مختصر خطبتي الحرمين الجمعة 9 جمادى الآخرة 1434هـ

ملتقى الخطباء - الفريق الإعلامي

2022-10-04 - 1444/03/08
التصنيفات:

اقتباس

وأضاف فضيلته "لعقلاء الناس إدراك لبعض حكم تدبير الخالق في كونه وما يرسله من الآيات بين الفينة والأخرى إذ لديهم من الحس والإيمان بالباري سبحانه وتذكرهم بأيام الله وقد خلت من قبلهم المثلات ما يجعلهم شاخصي الأبصار اعتبارا بآيات الله وسننه الكونية، وتتجدد في أذهانهم لحظات التصديق للنبوءات التي تحدث بها الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه عمّا يكون من سنن في أعقاب الزمن، فكان مما جاء به وحيا في الكتاب والسنة عن آية من آيات الله جل شأنه ألا وهي الزلازل.

 

 

 

 

ملتقى الخطباء: دعا إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ الدكتور سعود الشريم المسلمين إلى تقوى الله عز وجل، وقال في خطبة الجمعة اليوم " للناس في حياتهم مد وجزر وخوف ورجاء وإعطاء وأخذ وقوة وضعف وهم مع ذلك كله إما راجون خيرا ونعمة أو خائفون شرا ونقمة وخوفهم ورجاؤهم متعلق بدينهم وأنفسهم وعقولهم وأموالهم وأعراضهم فهم يرجون الهداية ويخافون الغواية ويرجون حيات النفس ويخافون مواتها بغير حق ويرجون سلامة العقل الحسي والمعنوي ويخافون خلله حسا ومعنى وقولوا مثل ذلكم في أموالهم وأعراضهم وهم في نظرتهم لسنن خالقهم الكونية يرجون المطر المحيي ويخافون المطر المغرق ويرجون الرياح المبشرات ويخافون الريح المنذرة".

 

وأضاف فضيلته "لعقلاء الناس إدراك لبعض حكم تدبير الخالق في كونه وما يرسله من الآيات بين الفينة والأخرى إذ لديهم من الحس والإيمان بالباري سبحانه وتذكرهم بأيام الله وقد خلت من قبلهم المثلات ما يجعلهم شاخصي الأبصار اعتبارا بآيات الله وسننه الكونية، وتتجدد في أذهانهم لحظات التصديق للنبوءات التي تحدث بها الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه عمّا يكون من سنن في أعقاب الزمن، فكان مما جاء به وحيا في الكتاب والسنة عن آية من آيات الله جل شأنه ألا وهي الزلازل.

 

فقد أقسم الله في كتابه بقوله (والسماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع إنه لقول فصل وما هو بالهزل )، والعذاب الذي من تحت الأرجل هو الخسف والزلازل ".

 

وأوضح فضيلته أن الزلزلة لم تقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وإنما سمعوا بها في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فآمنوا بها وصدقوا أنها آية من آيات الله يرسلها الله على من يشاء من عباده، وقال "كثرتها في زمننا هذا هو من الإعجاز الغيبي والعلمي في سنة النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث ذكر كثرتها في آخر الزمان وقد أقسم الله سبحانه بالأرض ذات الصدع ولم يك هذا الصدع معلوماً أربعة عشر قرناً من الزمان حتى اكتشفت جيولوجيا في القرن الماضي فوجد العلماء صدعا ضخما في باطن الأرض في قاع المحيط، وأن معظم الزلازل في العالم تتركز في هذا الصدع فدل قسم الباري بالأرض ذات الصدع على الإعجاز ليستبين الملحدون سبيلهم المنحرف.

 

وأشار إمام الحرم إلى أن ما اكتشفوه قد ذكره الله قبلهم بأربعة عشر قرنا من الزمن، وأن ما يأتي به النبي الأمي إنما هو وحي يوحى لا نطقا عن الهوى فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون ".

 

وأوضح الشيخ الشريم أن أئمة الدين قد ذكروا أن الزلازل من الآيات التي يخوف الله بها عباده كما يخوفهم بالكسوف وغيره ليدركوا ما هم عليه من نعمة سكون الأرض ورسوها واستقرارها للحيوان والنبات والمتاع والمسكن، لافتا إلى أن ما يحصل فيها من خسف وزلزلة واختلال إنما هو ابتلاء وامتحان أو عقوبة وإنذار، كما رجف بثمود وخسف بقارون، منوها إلى أنه كان من هدي الإسلام الاعتبار بالزلازل وأن المرء المسلم مطالب بأن يفعل من أسباب الخير الظاهرة ما يجلب الله به الخير ويدع من أسباب الشر الظاهرة ما يدفع الله به الشر ومن ذلك التوبة والاستغفار والصدقة والصلاة تشرع لها عند بعض أهل العلم دون جماعة.

 

ودعا فضيلته المسلمين إلى تقوى الله والتماس رحمته وعفوه واتقاء غضبه فإن الله يمهل ولا يهمل ويملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته والاستمساك بصلاح النفوس والمجتمعات وإصلاحها فإن الله نفى إهلاك القرى إذا تحقق فيها الإصلاح الصادق فمن موجبات الهلاك رد النصح وإهمال الإصلاح فما خسف بقارون إلا بعد أن قيل له لا تفرح فاستكبر وما أخذت الرجفة ثمود إلا لما كرهوا النصح.

 

وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن من سنن الله أن تخوف أمما بالحروب وأخرى بقلة الأمن وثالثة بالنقص في الأموال والأنفس والثمرات ورابعة بالفتن والزلازل ونحوها والنتيجة المحصلة قال تعالى (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)، فهنا سبحانه قد ذكر أن الابتلاء والتخويف قد أثمر نتيجة مع المخوف بهما فتذكر ورجع إلى الله فحقت له الهداية ولا يستثنى عصر من التخويف فقد كسفت الشمس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم خير العهود والقرون وذكر أن الله سبحانه وتعالى يخوف بها عباده.

 

 

المدينة النبوية:

من جانبه دعا فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي بالمدينة المنورة، الشيخ عبد المحسن القاسم، المسلمين إلى تقوى الله سبحانه حق التقوى.

 

وقال فضيلته في خطبة الجمعة أمس، إن الله تعالى تفرد بالوحدانية ونزه نفسه سبحانه عن الشريك والمثيل وأمر عباده أن يعبدوه وحده ونوع لهم العبادات وجعل إفراده بالعبادة أصل الدين وأساسه وأول أركانه وهو جماع الخير ولا تقبل حسنة إلا به، والعمل القليل معه مضاعف وبدونه الأعمال الصالحة حابطة وأن كانت أمثال الجبال وكل أية في كتاب الله صريحة فيه أو دالة عليه في واجباته أو ضده وأول أمر في كتاب الله الأمر به وهو أول دعوة الرسول وخلاصتها ومن أجله بعثوا، مستشهد بقول الله تبارك وتعالى "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ"، وفي كل صلاة يعاهد المسلم ربه على القيام بذلك قال تعالى "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ".

 

وأوضح فضيلته، أن إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة هو حق واجب على عباده فهو أول واجب عليهم من التكاليف وهو أول ما يسأل عنه العبد في قبره ولأهميته ولكونه لا طريق لرضي الرب إلا به دعا إمام الحنفاء لنفسه ولذريته بالثبات على التوحيد كما جاء في كتاب الله الكريم "ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك"، ودعا يوسف عليه السلام ربه فقال، "تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ"، ومن دعاء نبينا صلى الله عليه وسلم "يا مقلب القلوب ثبت قلبي علي دينك" ونهج الرسل تعليمهم لأولادهم وسؤالهم عنه، حيث كان النبي عليه السلام يعلم غلمان الصحابة التعلق بالله وحده دون ما سواه.

 

وقال إمام وخطيب المسجد النبوي، إنه بأفراد الله سبحانه بالعبادة ينشرح الصدر ويطمئن القلب ويتحرر من عبودية الخلق وتفرج الهموم وتكشف الكروب وهو قيام الحياة التي تطلبها النفوس وسبب الحياة الطيبة ولا سعادة في الدنيا إلا به وهو الذي يوحد المسلمين عربهم وعجمهم شرقهم وغربهم، مشيرا إلى أن كلمة التوحيد كلمة طيبة شامخة أصلها ثابت وفرعها في السماء هي كلمة الله العليا وبه كلم الله تعالى موسى عليه السلام من غير واسطة فهي أزكى الكلام وأثقل شيء في الميزان وتعدل عتق الرقاب وهي حرز من الشيطان في كل يوم.

 

وأكد أن أكمل الخلق أكملهم لله عبودية، وعلى قدر تحقيق التوحيد يكون مكان العبد وسمو مكانته، والله يدافع عن الموحد في دينه وديناه وبقدر توحيده تزداد مدافعة الله سبحانه عنه وأرجى من يحظى بمغفرة الله تعالى هو الموحد، والشيطان لا سبيل له إلى الموحد فمن حقق توحيد الله فالله حافظ له من الموبقات والفواحش.

 

ودعا فضيلة الشيخ عبد المحسن القاسم المسلمين بالتمسك بالتوحيد لأنه أغلى ما يملكه المسلم، فمن هداه الله تعالى إليه فليعض عليه بالنواجذ وليصونه مما يناقضه وينافيه ويقدح فيه قال تعالى "قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُم ْيُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدً".

 

المصدر: واس

 

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات