مختصر خطبتي الحرمين 23 من ذي الحجة 1435هـ

ملتقى الخطباء - الفريق الإعلامي

2022-10-04 - 1444/03/08
التصنيفات:

اقتباس

يا من أطغَتْه صحَّتُه فعصَى .. يا من أفسَدَه فراغُه فلهَى .. يا من فتَنَه مالُه فتردَّى .. يا من اتَّبعَ هواه فهوَى .. يا من غرَّه شبابُه فنسِيَ البِلَى. يا من جرَّأَه على ربِّه فُسحةُ الأجل .. وبلوغ الأمل .. حتى اختطفَه الموتُ .. فأنَّى له أن يرجِعَ إلى الدنيا.. أما آن لك - أيها الغافل المُعرِضُ العاصِي - أن تتوبَ إلى ربِّك وتُنيب؟! أما آن لك أن تستيقِظَ من هذه الغفلة المُطبِقة وتَستَجيب؟! ألا تعتبِرُ بالقرون الخالية والمساكِن الخاوِية .. كيف صارُوا بعد عينٍ أثرًا، وبعد عزٍّ خبرًا؟!

 

 

 

 

 

مكة المكرمة:

 

ألقى فضيلة الشيخ أسامة بن عبد الله خياط - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: "الصراع بين الحق والباطل"، والتي تحدَّث فيها عن الصراع الدائم بين الحق والباطل، مُبيِّنًا عداوة الشيطان لبني آدم وسلوكه كل الوسائل والسبل التي يصرفُه بها عن طريق الحق ومنهج الله - سبحانه وتعالى -، في ضوء القرآن والسنة.

 

وأوصى الشيخ المصلين بتقوى الله –سبحانه وتعالى- وخشيته في كل حال وحين، فقال أما بعد: فاتقوا الله - عباد الله - وراقِبوه، واذكُروا أنكم موقوفون عليه (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [الشعراء: 88، 89].

 

وأضاف الشيخ: يغفُلُ كثيرٌ من الناس عن حقيقةٍ واضحةٍ وضوحَ الشمس في رابِعةِ النهار، وتدلُّ عليها دلائِلُ التاريخ وعِبَرُ الأيام، تلك هي: أن الصراعَ قديمٌ في حياة الإنسان، وأنه لا مناصَ من وجودِ عدوٍّ له يُناصِبُه العداء، ويتربَّصُ به الدوائِر، ويسعَى إلى بلوغِ الغايةِ في النصرِ عليه، أو استِلابِ نعمةٍ يرى آثارَها ظاهرةً عليه، أو لمُجرَّد تعكير صفوِه، أو الإزراءِ عليه.

 

وهو واقعٌ لم تخْلُ منه حياةُ أنبياءِ الله ورُسُلِه، وهم خيرةُ الخلق وصفوةُ المُخلَصين من عباد الله، فانظُر كيف وقعَ عليهم من عداءِ قومِهم الذين أعلَنوا عليهم حربًا عوَانًا لا هوَادَةَ فيها، بلغَت من الكيدِ والأذى والتكذيبِ ما لا نظيرَ له.

 

إنها سُنَّةٌ من سُنن الله في خلقِه، لا تتخلَّفُ ولا تتبدَّل، (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا) [الأنعام: 112]، وبذلك يُعلمُ أنه لا مطمعَ لبشرٍ في أن يسلَمَ من عداوةِ عدوٍّ يَكيدُ له، ويتربَّصُ به، ويتحيَّنُ الفُرَصَ للنَّيلِ منه والقضاء عليه.

 

وبيّن الشيخ أنه إذا كان الصراعُ أمرًا حَتميًّا لا مناصَ منه، ولا سبيلَ إلى السلامةِ من غوائِلِه، فإن على اللَّبيبِ الفطِن أن يُحدِّدَ عدوَّه تحديدًا دقيقًا، وأن يعرِفَه حقَّ المعرِفة؛ لئلا يغترَّ به فيتَّخِذَه صديقًا يمحَضُه خالِصَ الوُدِّ، ويُفضِي إليه بمكنُونِ سرِّه، ويُظهِرُه على دَخيلَةِ نفسِه. فيكونُ بذلك قد سعَى في الإعانةِ على نفسِه، وتمكينِ عدوِّه منه.

 

ولقد حذَّر - سبحانه - عبادَه المؤمنين أن يتَّخِذُوا من عدوِّهم أولياءَ وأوصِياءَ يكونون خواصَّ لهم، يُظهِرُونهم على أسرارهم، وخفِيِّ أحوالِهم؛ لأنهم لا يتوانَونَ ولا يُقصِّرون في السعيِ إلى كل ما فيه الشرُّ والفسادُ والإضرارُ بالمؤمنين.

 

ونوّه الشيخ إلى أن من مِنَن الله على عبادِه من ذريَّة آدم: أن بيَّن لهم أن الشيطانَ عدوُّهم؛ ليأخذُوا منه حِذرَهم، وليأمَنُوا مكرَهم، ويُحبِطوا كيدَه، (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) [فاطر: 6].

 

وكما يتعيَّنُ على اللَّبيب معرفةُ عدوِّه حقَّ المعرفة، فكذلك يجبُ عليه تصحيحُ النيَّة في التصدِّي له ومُقاومته، فلا يكونُ ذلك لمُجرَّد الغلَبَة، أو لإظهار القوَّة وشدَّة البأس، أو للحميَّة، أو للفَخر والمُباهاة؛ بل يكون مقصودُه ومُبتغاه: رِضوانُ الله تعالى، وأن تكون كلمتُه - سبحانه - هي العُليا.

 

ولما كان الشيطانُ يعلمُ أن فلاحَ الإنسان وصلاحَه وسعادتَه في الحياة الدنيا ونجاتَه وفوزَه بالنعيم المُقيم عند ربِّه يوم القيامة، متوقِّفٌ على اتِّباع ما جاءَه من ربِّه بالبيِّنات والهُدى، وامتِثال أمرِه واجتِنابِ نهيِه، كان حِرصُه شديدًا وسعيُه دائِبًا في صرفِه عن طاعة ربِّه بتزيينِ المعصيةِ في قلبِه، وبإغوائِه له بألوان وضُروبِ الغوايَة.

 

وأضاف الشيخ: إن الناسَ مُنقسِمون إلى فريقَين: فريق يتولَّى اللهَ ويحبُّه ويُطيعُه في أمرِه ونهيِه، وفيما جاءَت به عنه رُسُلُه. وفريق آخر يتولَّى الشيطانَ ويُطيعُه ويأتمِرُ بأمره، الذي أوضحَه ربُّنا - سبحانه - بقولِه: (إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) [البقرة: 169].

 

وأصحابُ هذا الفريق الذي يتولَّى الشيطانَ ويُطيعُه هم الخارِجون على منهَج الله، الحائِدُون عن صِراطِه المُستقيم، ودينِه القَويم، المائِلُون عنه إلى اتِّباع السُّبُل التي تفرَّقَت بهم عن سبيلِه على اختِلافِ مشارِبِهم، وتنوُّع نِحَلِهم ومذاهبِهم، وتعدُّد فِرَقِهم وأحزابِهم، التي يجمعُ بينَها جامعٌ واحدٌ، هو عاملُ الانحِرافِ الأكبر، ورُوحُه وعمادُه، وهو الحَيدَةُ عن منهَج أهل السُّنَّة والجماعة وطريق سلَفِ الأمة، والمُخالفةُ عنه إلى غيرِه من مناهِج أهل البِدع والأهواء. تلك المُخالفَة التي أورثَت أهلَها ضلالاً بعيدًا، وأعقبَت أصحابَها إثمًا مُبينًا.

 

وبيّن الشيخ أن الإنسان في صراعٍ دائمٍ في نفسِه مع الشيطان، يقوم الإنسانُ يُصلِّي فيأتي فيُذكِّرُه من الدنيا ما لم يكُن يذكُرُ قبلَ الصلاة، فيصرِفُه عن صلاتِه ويشغَلُه عنها.

 

وأوصى الشيخ المصلين في ختام خطبته بالحذر من الشيطان قائلاً: مجالُ الصراع الأول الخطير الذي يحرِصُ الشيطانُ على السيطرةِ عليه هو قلبُ المُؤمن، فإذا ملَكَه ملَكَ صاحبَه، وسيَّرَه وفقَ ما يُريد، وجعلَه وليًّا من أوليائِه، فإذا أبَى العبدُ فإنه لا يزالُ يُهاجِمُه ويُداوِرُه، ويهتبِلُ منه لحظةَ ضعفٍ وغفلةٍ، ولكنَّ المؤمنَ الحقَّ لا يكادُ الشيطانُ يُلِمُّ به في مثلِ هذه اللحظات، حتى تتدارَكُه رحمةُ الله فيُبصِر، (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ) [الأعراف: 201]، فهو طائفٌ عارِضٌ يتجلَّى سريعًا، عندما يعودُ العبدُ إلى الله ومنهَجه، أما إخوانُ الشياطين فإنهم غرقَى في ضلالِهم لا يجِدون خلاصًا، وسيفُ المُؤمن في مُحاربَة الشيطان في مجالِ نفسَه ودائِرة قلبِه - يا عباد الله - هو الالتِجاءُ إلى الله، والاحتِماءُ به، وكثرةُ ذِكرِه.

 

فاتقوا الله - عباد الله -، وجاهِدوا النفسَ والهوى والشيطان، ومن معه من أتباعٍ وأعوانٍ؛ تحظَوا بالغُفران والرِّضوان، ونُزولِ رفيعِ الجِنان.

 

 

المدينة النبوية:

 

من جانبه ألقى فضيلة الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: "التفكر في الحياة الدنيا"، والتي تحدَّث فيها عن الدنيا وحقيقتها، وقِصَر مُدَّة الإنسان فيها، مما يدفعُه دفعًا إلى اغتنام أوقاته في الطاعات، ويهجُر السيئات، في موعظةٍ بليغةٍ من خلال بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.

 

وأوصى فضيلته المصلين في بداية خطبته بتقوى الله تعالى، قائلاً: فاتقوا الله تعالى وأطيعُوه؛ فإن طاعتَه أقومُ وأقوى، وتزوَّدوا لآخرتكم فإن خيرَ الزاد التقوى.

 

وأضاف الشيخ موصيًا المصلين قائلاً: تفكَّروا في مُدَّة الدنيا القصيرة، وزينتها الحقيرة، وتقلُّب أحوالها الكثيرة؛ تُدرِكوا قدرَها، وتعلَموا سرَّها. فمن وثِقَ بها فهو مغرور، ومن ركَنَ إليها فهو مثبُور.

 

وبيّن الشيخ أن قِصَر مُدَّة الدنيا بقِصَر عُمر الإنسان فيها، وعُمر الفرد يبدأُ بساعات، ويتبَعُ الساعات ساعات، وبعدَها الأيام، وبعد الأيام الشهور، وبعد الشهور العام، وبعد العام أعوام، ثم ينقضِي عُمر الإنسان على التمام، ولا يدرِي ماذا يجري بعد موتِه من الأمورِ العِظام.

وهل عُمرُ من بعدَك - أيها الإنسان - عُمرٌ لك؟! فعُمرُ المخلوق لحظةٌ في عُمر الأجيال، بل الدنيا متاع.

 

وأضاف الشيخ: وقد أخبرَنا ربُّنا عن قِصَر مُدَّة لُبث الناس في قُبورهم إلى يوم بعثِهم للحساب، بأن هذه المُدَّة الطويلة كساعة، قال الله –تعالى-: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ) [يونس: 45]، وقال –جل وعلا-: (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ) [الروم: 55]، وقال –سبحانه-: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ) [الأحقاف: 35]، فما عُمرُك - أيها الإنسان - في ساعة؟! وما نصيبُك من هذه الساعة؟!

 

فطُوبَى لمن فعل الأعمال الصالحات، وهجَرَ المُحرَّمات، ففازَ برِضوان الله في نعيم الجنات. وويلٌ لمن اتَّبعَ الشهوات، وأضاعَ الصلوات والواجِبات، فهلَكَ في الدَّرَكات.

 

يا من أطغَتْه صحَّتُه فعصَى .. يا من أفسَدَه فراغُه فلهَى .. يا من فتَنَه مالُه فتردَّى .. يا من اتَّبعَ هواه فهوَى .. يا من غرَّه شبابُه فنسِيَ البِلَى.

 

يا من جرَّأَه على ربِّه فُسحةُ الأجل .. وبلوغ الأمل .. حتى اختطفَه الموتُ .. فأنَّى له أن يرجِعَ إلى الدنيا.

 

وفي الحديث: «اذكُروا هاذِمَ اللذَّات؛ فإنه ما ذُكِر في كثيرٍ إلا قلَّله، ولا في قليلٍ إلا كثَّرَه»، وفي الحديث أيضًا: «كفَى بالموت واعِظًا».

 

أما آن لك - أيها الغافل المُعرِضُ العاصِي - أن تتوبَ إلى ربِّك وتُنيب؟! أما آن لك أن تستيقِظَ من هذه الغفلة المُطبِقة وتَستَجيب؟! ألا تعتبِرُ بالقرون الخالية والمساكِن الخاوِية .. كيف صارُوا بعد عينٍ أثرًا، وبعد عزٍّ خبرًا؟!

 

إن في إقبالِ عامٍ وإدبارِ عامٍ عِبَرًا .. فيومٌ تُخلِّفُه، ويوم تستقبِلُه، حتى ينقضِيَ الأجل، وينقطِعَ الأمل، قال الله تعالى: (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى * وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى) [النجم: 39- 42].

 

فاعمَل لدار الخُلد التي لا يفنَى نعيمُها ولا ينقُص ولا يَبيد، قال الله فيها: (ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ * لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ) [ق: 34، 35].

 

واتَّقوا النارَ التي لا يُفتَّرُ عن أهلها العذاب، بامتِثال أمر الله الأكيد، واتِّقاءِ غضبِه الشديد،  فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ * وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ * كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ) [الحج: 19- 22].

 

وبيّن الشيخ –حفظه الله- أن إن الله قد فتَحَ لعباده أبوابَ الرحمة بما شرعَ لهم من فعلِ الخيرات وتركِ المُنكَرات، فلا يُغلِق أحدٌ على نفسِه بابَ الرحمة بمُحاربَة الله بالذنوب، فقد قال تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ) [الأعراف: 156].

 

وختم الشيخ خطبته بالحث على اغتنام الأعمار في الأعمال الصالحة قائلاً: اغتنِم -أيها العبد- زمن العافية؛ فإن يومًا يمضِي لن يعودَ أبدًا. فاستودِع أيامَك بما تقِرُ عليه من الحسنات .. واحفَظ صحيفتَك من السيئات، فعن ابن عباس - رضي الله عنهما -، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «نعمتانِ مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة والفراغ».

 

 

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات