اقتباس
بكل ألمٍ وأسًى تابعَ العالَمُ ما وصلَت إليه الأمورُ في اليمن الحبيب، وببالِغِ القلقِ تابَعَ المُسلِمون تطوُّرات الأحداث الخطِرة في بلاد اليمن الحبيبة، حتى وصلَ الأمرُ من فئةٍ بغَت إلى الاعتِداء على شرعيَّة القيادة، وعلى أهل البلدِ ككُلٍّ، بما أقضَّ مضاجِعَ الأهالي، وهتَكَ الأمنَ والأمان، وأخافَ وروَّع الآمنين. بل أصبحَ هذا الاعتِداءُ يُشكِّلُ تهديدًا مُعلَنًا وصريحًا لأمن المنطِقة أجمع واستِقرارها، خاصَّةً بلاد الحرمين الشريفين ومُجتمعها.. لقد آلَت الأمورُ في اليمن إلى أوضاعٍ أمنيَّةٍ سيئةٍ، غُيِّبَت معه القيادةُ جبرًا وقهرًا عن قيادة البلاد، حتى غدَت الأمورُ في هذا الإقليم من أقاليم المُسلمين إلى فوضى خطِرة، تُنذِرُ بضررٍ عظيمٍ، وشرٍّ مُستطيرٍ على اليمن وأهله وجيرانِه من المُسلمين...
مكة المكرمة:
ألقى فضيلة الشيخ أسامة بن عبد الله خياط - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: "إجابة نداء اليمن"، والتي تحدَّث فيها عن نعمة الأخوة في الدين، مُتمثِّلةً في تلبية نداء المسلمين لإخوانهم في اليمن، مما يدلُّ على أن الذي يجمعُ المسلمين هو الاعتِصامُ بكتابِ الله وسنَّة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم -، مُشيدًا بمُبادَرة حُكَّام المسلمين في الدفاع عن المسلمين وبلادهم.
واستهل الشيخ بالوصية بتقوى الله -تعالى- فقال: أُوصِيكم ونفسي بتقوى الله -جل وعلا- وبطاعته.
وأضاف الشيخ: لئن تتابَعَت النِّعَمُ وترادَفَت المِنَن، وتكاثَرَت الآلاء، فكانت غيثًا مِدرارًا لا ينقطِعُ هُطُولُه، وفيضًا غامِرًا لا يتوقَّفُ تدفُّقُه عطاءً كريمًا من ربِّنا الكريم، وتفضُّلاً منه على عبادِه؛ فإن من نعمِ الله العظيمة، وآلائِه الجَليلة: نعمةَ الأُخوَّة في الدين. وجعلَها رابِطةً أساسُها العقيدة، وعِمادُها الإيمان.
وأكد فضيلته: أن الله تعالى -كما قال بعضُ أهل العلم - قد وثَّق صِلات المُسلمين خاصَّةً بلُحمةٍ أقوَى من النَّسَب، هي وحدةُ العقيدة، بما ينشأُ عنها من وِجدانٍ مُشترَك، وتآلُفٍ وتعاطُفٍ وتعاوُنٍ وإخاء؛ لأن صِلَةَ الدمِ أو الجِنسِ قد يمسُّها فتورٌ، وهي أشدُّ ما تكون قرابَة.
وقال حفظه الله: إن عِظَمَ هذه النعمة وشرفَ منزلتها، ورفعةَ قدرها يستوجِبُ كمالَ العنايةِ بأمرها، وتمام الرِّعاية لحقوقها. ومن أعظم ذلك وآكَده وأوجبِه: إغاثةُ الإخوة في الدين، ونُصرتهم، ورفعُ الظُّلم وصدُّ العُدوان عن ديَارِهم، لاسيَّما من كان منهم جارًا مُجاوِرًا.
وقال وفقه الله: وإنه بالنظرِ إلى هذين الحقَّين - حقِّ الأخُوَّة، وحقِّ الجِوار -، فقد وفَّق الله -تعالى- وليَّ أمر هذه البلادِ المُبارَكة خادمَ الحرمين الشريفين -حفظه الله- إلى اتِّخاذ هذا الموقِف الإسلاميِّ الحازِم الرشيد السَّديد، بالاستِجابة لنداءِ الرئيسِ الشرعيِّ للجمهوريَّة اليمنيَّة، لإغاثة الشعبِ اليمنيِّ المُسلِم، وحمايةِ الديار اليمنيَّة من بغيِ وعُدوَان وطُغيان البُغاة الطُّغاة المُعتَدين على الشرعيَّة المُعترَف بها محليًّا وعربيًّا ودوليًّا، ولإيقافِ تمدُّدهم الذي يُهدِّدُ أمنَ الديار اليمنيَّة أولاً، ثم أمنَ وسلام المنطقة برُمَّتها ثانيًا.
وأضاف الشيخ: كان هذا الموقِفُ - بحمد الله - مُوفَّقًا كل التوفيق، مُسدَّدًا راشدًا؛ لأنه يستنِدُ إلى قَواعِد الشرع، ويحتكِمُ إلى مبادِئ الدين الحَنيف، ويسعَى إلى الحِفاظِ على المصالِح العُليا للأمة من جهةٍ، وإلى الحِفاظِ على الأمنِ والسِّلم الدوليَّين من جهةٍ أخرى. فلا غرْوَ أن يحظَى هذا الموقِفُ بمُناصَرَة ومُؤازَرَة ومُعاضَدةِ أهل الإسلام قاطِبةً في كل ديارِهم وأمصارِهم، وإلى تأييد ومُسانَدَة ودعمِ كافَّة العُقلاء والحُكَماء في كافَّة أرجاءِ الأرض، نعمةً منه وفضلاً يُؤتِيه من يشاءُ من عبادِه.
وأوصى الشيخ المصلين في ختام خطبته بالاتحاد والترابط والحذر من الشائعات، فقال: فاعمَلوا - رحمكم الله - على الحِفاظ على أسباب اتِّحادِكم، وكُونوا يدًا واحدةً وقلبًا واحِدًا، وأقِلُّوا من الجدَل، وأكثِروا من العمل؛ فإنه ما ضلَّ قومٌ بعد هُدًى كانوا عليه إلا أُوتوا الجدَل، واحذَروا من إشاعات المُغرِضين، ومن تقديمِ الأهواء والنَّزَعات والمصالِح الفرديَّة على مصالِح الدين والوطَن والأمة. وإنها لأمانةٌ أفلحَ من أدَّاها على وجهِها، وقامَ بحقوقِها، واتَّقَى اللهَ فيها.
المدينة المنورة:
ألقى فضيلة الشيخ حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: "حقوق الأخوة وأحداث اليمن "، والتي تحدَّث فيها عن تطوُّرات الأحداث الخطِرة في بلاد اليمن، ومعاناة اليمنيين من الروافض، ووجوب نصرة المسلم المظلوم، وأهمية الاتحاد والحذر من الشائعات.
واستهل الشيخ بالوصية بتقوى الله -تعالى- فقال: أُوصِيكم ونفسي بتقوى الله -جل وعلا- وبطاعته.
وأضاف الشيخ: بكل ألمٍ وأسًى تابعَ العالَمُ ما وصلَت إليه الأمورُ في اليمن الحبيب، وببالِغِ القلقِ تابَعَ المُسلِمون تطوُّرات الأحداث الخطِرة في بلاد اليمن الحبيبة، حتى وصلَ الأمرُ من فئةٍ بغَت إلى الاعتِداء على شرعيَّة القيادة، وعلى أهل البلدِ ككُلٍّ، بما أقضَّ مضاجِعَ الأهالي، وهتَكَ الأمنَ والأمان، وأخافَ وروَّع الآمنين. بل أصبحَ هذا الاعتِداءُ يُشكِّلُ تهديدًا مُعلَنًا وصريحًا لأمن المنطِقة أجمع واستِقرارها، خاصَّةً بلاد الحرمين الشريفين ومُجتمعها.
وقال وفقه الله: آلَت الأمورُ في اليمن إلى أوضاعٍ أمنيَّةٍ سيئةٍ، غُيِّبَت معه القيادةُ جبرًا وقهرًا عن قيادة البلاد، حتى غدَت الأمورُ في هذا الإقليم من أقاليم المُسلمين إلى فوضى خطِرة، تُنذِرُ بضررٍ عظيمٍ، وشرٍّ مُستطيرٍ على اليمن وأهله وجيرانِه من المُسلمين.
وقال حفظه الله: لقد عانَى اليمنُ وأهلُه من أعمالٍ عدوانيَّةٍ من الاعتِداءات المُستمرَّة، على القيادة والمُجتمع اليمنيِّ، حتى نادَى نداءُ العقل مُنذِرًا بخطورة تقسيم وتفتيت اليمن، وضرب أمنه واستِقراره، وجرِّه إلى حروبٍ أهليَّةٍ تُحرِقُ البلادَ وتُهلِكُ العباد، ويَطالُ شرُّها من في اليمنِ ومن حولَه من جيرانِه.
وأضاف فضيلته: في ظلِّ تلك المُعطَيات، ومن مُنطلَق المسؤوليَّة المُلقَاة على عاتِقِ حُكَّامنا، من بذلِ الأسبابِ التي - بإذن الله - تحفظُ البلادَ والعبادَ، وتدرأُ الأضرارَ والأخطارَ، ومن مبادِئ المسؤوليَّة التي تحمَّلَها وُلاةُ أمور المُسلمين؛ من وجوب التعاوُن على حفظِ مصالِح مُجتمعاتهم، وتحقيقِ الأمن والسِّلم المنشودَين إقليميًّا وعالميًّا، وصدِّ مُخططاتِ أعداءِ المُسلمين التي تُريدُ الدَّمارَ والهلاكَ للمنطِقة ككُلٍّ.
وقال حفظه الله: وإزاءَ تلك المخاطِر الجَسِيمة أتَت وتأتي تحرُّكات الدول الإسلامية، وعلى رأسها: حكومةُ خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -، بالوقوفِ إلى جانبِ قيادة وشعبِ اليمن، لتضعَ حلاًّ حازِمًا ناجِعًا لهذا الانفلاتِ الأمنيِّ، والانقلابِ الغادِر. ولا شكَّ أن الأمة أجمع مُطالَبةٌ بردِّ اعتِداء المُعتَدين، وتجاوُز المُتطاوِلين على أمن واستِقرار بلادِ المُسلمين؛ ليأمنَ الناسُ على دينِهم ودُنياهم، فتلك مقصِدٌ من مقاصِد هذا الدين.
وأضاف الشيخ: إن الأمة اليوم تجتاحُها في الواقعِ المُعاصِرِ صُورٌ مُتعدِّدةٌ من العِداءات التي تبرُزُ في مظاهِر مُتنوِّعة، وصُورٍ مُختلِفة، ومن أخطرِها: ضربُ البلدِ الواحِدِ من الداخِلِ، حتى يستعِرَ نارًا، وحتى يُحرِقَ بعضُه بعضًا. وما لم تقِف الأمةُ صفًّا واحِدًا في وجهِ تلك الاعتِداءات فستصيرُ لُقمةً سائِغةً تلتهِمُها تلك الأفواه المسعُورة بلدًا بلدًا، ومِصرًا مِصرًا. فتلك المُخطَّطاتُ الماكِرة واجِبٌ على المُسلمين جميعًا - خاصَّةً الحُكَّام - واجِبٌ الوقوفُ بقوةٍ ضدَّها، والحزمُ تجاه تلك المُخطَّطات، حتى تسلَمَ الأمةُ ومُجتمعاتُها من الشُّرور والأخطار.
وأكد فضيلته على: أن الأمةَ اليوم عليها جميعًا الحذرُ من التفرُّق، واختِلافُ الكلمة، ومن تفريقِ الصفِّ. وعليها الحذرُ الأكيد من المُخطَّطات التي تمكُرُ بها، وتسعَى إلى تفكِيكِ وحدتها، والنَّيل من عقائِدِها ومُقدَّراتها، وتهدِفُ إلى نسفِ الأمنِ والاستِقرار في المُجتمعات والبُلدان الإسلاميَّة. والمُسلِمون لن يكونوا بمنأَى عن تلك الشُّرور إلا بمحوِ أسباب التفرُّق والاصطِدام، والعمل على إيجادِ بيئةٍ تسعَى إلى جمعِ الكلِمة ووحدة الصفِّ، وتغليبِ المصالِح العامَّة، ونسيان المصالِحِ الذاتيَّة أمام مصلَحة الدين والأمة، وأن يكون الهدفُ المنشُودُ خدمة الدين، ثم البلاد والأوطان، والحِفاظُ على أمنِها واستِقرارها.
وقال حفظه الله: إن على المُسلمين جميعًا التوبةُ إلى الله - جل وعلا - واللُّجوء إليه، والرُّجوع إلى دينِه، وتنفيذُ أوامِرِه، واجتِنابُ انتِهاك حُدوده وارتِكاب معاصِيه. فلا عصمةَ من فتنةٍ، ولا خُروجَ من أزمةٍ إلا بذلك. ما وقعَت الفتنُ المُدلهِمَّة، ولا المصائِبُ المُتنوِّعة، ولا حصلَت المشاكِلُ العظيمة والأدواءُ المُختلِفة إلا بسببِ ذنوبِ العبادِ ومعاصِيهم، ومُخالفتهم للطريقة الشرعيَّة، وللسُّنَّة المُحمديَّة.
وأكد الشيخ أن: على أهل اليمَن - عُلماء وسَاسَةٍ ومُثقَّفين وعامَّة - أن يُجمِعوا أمرَهم، ويُوحِّدُوا كلمتَهم ليدفَعوا عن دينِهم وعقيدتِهم وبلادِهم الأخطارَ المُستحكِمة، والأضرارَ المُستطِيرَة التي تنالُ الدينَ والدنيا معًا، وعليهم أن يقِفُوا سدًّا منيعًا عن كل مُخطَّطٍ ماكِرٍ وهدفٍ خبيثٍ. والواجِبُ على الجميعِ حِفظُ بُلدانهم ومُقدَّراتهم، والحِفاظُ على أهلِهم ومُجتمعاتهم ولُحمَتهم، وعلى أهل أبناء اليمَن ألا يستَجيبُوا للهوَى والشيطان، ولا للمطامِع الدنيويَّة، والمصالِح الشخصيَّة، فيُفسِدُوا بُلدانَهم. فتلك خيانةٌ عُظمَى، وجريمةٌ كُبرى.
وختم الشيخ خطبته مثنيًا على خطوة خادم الحرمين، ناصحًا المسلمين بالاتحاد والحذر من الشائعات فقال: إن وقفةَ خادم الحرمين الشريفين وقفةٌ تاريخيَّةٌ يُسجِّلُها له التأريخُ في وقفَاته الحَازِمة، تجاه ما يُخطَّطُ ويُدارُ حِيالَ عقيدة المُسلمين ودينِهم ومُقدَّراتهم وبُلدانهم. وإن على أهل هذه البلادِ أن يقِفُوا صفًّا واحِدًا مع قادتِهم ووُلاة أمورهم. وعلى أهل العلمِ أن يُوجِّهوا الشبابَ أن يلتَفِتُوا مع قادتِهم فيما يُحقِّقُ الأمنَ والأمانَ، ويدفعُ الشرَّ والخطرَ.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم