اقتباس
الحديث عن الزواج وتكوين الأسر مع إقبال موسم تكثر فيه مناسباته حديث ذو شجون، وأكثر ما يشجي فيه ويؤلم كثرة الفشل فيه وتفشي المشكلات الزوجية وارتفاع نسب معدلات الطلاق، ما يكدر الفرح بكثرة الزواجات، ويستدعي نظرة أهل العلم والفكر وتنبه أصحاب الرأي والقرار، كما أن على رجالات التربية والتعليم أن يبذلوا مزيد عناية في هذا الجانب للبنين والبنات، ويتحمل الإعلام واجبًا كبيرًا ومسؤولية أخلاقية تجاه ذلك، وأن ميزان السعادة في الاختيار هو توجيه النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك".
أوضح فضيلة إمام وخطيب الحرم المكي الشريف الشيخ صالح بن محمد آل طالب أن مفهوم الأسرة في الإسلام يتميز عن بقية المفاهيم؛ فالأسرة وحدة اجتماعية ممتدة، ومنظومة عني الإسلام بأصل تأسيسها منذ أن حث على الزواج ورغب في النكاح وحسن الاختيار بين الزوجين وآداب الخطبة والنكاح وحسن العشرة والقوامة والوفاء بالحقوق والواجبات.
وأفاد فضيلته أن الحديث عن الزواج وتكوين الأسر مع إقبال موسم تكثر فيه مناسباته حديث ذو شجون، وأكثر ما يشجي فيه ويؤلم كثرة الفشل فيه وتفشي المشكلات الزوجية وارتفاع نسب معدلات الطلاق، ما يكدر الفرح بكثرة الزواجات، ويستدعي نظرة أهل العلم والفكر وتنبه أصحاب الرأي والقرار، كما أن على رجالات التربية والتعليم أن يبذلوا مزيد عناية في هذا الجانب للبنين والبنات، ويتحمل الإعلام واجبًا كبيرًا ومسؤولية أخلاقية تجاه ذلك، وأن ميزان السعادة في الاختيار هو توجيه النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك".
ودعا إمام وخطيب الحرم المكي الشريف الزوجين إلى مواصلة ما بينهما وبين الله ليصل الله بينهما، وبيّن فضيلته أن الاحترام المتبادل من أقوى علامات الاستقرار الأسري ومن دعائم تثبيته، يجب أن تعرف المرأة قدر زوجها وفضله ومكانته في البيت، كما يقدر الرجل وضع المرأة ويعاملها كشريك حياة.
وأوضح فضيلته أن بعض الأعراس أحيطت بهالة من التكاليف والمبالغات والمنكرات والمخالفات، وتضخمت المباهاة حتى تجاوزت مقدار المهر أضعافًا، وأن كل ذلك يعد كفرًا بالنعمة وتمردًا وبطرًا.
المدينة النبوية:
من جانبه تناول فضيلة الشيخ صلاح البدير، إمام وخطيب المسجد النبوي، موضوع الغفلة عن الطاعات، في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس في المسجد النبوي، موصيًا المسلمين بتقوى الله -عز وجل-، قائلاً: ذوو الهمم العلية والنفوس الأبية والقلوب الزكية الذين آتاهم الله حسن السريرة وشدة البصيرة، يحاذرون مراتع الغفلة، ويستعيذون منها، فقد ثبت من حديث أنس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو يقول: "اللهمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ، والكَسَلِ، والجُبْنِ، والبُخْلِ، والهَرَمِ، والقَسْوَةِ، والغَفْلَةِ، والعَيْلَةِ، والذِّلَّةِ، والمَسْكَنَةِ"، فخراب النفوس باستيلاء الهوى والشهوة، وخراب القلوب باستيلاء الغفلة والقسوة، قال الله تعالى: (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ).
وأوضح فضيلته أن الإيمان يزيد وينقص، لحديث عمير بن حبيب الخطمي -رضي الله عنه- أنه قال: "الإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ، فَقِيلَ لَهُ: وَمَا زِيَادَتُهُ وَنُقْصَانُهُ؟! قَالَ: إِذَا ذَكَرْنَا الله -عز وجل- وَخَشَيْنَاهُ فَذَلِكَ زِيَادَتُهُ، وَإِذَا غَفَلْنَا وَنَسِينَا وَضَيَّعْنَا فَذَلِكَ نُقْصَانُهُ"، فإذا غُذي القلب بالتذكر وسقي بالتفكر ونقي من الدغل وزكي بالكتاب والسنة وعرف التوحيد الخالص من شوائب الشرك والبدع والخرافة تيقظ من مراتع الغفلات ونهض من مساقط العثرات.
وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي، أن من صفات أهل الغفلة التكاسل في الصلاة، وهجران القرآن وقلة ذكرهم لله تعالى، والإعراض عن مجالس الذكر والعلم، والمسارعة إلى مجالس اللغو واللهو، والتسابق إلى مواطن المنكر والفتنة، محذرًا فضيلته أهل الغفلة بالتوبة قبل الموت والإفاقة من غفلتهم قبل الحساب.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم