مختصر خطبتي الحرمين 6 رمضان 1435 هـ

ملتقى الخطباء - الفريق الإعلامي

2022-10-04 - 1444/03/08
التصنيفات:

اقتباس

في رمضان نعيمٌ لا يُجارَى، ولذَّةٌ لا تُبارَى، تغمُرُ القلبَ حلاوة، فيمتلئٌ فرحةً بالطاعة وطربًا لها. فيه تدبُّر القرآن وروحانيَّةُ الصيام والقيام، وروعةُ الخلوَة والمُناجاة.. في رمضان يرِقُّ القلب، وتدمعُ العين، وتسكُن الجوارِح.. رمضان يُعيدُ للقلب والجوارِح صحَّتَها التي سلَبَتها شواغلُ الدنيا وصوارِفُ الحياة، ويُصفِّي النفسَ من الشوائِب والأدران.

 

 

 

 

ألقى فضيلة الشيخ عبد الرحمن السديس - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: "مقاصد الصيام وأسراره"، والتي تحدَّث فيها عن صيام شهر رمضان ومقاصِده الشرعيَّة؛ حيث ذكر العلاقة بين مقاصِد الصيام والضرورات الخمس.

 

وأوصى فضيلته المصلين بتقوى الله - عز وجل -، لاسيَّما ونحن نعيشُ موسِمًا من أجلِّ مواسِم التقوى، فجوهرُ الصيام وفحواه، ولُبُّه ومغزاه: تحقيقُ تقوى الإله - جلَّ في عُلاه.

 

وأشار إلى أن فريضةُ الصيام جاءت لتحقيق المصالِح وتكمِيلها، ودرء المفاسِد وتقليلِها، كما تحقَّقت فيها الضرورات الخمسُ وجودًا وعدمًا، واليُسرُ ورفعُ الحرَج. ولهذا جاء هذا المقصِدُ العظيمُ في ثنايا آيات الصيام.

 

وأوضح الشيخ السديس أن مقاصِد الصيام تتجلَّى في حفظِ النفسِ وحبسِها عن الغرائِز والشهوات، وانبِعاثِها في الطاعات والقُرُبات، وفي حفظِ العقل وكبحِ جِماحه بتضييق مجارِي الشيطان وكسرِ سَورَته، وإزالة الهواجِس والأوهام، وفي حفظِ العِرضِ بالكفِّ عن الغِيبَة والنميمة والبُهتان.

 

وأكد الشيخ حاجة الأمة الإسلامية إلى الاستِفادة من دروس الصيام ومقاصِده، والتأسِّي برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا الشهر العظيم، والتمسُّك بنَهجِه القويم، والاعتِصام بحبلِ الله المَتين، والاحتِكام إلى شريعتِه وبيان محاسنِها، والدفاعِ عن مبادِئ الإسلام، والاجتماع على مُحكَمات الشريعة ومُسلَّماتها.

 

وبيّن أن الأسَى يعتصِرُ قلوبَ المُسلمين وهم يعيشُون أيام هذا الشهر الغُرِّ وليالِيَه المُبارَكة الزُّهر لما يجرِي في عددٍ من بلاد المُسلمين من سفكٍ للدماء، وصِراعاتٍ حزبيَّةٍ وطائفيَّة، وما يجرِي في الأرض المُبارَكة فلسطين والأقصَى، وفي بلاد الشام من الظلم والعُدوان، وترويع الآمِنين.

 

ودعا إمام المسجد الحرام لحلِّ هذه الأزمات، وإنهاء هذه الصِّراعات، وحقنِ دماء المُسلمين، وردعِ البُغاة الظالِمين من الاستِمرار في العُدوان والطُّغيان لإخواننا المُضطَهدين في دينِهم في كل مكان.

 

وحث الشيخ في ختام خطبته المسلمين جميعًا في مشارِق الأرض ومغارِبها أن يعمَلوا في رمضان إلى إعزاز قِيَم التسامُح والحوار، والاعتِدال، والتراحُم، والتعاوُن فيما بينهم، ونبذِ العُنف والإرهاب. لعلَّ ذلك - بإذن الله ومنِّه وكرمِه - يكون مُنطلقًا لتثبيتِ وحدة الأمة الإسلامية على الكتاب والسنَّة، وترسيخِ دعائِم الأمن والاستِقرار لهذه البلاد المُبارَكة: بلاد الحرمَين الشريفَين القوية بعقيدتها، ووحدة أبنائِها، وتلاحُم رُعاتها ورعيَّتها.

 

المدينة النبوية:

 

من جانبه ألقى فضيلة الشيخ عبد البارئ بن عواض الثبيتي - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: "لذة العبادة"، والتي تحدَّث فيها عن لذة العبادة، مُبينًا صورَها في شهر رمضان المبارك، في الصيام والقيام، وفي الذكر وقراءة القرآن، وفي سائر العبادات، كما أشار إلى اللذة العُظمى والنعيم المقيم يوم القيامة بالنظر إلى وجه الله الكريم، ذاكرًا السبل التي بها يصِل العبد إلى هذه اللذات..

 

وأشار فضيلته إلى أن الإيمان له حلاوةٌ ولذَّة يسعَدُ بها القلب، وتطمئنُّ النفسُ، وتأنَسُ الروح. وبهذه اللذَّة يجنِي العبدُ الثمارَ الحقيقية، والسعادةَ الأبديَّة. بهذه اللذَّة يصلُحُ القلب ويُفلِحُ ويُسرُّ ويَطيبُ، ويطمئنُّ ويسكُن، ولو حصلَ له كلُّ ما يلتذُّ به من المخلوقات.

 

وبيّن الشيخ الثبيتي أن القلب إذا ذاقَ طعمَ عبادة الله والإخلاص له لم يكن شيءٌ قطُّ عنده أحلَى من ذلك، ولا أطيَب ولا ألذّ. ولمحبَّة الله والتقرُّب إليه بما يحبُّه لذَّةٌ تامَّةٌ للقلوب، وسرورٌ لا ينقطِع.

 

وأكّد الشيخ أن لقراءة القرآن لذَّة وجمال، وسُرورًا وجلالاً، فهو كلامُ الله يُتلَى على الألسُن، ويطرُقُ الآذان، فتخشع النفوسُ، وتلينُ القلوب، وتسكُن الجوارِح؛ خشيةً وخشوعًا، حبًّا وحبورًا. ولا شيءَ عند المُحبِّين أحلى من كلام محبوبِهم؛ فهو لذَّة قلوبهم، وغايةُ مطلوبهم.

 

وأشار الشيخ إلى أن بالعلم ولذَّته يترقَّى المُتعلِّم مدارِج الفضل ودرجات الكمال، ولولا جهلُ الأكثرين بحلاوة هذه اللذَّة وعِظَم قدرِها لتجالَدوا عليها بالسيوف، ولكنَّها حُفَّت بحجابٍ من المكارِه، وحُجِبُوا عنها بأسوارٍ من الجهل؛ ليختصَّ الله من شاءَ من عباده بالفضل العظيم. وبيّن فضيلته أن من العقوبة والحِرمان: أن يُحرَم العبدُ لذَّة الطاعة والعبادة في رمضان.

 

وختم الشيخ خطبته بذكر بعض فضائل الشهر الكريم قائلاً: وفي رمضان نعيمٌ لا يُجارَى، ولذَّةٌ لا تُبارَى، تغمُرُ القلبَ حلاوة، فيمتلئٌ فرحةً بالطاعة وطربًا لها. فيه تدبُّر القرآن وروحانيَّةُ الصيام والقيام، وروعةُ الخلوَة والمُناجاة.. في رمضان يرِقُّ القلب، وتدمعُ العين، وتسكُن الجوارِح. رمضان يُعيدُ للقلب والجوارِح صحَّتَها التي سلَبَتها شواغلُ الدنيا وصوارِفُ الحياة، ويُصفِّي النفسَ من الشوائِب والأدران.

 

 

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات