مختصر خطبتي الحرمين 14 جمادى الآخرة 1436هـ

ملتقى الخطباء - الفريق الإعلامي

2022-10-04 - 1444/03/08
التصنيفات:

اقتباس

هذه الطائفةُ المُنحرِفة المُتآمِرة على اليمَن، تُريد أن تُغيِّر هويَّة اليمن ودينَه الإسلاميَّ، ومكارِم أخلاقه، وتُهينَ كُرماء القوم، وتُذِلَّ أهل الحميَّة الإسلاميَّة والفضل. وهي طائفةٌ معروفةٌ بالعُدوان والدسائِس، وقد عُرف بالتفصيل من يقِفُ وراءَها في داخل اليمن وخارِجه، وأصبحَت أهدافُهم ونواياهم مكشوفةً للعيَان؛ من تخريبٍ، وإفسادٍ، وتصريحاتٍ. وأصبَحَت هذه الطائفة خطرًا مُزعزِعًا للسِّلم وللأمن، وخطرًا أعظمَ على أمنِ المنطقة واستِقرارِها، وحربًا على جِيرانِها.. فجاء قرارُ "عاصفة الحزم"، وتكوَّن حِلفُها في وقتٍ أحوجَ ما تكونُ إليه الأمةُ لكفِّ شرِّ هذه الزُّمرَة التي أضرَّت بكل شيءٍ...

 

 

 

 

مكة المكرمة:

 

ألقى فضيلة الشيخ صالح بن محمد آل طالب - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: "الإيمان يمان والحكمة يمانية"، والتي تحدَّث فيها عن فضل اليمن وأهله، وبيان منزلته ومكانته بين بُلدان المسلمين، ثم عرَّج في كلامه عما آلَ إليه حالُ اليمن من الاضطرابات والفوضَى المُصطنَعة، ثم أشادَ بوقوف المسلمين حائِط صدٍّ للرد على هذه الشِّرذِمة من المُخرِّبين والمُفسِدين.

 

واستهل الشيخ بالوصية بتقوى الله -تعالى- فقال: أيها المسلمون: فإن الأمرَ بتقوى الله هي خيرُ الوصايا، وهي العُدَّة عن الرَّزايا، والمدفَعُ للبلايا.

 

وأضاف الشيخ: حين كان نبيُّنا محمدٌ -صلى الله عليه وسلم- يُجاهدُ لإعلاء شريعة الله، وبسط كلمتِه في الأرض، وقد لقِيَ من الأقرَبين والأبعَدين ما لقِي، كانت جبالُ اليمَن تسيلُ برجالٍ تنحدِرُ لسهول الحجاز، تحُثُّ خُطاها للقاء النبيِّ الخاتِم، لم تسُقها للدين سيُوف، أو مخافة حُتُوف. وإنما فِطرٌ صافية، وقلوبٌ للإيمان راغِبة.

 

 

وقال وفقه الله: وفي العصر الإسلاميِّ الأول كان الحجازُ كمثَل الطائر والشامُ واليمنُ جناحاه، وكان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- كثيرًا ما يقرِنُ بينهما في الفضائل والجهاد؛ فاليمنُ أصلُ العرب ومادَّتُهم، هم أهل السكينة والوقار، والفقه والاعتِبار، وأربابُ البلاغة والأدب وحلو الأشعار، أنصارُ الرسالة، وقادةُ الجهاد والبَسَالة.

 

وقال حفظه الله: ولم تزَل بلادُ اليمن مأرِزًا للمؤمنين، حافِلةً بالعلماء والصالحين، أهلُها أهلُ صبرٍ وحكمةٍ، وحلمٍ وقناعةٍ وحِنكة. حتى بُلُوا بطُلابِ دُنيا ممن باعُوا ذِمَمهم، وخذَلُوا أمَّتَهم، فتمالؤُوا مع العدوِّ على أهلِهم، وشذَّ عن اليمانيِّين شِرذِمةٌ باغية، تدعمُها قوًى إقليميَّةٌ كارِهةٌ للعرب، حائِدةٌ عن الهُدى والسُّنَّة، تهدِفُ إلى بسط هيمَنتها على اليمَن، وجعلِه مُنطلَقًا لنفوذِها على بلاد العرب والمسلمين.

 

وأضاف فضيلته: وتحالَفَت الفئةُ الباغيةُ مع جماعاتٍ باعَت وطنَها ودينَها لاستِجلاب مكاسِب شخصيَّة، أو عائليَّة على حساب عروبة اليمَن وعقيدته، تُحرِّكُهم وتُموِّلُهم في ذلك كُتلةُ شرٍّ اعتادَت على عداء العرب والمُسلمين، وسعَت لزراعة شوكَةٍ في خاصِرةِ الجزيرة العربية، مُكرِّرةً نفسَ المشهَد، ونفسَ الزرع الذي غرَسَته في الشام، ولم يلقَ العربُ والمسلمون من زرعِهم ذلك خيرًا. ففي الوقتِ الذي يُطيلُ لسانَه على اليهود، تتوجَّه بنادِقُه لصدور العرب والمسلمين، وقد لقِيَ منه جيرانُه الربُ شرَّ ما لقِيَ جارٌ من جارِه، وذلك بعد أن عثَا في بلادِه فسادًا واغتِيالاً.

 

وأكَّد فضيلته أن: كُتلة الشرِّ تُريدُ لوليدِها الناشِئ في اليمَن بأن يقوم بذاتِ الدَّور الذي قامَ به أخوهُ في الشام، وفي سبيلِ ذلك لم تردَعهم رحمةٌ ولا دين، ولم يحترِموا مواثيق أو قوانين؛ بل خرجوا باغِين على سُلطةٍ نظاميَّة، ولاحقُوا الحاكم وحكومتَه التي اجتمعَ عليها أهلُ اليمَن، واحتَجَزوا رئيسَ الدولة ومن معَه من المسئولين، وحاصَروا المُدن والقُرى، وألحَقُوا بأهلها صنوفَ العذاب والهوان والأذَى، وعاثُوا في بلاد اليمَن قتلاً وسلبًا ونهبًا، وسعَوا فيها فسادًا وإرهابًا وتخريبًا.

 

وبيَّن الشيخ شيئًا من جرائمهم فقال: دمَّروا المساكن والبيوت، والمساجِد والمدارِس والجامعات، وقتلوا المسلمين المُسالِمين وشرَّدوهم في داخل بلادهم، يُريدون إذلالَ اليمن وقهرَ أهله، واستِعباده للأعداء الغُرباء. يعبَثُون بأمن الشعب اليمنيِّ، ويُروِّجون للطائفيَّة ويزرَعون الإرهاب. بل تعالَت أصواتُهم مُهدِّدين المنطقة كلَّها، مُصرِّحين بالعُدوان على بلاد الحرمين الشريفين، وشر الفوضَى والإرهاب في بلاد الأمن والإيمان، ومأرِز الإسلام والسلام، (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ) [آل عمران: 118].

 

وأكَّد سماحته: أن التمدُّد الانقلابيَّ الطائفيَّ الباغي في اليمَن هو امتِدادٌ لما فعلَه أصحابُ الجرائِم في العراق وفي سوريا؛ إذ إن المدَّ الصفويَّ الطائفيَّ الذي انتشرَ في الأمة، يعمَدُ إلى العمل المُسلَّح، ونشر الفوضَى والقتل، وكم ذاقَ الناسُ على اختلاف مذاهبِهم في العرق وسوريا من ويلات الحروب التي غذَّاها هؤلاء، وأدارُوا رحَاها، تطحَنُ المدنيِّين من الأطفال والرجال والنساء بلا رحمةٍ ولا شفقةٍ ولا حياء.

 

وأضاف الشيخ: وإن التصدِّي لهذا المدِّ الطائفيِّ في اليمَن واجبٌ على القادِرين؛ فهو عدوٌّ للدين، عدوٌّ لأهل بلدِه وأبناء شعبِه، كما هو عدوٌّ لجيرانِه، مع أنه لا يُمثِّلُ إلا نسبةً ضئيلةً منهم، ومع ذلك يحمِلُ أهلَ اليمن كلَّهم على مُعتقَداته وأفكاره، آلَتُه في ذلك الحديدُ والنار، والقتلُ والسَّجنُ والتهجير. فكان استِنقاذُ اليمَن من براثِن الاحتلالِ الصفويِّ واجبٌ شرعيٌّ، والقتالُ في سبيلِه جهادٌ في سبيلِ الله، والدفاعُ عن اليمَن هو دفاعٌ عن الرُّكن اليمانيِّ الذي يُجاهِرُ الأعداءُ بإرادة احتِلالِه، ويُهدِّدون أمنَ الحرمين وقبلةَ المسلمين.

 

 

وختم الشيخ خطبته بتوجيه نداء لأهل اليمن الكرام فقال: أمامَكم فُرصةٌ تاريخيَّةٌ سنَحَت.. وأيدِي إخوةٍ كرامٍ امتدَّت.. وقلوبُ مليار مسلمٍ تعاطَفَت وودَّت.. فأجمِعوا رأيَكم، واحزِموا أمرَكم، ووحِّدوا كلمتَكم، وغلِّبوا مصلحةَ الإسلام والعروبة، وكونوا صفًّا واحدًا لاقتلاع الشوك من جسَد اليمَن المُثخَن. فقد خلَت من قبلكم المثُلات، وانظُروا ما حلَّ في بلادٍ أُخريَات، بعثَت لها كُتلةُ الشرِّ أحزابًا وميليشيَّات، فما زادَها إلا قتلاً وفُرقَة، ولم تعُد على البلاد إلا بالأسى والحُرقة. طهِّروا بلادَكم من رِجس القتَلَة والمُجرمين، طارِدُوا المخلوعَ وعصابتَه الذي أفقرَ البلادَ، وظلمَ العباد، ودعا إلى تدمير كل جميلٍ في بلدِكم.

 

 

المدينة المنورة:

 

ألقى فضيلة الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: "حماية اليمن من المفسدين"، والتي تحدَّث فيها عن وجوب الحفاظ على حقوق الجوار بين المسلمين، متمثلاً في دفاع المسلمين عن إخوانهم في اليمن ضدَّ المفسدين والمُخرِّبين، مُؤيِّدًا ذلك بالنصوص الواردة في الكتاب والسنة.

 

واستهل الشيخ بالوصية بتقوى الله -تعالى- فقال: فاتقوا الله بالصدقِ معه في عبادتِه، وبمُعاملة خلقِه بما ارتضاه في شرعِه؛ تكونُوا من المُفلِحين، وتنجُو من طُرق المغضوبِ عليهم والضالين.

 

وأضاف الشيخ: إن الصراعَ بين الخير والشرِّ، والحقِّ والباطِل قديمٌ؛ فمنذُ خلقَ الله آدم -صلى الله عليه وسلم-، ابتلاه الله تعالى بإبليس لعنه الله، ليُكرِم الله أولياءَه، ويُعزَّهم في الدنيا والآخرة، وليُهينَ أعداءَه ويُخزِيَهم في الدنيا والآخرة. وشاءَ الله -تبارك وتعالى- برحمتِه وحكمتِه، وعلمِه وقُدرته، وعدلِه وتدبيرِه، وقضائِه وقدَره، أن يُصلِح الأرضَ بالحقِّ وأهلِه، وأن يدفعَ الشرَّ وفسادَ المُفسِدين في الأرض بالإيمانِ وأهلِه، وبأهل الوفاء والعزَّة الإسلامية، وأن يدحَرَ الباطِلَ وأهلَه بصَولَة أهل التوحيد لربِّ العالمين.

 

وقال حفظه الله: إن لله سُننًا في خلقِه، تجري على كل أحدٍ، لا يقدِرُ أحدٌ من الخلقِ أن يُغيِّرها ولا يُبدِّلها؛ وسُنَّةُ الله الثابتةُ هذه هي أن من أطاعَ اللهَ ونصرَ دينَه، ونصرَ المظلوم، وأعزَّ الحقَّ وأهلَه، نصرَه الله وأيَّده. ومن حارَبَ دينَ الله تعالى، وأهانَ أولياءَه، واستكبَرَ وطغَى وبغَى، واستخفَّ بالحُرمات، وعمِلَ الجرائِم، أذلَّه الله وأخزاه، وجعلَه عِبرةً لغيره.

 

وقال وفقه الله: وهذا اليمنُ الشقيقُ جرَت على وُلاته قديمًا وحديثًا سُننُ الله العادِلة، كغيره من الأقطار؛ فمن أحسنَ إلى أهله وعدلَ وأقامَ الدين نالَ كل خيرٍ وعزٍّ، ومن أساءَ وظلَمَ، وطغَى، وأذلَّ أهلَه أخزاه الله وأهانَه.

 

وأضاف فضيلته: وقد دخلَ الإسلامَ اليمنُ في أوائِل الهجرة، سِلمًا بلا قتال، وحُبًّا في الإيمان، وقدِمَت وفود هذا القُطر المُبارَك إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، مُسلِمين مُؤمنين، مُؤدِّين الطاعة. وشارَكوا في الفتوح الإسلامية مُشارَكةً فعَّالة، دوَّنها لهم التاريخ، وتوالَى على هذا القُطر الشقيق بعد الصحابة -رضي الله عنهم- أُمراء ودُول، فمن حُمِدَت سيرتُه وأقامَ فيه الدينَ والعدلَ، سعِدَ وسعِدَت به رعيَّتُه، وذُكِر بجميل الذكر، ونفعَته في قبره الدعوات. ومن أساءَ فيه الولاية، شقِيَ، وأبغَضَته رعيَّتُه، وتتابعَت عليه الحسَرات في قبره، وأخزاهُ التاريخ، ولم تنفَعه دُنياه؛ بل خسِر الدنيا والآخرة.

 

وأكَّد الشيخ أن: من رحمةِ الله -تعالى- باليمن الشقيق، وسُنَّته الجارِية فيه: أن من أرادَ أن يُغيِّر عقيدتَه التي نشرَها الصحابةُ فيه، ويمحُو منه الإسلام، عاجلَه الله بالعقوبة الأليمة، المُوجِعة المُخزِية، وجعلَه نَكالاً لمن بعدَه، وحقَّره الناسَ أشدَّ التحقير. واعتبِرُوا ذلك بالأسود العَنسي، المُتنبِّئ الكذاب، الذي عظُم شرُّه، واشتعلَت نارُ فتنته، فسفكَ الدماء، وارتكَبَ القبائِح، وسبَى النساء، وحرَّق بالنار. وممن حرَّقَه أبو مسلم الخولاني عبد الله بن ثوب -رضي الله عنه-، فكانت النارُ عليه بردًا وسلامًا. وقُتِل سريعًا، قتلَه رجلٌ مُباركٌ من اليمن، وتتبَّع فُلولَه المؤمنون في عهد الصدِّيق -رضي الله عنه-، (فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الأنعام: 45].

 

وأضاف الشيخ: فدرَّت بركاتُ اليمن بعد هلاكِه وهلاكِ أتباعِه، وفي أواخر القرن الثالث خرجَ عليُّ بن الفضل الجنَديُّ الحِميريُّ الباطنيُّ، القُرمُطيُّ الملعُون، وجمع السَّفَلة والأوباش والأراذِل، وتستَّر بالتشيُّع، وهو أكفَرُ خلق الله. أحلَّ جميعَ المُحرَّمات، وأسقطَ الصلوات، وسفكَ الدماء وقتلَ، وآخرُ أمره استولَى على كثيرٍ من بلاد اليمن، وأهانَ القرآن، ونشرَ الرُّعب، ولا يُحصَى من قتلَهم. فحارَبَته القبائلُ اليمنيَّة حتى ظفِروا به، فقتَلُوه شرَّ قِتلة، وتتبَّعُوا فُلُولَه المُفسِدة، فعادَ لليمَن بعده بركتُه وأمنُه واستِقرارُه. فأين المُتذكِّرون؟!

 

وقال حفظه الله: وهذه الطائفةُ المُنحرِفة المُتآمِرة على اليمَن، تُريد أن تُغيِّر هويَّة اليمن ودينَه الإسلاميَّ، ومكارِم أخلاقه، وتُهينَ كُرماء القوم، وتُذِلَّ أهل الحميَّة الإسلاميَّة والفضل. وهي طائفةٌ معروفةٌ بالعُدوان والدسائِس، وقد عُرف بالتفصيل من يقِفُ وراءَها في داخل اليمن وخارِجه، وأصبحَت أهدافُهم ونواياهم مكشوفةً للعيَان؛ من تخريبٍ، وإفسادٍ، وتصريحاتٍ.

 

وقال وفقه الله: وأصبَحَت هذه الطائفة خطرًا مُزعزِعًا للسِّلم وللأمن، وخطرًا أعظمَ على أمنِ المنطقة واستِقرارِها، وحربًا على جِيرانِها. فجاء قرارُ "عاصفة الحزم"، وتكوَّن حِلفُها في وقتٍ أحوجَ ما تكونُ إليه الأمةُ لكفِّ شرِّ هذه الزُّمرَة التي أضرَّت بكل شيءٍ. وما نزلَ باليمَن أعظمُ المصائِب وأكبر الكوارِث، ولا مخرَجَ من ذلك إلا بالله ثم باتِّحاد الكلمة ووحدة الصفِّ، والوقفِ في وجهِ الباطِل بثباتٍ على الحقِّ، والاعتِصام بكتاب الله وهديِ النبي -صلى الله عليه وسلم-، والتخاذُلُ هو الفشلُ والضياع.

 

 

وعدَّد الشيخ بعضًا من جرائم الحوثيين في اليمن فقال:

ألَم يُحارِبُوا القرآن الكريم بهدمِ مدارِسه، وإغلاق مساجِده، وتشريد مُعلِّميه؟! ألَم يُحارِبُوا حديثَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- ويقتُلوا طلبةَ الحديث ويُحاصِرُوهم حِصارًا شديدًا، ويُخرِجوهم من ديارهم بغير حقٍّ؟! ألَم يُحارِبُوا العلمَ بهدم جامِعاتِه، ونهبِ مُحتوياتِه، وحرق مُؤسَّساته؟! ألم ينهَبُوا الأموال، ألَم يهدِموا، ألَم يسطُوا على البيوت الآمِنة، ألَم ينتهِكُوا الأعراض، ألَم يسفِكوا الدماء، ألَم يُهينُوا الفُضلاء، ألَم يُطارِدوا الدعاةَ بُغيةَ قتلهم، ألَم يُشرِّدوا العلماء، ألَم يقطَعوا السُّبُل، ألَم يُهلِكوا الحرثَ والنَّسل، ألَم يُوقِفُوا حركة الحياة، ألَم يعتَدوا على حدود المملكة ويُقاتِلوا جنودَها، ألَم يُهدِّدوا بغزو الحرمين الشريفين؟! ألَم يلعَنوا الصحابة -رضي الله عنهم-، ألَم يلعَنوا زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم-؟! ألا يكفِي هذا - أيها الشعبُ اليمنيُّ - لتتَّحِدوا وتكفُّوا شرَّهم وشرَّ من يقِفُ وراءَهم في اليمَن، وتُنقِذُوا هذا القُطرَ من الفتن والأخطار، حتى تعيشَ الأجيالُ بسلام؟!

 

وأوصى الشيخ المصلين في ختام خطبته بالاتحاد والحذر من الإشاعات، فقال: أُوصِيكم بالتوبة النَّصُوح؛ فإنها من أسباب النصر، وبها تُرفعُ العقوبات، ويجبُ الحذرُ من الشائِعات التي كثُرت وسائلُها، لئلا تفُتَّ في عضُدِ الناس. كما يجبُ أن يتنبَّه الشبابُ إلى أضرارها، وألا يُلوِّثوا عقولَهم بما تبُثُّه من هدمٍ. ونُؤكِّد على الشباب وكل مواطنٍ في هذه البلاد على وحدة الصفِّ، واجتِماع الكلمة، وتماسُك بِنيَة المُجتمع، والمُحافظة على المُكتسَبات العظيمة المنافِع، لئلا يجِد المُفسِدون ثغَراتٍ يدخُلُون منها للتفرِقة والإفساد والتخريبِ، قال الله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)[آل عمران: 103].

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات