مختصر خطبتي الحرمين 24 من المحرم 1437هـ

ملتقى الخطباء - الفريق الإعلامي

2022-10-04 - 1444/03/08
التصنيفات:

اقتباس

جاء الإسلامُ ليُطهِّر البشريةَ من أدران الجاهلية وأمراضها، ويُقوِّم السلوكَ ليستقيمَ على الفِطرة السويَّة. والرابطةُ بين أهل الإسلام هي رابطةُ الدين، وأُخُوَّة الإيمان، ولهذه الرابِطة معالِمها، من حُسن المُعتقَد، والمحبَّة، والسرور، وحب الخير للناس والفرح به، واجتِناب ما يُكدِّرُ على ذلك ويُشوِّشُ عليه، من الحسد والشحناء، والتهاجُر، والتباغُض، والسِّباب، والتنابُز بالألقاب. والناصِحون من عباد الله، المُحبُّون لخلق الله أهلُ أدبٍ ورحمة، وحبٍّ ومودَّة، وصدقٍ ووفاء.

 

 

 

مكة المكرمة:

 

ألقى فضيلة الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: "لا تشمت بأخيك"، والتي تحدَّث فيها عن خُلُق ذميم، وهو الشماتة بالمسلمين، مُحذِّرًا من هذا السلوك المشين، وقد أوردَ من الأحاديث والآثار وكلام أهل العلم ما يردَع عن هذا الخُلُق، كما بيَّن أنه قرين الحسد.

 

واستهل الشيخ بالوصية بتقوى الله -تعالى- فقال: فأُوصيكم - أيها الناس - ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله - رحمكم الله -؛ فقوارِعُ الأيام داهِية .. فهل من أُذُنٍ لعِظاتها واعِية؟! وهل النفوسُ في الاستِعداد ساعِية؟!

 

وأضاف الشيخ: جاء الإسلامُ ليُطهِّر البشريةَ من أدران الجاهلية وأمراضها، ويُقوِّم السلوكَ ليستقيمَ على الفِطرة السويَّة. والرابطةُ بين أهل الإسلام هي رابطةُ الدين، وأُخُوَّة الإيمان، ولهذه الرابِطة معالِمها، من حُسن المُعتقَد، والمحبَّة، والسرور، وحب الخير للناس والفرح به، واجتِناب ما يُكدِّرُ على ذلك ويُشوِّشُ عليه، من الحسد والشحناء، والتهاجُر، والتباغُض، والسِّباب، والتنابُز بالألقاب. والناصِحون من عباد الله، المُحبُّون لخلق الله أهلُ أدبٍ ورحمة، وحبٍّ ومودَّة، وصدقٍ ووفاء. وقد استوعبَت الشريعةُ في شُمولها وعلاجِها كلَّ أمراض النفوس ومعايِبها، أقوالاً وأفعالاً، ومشاعِر وانفِعالات.

 

وقال حفظه الله: وثمَّة خُلُقٌ ذميم، وسُلوك شائِن، يدلُّ على نفسٍ غير سويَّة، وقلبٍ مدخُول يكادُ يخلُو من الحبِّ والمودَّة والعطف وحبِّ الخير، ذلكم - عباد الله - هو: خُلُق الشماتة، وغالبًا ما يقترِنُ به مظاهرُ كراهية، من السخرية، والهمز، والغَمز، واللَّمز، وألوان الاستهزاء قولاً وفعلاً وإشارةً -عياذًا بالله-. الشماتةُ - حفِظَكم الله ووقاكم - وصفٌ ولقبٌ ولفظٌ فيه تنقُّص، أو حطُّ مكانة، أو احتِقار، أو ذمٌّ أو طعنٌ، أو تعدٍّ على كرامة. الشماتةُ فرحٌ ببليَّة من تُعاديه، والسُّرورُ بما يكرَهُ من تُجافِيه.

 

وقال وفقه الله: أيها الشامِت! أيها المُبتلَى بالشماتة! عافاك الله من هذا الداء وهداك، كأنَّك تزهُو بكمالك، وتُفاخِرُ بجمالِك، وتغفلُ عن مُوادَعةِ الأيام لك، وتظنُّ أن أخاك هذا المُبتلَى لم يُبتلَى بما ابتُلّيَ به إلا على كرامةٍ في نفسك، أو بسبب إجابةّ دعوةٍ منك أو من غيرك. فهذه تزكية، وهذا عُجبٌ وغُرور وغفلة، بل قد يكون استِدراجًا ومكرًا - عياذًا بالله -. أما علِمتَ أن الشماتةَ قد تكون انعِكاسًا لأمراضٍ نفسيَّة، تدلُّ على عدم الثقة، مع الإحساس بالفشل، فتُسلِّي نفسَك بهذا الخُلُق الذَّميم.

 

وقال حفظه الله: ولقد استعاذَ نبيُّنا محمدٌ - صلى الله عليه وآله وسلم - من الشماتة وسُوئِها، كما في الحديث الصحيح: «اللهم إني أعوذُ بك من سُوء القضاء، ودرَك الشقاء، وشماتة الأعداء». ولقد قال هارُون لأخيه موسى - عليهما السلام - كما في التنزيل العزيز: (فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ) [الأعراف: 150]؛ أي: لا تُفرِحهم بمُصيبتي. فيا عبد الله! لا تشمت في أخيك، فيُعافِيه الله ويَبتَليك، ولكن خُذ العِبرة: فعن واثِلة بن الأسقَع - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تُظهِر الشماتةَ لأخيك، فيرحمُه الله ويَبتليك».

 

وقال حفظه الله: الزمنُ قُلَّب، والأيامُ دُوَل، فكم من غنيٍ افتقَر، وفقيرٍ اغتنَى، وعزيزٍ ذلَّ، وذليلٍ عزَّ، ووضيعٍ ارتفَع، ورفيعٍ اتَّضَع، وقويٍّ ضعُف، وضعيفٍ قوِيَ، وسليمٍ ابتُلِي، ومُبتلًى عُوفِي؟! والدهرُ حين يجرُّ بكَلكلِه على قومٍ فإنه يُنيخُ على آخرين، وسيلقَى الشامِتون كما لقِيَ غيرُهم.

 

وقال وفقه الله: يقول ابن مسعودٍ - رضي الله عنه -: "واللهِ لو أن أحدًا عيَّر رجلاً رضعَ من كلبة، لرضعَ هو من هذه الكلبة". وورد عن عُمر - رضي الله عنه - أنه قال: "واللهِ لو عيَّرتُ امرأةً حُبلَى لخشيتُ أن أحمل". ويقول الحسنُ البصريُّ - رحمه الله -: "أدركتُ أقوامًا لم تكُن لهم عيوب، فتكلَّموا في عيوب الناس فأحدثَ الله لهم عيوبًا، وأدركتُ أقوامًا كانت لهم عيوب، فسكَتوا عن عيوب الناس فسترَ الله عيوبَهم".

 

وأضاف فضيلته: يا عبد الله! لا تُراقِب الناس، ولا تتبِّع عوراتهم، ولا تكشِف سِترَهم، ولا تتجسَّس عليهم، اشتغِل بنفسِك، وأصلِح عيوبك؛ فلن تُسأل بين يدَي ربِّك إلا عن نفسِك، والله أرحمُ بك وبهم منك ومن أنفُسهم.  بل إن المؤمنَ الصادقَ المُخلِص يُحبُّ أن يُعامل الناسَ بما يُحبُّ أن يُعامِلوه به، على حدِّ قوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يُؤمنُ أحدُكم حتى يُحبَّ لأخيه ما يُحبُ لنفسه» (رواه البخاري).

 

واستشهد الشيخ بكلام الحافظ ابن القيم - رحمه الله -: "إن تعييركَ لأخيك بذنبِه أعظمُ إثمًا من ذنبِه، وأشدُّ من معصيته؛ لما فيه من صَولَة الطاعة، وتزكية النفس وشُكرها، والمُناداة عليها بالبراءة من الذنب، وأن أخاك باءَ به، ولعلَّ كسرتَه بذنبه وما أحدثَ له من الذلّة والخضوع والازدِراء على نفسه، والتخلُّص من مرض الدعوى والكِبر والعُجب، ووقوفه بين يدَي الله ناكِس الرأس، خاشِع الطرف، مُنكسِر القلب أنفعُ له وخيرٌ من صَولَة طاعتِك وتكثُّرك بها، والاعتِداد بها، والمنَّة على الله وعلى خلقِه بها. فما أقربَ هذا العاصِي من رحمة الله، وما أقربَ هذا المُذلَّ من مقتِ الله. فذنبٌ تُذلُّ به لديه أحبُّ إليه من طاعةٍ تُذلُّ بها عليه. وإنك أن تَبيتَ نائمًا وتُصبِح نادمًا خيرٌ من أن تَبيتَ قائمًا وتُصبِح مُعجَبًا؛ فإن المُعجَب لا يصعَدُ له عمل".

 

وأوصى الشيخ في ختام خطبته المسلم بأن ينشغل بعيوبه فقال: ألا فاتَّقوا الله - رحمكم الله -، فطُوبَى لمن شغلَه عيبُه عن عيوب الناس، وويلٌ لمن نسِيَ عيبَه وتفرَّغ لعيوب الناس، والمُسلمُ في دعائِه يرفعُ يديه لمولاه: ربِّ لا تكِلني إلى نفسي طرفةَ عينٍ، واغفر لي ولوالديَّ وللمُؤمنين يوم يقوم الحساب.

 

 

المدينة المنورة:

 

ألقى فضيلة الشيخ عبد البارئ بن عواض الثبيتي - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: "حماية الإسلام للإنسانية"، والتي تحدَّث فيها عن الإنسانية التي دعا إليها الإسلام وحماها، مُبيِّنًا مقاصدها الشرعية، ومقتضياتها، ثم تطرَّق لذكر ما يُشوِّه تلك الإنسانية ويُلوِّثُها، مُستدلاًّ على كلامه بالقرآن والسنة وأقوال أهل العلم.

 

واستهل الشيخ بالوصية بتقوى الله -تعالى- فقال: فأُوصِيكم ونفسي بتقوى الله، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].

 

وأضاف الشيخ: لقد خلقَ الله الإنسان وكرَّمه، وجعلَه مُتميِّزًا مُتفرِّدًا في تركيبه وتكوينه وتكليفِه، روحٌ وعقلٌ وجسمٌ، قبضةٌ من طين الأرض، ونفخةٌ من روح الله، خلقَه في أحسن تقويم، وجعلَ في أعماقِه أخلاقًا ومشاعِر وأذواقًا، والذين يستشعِرون مقامَ الروح والقلب والعاطِفة أكثرُ تحقيقًا لمعاني الإنسانية التي تستمِدُّ منهجَها وقِيَمها من الإسلام.

 

وقال حفظه الله: حمَى الإسلامُ الإنسانيَّة بإقامة الحُدود الشرعيَّة التي من أهم مقاصِدها: المُحافظةُ على حقوق الأفراد، وهذَّبها وعلا بها، في إطار منهج القرآن. وكلما اقتربَ الإنسانُ من ربِّه صلاةً وتعبُّدًا ودعاءً سمَت إنسانيَّتُه. الإسلامُ ينشُدُ كمالَ الإنسانية، وذلك بإحياء مُراقبة الله،  وإذا ساسَ الإنسانُ نفسَه وجاهدَها انقادَت له، وأشرقَت إنسانيَّتُه.

 

وقال وفقه الله: الإنسانيَةُ التي زكَّاها الإسلام تضمُّ جميعَ الأجناس والألوان، ليتعارفَ الناس ويتآلَفوا، ويعيشُوا إخوانًا، وليقوموا بواجب الخِلافة في الأرض.. ومن مُقتضيات الإنسانيَّة في الإسلام: التعاوُن والتكافُل، وبناءُ معاني الحب والرحمة والتسامُح، وهجرُ الحقد والكِبر والانتِقام، ومنعُ الظلم، ومُسانَدة المُحتاج، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «وكونوا عبادَ الله إخوانًا».

 

وقال حفظه الله: يُحيِي القرآنُ الكريمُ معاني الإنسانيَّة الفاضِلة، ويُرسِّخُ كرامةَ الإنسان، كما يحمِي العواطِف الإنسانيَّةَ من الانحِراف عن أهدافها، ويُحصِّنُها من الصراع البغيض الذي يتنافَى مع آصِرة الإنسانية النقيَّة، ويجعلُها تُبصِرُ الحقَّ، وتعرّفُ الرُّشد، وتُحكِّمُ العقل، وتنشُدُ العدل، ويُهذِّبُ القرآنُ الإنسانيَّةَ كي لا تهبِطَ بها نزَواتُ الجسد، ودواعي الغريزة إلى الحدِّ الذي يُصبِحُ الناسُ فيه عبيدًا لشهواتهم وملذَّاتهم، ويرتقِي بالحياة حتى لا تتحوَّل إلى صراعٍ بغيضٍ، وحروبٍ مُدمّّرة تُمتَهَنُ فيها الإنسانيَّة.

 

وأضاف فضيلته: بلغَت الإنسانيَّةُ في الإسلام شأوًا عظيمًا، ومرتبةً سامِقةً في أهدافها ووسائلها، ومن ذلك: الإحسانُ إلى الوالدَين، بالتكريم والنفقة وخفض الجَناح، وفي رعاية المرأة وأداء حقوقها أمًّا، وزوجًا، وبنتًا، وأختًا،

وقال - صلى الله عليه وسلم -: «خيرُكم خيرُكم لأهله، وأنا خيرُكم لأهلي».

 

وقال وفقه الله: وتنعدِمُ الإنسانيَّةُ وتُطمسُ معالِمُها بالاعتِداء على الخالِق في خلقِه، وفي التحليل والتحريم،.. وقد تبطُر الإنسانيَّةُ وتطغَى، وتتجبَّرُ وتستبِدُّ عندما تصِلُ إلى الرَّفاه، وتُغدَقُ عليها النعمُ والخيرات،.. ويُفضِي هذا الانحِراف الطُّغيانُ والاستِبداد إلى العقوبة والبلايا، وفي حصول النقص ونزع بركة الخير والرزق، الذي يبسُطُه الله لعباده.

 

وقال حفظه الله: ولا تصحُّ إنسانيَّةُ إنسان، ويكونُ لإنسانيَّته قيمة حتى يتحرَّر العقلُ من الضلال، والفِكرُ من الخُرافة والدجَل، ومن ذلك: ما يقعُ من سحرٍ، وتنجيمٍ، ومُخاطبَة أرواحٍ، وقراءة كفٍّ، وتنويمٍ. فهذه السلوكيَّات تُدمِّرُ إنسانيَّة الإنسان، وتُفسِدُ على المُسلم عقيدتَه وخُلُقَه، وتُلغِي العقلَ والمنطِق. والذين يُمارّسون الحرقَ والتفجيرَ، وقتلَ المُصلِين في المساجِد، قد طُمِسَت إنسانيَّتُهم وأظلمَت بصائرُهم، والذين يقتحِمون ويُدنِّسون بأجسادهم وأحذيتهم مسرَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويقتُلون في ساحاته النساءَ والأطفالَ والرجالَ العُزَّل، قد ماتَت ضمائِرُهم وانسلَخوا من الإنسانيَّة بكل معانيها وصُورها.

 

وقال وفقه الله: هذا هو الإيمانُ الذي إذا فقدَته الإنسانيَّة، وفقدَت الاستِبصار بنور القرآن هبطَت إلى الحَضيض، وأهدرَت قيمةَ الإنسان وردَّته إلى مقامٍ دون مقامه الذي وضعَه الله فيه. لذا فإن المُسلمين يحمِلون رسالةً عظيمةً في العالَم، للارتِقاء بقِيَم الإنسانية، ومُواجهةِ تحديَّاتها، ومع انتِشار المجاعة وتفاقُم الأمراض، وتشرُّد الملايين عن أوطانهم وديارهم، واندِلاع الصراعات. ذلك أن المُسلم يحمِلُ ضميرًا إنسانيًّا حيًّا يدفعُه لنشر الهُدى، ونجدة المظلُومين، وبثِّ الأمل في شرايين الحياة للمُعوِزين، وإيصال المُساعَدات للمُتضرِّرين، حاملاً معه رسالة السلام والرحمة.

 

وقال حفظه الله: وحين نتأمَّلُ سيرةَ صحابة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - نرَى أنهم قد سطَّروا أروعَ مُثُل الإنسانيَّة في ضُروب الإنفاق والإحسان، وبانتِشارهم في أرض الله الواسِعة يجُوبون الآفاق، ويقطَعون الفيافِي للتعريف بالإسلام، رحمةً بالخلق، وإرشادًا لهم إلى طريق الحق، وارتِقاءً بالإنسانيَّة ابتِغاءَ وجه الله.

 

وقال وفقه الله: والدُّعاةُ إلى الله في كل زمانٍ ومكان، والباذِلون أنفسَهم في سبيل الله، وأموالَهم في البرِّ، والقائِمون على العمل الخيريِّ، وعلى تحفيظِ القرآن وتعليمه، والذين كرَّسُوا أنفسَهم لنفع الآخرين. كلُّ أولئك متَّعهم الله بإنسانيَّةٍ صادقة، ومشاعِر فيَّاضةٍ ربَّاهم عليها القرآن، فهنيئًا لهم سعادةَ الدنيا، والنعيمَ المُقيم.

 

وقال حفظه الله: وتبرُزُ معاني الإنسانيَّة في قادَة هذه البلاد وأهلها، للدور الإنسانيِّ الكبير، الداعِم لمسيرة العمل الإغاثيِّ في شتَّى بِقاع الأرض، ولن يألُوا المُسلمون جُهدًا في تقديم المُبادَرات لإغاثة المظلُومين والمنكوبين، ومدِّ يد العون لكل مُحتاج، بإنسانيَّةٍ صادقة، ومشاعِر دافِئة.

 

وختم الشيخ خطبته بالتحذير من شيء يُشوِّه الإنسانيَّةَ ويُلوِّثُ حقيقتَها ألا وهو: استِغلال الأزمات والضوائِق وحاجة المُعوِزين في التعامُل مع الربا، ولقد بيَّن الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - جزاءَ المُرابين يوم القيامة، فقال: «رأيتُ الليلةَ رجلين أتيَاني فأخذَا بيدي، فأخرجَاني إلى الأرض المُقدَّسة، فانطلَقنا حتى أتينا على نهرٍ من دمٍ، فيه رجلٌ قائمٌ على وسط النهر رجلٌ بين يديه حجارة، فأقبلَ الرجلُ الذي في النهر، فإذا أراد أن يخرُج رمَى الرجلُ بحجرٍ في فِيه، فردَّه حيث كان، فجعلَ كلما جاء ليخرُج رمَى في فِيه بحجر، فيرجِعُ كما كان. فقلتُ: ما هذا؟ قالا: الذي رأيتَه في النهر آكِلُ الربا».

 

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات