في العَيْنِ مَنْشَرُهَا سَمْجٌ وَمَطْوَاهَـا

مَا أَنْسَ لا أنْسَ أَنِّي كُنْتُ أَسْمَعُهَا *** تَشْكُو إِلَى رَبِّهَا أوْصَابَ دُنْيَاهَـا

تَقُولُ يَا رَبِّ، لا تَتْرُكْ بِلاَ لَبَنٍ *** هَذِي الرَّضِيعَةَ وَارْحَمْنِي وَإيَاهَـا

مَا تَصْنَعُ الأُمُّ في تَرْبِيبِ طِفْلَتِهَا *** إِنْ مَسَّهَا الضُّرُّ حَتَّى جَفَّ ثَدْيَاهَـا

يَا رَبِّ مَا حِيلَتِي فِيهَا وَقَدْ ذَبُلَتْ *** كَزَهْرَةِ الرَّوْضِ فَقْدُ الغَيْثِ أَظْمَاهَـا

مَا بَالُهَا وَهْيَ طُولَ اللَّيْلِ بَاكِيَةٌ *** وَالأُمُّ سَاهِرَةٌ تَبْكِي لِمَبْكَاهَـا

يَكَادُ يَنْقَدُّ قَلْبِي حِينَ أَنْظُرُهَـا *** تَبْكِي وَتَفْتَحُ لِي مِنْ جُوعِهَا فَاهَـا

وَيْلُمِّهَا طِفْلَـةً بَاتَـتْ مُرَوَّعَـةً *** وَبِتُّ مِنْ حَوْلِهَا في اللَّيْلِ أَرْعَاهَـا

تَبْكِي لِتَشْكُوَ مِنْ دَاءٍ أَلَمَّ بِهَـا *** وَلَسْتُ أَفْهَمُ مِنْهَا كُنْهَ شَكْوَاهَـا

قَدْ فَاتَهَا النُّطْقُ كَالعَجْمَاءِ، أَرْحَمُهَـا *** وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيَّ السُّقْمِ آذَاهَـا

 

جعلني ربي وإياكم موفقين

 

 

 

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات