مختصر خطبتي الحرمين 9 رمضان 1436هـ

ملتقى الخطباء - الفريق الإعلامي

2022-10-04 - 1444/03/08
التصنيفات:

اقتباس

الخَلوةُ بالله لها أسرارٌ وفُيوضاتٌ روحانيَّة، تجلُو صدأَ القلوب، وتُلينُها وتُزكِّيها، فليتخيَّر العبدُ أوقاتًا تُناسِبُه في ليله أو نهاره، يخلُو فيها بربِّه، ويبتعِدُ عن صخَب الحياة وضَجيجِها، يُناجِي ربَّه، يبُثُّ له شَكواه، وينقُلُ إليه نجوَاه، ويتوسَّلُ ويتملَّقُ إلى سيِّده ومولاه. فلله؛ كم لهذه الخلَوات من أثرٍ على النفوسِ والجوارِح، وتجلِّياتٍ على القلوب؟! حتى إذا وكَفَت العيونُ دمعًا سخينًا هاطِلاً على الخُدود، في حالِ رُكوعٍ أو سُجود، هنالِك تُفتَحُ أبوابُ الرحمات، وتُقبلُ الدعوات، وتُقضَى الحاجات، وتُغفرُ الزلاَّت، (وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) ، (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا)...

 

 

 

 

مكة المكرمة:

 

ألقى فضيلة الشيخ صالح بن محمد آل طالب - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: "فضل الدعاء"، والتي تحدَّث فيها عن فضل الدعاء عمومًا، وفي رمضان بشكلٍ خاصٍّ، مُبيِّنًا أهميتَه وفوائِدَه، وأفضلَ أمكنتِه وأزمنتِه، وكيف يبلغُ العبدُ درجة التلذُّذ بالدعاء ومُناجاة الله تعالى، مُستدلاًّ لذلك بما وردَ في الكتاب والسنة.

 

واستهل الشيخ بالوصية بتقوى الله -تعالى- فقال: فاتَّقوا الله تعالى حقَّ التقوى، واستمسِكوا من الإسلام بالعُروة الوُثقَى.

 

وأضاف الشيخ: هنيئًا لكم ما أنتم فيه من شرف الزمان والمكان، وما تفيَّأتم من ظِلال شهر الصيام والغُفران، شهرٌ فيه تُضاعَف الحسنات، وتُكفَّر السيئات، وتُستجابُ الدعوات. فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، من صامَه إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدَّم من ذنبِه، ومن قامَه إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدَّم من ذنبِه، ومن قامَ ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدَّم من ذنبِه. فيا باغِي الخير! أقبِل .. ويا باغِي الشرِّ! أقصِر.

 

وقال حفظه الله: وعطايا الربِّ الكريم في الشهر الكريم تتوالَى وتتحبَّبُ لأهل الطاعة؛ استِنهاضًا لهِمَمهم، حتى تسمُو أرواحُهم، وتطهُر قلوبُهم، فتصفُو دُنياهم وأُخراهم. بدعوتهم إلى عطاياه السنيَّة، ومن أجلِّها إجابةُ الدعاء، وفي ثنايا آيات الصيام قال الحقُّ - سبحانه -: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة: 186]. فالرُّوح في رمضان تسمُو وتُقبِل، والقلبُ يرِقُّ ويخشع، والعينُ تبكِي وتدمَع، وتفتُرُ وتنكسِرُ سَورةُ النفس والهوى والشيطان. الصائمُ تستقيمُ حالُه ويُخبِت، وتكتسِي جوارِحُه بالعمل الصالح، فينقادُ لربِّه ويُقبِلُ على الدعاء، بيقينٍ وذُلٍّ وإلحاحٍ بين يدَي ربِّه، فتُسمَع دعوتُه، وتتحقَّقُ إجابتُه.

 

وقال وفقه الله: الدعاءُ عبادةٌ عظيمةٌ تدلُّ على صفات المدعُو - سبحانه وتعالى -، فالدعاءُ يدلُّ على الله، وعلى قُربه من عبدِه، ويدلُّ على قُدرته وقوَّته وغِناه، وسمعِه وبصرِه وعلمِه وإحاطتِه، وجُودِه وكرمِه. لذلك فهو دأبُ الأنبياء: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء: 90]، ونبيُّنا محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - دعا الله تعالى كثيرًا، وتضرَّع بين يدَيه في الرَّغَب والرَّهَب، فدعا لنفسِه، ولأصحابِه، ولآل بيتِه، ولأمَّته - صلى الله عليه وسلم -.

 

وأضاف فضيلته: وكما أن الدعاء هو العبادة، فهو يُظهِرُ عبوديَّة الإنسان لربِّه، ويُعرِّفُه بأنه مخلوقٌ فقيرٌ لخالقٍ غنيٍّ، وأنه مُحتاجٌ يطلبُ كفايتَه من سيِّده الكريم القادِر، وذلك حينما يرفعُ يدَيه إليه في ذُلٍّ وانكِسارٍ، وخُشوعٍ ورجاءٍ، ويقولُ: "يا رب، يا رب"، عندها يشعُرُ بعزَّة عبوديَّته لله، ولذَّة مُناجاته والإلحاح عليه، ويجِدُ أُنسَ النفس بالاقترابِ من ربِّه الرحيم، وانشِراحَ الصدر ببثِّ ما فيه إلى سيِّده العظيم. فما أحسنَ تلك اللحظات، وأنت تُناجِي مولاك، وتبُثُّه شكواك، وتطلبُه حاجاتِك، وتُنزِلُ به وحدَه طلبَاتِك. لم تسأَلها من البشر؛ بل وحَّدتَ ربَّك بطلبِها، فهو القديرُ الغنيُّ الذي يكفِي ويقضِي حاجاتِ عبادِه المُنكسِرين بين يدَيه، (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ) [النمل: 62].

 

وقال حفظه الله: كم صلُحَت بالدعاء أحوالٌ لم يخطُر ببالٍ أن تصلُح! وكم نامَ ظالِمٌ فأتاه سهمُ الإجابة قبل أن يُصبِح! الدعاءُ - أيها المسلمون - هو لهَجُ الأنبياء، وسِيماءُ المُرسلين، وهو ديدَنُ الصالحين، وإلحاحُ المُتعبِّدين، يتحرَّون به الفاضلَ من الأمكِنة، ويتقصَّدون إيقاعَه في خير الأمكِنة. شهِدَت تضرُّعَهم بيوتُ الله وعرفات، وخالطَت مُناجاتُهم ظُلمةَ الليل وحريَّ الساعات. فلا غرْوَ؛ فالدعاءُ تاجُ العبادات، وهو مُلازِمٌ لجميع أركان الإسلام، ومحلُّه منها محلُّ الذروَة من السَّنام، فأقربُ ما يكونًُ المُصلِّي من ربِّه وهو ساجِد، والسجودُ محلُّ الدعاء من الصلاة، وأعظمُ أركان الحجِّ هو الوقوفُ بعرفات، وهو المحلُّ الأعظم للدعاء، ولا تكادُ تجِد عبادةً مفروضة إلا والدعاء مُقترِنٌ بها.

 

وقال وفقه الله: ومن الأدبِ: أن يختارَ المُسلم جوامِع الدعاء، وهي الأدعية التي تتضمَّنُ خيرَي الدنيا والآخرة، ومنها ما دعا به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "ربَّنا آتِنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرةِ حسنةً، وقِنا عذابَ النار"، وأن يختارَ الأوقاتَ الحرِيَّة بإجابة الدعاء، ومنها: نهارُ الصيام، وعند فِطره، وعند السَّحَر، وفي السجود، وفي الثُّلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، ويتحرَّى ساعةَ الإجابة يوم الجُمعة. وعلى قدرِ يقينِ العبدِ بربِّه تكونُ إجابتُه، وبقدرِ إخباتِه وحُضورِ قلبِه يكونُ أقربَ لمطلوبِه.

 

وقال حفظه الله:  الخَلوةُ بالله لها أسرارٌ وفُيوضاتٌ روحانيَّة، تجلُو صدأَ القلوب، وتُلينُها وتُزكِّيها، فليتخيَّر العبدُ أوقاتًا تُناسِبُه في ليله أو نهاره، يخلُو فيها بربِّه، ويبتعِدُ عن صخَب الحياة وضَجيجِها، يُناجِي ربَّه، يبُثُّ له شَكواه، وينقُلُ إليه نجوَاه، ويتوسَّلُ ويتملَّقُ إلى سيِّده ومولاه. فلله؛ كم لهذه الخلَوات من أثرٍ على النفوسِ والجوارِح، وتجلِّياتٍ على القلوب؟! حتى إذا وكَفَت العيونُ دمعًا سخينًا هاطِلاً على الخُدود، في حالِ رُكوعٍ أو سُجود، هنالِك تُفتَحُ أبوابُ الرحمات، وتُقبلُ الدعوات، وتُقضَى الحاجات، وتُغفرُ الزلاَّت، (وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) [الذاريات: 18]، (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا) [السجدة: 16].

 

وقال وفقه الله: الدعاءُ سبيلُ الراغبين، ووسيلةُ الطالبين، وهو الشفيعُ الذي لا يُردُّ، والسهمُ الذي لا يَطيشُ، فمتى فُتِح لك منه بابٌ فقد أرادَ الله بك خيرًا. ارفَع يدَيك لمولاك .. واضرَع إلى الله بقلبٍ خاشِع .. وطرفٍ دامِع، مع صدقٍ وتوجُّهٍ وإخلاصٍ وإخباتٍ، وتعلَّق بالذي لا يخيبُ آمِله، ولا يُردُّ سائلُه، ففي رمضان يلهَجُ الناسُ بالدعاء جماعاتٍ وفُرادَى، في تضرُّعٍ وابتِهالٍ.. فما أحوجَنا في كل وقتٍ، وفي هذا الوقت خاصَّةً إلى الدعاء! كثُرت الفتن، واشتدَّت عُقَد الحياة، وضاقَت معايِشُ الناس، وتواتَرَت المصائِبُ الخاصةُ والعامَّة، ولا يُنجِي الإنسانَ إلا رُجوعُه إلى ربِّه، ودُعاؤُه وابتِهالُه، واليقينُ بأن الفرَجَ من عندِه.

 

وختم الشيخ خطبته بالوصية بالإكثار من الدعاء، فقال: الدعاءَ الدعاءَ، فأنتم في زمنٍ يتفضَّلُ الله تعالى فيه على عبادِه الصالِحين، ويُكرِمُ فيه الصائِمين المُخلِصين، هذا هو شهرُ الدعاء، ووقتُ إنزال الحاجاتِ بالكريم الرحيم. فادعُوا الله لأنفسكم، ادعُوا لوالِدِيكم ولذريَّاتكم، ادعُوا لوُلاة أمركم، ولمن يُدافِعون عنكم على ثُغور بلادِكم. حقٌّ عليكم أن تدعُوا لهم، وأن تضُجَّ المساجِدُ بالدعاء لهم.

 

 

المدينة المنورة:

 

ألقى فضيلة الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: "رمضان والرجوع إلى الله"، والتي تحدَّث فيها عن شهر رمضان وفضائله، وما فيه من فرصٍ في الإقبال على الطاعات والأعمال الصالحة، ذاكرًا ما في هذا الشهر من أعمالٍ وعباداتٍ يتقرَّبُ بها العبدُ إلى الله تعالى.

 

واستهل الشيخ بالوصية بتقوى الله -تعالى- فقال: فاتقوا الله في كل الأوقات؛ تفوزُوا برِضوان ربِّكم والجنات.

 

وأضاف الشيخ: احذَروا الغفلةَ فإنها مُهلِكة، وإياكم وتأخيرَ التوبة فإن الأمانيَّ الباطلةَ مُردِية، وقد تفضَّل الله على خلقِه بالنِّعم الظاهرة والباطنة؛ فأما المُؤمنون فقد شكروها، وأما أعداء الله فقد كفَروها؛ وما شرعَه الله من عباداتٍ وفرائِض، وما حرَّمه من مُحرَّمات، وما زجرَ عنه من المنهيَّات تكريمٌ من الربِّ للمُكلَّفين، وطهارةٌ وزكاةٌ، وإعدادٌ للمُكلَّف، وتأهيلٌ للعبدِ ليكون خالدًا في جنات النعيم.

 

وقال حفظه الله: ومن ظلَمَ نفسَه بالشركِ في العبادة، والبِدع المُضادَّة لدينِ الله، والنفاقِ الباطلِ الذي يُبغِضُ صاحبُه أحكامَ القرآن والسنة لا ينفعُه عملٌ صالحٌ، ولا يدخلُ الجنةَ إلا أن يتوبَ إلى ربِّه تعالى.

 

وقال وفقه الله: والعباداتُ شُرِعَت لحِكَمٍ عظيمة، ومقاصِد جليلةٍ عاليةٍ، فإن أثمرَت تلك العبادات، وتحقَّقَت حِكَمُها ومقاصِدُها في المُكلَّف نفعَت صاحبَها أعظمَ النفع، وإن خلَت العباداتُ من الحِكَم التي شُرِعَت لها كانت حُجَّةً على صاحبِها. والصيامُ شُرِع للتقوَى، والإحسان إلى النفس، والإحسان إلى الخلق.

 

وقال حفظه الله: وقد جمعَ الله في هذا الشهر المُبارَك مُضاعفَة الصلوات المفروضَة، والتطوُّع في السُّنن بكثرة النوافِل ليلاً ونهارًا، والزكاةَ لمن جعلَ وقتًا لزكاة مالِه، والنفقات في أبواب الخير، وفتحَ فيه بابَ الإحسان والمعروف، وشرعَ فيه العُمرةَ لمن تيسَّر له، وهي الحجُّ الأكبر. وخصَّه بنزول القرآن الكريم، وشرحَ فيه الصدورَ لتدبُّر القرآن، وذلَّل فيه الألسُنَ بكثرة التلاوة، وحفِظَ فيه الأمةَ من مرَدَة الشياطين، فلا يصِلُون إلى مُبتغاهم من الإفساد والفتن والشرِّ في هذا الشهر مثلَ فسادهم في غيره.

 

وقال وفقه الله: ورمضانُ شهرٌ عظيمُ البركات في جميع الأوقات، فلا تغفُل فيه - أيها الصائِم - عن إيداع الحسنات في تلك الساعات، فما مضَى من الزمن لا يعُودُ إلى يوم القيامة. وحاسِب نفسَك في المال الذي آتاك الله - عز وجل -، فجنِّبه المُحرَّمات والشُّبُهات؛ فالمأكلُ الحرام يمنعُ قبولَ الدعاء والأعمال الصالِحات، وطهِّر مالَكَ - أيها المسلم - بالزكاة؛ فمن لم يُزكِّ مالَه كان عذابًا له، وشرًّا له، يسعَى لجمعه، ويتمتَّعُ به مَن بعدَه، وعليه وِزرُه!

 

وأضاف فضيلته: والزكاةُ عبادةٌ للربِّ تعالى، وحقٌّ للفقراء، لا تسقُط بحالٍ، والنفقاتُ الواجِبةُ والمُستحبَّةُ يُضاعَفُ ثوابُها في هذا الشهر وفي غيرِه، وفي هذا الشهر أعظم. وأيُّ كرمٍ وفضلٍ أعظَم من كرمِ الله وجُودِه وفضلِه؛ فقد أعطاكَ الله المالَ، ورضِيَ منك بمِقدار الزكاة وهو قليل، تُخرِجُه من المال رُبع عُشره؛ ففي المليون خمسةٌ وعشرون ألفًا، وما دُون ذلك وما فوقَ ذلك فبحسابِه؛ قال الله تعالى: (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [سبأ: 39]، ولو أدَّى الأثرياءُ الزكاةَ ما بقِيَ فقير.

 

وقال حفظه الله: ولتكُن عنايتُكم بالذكر أعظمَ عناية، فهو أفضلُ الأعمال، والقرآنُ أفضلُ الذكر، وقد كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يخُصُّ القرآنَ بزيادة التلاوة في رمضان، وقد كان جبريلُ يُدارِسُه القرآنَ فيه، كما ثبتَ في "الصحيحين". والمناسبةُ ظاهرةٌ لمن تدبَّرها؛ فالطعامُ والشرابُ غذاءُ البدن، والقرآنُ والذكرُ غذاءُ الروح، والصومُ يُقوِّي سُلطانَ الروح، فيرقَى المُسلم في درجات العبادة والفضائل، بالقرآن والذكر والأعمال الصالِحة.

 

وختم الشيخ خطبته حزينًا على أحوال الأمة في شهر رمضان فقال: ومع هذه الفضائل والمسرَّات يُحزِن المسلمَ ما يرى في الأمة، من التفرُّق والاختلاف، وكثرة الفِرَق التي تُسيءُ إلى الإسلام، وتجتهِدُ في تغيير عقيدتِه الصافية النقيَّة المُضيئة، وتبديل أحكامه، ولكن الخيبَة والخِذلان كتبَها الله لمن حارَبَ الدينَ. فاعرِف الحقَّ - أيها المسلم - تعرِف أهلَه لتكون معهم، واعرِف الباطلَ وأهلَ البِدع تكُن مُجانبًا لهم، ومُجاهدًا للباطل والبِدع. وقدَرُ هذه الأمة نُصرةُ الحقِّ ودحرُ الباطل في كل زمانٍ ومكان.

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات