اقتباس
وأوضح أن هناك صنفاً من الناس أسبغ الله عليهم نعمة الهدوء وراحة البال، فكان لدى الفرد من رغد العيش موفور الحظ وبسطة النعيم وسلامة الحال؛ فوجب عليه أن يحافظ على هذه النعمة التي وهبها الله له، وأن يقوم بالشكر للمنعم، واستثمار هذه الفترة التي ينعم بها بموفور الصحة وسعة الوقت الخالص من العوائق والمتاعب؛ وإلا عظمت خسارته، وكبر خطبُه لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ"، والغبن هو النقص والبخس، ولا يجعل أحد ذلك في حسابه إلا أن يكون ضعيف الرأي فاسد التصور.
دعا إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور أسامة خياط إلى استثمار الوقت والحفاظ عليه، فكل لحظة فيه معدودة محسوبة تحصَى على الإنسان فيها الأنفاس ويحاسب عليها كما جاء في الحديث: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه!! وعن شبابه فيم أبلاه!! وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه!! وعن علمه ماذا عمل فيه".
وقال في خطبة الجمعة أمس: «إن الأحداث التي تقع للمرء وتذهبه عن الواجب ليست سواءً في وقعها وتأثيرها على النفوس؛ فالفقر والمرض وحوائج الزمان وفواجع الأيام في مختلف ألوانها بما فيها الصراعات الدامية والاضطرابات، كل أولئك نموذج لما يقع للمرء من أحداث تفاجئه وتصرفه عن الواجبات وتبدد أوقاته وتضيع عمره ووقته الثمين سدى، ووزر ضياع الصلاة غفلة وتكاسلاً».
وأوضح أن هناك صنفاً من الناس أسبغ الله عليهم نعمة الهدوء وراحة البال، فكان لدى الفرد من رغد العيش موفور الحظ وبسطة النعيم وسلامة الحال؛ فوجب عليه أن يحافظ على هذه النعمة التي وهبها الله له، وأن يقوم بالشكر للمنعم، واستثمار هذه الفترة التي ينعم بها بموفور الصحة وسعة الوقت الخالص من العوائق والمتاعب؛ وإلا عظمت خسارته، وكبر خطبُه لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ"، والغبن هو النقص والبخس، ولا يجعل أحد ذلك في حسابه إلا أن يكون ضعيف الرأي فاسد التصور.
وحذّر الخياط الذين يغفلون عن هذه النتيجة، ويمضون ربيع العمر وكمال الصحة وهم مستمرون في لهو الحياة وبين ملذاتها وشهواتها المحرمة دون أن يذكروا يوماً زمن الانتقال وتغير الحال، يوم يدب الضعف وتحين الشيخوخة، فلا يستطيع القيام بواجباته المفروضة عليه من شعائر دينه.
المدينة النبوية:
من جانبه تحدّث إمام وخطيب المسجد النبوي الدكتور علي بن عبد الرحمن الحذيفي في خطبة الجمعة عن عظمة القرآن الكريم، ومنزلته عند الله، والملائكة، والأنبياء والرسل وأممهم، وعند الصحابة -رضوان الله عليهم-، وأن فيه صلاح الأمة الإسلامية، وحلاًّ لمشكلات المجتمعات ومعضلاتها.
ودعا المسلمين إلى التفكر في نعمة القرآن الكريم الذي جعله الله رحمة للعالمين، ويهدي للتي هي أقوم، ويبشر لكل خير، ويحذّر من كل شر؛ قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ).
وقال: «إن المسلم إذا علم عظمة هذا القرآن العظيم، وعلم فضائله التي لا يحيط بها إلا من أنزله، عظمت عنايته بهذا الكتاب العزيز، وزاد احترامه لهذا الذكر الحكيم، فبذل جهده وسخر طاقته وجهده في تعلمه وتدبره، والعمل به، بقدر ما يوفقه الله ويعينه، مبيناً أنه مهما قام المسلم به من عمل ليؤدي به حقوق القرآن عليه، ويُوفي به شكر كتاب الله -عزّ وجل-، ويقوم بحقوق عبادة الله تعالى على التمام والكمال، فهو مقصر ضعيف، ولكن الله -سبحانه وتعالى- يرحم ويتفضل، ويقبل القليل ويثيب بالجزيل».
وشدّد على أنه لن يعرف المرء عظمة القرآن الكريم، ومنزلته في قلبه، ولن يدرك فضائله وعظيم خيره وبركاته ونفعه، إلا إذا علم تعظيم الله -عزّ وجل- لكتابه، وثناؤه على كلامه، ومكانته عند رب العزة والجلال سبحانه، وعرف عظيم منزلته عند الملائكة الكرام، وعرف فضله عند الأنبياء وأممهم، وعند أهل الكتاب، وعند الإنس والجن، وكفى بالله شهيداً.
وأوضح أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما كان يتلو هذا القرآن على أحد من البشر وهو متجرد من الكبر والهوى والحسد والاغترار بزخرف الدنيا ومتاعها إلا أسلم مكانه، وصار آية لكل جمال بشري، وما ذلك إلا لقوة سلطان القرآن على القلوب وشدة تأثيره على النفوس.
وبيّن أن القرآن الكريم يخاطب العقل البشري في كل زمان بالبراهين والأدلة التي يذعن معها العقل، ويسلّم بها وينقاد الإنسان للحق راضياً مختاراً، محباً للحق، مبغضاً للباطل، أو يعرض معانداً مكابراً، قد تبين له الحق والباطل، وقامت عليه حجة الله، ولن يضر إلا نفسه.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم