مختصر خطبتي الحرمين 16 من ذي الحجة 1435هـ

ملتقى الخطباء - الفريق الإعلامي

2022-10-04 - 1444/03/08
التصنيفات:

اقتباس

لئن انقضَت هذه الأيام الفاضِلة، فإن عُمرَ المُؤمن كلَّه خير؛ هو مزرعةُ الحسنات، ومغرِسُ الطاعات، والمؤمنُ لا يزيدُه عُمرُه إلا خيرًا، وعبادةُ الله لا يحُدُّها زمانٌ ولا مكان، ومِعيارُ القبول هو إخلاصُ العامل لله، ومُتابعتُه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفضلُ الله واسِع، ومن علامة قبول الحسنةِ الحسنةُ بعدها، وعلامةُ الحجِّ المبرور أن تعودَ خيرًا مما كنتَ، ومن طهُرَت صحيفةُ عمله بالغُفران فليحذَر العودةَ إلى دنَسِ الآثام.

 

 

 

 

 

مكة المكرمة:

 

ألقى فضيلة الشيخ صالح آل طالب -حفظه الله- خطبة الجمعة بعنوان: "وقفة بعد الحج"، والتي تحدَّث فيها عن شكر الله على نعمة قضاء النسك في طمأنينة وأمن، وذكَّر المسلمين بأهمية الاستقامة بعد الحج، وأوصى الحجيج بعدد من الوصايا بعد انقضاء النسك، وبيّن أن عبادة الله لا يحُدُّها زمانٌ ولا مكان، وحث المسلمين على الإكثار من ذكر الله تعالى.

 

وأوصى الشيخ المصلين بتقوى الله –سبحانه وتعالى- وخشيته في كل حال وحين، فقال أيها المسلمون.. حُجَّاجًا كنتم أو في سائر الفِجاج: الزَموا مراضِيَ الله، وعليكم بتقواه؛ فإن تقوى الله خيرُ وصيةٍ تُوصَى وأكرمُ زادٍ يُدَّخر، وأفضلُ عملٍ يُقدَّمُ ويُذخَر. بالتقوى تُستجلَبُ النِّعم، وتُدفَعُ النِّقَم، وتصلُحُ الأعمال والنفوس، وتُغفَرُ الذنوبُ والخطايا..

 

وأضاف الشيخ: حُجَّاج بيت الله الحرام .. ضيوف الرحمن: أيُّ أيامٍ عظيمةٍ طافَت بكم؟! وأيُّ موسمٍ كريمٍ مرَّ عليكم؟! وأيُّ معالمٍ استوقفَتكم فوقفتُم؟! وأهاجَت ذِكرى الرعيل الأول فاستعبَرتم. أتممتُم - بفضل الله - خامسَ أركان الدين، ففي هذه الربوع أتمَّ الله عليك نعمتَين: نعمةَ تمام الدين، ونعمةَ تمام تديُّنك. فاعرِف لله فضلَه، واقدُر لهذه النِّعمة قدرَها.

 

وأضاف الشيخ: إن قضاءَ النُّسُك لنعمةٌ عظيمةٌ تستحقُّ الشُّكر لمُسدِيها - جل وعلا -، فلله الحمدُ على ما أسبغَ من نعمِه الظاهِرة والباطِنة.

 

ثم لتعلَموا - غفر الله لي ولكم - أن حقيقةَ الحمد والشُّكر لله رب العالمين، أن يُطاعَ أمرُه، ويُجتنَبَ نهيُه، ويُدامَ شُكرُه، مع الحذَر من أسباب حُلول النِّقَم وزوال النِّعم. يُصاحِبُ ذلك حياءُ العبد من ربِّه كلما تذكَّر إحسانَه. فالشكرُ يبدُو على اللسان اعترافًا وثناءً، وعلى القلب محبةً وخضوعًا، وعلى الجوارِح انقِيادًا وطاعةً.

 

وبيّن الشيخ بعضًا من مقاصد الحج قائلاً: إن الحجَّ بكل مناسِكِه قد زادَك معرفةً بالله، وذكَّرَك بحقوقِه، وخصائِص ألوهيَّته - جلَّ في عُلاه -، وأنه لا يستحقُّ العبادةَ سِواه؛ فهو الواحدُ الأحد الذي تُسلِمُ النفسُ إليه، ويُوجِّهُ المؤمنُ إليه، (إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [الأنعام: 79]. فكيف يهُونُ أن تصرِفَ حقًّا من حقوق الله إلى غيرِه؛ كالدعاء، والاستِعانة، والقصد، والنذر؟! أين أثرُ الحجِّ فيمن عادَ بعد حجِّه مُضيِّعًا للصلاة، مانِعًا للزكاة، آكِلاً للربا والرُّشا، لا يُبالِي بأمرٍِ أو نهيٍ؟!

 

ونوّه الشيخ لأهمية الاستقامة على العمل الصالح فقال: وإن الوصيةَ بعد التقوى: ما وصَّى بها النبي - صلى الله عليه وسلم - سُفيانَ - رضي الله عنه -، حينما قال: يا رسول الله! قُل لي في الإسلام قولاً لا أسألُ عنه أحدًا بعدَك. قال: «قُل آمنتُ بالله ثم استقِم»؛ رواه مسلم.

 

وقال - صلى الله عليه وسلم -: «أحبُّ الأعمال إلى الله أدوَمُها وإن قلَّ»؛ متفق عليه.ومن دامَ اتصالُ قلبه بخالِقِه أعطاه قوةً وثباتًا، (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق: 3]. ومع استِقامة العبد فإنه مُعرَّضٌ للخطأ والتقصير، لذا قال الله - عز وجل -: (فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ) [فصلت: 6].

 

وأوصى الشيخ الحجيج في ختام قائلاً: أيها الحاجُّ الكريم: ما أجملَ أن تعودَ لأهلِك ووطنِك بعد الحجِّ بالخُلُق الأكمل، والشِّيَم المرضيَّة، والسَّجَايا الكريمة، حسنَ التعامُل مع زوجِك وأولادِك وأهل بيتِك .. طاهِر الفؤاد .. ناهِجًا الحق والعدلَ والسدادَ. فالزَم طريق الاستِقامة، وداوِم العمل، فلستَ بدار إقامة. واحذَر الرياء .. فرُبَّ عملٍ كبيرٍ تُصغِّرُه النية، ورُبَّ عملٍ صغيرٍ تُكبِّرُه النية.

 

وأضاف الشيخ: لئن انقضَت هذه الأيام الفاضِلة، فإن عُمرَ المُؤمن كلَّه خير؛ هو مزرعةُ الحسنات، ومغرِسُ الطاعات، والمؤمنُ لا يزيدُه عُمرُه إلا خيرًا، وعبادةُ الله لا يحُدُّها زمانٌ ولا مكان، ومِعيارُ القبول هو إخلاصُ العامل لله، ومُتابعتُه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

 

وفضلُ الله واسِع، ومن علامة قبول الحسنةِ الحسنةُ بعدها، وعلامةُ الحجِّ المبرور أن تعودَ خيرًا مما كنتَ، ومن طهُرَت صحيفةُ عمله بالغُفران فليحذَر العودةَ إلى دنَسِ الآثام؛ فالنَّكثةُ أشدُّ من الجُرح. وليكن من الخير في ازدِياد؛ فإن ذلك من علامة القبول.

 

وأضاف الشيخ فإن مذكّرًا الحجيج بنعمة الأمن: إن مما يستوجِبُ الذكرَ والشكرَ: أن الله –تعالى- أحاطَ الحجَّ بالرعايةِ والحفظِ، وأسبغَ على حُجَّاج بيتِه الأمنَ والطُّمأنينة، في أيامٍ يضطربُ فيها العالَم، كما تضطرمُ نارُ الحروب في بِقاعٍ شتَّى.

 

وختم الشيخ خطبته بحثّ المسلمين على الإكثار من ذكر الله تعالى، فقال: فالزَموا ذِكرَ الله وشُكرَه ودُعاءَه، وإذا أرادَ الحاجُّ أن يرجِع إلى بلدِه فيجبُ عليه أن يطوفَ بهذا البيت طوافَ الوداع، ولا يلزمُه سعيٌ له ولا حلقٌ، إلا المرأةَ الحائِضَ والنُّفساء فلا يلزمُهما طوافُ وداع.

 

المدينة النبوية:

 

من جانبه ألقى فضيلة الشيخ عبد البارئ بن عواض الثبيتي - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: "كيف تتذوق حلاوة الإيمان؟"، والتي تحدَّث فيها عن حلاوة الإيمان، وكيف يذوقُه المسلم، وما هي علاماتها، مع ذكر بعض الآيات والأحاديث والآثار عن الصحابة والسلف الصالح في تذوُّق حلاوة الإيمان.

 

وأوصى فضيلته المصلين في بداية خطبته بتقوى الله تعالى.

 

واستهل الشيخ خطبته بذكر حديث عن العبَّاس بن عبد المُطَّلب - رضي الله عنه -، أنه سمِع رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ذاقَ طعمَ الإيمان من رضِيَ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمُحمَّدٍ نبيًّا ورسولاً».

 

ودارت الخطبة حول التأمل في هذا الحديث الشريف فقال فضيلته: إن من رضِيَ بالله ربًّا أحبَّه، وتوكَّل عليه، واستعانَ به، واكتفَى به -سبحانه-، ولم يطلُب غيرَه؛ لأن الكل غيرَه عاجِزون ضِعاف، ومن لم يكفِه الله لم يكفِه شيء، ومن رضِيَ بالله حازَ كل شيء، ومن استغنَى بالله لم يكن فقيرًا إلى أي شيء، ومن اعتزَّ بالله لم يذِلَّ لأي شيء، قال الله تعالى: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ) [الزمر: 36].

 

ومن رضِيَ برسول الله -صلى الله عليه وسلم- رسولاً اكتفَى به قُدوةً وقائدًا ومُوجِّهًا، وأقبلَ على سيرته دارِسًا، وعلى سُنَّته مُمتثِلاً. ومن رضِيَ بالإسلام دينًا قنعَ به، والتزمَ واجِباته، وترك ما نهَى عنه.

 

وأضاف الشيخ: للإيمان طعمٌ، وله حلاوة، لا يتذوَّقُها إلا من كان لذلك أهلاً. فالإيمان إذا باشرَ القلبَ وخالطَتْه بشاشَتُه ورَّثَ ذلك في القلبِ لذَّةٌ، وفي الحياة سُرورًا، وفي الصدر انشِراحًا، ومن ذاقَ طعمَ الإيمان استلذَّ الطاعات، وتحمَّل المشاقَّ في رِضا الله، وتفانَى في سبيلِه، وضحَّى بكل شيءٍ من أجلِه، قال الله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 58].

 

وبيّن الشيخ –حفظه الله- أن الإيمان إذا خالطَت حلاوته وبشاشته القلوب جعلَت صاحبَها مع الله -سبحانه- في كل وقتٍ وحينٍ، في حركَات العبد وسكَنَاته، في ليلِه ونهارِه، مع الله خالقِه وبارِئِه ومُوجِدِه وناصِرِه.ولذلك أمرَنا سولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أن نقول دائمًا: «رضيتُ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمُحمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- نبيًّا».

 

وأضاف الشيخ أن ترك المعصية لله يُورِّثُ في القلبِ حلاوةً يجِدُ طعمَها من فعل ذلك خوفًا من الله واستِحياءً منه، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «النظرةُ سهمٌ من سِهام إبليسَ مسمومة، فمن تركَها من خوفِ الله أثابَه - جلَّ وعزَّ - إيمانًا يجِدُ حلاوتَه في قلبِه».

 

واستدل الشيخ بحديث أنس بن مالك - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم – أنه قال: «ثلاثٌ من كُنَّ فيه وجدَ حلاوةَ الإيمان: أن يكون الله ورسولُه أحبَّ إليه مما سِواهما، وأن يُحبَّ المرءَ لا يُحبُّه إلا لله، وأن يكرَه أن يعودَ في الكُفر كما يكرهُ أن يُقذَف في النار».

 

وأضاف الشيخ: حلاوةُ الإيمان لها ثمنٌ باهِظ، ولها آثارٌ مُباركة. ثمنُ حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسولُه أحبَّ إليه مما سِواهما، أن يكون الله في قُرآنه والرسولُ في سُنَّته أحبَّ إلى المؤمن مما سِواهما.

 

وحينما تتعارَضُ مصلحتُك مع الشرع تُقدِّمُ الشرعَ ورِضا الله، وتختارُ طاعةَ الله ورسولِه على هوى النفس وغيرِها، فيكونُ الله تعالى عنده هو المحبوبُ بالكلية، وعند ذلك تصيرُ النفسُ مُتعلِّقةً بالله.

 

وأكد الشيخ أن محبَّة الرسول - صلى الله عليه وسلم - تعنِي: ألا يتلقَّى المُسلمُ شيئًا من المأمورات والمنهيَّات إلا من مشكاتِه، ولا يسلُكُ إلا طريقتَه، حتى لا يجِدَ في نفسِه حرجًا مما قضاه، ويتخلَّق بأخلاقِه في الجُود والإيثار والحلم والتواضُع وغيرها.

 

وأضاف: ثمنُ حلاوة الإيمان: أن يحبَّ المرءَ لا يُحبُّه إلا لله، وهذا يعني: أن يبنِيَ المؤمنُ علاقاته على أساس الإيمان؛ يُوالِي المؤمنين ولو كانوا ضِعافًا وفُقراء، ويُبغِضُ العُصاة والمُشركين ولو كانوا أقوياء وأغنياء.

 

وبيّن الشيخ حقيقة الحبِّ في الله قائلاً: ألا يزيدَ بالبرِّ ولا ينقُصَ بالجَفاء، والحديث يُعمِّقُ معاني الأُخُوَّة في الإسلام التي لا تكونُ خالِصةً إلا حين تكونُ في الله وفي مرضاةِ الله.الأُخُوَّة الإسلامية الحقَّة لا تتذوَّقُ حلاوةَ الإيمان إلا إذا كانت مُلازِمةً للتقوى.

 

وأضاف: الذين ذاقُوا حلاوةَ الإيمان وصَفُوا هذه اللذَّة:فهذا أحدُهم يقول: "إنه ليمُرُّ بالقلبِ لحظات، أقولُ: إن كان أهلُ الجنَّة في مثلِ هذا إنهم لفي نعيمٍ".ويقول آخر: "إن في الدنيا جنَّةٌ من لم يدخُلها لم يدخُل جنَّةَ الآخرة".ويقول ثالث: "فإن للإيمان فرحةً ولذَّةً في القلب؛ فمن لم يجِدها فهو فاقِدُ الإيمان أو ناقِصُه.

 

وأضاف الشيخ: من الذين ذاقُوا حلاوةَ الإيمان: خُبيبُ بن عديٍّ - رضي الله عنه -، قِيل له: أتحبُّ أن يكون محمدٌ مكانَك وأنت مُعافًى في أهلِك، وكان على وشك أن يُقتلَ صلبًا، فقال: "والله ما أحبُّ أن أكون في أهلي وولدي، وعند عافيةُ الدنيا ونعيمُها، ويُصابُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بشوكةٍ".

 

وزاد الشيخ: التي ذاقَت حلاوةَ الإيمان بلَغَها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد قُتِل في أُحُد، فانطلَقَت إلى ساحة المعركة، فإذا أبوها مقتول، وأخوها مقتول، وابنُها مقتول، وزوجُها مقتول، فقالت: ما فعلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فلما وقعَت عينُها على شخصِ النبي - صلى الله عليه وسلم -، اطمأنَّت وقالت: يا رسول الله! كلُّ مُصيبةٍ بعدَكَ جلَل.

 

الذي يذوقُ طعمَ الإيمان لو تُقطِّعُه إربًا إربًا لا يتزحزَح عن دينِه. وضَعُوا على صدر بلالٍ - رضي الله عنه - صخرةً ليكفُر، فكان يقول: "أحدٌ أحد، فردٌ صمد".

 

هرقلُ ملكُ الرُّوم الذي عاصَرَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، سألَ أبا سُفيان: هل يرتدُّ أحدٌ منهم سخطةً لدينه؟ فقال: لا، فقال هرقلُ: كذلك الإيمانُ إذا خالطَت حلاوتُه بشاشةَ القلوب.

 

وبيّن الشيخ أنه: إذا ذاقَ المُسلمُ حلاوةَ الإيمان غدَا إنسانًا آخر، لحياتِه طعمٌ آخر، يَبنِيها على العطاء، يسعَدُ بما يُعطِي لا بما يأخُذ، يُقدِّمُ الخيرَ للآخرين.

 

وأضاف فضيلته: قال أحدُهم: "كل ملذوذٍ إنما له لذَّةٌ واحدةٌ إلا العبادة، فإن لها ثلاث لذَّات؛ إذا كنتَ فيها، وإذا تذكَّرتَها، وإذا أُعطيتَ أجرَها".في الصلاة لذَّةٌ حين يُؤدِّيها المُسلمُ بخشوعٍ وحُضورِ قلبٍ، فتغدُو قُرَّة عينِه، ونعيمَ رُوحِه، وجنَّةَ قلبِه ومُستراحَه في الدنيا، فما يزالُ في ضيقٍ حتى يدخُلَ فيها، ولذلك قال إمامُ المُتقين - صلى الله عليه وسلم -: «أرِحنا بها يا بلال».

 

وأضاف الشيخ مبينًا دور العبادات في محبة الله تعالى وذوق طعم الإيمان قائلاً: ولقِيام الليل عند الصحابة والسَّلَف منزلةٌ عظيمةٌ ولذَّةٌ لا تُبارَى. يقولُ أحدُهم: "والله لولا قيامُ الليل ما أحببتُ البقاءَ في الدنيا، والله إن أهلَ الليل في ليلِهم مع الله ألذُّ من أهل اللهو في لهوِهم". والصيام يتلذَّذُ به السلَفُ والصالحُون أيَّما لذَّة.

 

أما الحجُّ فإن لذَّتَه تدفعُ أصحابَه إلى ركوبِ المطايا وتجشُّم المشاقِّ حنينًا إلى البيت العتيق وشوقًا إليه.ولذِكر الله لذَّةٌ وأيُّ لذَّة!

 

وختم الشيخ خطبته بالحث على تدبر القرآن العظيم، فهو مفتاح لتذوق لذة الإيمان قائلاً: ولقراءة القرآن وتلاوتِه لذَّة، يقول عُثمانُ بن عفَّان -رضي الله عنه-: "لو طهُرت قلوبُكم ما شبِعَت من كلام الله - عز وجل -". قال الله تعالى: (وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا) [الإسراء: 19]

 

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات