مختصر خطبتي الحرمين 22 جمادى الأولى 1436هـ

ملتقى الخطباء - الفريق الإعلامي

2022-10-04 - 1444/03/08
التصنيفات:

اقتباس

المؤمنُ يُحاسِبُ نفسَه ويُراقِبُها ويُقيمُها على أحسن الأحوال؛ فيُحاسِبُ نفسَه على الأفعال، فيُجاهِدُها في العبادات وفي الطاعات ليأتيَ بها كاملةَ الإخلاص، نقيَّةً سليمةً من شوائِبِ الابتِداع والرياء، والعُجب بالعمل، مُبتغِيًا بعملِه وجهَ الله والدارَ الآخرة. ويُحاسِبُ نفسَه في نُطقِه وكلامِه، فلا يُطلِق لِسانَه بالكلام بالباطِل والمُحرَّم من الألفاظِ، وليتذكَّر أنه قد وُكِّل به ملَكَان يكتُبان كلَّ ما نطَقَ به لِسانُه، وكلَّ ما عمِلَ من عملٍ، فيُثابُ على ذلك أو يُعاقَب.. ويُحاسِبُ نفسَه ليُوقِعَ العملَ الصالِحَ، ويفعلَه مُوافِقًا لسُنَّة النبي - صلى الله عليه وسلم -، مع الالتِزام بدوام العمل، واستِمراره بلا رِدَّةٍ ولا انقِطاع...

 

 

 

 

مكة المكرمة:

 

ألقى فضيلة الشيخ عبد الرحمن السديس - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: "مكانة العلماء وواجباتهم"، والتي تحدَّث فيها عن العلماء وفضلهم ومكانتهم في الأمة، وما يجبُ على المُسلمين نحوَهم، كما وجَّه الدعوات إلى العلماء بضرورة القيام بواجبهم في البلاغ والبيان، مُنبِّهًا الشبابَ إلى النَّهل من العلماء والاعتصام بالوحيَين بفهم سلَف الأمة؛ ففي ذلك النجاة والفلاح في الدنيا والآخرة.

 

واستهل الشيخ بالوصية بتقوى الله -تعالى- فقال: فيا عباد الله: أُوصِيكم ونفسي وصيَّةً مُضمَّخةً بعَبَقِ الإيمان، تلكم هي الوصيَّةُ بتقوَى الواحِدِ الديَّان.

 

وأضاف الشيخ أن: من أجلِّ نعَم الله على عبادِه: أن أرسلَ فيهم رسولاً من أنفسهم، يتلُو عليهم آياته ويُزكِّيهم ويُعلِّمُهم الكتابَ والحكمة. فقام - صلى الله عليه وسلم - برسالته خيرَ قيام، بلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونصحَ الأمة. وقد حملَ مِشعلَ الهداية بعدَه أهلُ العلم على ميراثِ الرسالة، ومنهاجِ النبُوَّة بالبلاغ والبيان؛ فهم في الأمة أنوار الهُدى، ومصابيحُ الدُّجَى، وزوامِلُ الإسلام، وحُرَّاسُ الدين، وحُماة العقيدة، (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) [المجادلة: 11].

 

وقال حفظه الله: لقد خصَّ الله أهلَ العلم بالتكريمِ والتشريفِ، والمقامِ العليِّ المُنيف؛ فالعالِم في الأمة بدرُها السارِي، وسَلسَالُها العذبُ الجارِي، لاسيَّما أئمةُ الدين وعلماءُ الشريعة. ومهما دُبِّجَت النُّعوتُ في فضائلِهم فلن تُوفِّيَهم حقَّهم، كيف وقد قال نبيُّ الهُدى - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله وملائكتَه وأهل السماوات والأرضين، حتى النملة في جُحرها، وحتى الحُوتَ، ليُصلُّون على مُعلِّم الناس الخير"؛ (أخرجه الترمذي بسندٍ صحيحٍ).

 

وقال وفقه الله: ومسؤوليةُ العلماء في الأمة عظيمة، ومهمَّتُهم جسيمة، وأوجبُ الواجِبات عليهم: بيانُ صحيح الدين، كما أُنزِلَ على سيِّد المُرسَلين - عليه الصلاة والسلام -، (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ )[آل عمران: 187]. فلو لم يقُم العلماءُ بواجِبِهم في البلاغِ والبيانِ لبقِيَ الناسُ حيارَى يتيهُون في ظُلمات الجهل، ودياجِير الضلال، لذا قال - صلى الله عليه وسلم -: "من سُئِل عن علمٍ فكتمَه أُلجِمَ يوم القيامة بلِجامٍ من نار" (رواه الترمذي، وقال: "حديثٌ حسن").

 

وأضاف فضيلته: ولا يقتصِرُ عملُهم على البيانِ فحسب؛ بل يعظُمُ دورُهم، وينبُلُ قدرُهم بمحارَبَة البدَع والضلالات، والمُنكرَات والمُحدثَات، ليَميزَ الله بهم الخبيثَ من الطيبِ، والحقَّ من الباطِل، والصحيحَ من الزائِف. فأسمَى مقاصِدِهم: إبرازُ الرؤية الإسلامية لكافَّة القضايا التأصيليَّة، والمُستجِدَّات العصريَّة، فيُحيُون بكتابِ الله الموتَى، ويُبصِّرون به أهلَ العمَى، ويهدُون من ضلَّ إلى الهُدى.

 

وأضاف الشيخ: العلماءُ رُمَّانةُ الميزان ولسانُه، وأهلُ التوسُّط والاعتِدال، يُواجِهون الأفكارَ الضالَّة، ويُحارِبون الآراء الشاذَّة النادَّة، بسلاح العلم البتَّار، فهم حصنُ الأمة الحَصين، ورُكنُها القويُّ المتين، وهم صِمامُ الأمن والأمان، خاصَّةً وقتَ الفِتَن والمُدلهِمَّات، كما هو الحالُ في زمانِنا، الذي سادَت كثيرًا من أرجائِه أنقاضُ التناحُر والأرزاء، وأنكاثُ العصبيَّة الرَّعناء، والمساغِبِ والعناء، والحمَلات الحاقِدة الشعواء، مع قُصور الهِمَم عن أعالي القِمَم. إلا أن عُلماءَ الأمة يقِفُون لهذه الحمَلات بالمِرصاد، يكشِفُون زيفَها، ويُجحفِلُون أُوارَها، بالفهم الوثيق، والإدراك الدقيق للوحيَين الشريفَين، الذي يسمُو صاحبُه، وتجِلُّ مناقِبُه، وتنبُو عن الفَرَطات عواقِبُه.

 

وقال حفظه الله: وفي زمنِ الانفِتاحِ الإعلاميِّ العالميِّ، بفضائيات وتِقاناتِه، يلزَمُ العلماءَ بذلُ مزيد الجُهود لتحقيق أسمَى القُصود في تصحيح المفاهيم المدخُولة العَليلة، والآراء الجافِيَة الوَبيلة، وبيانُ المنهَج الحقِّ وآليَّاته في التلقِّي عن الله ورسولِه - صلى الله عليه وسلم -، وإدراكُ معاقِدِ مُرادِهما. وأن تُجيَّش في سبيلِ ذلك كلُّ الطاقاتِ والإمكانات، من الدعاة الفُضلاء، ورِجال الإعلام وحمَلَة الأقلام، لمُؤازَرَة العُلماء في مهمَّتهم، مع ربطِ الأمة بفُهوم السلَف الأخيار.

 

وأضاف فضيلته:  والدعوةُ مُوجَّهةٌ لعُلماء الشريعة، لعُلماء الأمة، للحِفاظ على هويَّة الأمة الإسلامية، ووحدتها ووسطيَّتها واعتِدالها، وتعاهُدها بالتفقيه والتوعية، وتصحيح المفاهِيم الخاطِئة، والتصدِّي للشُّبُهات المُضلِّلة، والدعوات المُغرِضة، وفوضَى تكفيرِ المُسلمين وتفسيقِهم، واستِحلال دمائِهم. وتقويةِ التواصُل مع شبابِ الأمة لتعزيز نهجِ الوسطيَّة بينَهم، وتحذيرِهم من التفرُّقِ والتحزُّبِ والتعصُّبِ، والمذهبيَّة والطائِفيَّة، وتحقيقِ القُدوةِ الصالِحة لهم، والاجتِماع على القضايا الكليَّة، ومنظومةِ القِيَم الكُبرَى، والتحلِّي بأدبِ الخلافِ في مواضِعِه صونًا لمصالِح الأمة العُليا.

 

وقال وفقه الله: والدعوةُ أيضًا مُوجَّهةٌ إلى شبابِ الأمة: أن اعرِفُوا قدرَ علمائِكم، واعتصِمُوا بالكتاب والسنَّة وهديِ سلَف الأمة، واحذَرُوا تحريفَ الغالِين، وانتِحالَ المُبطِلين، وتأويل الجاهِلين. وتمسَّكُوا بنَهجِ العُلماء الربَّانيين. وإلى حمَلَة الأقلام، ورُوَّاد الإعلام: أن آزِرُوا العلماء، وتحرَّوا المِصداقيَّة والنقل الهادِف، ولا تكُونوا عونًا لأصحابِ الأفكار الضالَّة ببثِّ رسائِلِهم، ونشرِ أخبارِهم؛ بل أرسُوا القِيَم والأخلاقَ الإسلاميَّة العالِيَة.

 

وأكد فضيلته أنه: ليَجدُرُ بأبناءِ الأمة أن يرعَوا للعُلماء حقَّهم، ويعرِفُوا لهم فضلَهم، ويرفَعُوا مكانتَهم، وذلك بمحبَّتهم ومُوالاتهم، واحتِرامهم وتقديرهم. روى الإمام والحاكمُ من حديث عُبادَة بن الصامِت - رضي الله عنه -، أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليس منا من لم يُجِلَّ كبيرَنا، ويرحَمَ صغيرَنا، ويعرِفَ لعالِمِنا حقَّه".

 

وقال حفظه الله: ومما يُؤكَّد: عدمُ الطعن على العُلماء أو القَدح فيهم، فإن ذلك من مسالِك أهل الضلال؛ لأن الطعنَ في العالِم ليس طعنًا في ذاتِه فحسب، بل هو طعنٌ في الشريعة والدين والعلمِ الذي يحمِلُه. كيف وهم المُوقِّعون عن ربِّ العالمين؟! قال الحافظُ ابن عساكِر - رحمه الله -: "وعادةُ الله في هَتك أستارِ مُنتقِصِ العلماء معلومة"؛ لأن الوقيعَة فيهم بما هم منه براء أمرٌ عظيمٌ، والتناوُلَ لأعراضِهم بالزُّور والافتِراء مرتَعٌ وخيمٌ، ومن أوقعَ لِسانَه في العلماء بالثَّلب ابتلاهُ الله قبل موتِه بموتِ القلب".

 

وقال وفقه الله: ومن حقِّ أهلِ العلم: الرُّجوع إليهم، والصُّدور عنهم، خاصَّةً في النوازِل والمُستجِدَّات، وعند حُصول الفتن، ووضع الثِّقة بهم. يقول الإمام الحسنُ البصريُّ - رحمه الله -: "الفتنةُ إذا أقبَلَت عرفَها كلُّ عالِمٍ، وإذا أدبَرَت عرَفَها كلُّ جاهِلٍ". فهم أهلُ الدِّراية، لاسيَّما عندما تشتبِهُ الأمور، وتلتَبِسُ الحقائِقُ، ويكثُرُ التشويشُ والخَلط، حينئذٍ تُعطَى القوسُ بارِيها؛ ليقولَ أهلُ العلم قولتَهم، والناسُ لهم تبَع.

 

وأضاف الشيخ: ومما ينبغِي: التِماسُ الأعذارِ لهم، والأصلُ عند علماء الإسلام التِماسُ العُذر لعامَّة الناس. فكيف بعُلمائِهم؟! كما يجبُ الحذرُ من تتبُّع الزلاَّت، وتلمُّس السَّقَطات، وإبداءِ السَّوءات، والنفخِ في الهِنات. فالعالِمُ بشرٌ غير معصوم. قال بعضُ السلَف: "المؤمنُ يلتمِسُ المعاذِير، والمُنافِقُ يطلُبُ الزلاَّت". والخلافُ بين العلماء يُطوَى فلا يُروَى.

 

وأوصى الشيخ المصلين والعلماء في آخر الخطبة بأن يقوم كل منهم بدوره اللائق به فقال: ألا فاتقوا الله - عباد الله -، واعرِفُوا للعُلماء حقَّهم وقدرَهم ومكانتَهم. واتَّقوا الله أيها العلماء بأداء ما ائتُمِنتُم عليه من البلاغ والبيان؛ تتحقَّق لكم السعادةُ في الدنيا، والفوزُ والفلاحُ في الآخرة.

 

 

المدينة النبوية:

 

ألقى فضيلة الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: "الترغيب في محاسبة النفس"، والتي تحدَّث فيها عن محاسبة النفس مُرغِّبًا إلى ضرورة ذلك لكل مسلمٍ، أن يقِفَ مع نفسِه وقفةَ مُحاسَبَة لينظُر أقوالَه وأفعالَه ويزِنُها يميزان الحسنات والسيئات قبل وزنها يوم القيامة.

 

واستهل الشيخ خطبته بالوصية بتقوى الله -تعالى- فقال: فاتقوا الله تعالى بالتقرُّب إليه بما يُرضِيه، والابتِعاد عما يُغضِبُه ويُؤذِيه؛ فقد أفلَحَ وفازَ من اتَّقَى، وخابَ وخسِرَ من اتَّبَعَ الهوَى.

 

وأضاف الشيخ: اعلموا أن فلاحَ الإنسان وسعادتَه في التحكُّم في نفسِه ومُحاسبتها، ومُراقبتها في كل صغيرةٍ وكبيرةٍ في الأقوال والأفعال. فمن حاسَبَ نفسَه وتحكَّم في أقواله وأفعاله، وخطَرَاته بما يحبُّ الله ويرضَى فقد فازَ فوزًا عظيمًا. عن شدَّاد بن أوسٍ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الكيِّسُ من دانَ نفسَه وعمِلَ لما بعد الموت، والعاجِزُ من أتبَعَ نفسَه هواها وتمنَّى على الله» (حديثٌ حسن). وقال عُمرُ بن الخطَّاب - رضي الله عنه -: "حاسِبُوا أنفسَكم قبل أن تُحاسَبُوا، وزِنُوها قبل أن تُوزَنوا، وتأهَّبُوا للعرضِ الأكبر".

 

واستدل وفقه الله بقول ميمون بن مِهران: "المُتَّقي أشدُّ مُحاسبةً لنفسِه من الشريكِ الشَّحيحِ لشريكِه". وبقول ابن مسعودٍ - رضي الله عنه -: "إن المؤمنَ يرَى ذنوبَه كأنه في أصلِ جبلٍ يخافُ أن يقعَ عليه، وإن الفاجِرَ يرَى ذنوبَه كذُبابٍ طارَ على أنفِه فقال به هكذا - أي: أطارَه بكفِّه -" (رواه البخاري).

 

وقال وفقه الله: المؤمنُ يُحاسِبُ نفسَه ويُراقِبُها ويُقيمُها على أحسن الأحوال؛ فيُحاسِبُ نفسَه على الأفعال، فيُجاهِدُها في العبادات وفي الطاعات ليأتيَ بها كاملةَ الإخلاص، نقيَّةً سليمةً من شوائِبِ الابتِداع والرياء، والعُجب بالعمل، مُبتغِيًا بعملِه وجهَ الله والدارَ الآخرة. ويُحاسِبُ نفسَه ليُوقِعَ العملَ الصالِحَ، ويفعلَه مُوافِقًا لسُنَّة النبي - صلى الله عليه وسلم -، مع الالتِزام بدوام العمل، واستِمراره بلا رِدَّةٍ ولا انقِطاع. ويُحاسِبُ نفسَه في نُطقِه وكلامِه، فلا يُطلِق لِسانَه بالكلام بالباطِل والمُحرَّم من الألفاظِ، وليتذكَّر أنه قد وُكِّل به ملَكَان يكتُبان كلَّ ما نطَقَ به لِسانُه، وكلَّ ما عمِلَ من عملٍ، فيُثابُ على ذلك أو يُعاقَب.

 

وأضاف فضيلته: كما يجبُ على المُسلم أيضًا أن يُحاسِبَ نفسَه ويُجاهِدَها في الخطَرَات والوارِدات على القلب، والوساوِس؛ فإن مبدأَ الخير والشرِّ من خطَرَات القلوب ووارِداتها، فإن تحكَّم المُسلمُ في الوارِدات على قلبِه، ففرِحَ بوارِدات الخير واطمأنَّ لها ونفَّذَها أفلحَ وفازَ، وإن طرَدَ وساوِسَ الشيطان ووارِداته واستعاذَ بالله من وساوِسه نجا وسلِم من المُنكرات والمعاصِي. وإن غفِلَ عن وساوِسه وتقبَّلَها أوردَه المُحرَّمات.

 

وقال حفظه الله: ومن اتَّبعَ هواه، وأعرضَ عن القرآن، وارتكَبَ ما تشتَهِيه نفسُه، واستلَذَّ الشهوات، وقارَفَ الكبائِرَ، وأعطَى الشيطانَ قِيادَه أوردَه كل إثمٍ عظيم، وخلُدَ معه في العذابِ الأليم. قال الله تعالى: (وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) [الكهف: 28]. احذَروا مداخِلَ الشيطان على الإنسان، قال الله تعالى: (إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ * إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) [فاطر: 5، 6].

 

وأضاف الشيخ: لقد اتخذَ هذا العدوُّ المُبين المُفسِدين مطايا، يُنفِّذُ بهم مقاصِدَه، ويأخُذُ بهم ثأرَه، وينتقِمُ بهم من المُؤمنين، ويعيثُ بهم في الأرض فسادًا. وإن حادِثَ الحُدود الشمالية، والفَجيعة بثلاثةٍ من رِجال الأمن وهم يُؤدُّون واجِبَهم الديني، ويُدافِعُون عن الوطن حَوزَة الإسلام - غفَرَ الله لهم، وتقبَّلَهم في الشهداء، ورفعَ درجاتهم في جنات النعيم -، إن هذا الحادِث الأليم عملٌ إجراميٌّ كبيرٌ، وفسادٌ عظيم.

 

وختم الشيخ خطبته بالوصية بتذكر يوم القدوم على الملك الديان فقال: ألا يتذكَّرُ أمثال هؤلاء أنهم موقوفون بين يدي رب العالمين؟! ألا يُحاسِبُون نفوسَهم؟! ألا يُفكِّرون بعقولِهم؟! قال تعالى: (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران: 8].

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات