مختصر خطبتي الحرمين الجمعة 10 صفر 1435هـ

ملتقى الخطباء - الفريق الإعلامي

2022-10-04 - 1444/03/08
التصنيفات:

اقتباس

وأوضح أن الانحراف الذي يلحق بها هو نقص فيها وعليها من أي جهة كانت سواء في ذلك محبوها وناصروها أو الخاذلون عنها ويقتضي الذب عن شريعة الله أن لا يجامل فيه أحد كائن من كان لا قريب في نسب ولا لمساكن في وطن ولا إنسان صالح كان أكثر في أحواله لأن الدين أغلى من أولئك والسنة أعز من كل عزيز وهذا منهج إلهي وسيرة نبوية.

 

 

 

 

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ صالح بن محمد آل طالب المسلمين بتقوى الله - عز وجل - والعمل على طاعته واجتناب نواهيه.

 

وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم : لقد جاء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بشريعة غراء كاملة من لدن ربه عز وجل هي وسط بين الإفراط والتفريط وعلى منهج بين الغلو والجفاء مضت بأمر الله وتمت على مقتضى حكمته وقد اقتضى كمال ولاء نبيه لهذه الشريعة والتجرد لنصرتها حراسة تعاليمها وحفظ حدودها من أعدائها ومحبيها ومن الغالين فيها والجافين عنها.

 

وأوضح أن الانحراف الذي يلحق بها هو نقص فيها وعليها من أي جهة كانت سواء في ذلك محبوها وناصروها أو الخاذلون عنها ويقتضي الذب عن شريعة الله أن لا يجامل فيه أحد كائن من كان لا قريب في نسب ولا لمساكن في وطن ولا إنسان صالح كان أكثر في أحواله لأن الدين أغلى من أولئك والسنة أعز من كل عزيز وهذا منهج إلهي وسيرة نبوية.

 

وقال فضيلته إننا نرى من بعض من يحسبون من الصالحين ويظنون أنهم باذلون مهجهم في سبيل الله وقد وقع من بعضهم ما وقع وهو أخطر على الدين من فعل بعض الفساد وأضر على الإسلام من كثير من المعاصي وقد قل النصح لأولئك وتمت مجاملتهم في دين الله ومن الصالحين من اجتهد في صمته حتى لا يشمت عدو أو يسر فاسق وقد فاتهم أن الأنبياء عوتبوا وخيار الصحابة قرعوا.

 

وأضاف فضيلته إن من أخطر ما وقع من منكرات من بعض من يعتقد أنه مريد الخير جريمة تكفير المسلم وجريمة سفك دمه وهما جرمان عند الله عظيمان وفيهما ضرر على الدين وأهله وإساءة مانعة لانتشار الإسلام وشيوع دعوته وفساد للمجتمع المسلم مشيراً إلى أنه قد يتوقى بعض الناس الخمر والزنا والربا على خبثهن ثم يمكر به الشيطان فيوقعه فيما هو أشر منهن فيكفر مسلما بغير حق لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - " من قال لأخيه ياكافر فقد باء بها أحدهما " أو قد يقع في دم حرام ، وقد ينست الشياطين من بعض من تمسك بكثير من أحكام الدين وتوقى كبائر الذنوب وكان الشيطان يريدهم على درهم حرام فيأبونه فاستزلهم فإذا هم يسرعون بتكفير مسلم وسفك دمه وإذا الدين مصاب بهم والأمة مكلومة بصنيعهم.

 

وأشار الشيخ آل طالب إلى أنه حين يغتال قدر العلماء في نفوس الشباب وتناقص قيمتهم من صحف وكتاب أو من غلاة ومتنطعين فإن الشاب ينشأ على عدم مرجعية شرعية فيتبرع سفهاء الأحلام لتنصيب أنفسهم مراجع في الدين فيضلوا ويضلوا ولن ترى في الغالب تساهل في التكفير إلا ويسبقه تساهل بالعلماء وتسلط السفهاء عليهم سواء كانوا ولاه أو جفاه.

 

وقال إمام وخطيب المسجد الحرام إننا نرى بعض الشباب المسلم المحب لدينه والغيور على أمته يكرر أخطائه ويعيد إخفاقاته فما إن تتقدم الأمة خطوة إلا وترجع خطوات ولا تحرز مكسب إلا وتخسر مكتسبات وهذا يقع في الغالب حينما تنزل نازلة في الأمة ويعيش تفاصيلها شباب أخيار فتغلبهم العاطفة ويأخذهم الحماس إلى اتهام العلماء بالتقصير في بيان الحق والتفريط بالقيام بالواجب ويرون تداعي أعداء الأمة وتقصير كثير من حكومات العرب والمسلمين فتنهض منهم طائفة وتبكي أخرى ويطرح بعضهم الثقة في علمائهم فتختلف اجتهاداتهم وتتضارب توجهاتهم وينتج عن ذلك خلل في المسير.

 

وأضاف يقول إننا نرى ذلك اليوم متمثل في بلاد الشام لما بغى عليهم عدوهم وتمالأ معه رفاق العداء للعرب والمسلمين عجزت أو قصرت غالب الحكومات العربية والمسلمة في إنهاء هذه المأساة وتعددت المنظمات والأحزاب المقتحمة لهذه الحرب وانخرط فيها كثيرون من حسنة النوايا ولعبت المخابرات والشياطين لعبتها وبين بعد ذلك أن جزء من الصراع إنما هو مع بعض هذه الجماعات وأصبح بعضها بيئة خصبة للتكفير والتصفيات وكان بعضها صائدة للشباب الغيور لتجنده عدواً لبلاده القادم منها مؤكداً أن بعضهم كان على خير وهذا ما حذرت منه هذه البلاد وكبار علمائها إلى الذهاب بجهل إلى المواقع المجهولة في أكثر راياتها.

وأفاد الشيخ آل طالب أن الجهاد ذروة سلام الإسلام ولكن المجاهدين بشر كغيرهم يصيبون ويخطئون وانتقاد الخطأ في الجهاد ليس كانتقاد الجهاد وليس الإنكار لهدفه العظيم في حياة الأمة وعزة الدين فيجب البيان بوضوح وعدم التحرج من ذكر الواقع الذي يشوه وجه الجهاد الشريف ويضر بالمجاهدين الصادقين الذين يدافعون عن دينهم ووطنهم محذراً من انحرافات الفساق وتطاول الشاذين للإسلام وأهله فلننكر الانحراف المضاد لأنه الأكثر ضرر على الأمة حتى تبقى المحجة بيضاء ويكون ذلك برفق وشفقة وبدون تصنيف.

 

المدينة النبوية:

وفي المدينة المنورة أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ المسلمين بتقوى الله - عز وجل - متحدثا فضيلته في خطبته عن نعمة الامن.

 

وقال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم" الأمن حاجة انسانية وضرورة بشرية اتفق على ذلك العقلاء وأطبق على ذلك جميع الملأ يقول الله تعالي: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّف النَّاس مِنْ حَوْلهمْ) فالأمن نعمة جليلة وزواله نقمة كبيرة, بالأمن يطمئن الناس على انفسهم وأهليهم وأعراضهم وأموالهم ولهذه فهو المرتكز لكل بناء والأساس للبقاء, الأمن فيه راحة البال واستقرار الحال, لقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (منَ أصَبْحَ منِكْمُ آمنِاً فيِ سرِبْهِ ، معُاَفىً فيِ جسَدَهِ ، عنِدْهَ قوُت يوَمْهِ ، فكَأَنَماَ حيِزتَ لهَ الدُّنيْاَ ).

 

وأضاف يقول: إن من أعظم أسباب تحقيق الأمن بشتى اشكالة ومختلف صورة ولجميع الفئات من افراد وجماعات هو تحقيق التوحيد لرب العالمين تحقيق الطاعة للحق المبين فربنا جل وعلا يقول: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا) ,والاستقامة على امر الله وعلى سنة نبينا صلى الله عليه وسلم وبناء حياتنا على المنهج الاسلامي الحق في جميع مناحي الحياة فيستحق وعد الله لنا التام من المخاطر والأضرار.

 

وبين فضيلته أن الخوف بعد الامان والفوضى بعد الاستقرار والاطمئنان من ابرز اسبابه الاعراض عن شريعة رب العالمين والجنوح عن سنة سيد الانبياء والمرسلين قال تعالى: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ) , والله جل وعلا يخبر عبادة بقوله تعالى (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير).

 

ومضى فضيلة الشيخ حسين ال الشيخ يقول: إن من أسباب تحقيق الأمن أن يتعاون الحاكم والمحكوم على البر والتقوى وأن يحرص كل منهم على أداء مسؤولياته والقيام بمهامه وأن يتقي الله الجميع ساعين الى إقامة المجتمع على أمر الله - جل وعلا - وأمر رسوله - صلى الله عليه وسلم - وأن يجعلوا من أحكام الإسلام منهجا لتحركاتهم وسلوكهم وأعمالهم فحين إذن يعم الرخاء ويستتب الأمن وتحل الالفة وتحل المحبة وتتحقق بذلك مصالح الأمه, حاثا الحاكم المسلم الحرص على العدل بكل صورة بين جميع افراد الرعية.

 

وبين فضيلته أن من أسباب الشرور التي وقعت في الأمه التقصير ممن ولاه الله أمر الرعاية في رعاية مصالح رعيته مما نتج عن ذلك شرور عظيمة ومصائب كبيرة, مؤكداً أن من هذا حذر النبي - صلى الله عليه وسلم- ولاة المسلمين فقال: "ما من عبد يسترعيه الله رعية ، يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة", وقال إن من أمتن مقومات الأمن قيام الرعية بواجب السمع والطاعة لولاة الامر بغير معصية الله لقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ).

وفي ختام خطبته حث إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ حسين آل الشيخ أبناء المجتمعات الاسلامية على أن يتقو الله - جل وعلا - في انفسهم وأمتهم ودينهم فيكونوا يدا واحدة متعاونين على البر والتقوى يكونون جماعة واحدة تنتهج القرءان الكريم دستورا والسنة النبوي نبراسا ومنهج سلف هذه الأمة مقوما وحاكما.

 

المصدر: واس

 

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات