مختصر خطبتي الحرمين الجمعة 16 جمادى الآخرة 1434هـ

ملتقى الخطباء - الفريق الإعلامي

2022-10-04 - 1444/03/08
التصنيفات:

اقتباس

وأضاف قائلا:" بأن الأمم لا تكون كذلك بغير تحمل أبنائها مسئولياتهم واستعداد الشباب والناشئة للتضحية والعطاء، مما يجعلنا نتبيّن خطورة إهمال الناشئة وعدم تربيتهم على الجد واستشعار المسئولية "، موضحاً بأن الوهن والضعف الذي تعاني منه أمتنا اليوم سببه حب الدنيا والركوض إليها والجبن عن الإقدام خشية التلف أو فوات الحضور.

 

 

 

ملتقى الخطباء: جدّد إمام وخطيب المسجد الحرام، الدكتور صالح آل طالب، دعوته المسلمين إلى تقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه ابتغاء مرضاته عز وجل.

وقال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم :" إن الناظر في حال الأمم يجد أن ما من أمة ترقت في مراتب المجد وسطرت اسمها على صفحات التاريخ، إلا كان وراءها عمل كبير وتضحيات جسام وبذل للجهد في كل الميادين".

 

وأضاف قائلا:" بأن الأمم لا تكون كذلك بغير تحمل أبنائها مسئولياتهم واستعداد الشباب والناشئة للتضحية والعطاء، مما يجعلنا نتبيّن خطورة إهمال الناشئة وعدم تربيتهم على الجد واستشعار المسئولية "، موضحاً بأن الوهن والضعف الذي تعاني منه أمتنا اليوم سببه حب الدنيا والركوض إليها والجبن عن الإقدام خشية التلف أو فوات الحضور.

وبيّن الدكتور آل طالب أن الإغراء للشهوات والملذات والفن الرخيص والملهيات لهى المخدرات التي تعيق مسيرة الأمة نحو مراتب العزة والكرامة، مشيراً إلى أنه طال التيه الذي تعيشه الأمة وامتدت مأساتها وقال :" لقد رأينا في المائة عام السالفة سرعة نهوض أمم بعد كبوتها وتتابع عافيتها بعد نكباتها، وقد لاقت حروبا وفتنا وليس هذا تعجب في الغرب ولكن استغراب من حال الشرق الذي يفتن في السنة مرة أو مرتين ثم لا يتوبون أو يتذكرون.

 

وقال:" إن جمع الدنيا وعتادها ليس سبيلا خالصا للعز والكرامة، فقد يستطيع العرب جمع الدنيا من كل مكان، لكنهم لو أداروا ظهورهم لتعاليم الدين، ثم جمعوا سلاح المشرق والمغرب فلن يدركوا به إلا ذل الدهر، فليس أمام المسلمين إلا طريق واحد وهو العودة إلى الإسلام ظاهرا وباطنا وطريق الشرف والكرامة أساسه أن يعرف المسلمون بما كانوا أمة وكيف صار لهم في التاريخ وجود".

 

وأضاف قائلا: إن " علينا مراجعة حالنا وأنفسنا أولا، وإن الأمة لا تصاب من الخارج إلا بعد أن تصاب من الداخل، وفي ثرى سوريا وعلى مسامع العالم وتحت بصره تتلو المجزرة المجزرة، ويسيل الدم على إثر الدماء، ويطفئ النظام شموع الحياة في أجساد عشرات الألوف من السوريين ويشرد الملايين ويوهن الشعب وينسف تراث الحضارات ويتعمد حرق المكتبات، مما يعني انقطاع ذلك النظام الآثم عن أي خيط يربطه بالإنسانية، فلا الدين يعنيه ولا الحضارة تستهويه ولا صراخ الأطفال يحرك ساكنا فيه، فلم يزل النظام الجاثم على أرض سوريا الدخيل في جسدها يرتكب المذابح والقبائح ويتفنن في ارتكاب المجازر ويعاونهم في ذلك أخوة المعتقد ورفاق العداء للعرب والمسلمين ، فقلة يبيدون كثرة وشرذمة متسلطون على أمة فيذبح خمسمائة أكثرهم من الأطفال والعالم يرى ما يستدعي التدخل والإمداد بالسلاح لأسباب واهية وأعذار مصطنعة في حين أن دافعه الحقيقي هو خشية العدو المجاور في وجود السلاح في أيد متوضئه فأهدرت دماء السوريين فأزهقت نفوسهم بين عدوين معتد داخلي ومحتل خارجي وتتساقط قيم المنظمات والأمم التي تقدم نفسها على أنها حامية للإنسان أو ناصرة للضعيف وهى تشاهد هذه المشاهد المروعة والأخبار المؤسفة ثم لا تحرك ساكنا.

 

المدبنة النبوية:

من جانبه أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبد الباري الثبيتي المسلمين بتقوى الله عز وجل .

 

وقال فضيلته في خطبة الجمعة, قال الله تعالى: (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا) , آية تحكي حال الأمم والمجتمعات ومالها , حين تجعل الترف ثقافتها وطريقته همها وبلوغ أقصى درجاته مقصدها, بمعنى أن ألامه التي تغرق في الترف, وتبطرها الرفاهية وتسعى وراء غرائب اللذات تتزعزع أخلاقها تذوب قيمها وتنسلخ من مبادئها وتنسى الله والدار الآخرة وتدب فيها عوامل الانهيار".

 

وأوضح فضيلته أن في التاريخ دروس وعبر تبين أن الخلود إلى الترف والبذخ والانغماس في الملذات يجعل الأمة في حال اضطراب وتذبذب وضعف، وتتسارع الوتيرة حين تستهزئ بالدين وترد تعاليمه وأحكامه، المترفون هم الذين وقفوا للدعوة بعد نوح عليه السلام قال تعالى: (قال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة وأترفناهم في الحياة الدنيا ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون), وبعد بعثت النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان له النصيب الأوفر من التكذيب والعناد, هذا هو موقف المترفين بينه القرآن.

 

وأوضح أن الله عز وجل ذم الترف والمترفين مستشهدا بقوله تعالى: (حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجأرون), وقال رسول الله صلى الله عليه سلم: (فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تُبْسَط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوا فيها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم), والجيل الأول الذي تربى ورباه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبرز لنا نماذج وقدوات آثرت الآخرة على الأولى وأبت حياة الترف.

 

المصدر: واس

 

 

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات