من فضائل العلم وخيراته

عبد الله بن عبد الرحمن البعيجان

2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/بالعلم صلاح الدنيا والآخرة 2/الحث على طلب العلم والترغيب فيه 3/رسائل إلى الوالدين والمربينَ 4/وجوب الائتلاف ونبذ الخلاف

اقتباس

إن التعليم هو أساس التربية وأصلها؛ فبه تُهذَّب الأخلاق وتُغرَس القيم، وبه معالَجة الأخطاء وتصحيح المفاهيم وتقويم الاعوجاج، العلم هو الحصن المنيع، والأساس الراسخ؛ فبه الثبوت والرسوخ إذا ماجَت الفتنُ والمحنُ، فاحرصوا على تعليم وتربية أبنائكم...

الخطبة الأولى:

 

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَنْ يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومَنْ يضلِلْ فلا هاديَ له، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، بلَّغ الرسالةَ وأدَّى الأمانة، ونصَح الأمةَ، وتركَها على المحجَّة البيضاء، ليلُها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالكٌ، فصلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين.

 

أما بعدُ: فإن خير الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي رسول الله، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

عبادَ اللهِ: أوصيكم ونفسي بتقوى الله؛ فهي وصية الله للأولين والآخِرين؛ (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ)[النِّسَاءِ: 131].

 

معاشرَ المسلمينَ: العلم وسيلة الإصلاح، وطريق النجاة، وسبب الفوز والفَلَاح، وأشرف ما يُتحلَّى به في الوجود، وأحسن ما يتفضل الله به على عباده ويجود، قال تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)[الْمُجَادَلَةِ: 11]، العلم هو العامل الأساسي الذي يساهم في بناء المجتمعات وتكوين حضاراتها، واتساع عمرانها، وامتداد سلطانها، وعلو راياتها وانتشار دينها، العلم ميزان الأخلاق والقِيَم، ومعيار الفضل وسُلَّم الارتفاع إلى القِمَم، وباعث الأمل، ومُنهِض الأمم، رفَع اللهُ به أقوامًا فتقدَّموا، وحرَمَه أقوامًا فتأخَّروا، (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)[الزُّمَرِ: 9]، أكرَم اللهُ أهلَه بخاصية أن قرَن ذكرَهم بذِكْره، وأشهَدَهم على وحدانيته فقال: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ)[آلِ عِمْرَانَ: 18]، فهم أهل الخشية والاصطفاء؛ (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)[فَاطِرٍ: 28]، وهم أهل الخير والشرف والفضل الْمُبين؛ "ومن يُرِد اللهُ به خيرًا يفقِّهْه في الدِّين"، بهم يسترشد المسترشدون، وبنور علمهم يستضيئ المهتدون، قال تعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)[النَّحْلِ: 43]، وقال: (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ)[الْعَنْكَبُوتِ: 43].

 

نشَر الله في الخافِقَينِ أعلامَهم، وأجرى بالأحكام أقلامَهم، فهم الموقِّعون عن الله، وهم ورثة الأنبياء، عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: "سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَبْتَغِي فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضَاءً لِطَالِبِ العِلْمِ، وَإِنَّ العَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ حَتَّى الحِيتَانُ فِي الْمَاءِ، وَفَضْلُ العَالِمِ عَلَى العَابِدِ، كَفَضْلِ القَمَرِ عَلَى سَائِرِ الكَوَاكِبِ، إِنَّ العُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا إِنَّمَا وَرَّثُوا العِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ"(رواه أبو داود والترمذي).

 

عبادَ اللهِ: تعلَّمُوا العلمَ واطلبوه؛ فبه النجاة في الدنيا والآخرة، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يَقُولُ: أَلا إِنَّ الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلَا ذِكْرَ اللهِ وَمَا وَالاهُ وَعَالِمٌ أَوْ مُتَعَلِّمٌ"(رواه الترمذي وحسَّنَه)، تعلَّمُوا العلمَ -عبادَ اللهِ- واطلبوه، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ"(رواه مسلم).

 

تعلَّمُوا العلمَ -عبادَ اللهِ- واطلبوه؛ فإنه منار سبيل أهل الجنة، وهو الأنيس في الوحشة، والصاحب في الغربة، والسلاح على الأعداء، والمنزلة العلياء، (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)[الْمُجَادَلَةِ: 11]، تعلَّمُوا العلمَ -عبادَ اللهِ- واطلبوه؛ فهو حياة القلوب، ومصابيح الأبصار، وبه يبلغ العبد أعلى الدرجات ومنازل الأخيار، وبه يُعرَف الحلالُ من الحرام، يرفع الله به أقوامًا فيجعلهم في الخير قادةً وأئمةً، تُقتصًّ آثارُهم، ويُقتدى بفِعالهم، (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)[آلِ عِمْرَانَ: 18]، تعلَّمُوا العلمَ -عبادَ اللهِ- واطلبوه؛ فإن تعلُّمَه خشيةٌ؛ (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)[فَاطِرٍ: 28]، وطلبُه عبادةٌ، وتعليمُه لمن لا يعلمه صدقةٌ، وبذلُه لأهله قُربةٌ، والبحث عنه جهاد، قال تعالى: (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)[التَّوْبَةِ: 122].

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذِّكْر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله الذي علَّم بالقلم، علَّم الإنسان ما لم يعلم، نحمده على الآلاء والنِّعَم، ونشكره على ما والانا من الفضل والكرم.

 

عبادَ اللهِ: إن التعليم هو أساس التربية وأصلها؛ فبه تُهذَّب الأخلاق وتُغرَس القيم، وبه معالَجة الأخطاء وتصحيح المفاهيم وتقويم الاعوجاج، العلم هو الحصن المنيع، والأساس الراسخ؛ فبه الثبوت والرسوخ إذا ماجَت الفتنُ والمحنُ، فاحرصوا على تعليم وتربية أبنائكم، وساعِدوا الجهات التعليمية بما فيه صلاح الأبناء، وبناء المجتمع وتربية الأجيال، فكلُّم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته، فالرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسئول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسئولة عنهم، ألَا فكلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته.

 

أيها الوالدانِ: أنتما مسئولانِ شرعًا عن تعليم وتربية الأبناء، فاجتهِدوا في واجبكم، وابذلوا النصح والتوجيه لأبنائكم، وتفقَّدوا وراقِبوا وتابِعوا برامج تعليمهم وتحصيلهم، وساعِدوا المدرسين والمربِّين في تعليمهم وإرشادهم، وفِّروا لهم الظروف المناسبة، والأدوات اللازمة قدرَ الإمكان، لعل الله أن يرزقكم بذلك ولدًا صالحًا، ويرزقهم علمًا نافعًا، فإن ذلك من أعظم القربات وأجل الطاعات، ومن الباقيات الصالحات، والصدقة الجارية بعد الممات، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ"؛ فخذوا بأسباب صلاح ذرياتكم بتعليمهم وتربيتهم، وملء أوقات فراغهم بالمفيد، وحثهم إلى الخير والطاعات، وقراءة القرآن؛ لعلكم ترحمون بدعائهم وهدايتهم، فلا تدرون أيهم أقرب لكم نفعًا.

 

خذوا للعلم من أوقاتكم نصيبًا مفروضًا، وحثوا أبناءكم على الاجتهاد في طلبه وتحصيله، فإنه أنجع وسائل التربية، وأرسخ يقينًا في التزكية، وأكثر أمانًا من الفتنة، وأشد ثباتًا في المحنة، وصبرًا عن المصيبة، وأفضل الحسنات، وأعظم القربات، وأعلى الدرجات.

 

أيها المربون، أيها المعلمون: القدوةَ القدوةَ، أبناء الجيل أمانة في ذممكم، ومستقبل الأمة متعلق بمسئولياتكم، فاللهَ اللهَ في رعيتكم، اللهَ اللهَ في رعيتكم، اغرسوا فيهم الدين والقيم، وحبِّبوا لهم العلمَ، ربوهم على الفضيلة ومكارم الأخلاق، وهنيئًا لكم الأجر العظيم من رب العالَمين، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور مَنْ تَبِعَهُ، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا"(رواه مسلم)، هنيئًا لكم أنتم خلف الأنبياء والمصلِحين، في القيام بمهمة التعليم؛ فقد بعَث الله الأنبياء معلمينَ، هنيئًا لكم باصطفائكم لصحبة العلم وخدمته ونشره، وبذل الخير وتعليمه للناس، هنيئًا لكم فأنتم تغبطون على هذا العمل، فأخلِصوا النية، واحتسِبوا الأجر؛ (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ)[الْمُزَّمِّلِ: 20].

 

عبادَ اللهِ: إن من أصول الإسلام الجامعة، وقواعده العامة، قاعدة الاجتماع والائتلاف، والحذر من التفرق والاختلاف، قال تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)[آلِ عِمْرَانَ: 103]، وقال: (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ)[الشُّورَى: 13]، ومن فضل الله علينا في هذه البلاد المباركة، لزوم العقيدة الصحيحة السمحة، وتحكيم الشريعة والسير على منهج الكتاب والسُّنَّة، ولزوم الجماعة والإمامة، وقد جاء بيان هيئة كبار العلماء -وفَّقَهم اللهُ- في التحذير من الأحزاب الضالة والجماعات المنحرفة بيانًا وافيًا، وبلسمًا شافيًا؛ فعلى المسلم أن يلزم الكتاب والسُّنة، ومنهج سلف الأمة، ويحذر من هذه الأحزاب والجماعات المخالِفة للحق؛ انتماءً لها أو تعاطفًا معها، والله المسئول أن يجمع كلمة المسلمين على الحق والهدى، إنه جواد كريم.

 

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمَّتَنا وولاةَ أمورنا، اللهم وفِّق وليَّ أمرنا خادم الحرمين الشريفين بتوفيقك، وأيِّده بتأييدكَ، اللهم وفِّقه ووليَّ عهده لما تحب وترضى، يا سميع الدعاء.

 

اللهم آتِنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقِنا عذابَ النار، اللهم يا مقلب القلوب، ثبِّت قلوبنا على دينك، اللهم يا مصرف القلوب، صرِّف قلوبنا على طاعتك، اللهم احفظ حدودنا، وانصر جنودنا المرابطين على الحدود، يا قوي يا عزيز.

 

اللهم أنتَ اللهُ لا إلهَ إلا أنتَ، اللهم أنتَ اللهُ لا إلهَ إلا أنتَ، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزِل علينا الغيثَ ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أَغِثْنا، اللهم أَغِثْنا غيثًا هنيئًا مريئًا سحًّا غدقًا، نافعًا مجللًا غير ضار، تحيي به البلاد، وتجعله بلاغًا للحاضر والباد، اللهم سقيا رحمة، اللهم سقيا رحمة، عاجلًا غير آجل، برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارًا، فأرسل السماء علينا مدرارًا، فأرسل السماء علينا مدرارًا، اللهم اجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغًا إلى حين، برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

المرفقات

من فضائل العلم وخيراته

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات