مختصر خطبتي الحرمين 30 من ذي الحجة 1435هـ

ملتقى الخطباء - الفريق الإعلامي

2022-10-04 - 1444/03/08
التصنيفات:

اقتباس

إنّ من المُؤلِمِ حقًّا أن نرَى أقوامًا من أبناءِ المِلَّة في أعقابِ الزمن قد فرَّطوا فيما كان عليه منهجُ السلَف الصالِح، فاستقَوا كثيرًا من المزالِّ من مشارِبِ أهل الزَّيغِ والضلال، وخالَفُوا الأسلافَ النُّجَباء، ومنهجَهم البيِّن الوضَّاء، فنصَبُوا أشرِعَتَهم صوبَ العولَمة والتغريب، والنَّيل من ثوابِتِ الدين، ومُحكَمات الشريعة، وآخرين أُشرِبُوا فِكرَ الغُلُوِّ والتكفير، والعُنفِ والتفجير، والقتلِ والتخريبِ والتدميرِ، وغير ذلك من الطوامِّ الذي يتبرَّأُ منها كلُّ مؤمنٍ مُوحِّد، ويتَّصِفُ بها الخوارِجُ الغُلاة.

 

 

 

 

 

مكة المكرمة:

 

ألقى فضيلة الشيخ عبد الرحمن السديس - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: "معالم منهج السلف الصالح"، والتي تحدَّث فيها عن وقفَات مهمة في نهاية العام للتقييم والمُحاسبة، ونبه على أن العقيدة الصحيحة هي الجامِع لتفرق الأمة وتمزقها، ملقيًا نظرات على منهج السلَف الصالِح، ومبينًا أعظمُ مقاصِد الشريعة الغرَّاء، ومفهوم السلفية الحقة، وحث على لزوم نقاء المنهَج السلفيِّ الصحيح، وأثنى  على دعوة الإمام محمدِ بن عبد الوهَّاب كدعوة تجديدية إصلاحية.

 

وأوصى الشيخ المصلين بتقوى الله –سبحانه وتعالى- وشكره، فقال: اتقوا الله ربَّكم - تبارك وتعالى- واشكرُوه، وأطيعُوه ولا تعصُوه. اشكرُوه على نعمِه الباطِنةِ والظاهِرة، وعلى آلائِه المُتوافِرة المُتكاثِرة؛ تفوزُوا بخيرِ الدنيا ونعيمِ الآخرة.

 

وأضاف الشيخ: في هذه الآناء المُبارَكات تُودِّعُ أمَّتُنا الإسلاميةُ عامًا قد مضَى وتولَّى، وتستقبِلُ آخر وافَانا بالنَّسَماتِ وتدلَّى.. عامٌ انقلَبَ بما لَنا وما علينا في مطاوِيه .. وآخر استهلَّ شاهِدًا على مُضِيِّ الدهرِ في تعادِيه .. فاللهم نسألُك أن تُبارِك للأمةِ فيما قدَّرتَ فيه، وأن تجعله عامَ خيرٍ وبركةٍ وعزٍّ ونصرٍ وتمكينٍ للإسلام والمُسلمين.

 

وأضاف فضيلته: في تعاقُبِ السنين بالأُفُولِ والارتِحال .. وإشراقَة الأعوامِ بالبِشر والاستِهلال، تنزِعُ الأنفُسُ الحَصيفَةُ ولا بُدَّ إلى وقفَات التقييم والمُحاسَبات، والتقويم والمُراجَعات. وهذا دَيدَنُ المُسلم الأرِيبِ اللَّوذَعيِّ .. ومنهج اللِّقبِ الأحوَذِيِّ.

 

ومع إطلالَةِ عامِنا الهِجريِّ الجديد، الراسِمِ في الأُفُقِ إشراقةَ التفاؤُل المبثُوث بلآلِئ الأمَلِ المبعُوث، حرِيٌّ بذي النُّهية والكَياسَة أن تكون له رُؤيةٌ لآفاقِ الأمة ثاقِبةٌ واضِحةٌ، ومُعالجةٌ لفَرَطاتِ الماضِي فطِنةٌ راجِحة، وتطلُّعاتٌ لسَنَئَات المُستقبل بمزيدِ الحَزم وصادِقِ الأفعال ناضِحة.

 

وبيّن الشيخ أن الارتِباط التأريخي الوثيق، والانتِماء الحضاريّ العريق يُؤكِّدُ أنه ليس غيرُ العقيدة الصحيحة جامِعًا للعِقد المُتناثِر، ومُؤلِّفًا للشَّتاتِ المُتناكِر، وناظِمًا للرأي المُتنافِر.

 

فهل تعِي الأمة بعد التمزُّق المُزرِي، والتخلُّف المُخزِي، والتِّيهِ في الأنفاقِ المُظلِمة، وسرادِيبِ الغوايةِ المُعدِمة أن طوقَ النجاة المُوصِّلَ إلى برِّ الأمان يكمُنُ في لُزومِ المنهَجِ السلفيِّ القويم، منهج القرون المُفضَّلة؟!

 

ونوّه الشيخ إلى أن من المُؤلِمِ حقًّا أن نرَى أقوامًا من أبناءِ المِلَّة في أعقابِ الزمن قد فرَّطوا فيما كان عليه منهجُ السلَف الصالِح، فاستقَوا كثيرًا من المزالِّ من مشارِبِ أهل الزَّيغِ والضلال، وخالَفُوا الأسلافَ النُّجَباء، ومنهجَهم البيِّن الوضَّاء، فنصَبُوا أشرِعَتَهم صوبَ العولَمة والتغريب، والنَّيل من ثوابِتِ الدين، ومُحكَمات الشريعة.

 

وآخرين أُشرِبُوا فِكرَ الغُلُوِّ والتكفير، والعُنفِ والتفجير، والقتلِ والتخريبِ والتدميرِ، وغير ذلك من الطوامِّ الذي يتبرَّأُ منها كلُّ مؤمنٍ مُوحِّد، ويتَّصِفُ بها الخوارِجُ الغُلاة.

 

وأضاف الشيخ: في ظلِّ عالمٍ يمُوجُ بالفتنِ والاضطِراب، ويطفَحُ بالفِرقِ والانتِماءات والطوائِف والجماعات والأحزاب التي اختطَفَت مفاهيمَ الإسلام، وشوَّهَت صورتَه المُشرِقة، كلٌّ يدَّعِي الحقَّ واحتِكارَ الحقيقة. يحتاجُ المرءُ إلى تلمُّس طريق النجاة، ولن يجِدَه إلا حيث كان السلَفُ الأخيار، والجِلَّةُ الأبرار.

 

وإن الناظِرَ إلى منهَجِ سلَفنا الصالِح - رحمهم الله - يُلفِي معالِمَ وخصائِص تميَّز بها هذا المنهَج الشامِخ الأشَمُّ، لم يُشارِكه فيها منهجٌ من المناهِجِ الأخرى.

 

وأولُ معلَمٍ من معالِمه: العنايةُ بالتوحيد، التوحيد الخالِص لله تعالى، فلا أندادَ ولا شُركاء، ولا أمثالَ ولا نُظَراء، قال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ) [البينة: 5].

 

وبيّن الشيخ أن من هذه المعالِم الوضَّاءة: الردُّ إلى القرآن والسنة في كل صغيرةٍ وكبيرةٍ، بعلمٍ وبصيرةٍ، وردُّ المُتشابِه للمُحكَم، والمُجمَل للمُبيَّن، في مُوائَمةٍ بين ظواهِر النصوص ومقاصِدها، والمعقُول والمنقُول. وهذا معلَمٌ بارزٌ في منهَج السلَف وحياتِهم؛ فكلُّ ما وافقَ الكتابَ والسنةَ أثبَتُوه، وكلُّ ما خالَفَ القرآنَ والسُّنَّةَ أبطَلُوه. فهم لا يعدِلون عن النصِّ الصحيح، ولا يُعارِضُونَه برأيٍ ولا معقول، ولا يُحكِّمون على نصوص الوحيِ العقول.

 

وأضاف الشيخ أن من المعالِم اللألاءَة لمنهَج سلَفنا الصالِح: شعيرة من أخصِّ خصائِصِهم، بل سِمةٌ بارِزةٌ من سِماتِ منهَجهم الأغرِّ، إنها: شعيرةُ لُزوم الجماعة، وما تقتضِيه من السَّمع والطاعة.

 

وبيّن الشيخ أن الدعوةَ إلى اتِّباع فهم سلَفنا الصالِح - رضي الله عنهم -، واقتِفاء منهَجهم ليست دعوةً إلى التخلُّف والرَّجعيَّة؛ بل هي دعوةٌ إلى المنهَج الأسمَى والطريقِ الأسنَى، وهي: لُزوم الحق، والرحمةُ بالخلق، وهي الأعلمُ والأحكَمُ والأسلَمُ.

 

فالسلفيَّةُ الحقَّةُ ليست حِزبيَّةً ولا عصبيَّة، ولا مذهبيَّةً ولا طائِفيَّة؛ بل منهجٌ مُتجدِّدٌ بطبعِه، وعقيدةٌ أساسُها كلُّ ما يتوافَقُ مع أحكام الإسلام ومقاصِدِه، كما أنها ليست حِكرًا على أحد، أو جماعةٍ أو بلَد، في نأْيٍ عن مسالِك الإقصاء والتصنيف، والتفرِقَة والتمييز والتعنيف، واختِزال المفاهيم.

 

هي دعوةٌ شاملةٌ لاتِّباع هديِ المُصطفى - صلى الله عليه وسلم - ظاهرًا وباطِنًا، وهديِ أصحابِه - رضي الله عنهم -، والبُعد عن البِدَع والمُحدثَات، ومُخالَفة أهل الأهواء والضلالات.

 

وأضاف الشيخ: ولا يَضيرُ هذه الدعوةَ الغرَّاء، الساطِعة سُطوع الشمس في رابِعة السماء ما يعترِي أفعالَ البشر من خللٍ أو زلَل؛ فكلٌّ يُؤخَذُ من قولِه ويُردُّ، إلا رسولُ الهُدى - صلى الله عليه وسلم - ونبيُّ الرحمة - عليه الصلاة والسلام -.

 

كما لا يَضيرُها أفعالُ بعض المُنتسِبين إليها ممن تشدَّد أو تساهَلَ؛ فدينُ الله وسطٌ بين الغالِي فيه والجافِي عنه، وهذا لا يقتضِي أبدًا النَّيلَ من رموزِها، والوقيعَةَ في عُلمائِها، والطَّعنَ في دُرَر مُؤلَّفات أساطِينها، واجتِزاء نصوصِها، وسلبَها عن سِياقاتِها الصحيحة، ودلالاتها الواضِحة بأفهامٍ مغلُوطَة، وأهواءٍ مقصُودة.

 

ولا يكونُ خطأُ بعض الأفراد وشطَطَهُم في فهمِ وتطبيقِ بعض المُصطلَحات الشرعيَّة محسوبًا على المناهِجِ والمبادِئ والأُصولِ والثوابِت، مع دعوةِ ناشِدِ الحقِّ والمُنصِفين لعدم الإصغاءِ إلى الشائِعات المُغرِضة، والشِّعارات المُحرِّضة.

 

وبيّن الشيخ أن من فضلِ الله على هذا المنهَج السلفيِّ الصحيح: أن كتبَ الله له البقاءَ والانتِشار، بينَما تعيشُ كثيرٌ من الشِّعارات والدَّعَوات العِثارَ والاندِثار.

 

ولقد تفيَّأت بلادُنا المُباركة، بلادُ الحرمين الشريفين في تأريخها الإسلاميِّ المُشرِق عقيدةً سلفيَّةً، ودعوةً إصلاحيَّةً تجديديَّة، أسفَرَت عن التَّمكين المَكين لهذا الدين المَتين، بعد المُراغَمة مع جحافِلِ الزَّيغ والباطِل.

 

وختم الشيخ المصلين خطبته بالتذكير بأهمية دعوة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب قائلاً: لقد كانت دعوةُ الإمام محمدِ بن عبد الوهَّاب - رحمه الله - دعوةً تجديديَّةً لما اندرَسَ من معالِم المِلَّة والدين، تصحيحيَّةً لما فسَدَ من مُعتقَدات بعض المُسلمين .. حارَبَت البِدَع والخُرافات، والآراء الشاذَّة والضلالات، لم تكن دعوةً إلى دينٍ جديدٍ، ولا إلى مذهبٍ خامسٍ؛ بل ترسَّمَت هديَ سيِّد الأنبياء والصحابة الأصفياء والتابعين الأوفياء، في العمل بالكتاب والسُّنَّة. وهي بريئةٌ كلَّ البراء عن مباءَات التكفير، ومنهَج الخوارِج الخطير.

 

ومع ذلك لقِيَت هذه الدعوةُ الإصلاحيَّةُ من المزاعِمِ والافتِراءات، والتشويهِ والشائِعات الغفيرَ والكثيرَ، ومع أننا في زمنِ المعلومةِ الصحيحةِ، وإمكانِ معرفةِ الحق والحقيقة، إلا أن وصمَها ولمزَها وأهلها بالوهابيَّة لا يزالُ صَداهُ يطرُقُ مسامِعَ أبنائِها، فلا يزيدُهم إلا ثقةً بالحقِّ واستِمساكًا به.

 

 

المدينة النبوية:

 

من جانبه ألقى فضيلة الشيخ حسين آل الشيخ - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: "محاسبة النفس على أعتاب عام جديد"، والتي تحدَّث فيها أهمية محاسبة النفس، واغتنام الأعمار في طاعة الرحمن، وفي تحقيق منافع الدنيا ومصالِح الآخرة، وحث الشيخ على التأمل في أحوال المسلمين في العام الماضي، وأوصى باغتنام شهر الله المحرم، والإكثار من الصوم فيه.

 

واستهل فضيلته خطبته بالنصح للمصلين قائلاً: إن المؤمنَ المُوفَّقَ هو من يتَّخِذُ من تنقُّل الأحوال مُناسبةً للتذكُّر والتدبُّر والاتِّعاظ، فيُحاسِبُ نفسَه، ويُقيِّمُ وضعَها، ويُصحِّحُ مسارَها. فهلاكُ القلب في إهمال مُحاسبة النفس، وفي مُوافقتها واتِّباع هواها.

 

فيجبُ علينا جميعًا ونحن نُودِّعُ عامًا ونستقبِلُ عامًا جديدًا - جعلَه الله علينا مُبارَكًا سعيدًا - أن نُحاسِبَ أنفسَنا، كما قال الخليفةُ عُمر - رضي الله عنه -: "حاسِبوا أنفسَكم قبل أن تُحاسَبُوا، وزِنُوها قبل أن تُوزَنوا".

 

وأضاف الشيخ: إن المُؤمن يعلمُ أن هذه الحياةَ خُلِقَت لتُعمَر بطاعة الله - جل وعلا - وتوحيدِه وتحقيقِ عبادتِه، فعلينا - معاشر المُسلمين - أن تَزيدَنا السنُون طاعةً وإحسانًا لربِّنا، وأن نعمُرَ هذه الأعوام تقرُّبًا للخالِق وزُلفَى، قال - صلى الله عليه وسلم -: «خيرُكم من طالَ عُمرُه وحسُنَ عملُه».

 

وأضاف الشيخ إن: من الظُّلمِ المُبين، ومن الخَسَار المُستَبين: أن يُنعِمَ الله عليك بنعمةِ هذا العُمر، وأنت على المعاصِي مُقيم، فمن الخَسَارة العظيمة: أن يمضِيَ عامٌ ويقدُمَ عامٌ والمُسلمُ في تضييعٍ لهذه الأوقاتِ سُدًى، وفي تفويتِها غُثاء، ربُّنا - جل وعلا - يقول: (أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ) [فاطر: 37].

 

وبيّن الشيخ أن من التفاسِير في هذه الآية: ما يقولُه ابن عباسٍ - رضي الله عنهما -: "أي: أوَلَم نُعمِّركم ستين سنة؟!".

 

وأضاف فضيلته: ورسولُنا - صلى الله عليه وسلم - يقول: «أعذرَ الله إلى امرئٍ أخَّره إلى الستين من عُمره».

 

الفلاحُ في كسبِ هذه الحياة بعَمرها بالحسنات، والمُبادَرة إلى الصالِحات، (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) [آل عمران: 133].

 

فكن - أيها المسلم - مُتزوِّدًا فيها بطاعة خالقِك، سعيدًا بتقوى ربِّك، حتى تغنَمَ الغُنمَ العظيم، وتفُز بالخير العَميم، قال - صلى الله عليه وسلم -: «اغتنِم خمسًا قبل خمسٍ: شبابَك قبل هرمِك، وصحَّتك قبل سقَمِك، وغِناكَ قبل فقرِك، وفراغَك قبل شُغلِك، وحياتَك قبل موتِك، فما بعد الدنيا من مُستعتَب، ولا بعد الدنيا دارٌ إلا الجنة أو النار»؛ صحَّحه ابن حجر.

 

وأضاف الشيخ: فعُمرُك - أيها المسلم - أمانةٌ تُؤدِّها متى أطعتَ خالقَك، والتزَمتَ أوامرَه، واستجبتَ لنواهِيه، وقُمتَ بعُمران هذه الحياة بما تقتضِيه مقاصِدُ هذا الدين وأهدافُه ومرامِيه، من تحقيق منافع الدنيا ومصالِح الآخرة، (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ) [التوبة: 105].

 

وفي الحديث: «لا تزولُ قدَمَا عبدٍ يوم القيامة حتى يُسألَ عن أربعٍ: عن عُمره فيما أفناه، وعن شبابِه فيما أبلاه، وعن مالِه من أين اكتسبَه وفيمَا أنفقَه، وماذا عمِلَ فيما علِم»؛ الحديثُ له شواهِد.

 

وأضاف الشيخ: مضَى العامُ المُنصرِم وأحوالُ كثيرٍ من المُسلمين لا تسُرُّ صديقًا؛ بل هناك أوضاعٌ مُحزِنة للمسلمين، من سفكِ الدماء، وهَتكِ الأعراض، وإفساد الأموال بما يندَى له الجَبين، ويعجَزُ اللسانُ عن وصفِ مآسِيه .. فإلى الله وحده المُشتكَى، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

 

إن الواجِبَ على المُسلمين أن يتَّقُوا الله - جل وعلا -، أن يتَّقُوا الله في أمَّتهم، أن يتَّقوا الله في دينِهم، أن يتَّقوا الله في مُجتمعاتهم بالرجوع لما تقتَضِيه أصولُ شريعة الإسلام، من وحدة الكلمة، واجتِماع الصفِّ، وتغليبِ المصالِح، وحفظِ المقاصِد الضرورية، من الدين، والدماء، والأموال، والأعراض.

 

وختم الشيخ خطبته بالحث على اغتنام شهر المحرم والإكثار من الصيام فيه قائلاً: إن شهرَ الله المُحرَّم من الشهور الحُرم، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «أفضلُ الصيام بعد رمضان: شهرُ الله الحرام»، فيُستحبُّ بسُنَّة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - صيامُ العاشِر منه، ويُستحبُّ أن يجمعَ المُسلمُ التاسِعَ معه؛ لما كانت عليه سُنَّتُه - صلى الله عليه وسلم -.

 

فعليكم بالتزوُّد من الأعمال الصالِحات، والمُسابقَة إلى الطاعات المُتنوِّعات، فالله - جل وعلا - يقول في الحديث القُدسي: «يا عبادي! إنما هي أعمالُكم أُحصِيها لكم، ثم أُوفِّيكم إياها، فمن وجدَ خيرًا فليحمَد الله، ومن وجدَ غيرَ ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسَه».

 

 

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات