اقتباس
ألا وإن اللَّبيبَ المُوفَّق ليقِفُ من كل ما يحُولُ بينه وبين الاستِجابة لله وللرسول ويصدُّه عنهما، موقفُ أولِي الألباب درايةً بها، ومعرفةً بأسبابها، وتحذيرًا من غوائِلِها، وسُوء العُقبَى فيها. فلا يغُرُّه ما يراهُ من كثرة المُبطِلين من أهل الضلال، وقلَّة السالِكين من أهل الحقِّ والهُدى والعلم والإيمان. كيف وهو يسمعُ كلام الله مُحذِّرًا له من الاغتِرار بالكثرة المُضلَّة، بقوله - وهو أصدقُ القائلين -: (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ)، وبقوله - عزَّ اسمُه -: (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ)...
مكة المكرمة:
ألقى فضيلة الشيخ أسامة بن عبد الله خياط - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: " الاستجابة لله وللرسول - صلى الله عليه وسلم -"، والتي تحدَّث فيها عن الاستجابة لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -، وأنه يجب أن تبلغ عند العبد ذروة ما يهتم ويُعنى به، ثم ذكر الموانع والعوائِق التي تقِف حائلةً بين العبد وبين الاستجابة لله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -.
واستهل الشيخ بالوصية بتقوى الله -تعالى- فقال: فاتقوا الله - عباد الله -، (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) [البقرة: 281].
وأضاف الشيخ: إن علوَّ القدر وسُمُوَّ المنزلة تُوجِبان كمالَ الطاعة، وقوَّة الاستجابة. وإذا اقترنَ هذا العلوُّ وهذا السمُوُّ بالإذعان والمِنَن والإكرام، كانت الطاعةُ للمُنعِم أتمَّ، والاستجابةُ له فيما يأمرُ وينهَى أكملَ وأقوَى وأجمل.
وأكد فضيلته أن الاستجابةَ له - سبحانه - يجبُ أن تبلغ الذروةَ مما يُعنى به العبد ويقصد إليه، وأن تكون في الطَّليعة من واجباتِه وخِطَطه ومُهمَّات حياته، امتِثالاً لأمره - سبحانه - له بقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) [الأنفال: 24].
وأشار الشيخ إلى أن أعظمَ الاستجابة لله وللرسول شأنًا، وأشرفَها مقامًا أداءُ حقِّه - سبحانه -، بتحقيق التوحيد الذي هو أعظمُ أوامر الدين، وأساسُ الأعمال، وروح التعبُّد، وعِمادُ التقرُّب، والغايةُ من خلق الإنسِ والجنِّ، .. وكفَى به شرفًا أنه مانعٌ من الخُلود في النار، إذا كان في القلب منه أدنى مِثقال حبَّةٍ من خردَل. به يكونُ لصاحبِه الهُدى الكامل والأمنُ التامُّ في دُنياه وأُخراه، كما قال - عزَّ اسمُه -: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) [الأنعام: 82].
وقال حفظه الله: وإن شجرةَ التوحيد - يا عباد الله - تزكُو تنمُو، وتَطيبُ ثِمارُها، وتزدادُ رونَقًا وبهاءً كلما سُقِيَت بماء الاستِجابة لله وللرسول - صلواتُ الله وسلامُه عليه -، تلك الاستِجابةُ التي تتجلَّى في فعلِ الطاعات، وترك المعاصِي رغبةً في جميل الموعود عليها بحُسن الثواب، وخوفًا من شديد الوعيد عليها بأليم العقاب. ويدخلُ في ذلك ويُفضِي إليه ويدلُّ عليه: قراءةُ القرآن بالتدبُّر لمعانِيه، والاتِّعاظ بعِظاته، وفهم ما يُرادُ به، وما نزل لأجله، وأخذ نصيب العبد من كل آياته، وإنزالها على داء القلب.
وأضاف الشيخ: ومنه: التقرُّبُ إلى الله بالنوافِل بعد الفرائِض، ودوامُ ذكره على كل حال باللسان والقلب والعمل، وإيثارُ محابِّ الله على كل ما سِواها من المحابِّ، واستِحضارُ نعم الله وبرِّه وإحسانِه على عباده، وانكِسارُ القلب بكليَّته بين يدَي الله تعالى، والخَلوةُ به - سبحانه - وقت النزول الإلهي حين يبقَى ثُلُث الليل الآخر لمُناجاته، وتلاوة كتابه.
وقال وفقه الله: وختمُ ذلك بالتوبة والاستِغفار، ومُجالسةُ المُحبِّين لرب العالمين، الصادقين في محبَّتهم له - سبحانه -، والتِقاطُ فوائد كلامهم، والانتِفاعُ بسَمتهم ونُصحهم وحالهم، والتجافِي عن كل سببٍ يحُولُ بين القلب وبين الربِّ - عز وجل -، وتطهيرُه من الغلِّ والحقد والحسد والعُجب، وسائر أمراض القلوب وعِلَلها، وسلامةُ الصدر للمُؤمنين، ومحبَّة الخير لهم، وعِظَمُ الخوف عليهم بالسعي في صلاحهم وفلاحهم في العاجِلة والآجِلة.
وأضاف فضيلته: ألا وإن اللَّبيبَ المُوفَّق ليقِفُ من كل ما يحُولُ بينه وبين الاستِجابة لله وللرسول ويصدُّه عنهما، موقفُ أولِي الألباب درايةً بها، ومعرفةً بأسبابها، وتحذيرًا من غوائِلِها، وسُوء العُقبَى فيها. فلا يغُرُّه ما يراهُ من كثرة المُبطِلين من أهل الضلال، وقلَّة السالِكين من أهل الحقِّ والهُدى والعلم والإيمان. كيف وهو يسمعُ كلام الله مُحذِّرًا له من الاغتِرار بالكثرة المُضلَّة، بقوله - وهو أصدقُ القائلين -: (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) [الأنعام: 116]، وبقوله - عزَّ اسمُه -: (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ( [يوسف: 103].
وحذر الشيخ من اتباع الهوى فقال: لا يُنسَى أو يغفُل أن اتباعَ الهوى هو من أقوَى العوامِل في عدم الاستِجابة لله وللرسول - صلى الله عليه وسلم -،.. ويعلمُ أن للوسَط المُحيط بالمرء والصُّحبة أثرَهما البالِغ، وسُلطانهما القوي على نفسِه وعقلِه، فسُرعان ما ينساقُ المُجالِسُ إلى صاحبِه ومُجالِسه، ويُسلِّمُ إليه قِيادَه، ويُدرِكُ اللَّبيبُ أيضًا شدَّة الحاجة إلى من يُقتدَى به في الدين والعلم والعمل.
وأضاف الشيخ أن من أعظم موانِع الاستِجابة لله وللرسول - صلى الله عليه وسلم -: مُفسِداتٍ تُفسِد قلبَ السائر إلى ربِه الكادِح إليه، فتقطعُ عليه طريقَه، وتُعمِّي عليه مقصودَه، ويضلُّ بها سعيُه. وأعظمُ هذه المُفسِدات على الإطلاق - كما قال ابن القيم - رحمه الله -: "هو التعلُّق بغير الله، فليس عليه أضرُّ من ذلك ولا أقطعُ له عن مصالِحه وسعادته منه، فإنه إذا تعلَّق بغير الله وكلَه الله إلى ما تعلَّق به، وخذلَه من جهة ما تعلَّق به، وفاتَه تحصيلُ مقصوده من الله - عز وجل - بتعلُّقه بغيره، والتِفاته إلى ما سِواه، فلا على نصيبِه من الله حصَل، ولا إلى ما أمَّلَه ممن تعلَّق به وصَل"، قال الله تعالى: (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا * كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا) [مريم: 81، 82].
وختم الشيخ خطبته ببيان المُفسِد الثاني ألا وهو ركوبُ بحر التمنِّي، فهو "بحرٌ لا ساحلَ له، وهو البحرُ الذي يركبُه مفاليسُ العالَم، فلا تزالُ أمواجُ الأماني الكاذِبة، والخيالات الباطِلة تتلاعَبُ براكبِه كما تتلاعَبُ الكلابُ بجِيفةٍ، وهي بِضاعةُ كل نفسٍ مهينةٍ خسيسةٍ سُفليَّة، ليست لها همَّةٌ تنالُ بها الحقائقَ الخارجية؛ بل اعتاضَت عنها بالأماني الذهنية، فيُمثِّلُ المُتمنِّي صورةَ مطلوبه في نفسه وقد فازَ بوصولها، والتذَّ بالظفَر بها، فبَيْنا هو على هذه الحال إذ استيقظَ فإذا يدُه والحصيرُ. وصاحبُ الهمَّة العليَّة أمانِيه حائمةٌ حول العلم والإيمان والعمل الذي يُقرِّبُه إلى الله ربِّه، ويُدنِيه من جِواره. فأمانيُّ هذا إيمانٌ ونورٌ وحكمة، وأمانيُّ أولئك خداعٌ وغرور"؛ فاتَّقوا الله - عباد الله -، وحذارِ من كل سببٍ يُبعِدُ القلبَ عن الربِّ - سبحانه - ويحولُ بينه وبين الاستِجابة له ولرسوله - صلواتُ الله وسلامُه عليه -.
المدينة المنورة:
ألقى فضيلة الشيخ عبد البارئ بن عواض الثبيتي - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: "الانتماء إلى الإسلام"، والتي تحدَّث فيها عن الانتماء إلى الإسلام ومعناه وصوره، وضرورة أن يكون لله تعالى وفي سبيله.
واستهل الشيخ بالوصية بتقوى الله -تعالى- فقال: فأُوصِيكم ونفسي بتقوى الله، فهي زادٌ في الآخرة، وقوةٌ في الشدة، وحسنٌ في المِحنة.
وأضاف الشيخ: الانتِماءُ زيادةٌ وارتِفاع، وهو شعورٌ يدفعُ صاحبَه للارتِقاء، ويُنمِّي الولاءَ واستِشعار الفضل، وأجلُّ انتِماءٍ هو شرفُ اتصال العبد بالله - جل في عُلاه -، الذي يُفضِي إلى الاطمِئنان والاستِقرار، والسعادة الأبديَّة، قال الله تعالى: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [يونس: 62].
وذكر فضيلته من صُور الانتِماء: الانتِماءُ إلى الإسلام الذي هو أعظمُ نعمةٍ، وإذا حلَّت المِحَن، وتنوَّعَت صُنوف الإغراء، واشتدَّت المصائِب، واشتعلَ أُوارُ الحرب على الإسلام يبقَى الانتِماءُ إلى الإسلام قويًّا لا يتزعزَع، وراسِخًا لا يتردَّد،.. نرى عظمةَ الانتِماء إلى الإسلام في الارتِقاء بكل العلاقات عن لوثات العنصرية، فلا فضلَ لعربيٍّ على أعجميٍّ، ولا لأبيض على أسوَد إلا بالتقوى.
وأكد فضيلته أن الإسلام يأبَى كل الانتِماءات الحزبيَّة الضيِّقة، والعصبيَّة المقيتة، فضلاً عن الانتِماء لأهل الباطل، قال الله تعالى: (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) [المؤمنون: 53]. ليبقَى انتِماءً واحدًا شامخًا نقيًّا، (أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [المجادلة: 22].
وأشار الشيخ إلى أن الانتِماء إلى الإسلام هو الانقِيادُ والاستِسلام، والتِزامُ الجوارِح طاعة الله، والولاءُ لله ولرسولِه، قال الله تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) [المائدة: 55].. انتِماؤُنا للإسلام يقتضِي انتِماءَنا للأمة بالشعور بأحوالها، والعمل على نُصرتها، ..كما أننا ننتمِي بكل فخرٍ إلى تاريخنا الذي حمل لواءَ الهداية للعالَم، ولغتنا الخالِدة لغة القرآن الكريم.
وأضاف الشيخ: وانتِماءُ العاطفة هذَّبه الإسلام، ووجَّه مسارَه، وبطَ حركتَه، قال الله تعالى: (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) [المجادلة: 22]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «لا يُؤمنُ أحدُكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين».
وقال حفظه الله: وفي الأخلاق يظهر صدقُ انتِماء المُسلم للإسلام في هيئته وكلامه، ولباسِه وسُلوكه،.. ولا يخفَى أن انهِيارَ الأخلاق انهِيارٌ لمظاهر الانتِماء. ويقترِنُ مع ضعف الانتِماء ذوَبانُ الشخصية وتميُّعها، وقد يستحِي أن يُظهِر بعضَ شعائر دينِه، فكما اهتمَّ الإسلام بطهارة الباطن اعتنَى بجمال المظهر، لتتميَّز شخصيةُ المُسلم، وتتخلَّص من شوائِب التقليد.
ووضّح الشيخ حكم الانتماء للأوطان فقال: والانتِماءُ للوطن أمرٌ غريزيٌّ، وحبٌّ فِطريٌّ، وكيف لا يُحبُّ الإنسانُ أرضًا عاشَ في كنَفها، وترترعَ على ترابها، وارتبطَ بأهلها وتاريخها، قال الله تعالى: (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ) [النساء: 66]، وقد ابتلَى الله نبيَّه محمدًا - صلى الله عليه وسلم - بفِراق الوطن، فقال: «واللهِ إنكِ لخيرُ أرض الله، وأحبُّ أرض الله إلى الله، ولولا أني أُخرِجتُ منكِ ما خرجتُ»، ولما علِم أنه سيبقَى مُهاجِرًا دعا بتحبيب المدينة إليه، وكان يدعُو لطيبة وطنه بكل خيرٍ، فكان يقول: «اللهم اجعل بالمدينة ضعفَي ما جعلتَ بمكة من البركة».
وأكد الشيخ أن الإسلام ضبطَ عاطفةَ حبِّ الوطن وأحسنَ توجيهها، والانتِماءُ للوطن يتوافَقُ مع الانتِماء إلى الدين؛ بل إن حب الوطن مُستمدٌّ من الانتِماء إلى الإسلام، فإن الانتِماء للوطن ولاءٌ بحكم الشرع، وهو قيمةٌ إسلاميَّةٌ لبناء مُجتمعٍ قويٍّ بعقيدته، ثم بمجموع أفراده. وأصدقُ الناس وطنيَّةً وحرصًا على الوطن أقواهم إيمانًا. وقوةُ الانتِماء للوطن تُعزِّزُ الأمنَ بكل صُوره، وتُحصِّنُ من الغزو الفكريِّ، وتُقوِّي اللُحمةَ الداخلية التي تحمي ممن يُريدُ إحداثَ الفتن والقلاقِل في الوطن.
وأضاف الشيخ: من مُقتضيات الانتِماء للوطن: محبَّتُه، والتضحيةُ له، وتقديرُ علمائِه، وطاعةُ ولاة أمره، والقيامُ بالواجبات والمسؤوليات، والحرصُ على مُمتلكاته ومُؤسساته، واحترامُ أنظمته، والعملُ على تنميته، وألا يكون المواطنُ منفذًا للمُتربِّصين أو لكل ما يضُرُّ الوطن. من الانتِماء للوطن: بذلُ المال لفقرائِه، وسخاءُ النفس مع أبنائِه، ودعمُ مشاريعه. ومن الانتِماء للوطن: الإحسانُ للجيران، ومن المُقتضيات: حبُّ الخير لأبناء الوطن، والتعاوُن بينهم، ومن الانتِماء: البرُّ والقسطُ والإحسان حتى مع غير المُسلمين.
وقال وفقه الله: الانتِماءُ للأسرة ركنٌ في الإسلام رَكين، وهدفٌ أسمَى متين، ولها حقُّ الأولوية في تقديم النفع والخير، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «والرجلُ راعٍ في أهله وهو مسؤولٌ عن رعيَّته، والمرأةُ راعيةٌ في بيت زوجها ومسؤولةٌ عن رعيَّتها». وقوةُ بناء الأسرة وصلاحُها يصُبُّ في منظومة بناء الوطن والأمة، كما أن تفكُّك الأسرة يُصدِّعُ بناءَ الوطن والأمة، ويعلمُ المُسلم أن نسَبَه لا يُغني عنه من الله شيئًا، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «من بطَّأ به عملُه لم يُسرع به نسَبُه».
وختم الشيخ خطبته ببيان أن غرس الانتماء مسئولية الجميع فقال: وكل المُؤسسات مسؤولةٌ عن تحقيق الانتِماء الصالِح: الأسرة، المدرسة، المُعلِّم، المناهج، المسجد، العلماء، الدعاة، الإعلام، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّته».
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم