مختصر خطبتي الحرمين 7 رجب 1434هـ

ملتقى الخطباء - الفريق الإعلامي

2022-10-04 - 1444/03/08
التصنيفات:

اقتباس

وأردف فضيلته يقول: إن من مفهوم العبادات ومقاصدها ألا تختلف القلوب ولا تكدر النفوس وصف الصفوف, لافتا النظر إلى أن أصحاب الحكمة قالوا: الفضل بالعقل والأدب وليس بالأصل والحسب، والأدب وسيلة إلى كل فضيلة وذريعة إلى كل شريعة, وقال إن الذوق الرفيع ليس ضعفا؛ فالرجل الكريم يفضل أن يريق دمه على أن يريق ماء وجهه والعاقل في حضرة الرجال يحفظ سلوكه ويضبط تصرفه ويتكلم بقدر ويتصرف بذوق .

 

 

 

 

ملتقى الخطباء: دعا فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد المسلمين إلى تقوى الله عز وجل في السر والعلن وخشيته ومراقبته في الأقوال والأفعال .

 

وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام : " إن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بعث ليتمم مكارم الأخلاق، والأحكام، والتشريعات، حينما كانت تتنزل تنزلت متكاملة في بناء من حسن الخلق والدين وسداد لخلق جميل وذوق في التعامل رفيع".

 

وأضاف فضيلته بقوله : إن أدب النفس ورفعة الذوق وجمال التعامل من أجلَ ما وهب الله عبده، ومراعاة المشاعر وحسن المعاملة مقصد شرعي من مقاصد الدين العظيمة, موضحاً أن الذوق مسلك حميد يحمل معاني الأدب ومعاني الرقة وحسن المعشر وكمال التهذيب وحسن التصرف وتجنب ما يحرج أو يجرح من فعل أو قول أو إشارة.

 

ومضى فضيلته يقول: إن الناس يحبون لين الجانب والقلوب تقبل على من تغاضى عنها؛ فالمواجهة في الوجه الجميل والمصافحة بالكف الكريم والتحدث باللسان المهذب يخطف القلوب ويمهد السبيل لقبول كل ما يقدم من نصح وتوجيه .

 

وبيّن فضيلته أن من علامات الإيمان والسعادة أن يرزق العبد ذوقا رفيعا وتهذيبا رقيقا ويستمتع بالحياة ويحترم المشاعر ويدخل السرور على نفسه وعلى الأقربين والأبعدين والحياء شعبة من الإيمان, وقال إن تعليمات ديننا وأحكامه وتشريعاته، فلها من اللطائف ويستبين للناظر والمتأمل مكانة الأواصر التي كانت ترتبط بها عبادات الأخلاق والسلوك والتهذيب وعبادة أركان الدين وقوامه مختلفة في مظهرها ومتفقة في جوهرها فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وفي الصلاة مواقف ذوق ورفيع الأدب من أخذ الزينة عند المسجد والمشي بسكينة وتسوية الصفوف وتجنب أكل الثوم والبصل، أما الصدقة فتخفيها ولا تؤذي النفوس وأن مفهوم الصدقة في ديننا أوسع من التصدق بالمال؛ فالتبسم في وجه أخيك المسلم صدقة وإرشاد الضال صدقة وإماطة الأذى عن الطريق صدقة .

 

وأشار إمام وخطيب المسجد الحرام إلى أن بعض أصحاب العبادات يعجز أن يربط بين حسن التعبد وحسن الخلق وسمو الذوق فهناك من يحرص على أداء العبادات في أوقاتها ولكنه يرتكب أعمالا يأباها الخلق الكريم, مبيناً أن من لم تهذبه عبادته فما الذي حصله .

 

وأردف فضيلته يقول: إن من مفهوم العبادات ومقاصدها ألا تختلف القلوب ولا تكدر النفوس وصف الصفوف, لافتا النظر إلى أن أصحاب الحكمة قالوا: الفضل بالعقل والأدب وليس بالأصل والحسب، والأدب وسيلة إلى كل فضيلة وذريعة إلى كل شريعة, وقال إن الذوق الرفيع ليس ضعفا؛ فالرجل الكريم يفضل أن يريق دمه على أن يريق ماء وجهه والعاقل في حضرة الرجال يحفظ سلوكه ويضبط تصرفه ويتكلم بقدر ويتصرف بذوق .

 

وأفاد فضيلته أن العاجز من عجز عن سياسة نفسه ومن جف ذوقه وغلظ طبعه فلا يراعي مشاعر وهو جهور نزق ويقلب المواجع وينشر المعايب , مبينا أن ابن القيم رحمه الله يصف مثل هذا بأنه ثقيل وغليظ ولا يستطيع أن يضع نفسه في موضعها وما استقام قلب عبد حتى استقام لسانه , محذرا فضيلته من الذين يبسطون ألسنتهم بالسوء فإن أبغض الرجال إلى الله ألألد الخصم فمن ساء أدبه ضاع نسبه وأشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء فحشه .

 

المدينة النبوية:

من جانبه أوضح فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، الشيخ حسين آل الشيخ، خلال تناوله موضوع أسباب الفساد في البلاد والعباد، وفقا لما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، قائلا، إنه حديث عظيم فيه التحذير الأكيد من أسباب الفساد في البلاد والعباد، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "يا معشر المهاجرين خمس خصال إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن، لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله، إلا سلط الله عليهم عدوا غيرهم فأخذ بعض ما في أيديهم وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم". وأوضح أن هذا الحديث يبين للأمة أن أصل الفساد البعد عن منهج الله والانحراف عن المسلك النبوي، وأن المعاصي والسيئات أساس كل بلاء وشر، وجالبة للبأساء والضراء، مستشهدا بقوله تعالى "وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير". وأضاف، إن حال المسلمين المزرية اليوم توقفنا مع هذا الحديث في مواقف ثلاث الأولى أن أسباب انتشار الأوبئة سببه كثرة الخبث وانتشار الخنا وانتشار وسائلها والدعوة إليها عن طريق وسائل الإعلام، قال صلى الله عليه وسلم "ما من قوم يُعملُ فيهم بالمعاصي هم أكثر وأعز ممن يعمل بها ثم لا يغيرونه إلا يوشك أن يعمهم الله بعقاب". وأوضح فضيلته، أن الوقفة الثانية هي أن أكل المال الحرام والتهاون فيه، بأكل الأموال بالباطل وأكل المال العام واستغلال النفوذ بنهب أموال بيت مال المسلمين، وانتشار الرشوة يعدمن بواعث البلايا والمحن التي تعم المجتمع ككل.

 

 وتطرق إلى الوقفة الثالثة فقال، إن واجب الدولة الإسلامية تطبيق أحكام القرآن وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، في الشئون كلها وأن يجعل الناس أحكام الإسلام دستورهم في دقيق الأمر وجليله، حين ذاك سيعم الأمن والاستقرار والرخاء ورغد العيش وأنه متى انحرف عن منهج الشريعة تحل النكبات وتحصل المصائب والأزمات قال تعالى "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى". وأكد إمام المسجد النبوي، أن بلاد المسلمين متى حادت عن تطبيق الشرع كلا أو بعضا، يصيبها النقص وتدب إليها الشرور والفتن، وأن ذلك سببه البعد عن الحكم بما أنزل الله وتحكيم القوانين الوضعية. ولفت فضيلة الشيخ حسين آل الشيخ، الانتباه إلى أن بلاد المسلمين أغنى بلاد الدنيا في خيراتها وفي موقعها المتميز ومع ذلك فكثير من المسلمين يعيش تحت خط الفقر، وأن هذا ناتج عن أسباب ترجع في جملتها إلى تنحية حكم الإسلام.

 

المصدر واس

 

 

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات