الأخلاق والقيم حصن الأمم

صالح بن عبد الله بن حميد

2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/الأخلاق والقيم ركيزة البناء 2/خصوصية القيم الإسلامية 3/رسالة إلى الآباء والأمهات والمربين 4/أضرار فقدان القيم على الفرد والمجتمع

اقتباس

ربُّوا الناشئة على أن العبادة كما هي في المسجد فهي في البيت؛ حين تبَرَّ والديكَ، وتصل رحمك، وهي في الشارع حين تقضي مصالح الناس، وحاجاتهم، وحين تُلقي السلام على من عرفت ومن لم تعرف، وفي المكاتب ومقرات العمل حين يلتزم بالنظام والتعليمات واحترام الْمُراجِعين...

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله، الحمد لله، أمرُه قضاء وحكمة، ورضاه أمان ورحمة، يقضي بعلمه، ويعفو بحلمه، أحمده حمدًا هو أرضى الحمد له، وأحب الحمد إليه، وأفضل الحمد عنده، حمدًا يملأ ما خلَق، ويبلغ ما أراد، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة هي النجاة يوم المعاد، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله، أشرف الخلق، وأفضل العباد، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، أهل الرشد والحكم والسداد، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم التناد.

 

أما بعدُ: فأوصيكم -أيها الناس- ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله -رحمكم الله-؛ فتقوى الله خير زاد، واعلموا أن مَنْ ملَك مِنَ الدنيا ما شاء، خرَج منها كما جاء، يتواضع متواضعٌ لأنه واثق في نفسه، ويتكبر متكبر لأنه عالم بنقصه، وإذا كرهت أحدًا -يا عبد الله- فمن المروءة ألا تجعل الآخرين يكرهونه، فقد يكون الخلل منك، فدع الخلق للخالق، والسعادة -حفظك اللهُ- تتحقق بقلب لا يحقد، ونفس سمحة سهلة، وصداقة لا تنتظر الجزاء، (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[النَّحْلِ: 97].

 

معاشر المسلمين: ركيزة من ركائز البناء الإنساني، وركن ركين في بنيان السلوك البشري، يمس جميع مظاهر السلوك في الفرد والمجتمع، ركيزة ركينة توجه السلوك إلى الخير، وتحفز إلى التلقي في مراتب الجمال والسير نحو مراقي السمو، وبها يكون السعي الصحيح إلى معالي الأمور ومحاسن الأعمال؛ إنها خصلة، بل خصال إذا سادت في الناس عاشوا في أمن واستقرار، وتكاتُف وتعاوُن، خصال تبني الشخصية وتقوِّي الإرادة وتحفظ الأمن، وتقِي الشرورَ وتصحِّح الأخطاءَ؛ تلكم هي -يا عباد الله- القيم والأخلاق، (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ)[آلِ عِمْرَانَ: 159]، (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا)[الْإِسْرَاءِ: 53]، (وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا)[الْإِسْرَاءِ: 16].

 

معاشرَ الأحبةِ: وقِيَم أهل الإسلام تنبع من دينهم وعقيدتهم، والأحكام الشرعية التي تحكمهم، ونظرتهم إلى الحياة الدنيا وإلى الحياة الأخرى.

 

أيها الإخوة: ومن أدق التعريفات للقِيَم وأجملها وأصدقها أنها هي الصفات التي يحملها المرءُ ويعامل بها غيرَه، يقول عبد الله بن المبارك -رحمه الله-: "كاد الأدب أن يكون ثلثَيِ الدِّين"، ويقول الحافظ ابن رجب: "يظن كثير من الناس أن التقوى هي القيام بحق الله دون حقوق عباده، بل قال -رحمه الله-: والجمع بين القيام بحقوق الله وحقوق عباده عزيز جدًّا، لا يقوى عليه إلا الكُمَّل من الأنبياء والصدِّيقين"، ويقول الحافظ المحاسبي -رحمه الله-: "من عزيز الأشياء حسن الخلق مع الديانة، وحسن الإخاء مع الأمانة"، ويقول يحيى بن معاذ -رحمه الله-: "سوء الخُلُق سيئة لا تنفع معها كثرة الحسنات، وحُسْن الخُلُق حسنة لا تضر معها كثرة السيئات".

 

أيها المسلمون: وقد جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: "يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا، وَصِيَامِهَا، وَصَدَقَتِهَا، غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: "هِيَ فِي النَّارِ"، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا، وَصَدَقَتِهَا، وَصَلَاتِهَا، وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنَ الْأَقِطِ، وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: "هِيَ فِي الْجَنَّةِ"(رواه المنذري في الترغيب والترهيب، وإسناده صحيح).

 

يا عبد الله: الناس لا يرون من إيمانك ولا عبادتك إلا بما يرونه من خُلُقِك وسلوكك وتعاملك، فالدين مقرون بالمعامَلة، فقبل أن يكون المصحف في الصدر أو في الجيب، فليكن في الخُلُق والعمل، وقبل أن يحدِّث المرءُ الناسَ عن الدين وسماحته وكماله فليحدثهم بسلوكه وذوقه وتعامله، والمعيار الدقيق، والميزان الصادق في ذلك كله ما جاء في الخبر الصحيح، عن المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: "أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك، وأن تأتي الناس بمثل ما تحب أن يأتوك به"، أين الدين -رحمكم الله- من رجل صاحب عبادة؛ فرائض ونوافل وصدقات، ولكنه يظلم هذا، ويماطل في مرتبات هذا، ولا يؤدي حق هذا، لا يحترم الناس في مقاماتهم، ولا يقدر لهم منازلهم، يتخطاهم لوقاحته، وينظر إليهم شَزْرًا واحتقارًا لكبريائه.

 

تذكروا -رحمكم الله- حديث المفلس، الذي يأتي بحسنات أمثال الجبال وقد ضرَب هذا، وشتَم هذا، وأكَل مال هذا، تذهب حسناته كلُّها ثم يُلقى في النار، نسأل الله العافية.

 

أيها المسلمون: ويتقوَّى المجتمع، ويتحصَّن بتنشئة الناشئة على معالي الأمور، ومكارم الأخلاق، وإبراز القدوات الصالحة، ينشَّئون في محاضن التربية في المسجد، والمدرسة، والمجتمع والإعلام والتعليم بدرجاته ومراحله.

 

معاشر المسلمين، معاشر الآباء والأمهات، معاشر المربِّين: علِّموا الناشئةَ أن الدين خلق كله، وأن من زاد عليك في الخُلُق فقد زاد عليك في الدين، ربُّوهم على أن الدين في الابتسامة والسرور وليس بالجهامة والعبوس، الدينُ يسرٌ، وسكينةٌ، وطمأنينةٌ، والتبسمُ صدقةٌ وعبادةٌ، علموهم أن يكلموا الناس ووجوههم إليهم منبسطة، بكلمات لطيفة، وعبارات رقيقة، علموهم أن صلاح القلب في سلامته من الحسد، ومن الحقد ومن الرياء والغلظة؛ ليكون قلبًا صادقًا وسليمًا، ومحبًّا لكل الناس.

 

ربُّوا الناشئة على أن العبادة كما هي في المسجد فهي في البيت؛ حين تبَرَّ والديكَ، وتصل رحمك، وهي في الشارع حين تقضي مصالح الناس، وحاجاتهم، وحين تُلقي السلام على من عرفت ومن لم تعرف، وفي المكاتب ومقرات العمل حين يلتزم بالنظام والتعليمات واحترام الْمُراجِعين، وفي وسائل النقل والمركبات؛ حين توقِّر الكبير وترحم الصغير، وتعطف على ذي الحاجة، وتُعِين الملهوف، وتساعد العاجز، وفي الأسواق، حيث الوفاء بالمكاييل والموازين، وإعطاء كل ذي حق حقه، والبعد عن الغش والتدليس والأيمان الكاذبة، علموهم أن الله وحده هو الرقيب الحسيب على عباده، فليسوا هم بأوصياء على الناس؛ (مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ)[الْأَنْعَامِ: 52]، بيِّنُوا لهم أن من ضعف الخلق الاشتغال بعيوب الناس عن عيوب النفس، علموهم أن التسامح ليس ضَعفًا ولا هوانًا، بل هو قوة وشهامة وعزة، ربوهم على الاعتذار عن الأخطاء، والتماس الأعذار، علموهم أن الاعتذار شجاعة، والتماس الأعذار مروءة، علموهم ثقافة الاختلاف في الرأي، وأن ما يقوله صواب يقبل الخطأ، وما يقوله صاحبُه خطأ يقبل الصواب، وأن ما يراه هو خطأ لا يراه غيره كذلك، بل إنه يراه عينَ الصواب، علِّموهم أن يَرْفُقوا بالعمال الكادحين الذين يسعون في رزقهم من الصباح الباكر، وعلِّموهم أن يَدْعُوا لهم برزق واسع، وعمل كريم، وأن ييسر الله أمورهم، ويبارك لهم في أرزاقهم، وليبادروا في عونهم، والتخفيف عنهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلًا، ربُّوهم حينما يرون مرضى أو يمرون بمستشفى أن يدعو الله بشفاء كل مريض، ورفع البلاء عن كل مبتلًى، وليواسوهم، فهذا من مكارم الأخلاق، كما أنه من أفضل العبادات.

 

ربُّوهم على طلاقة الوجه، والأمر بالمعروف، والعفو والجود، والصبر والرحمة والتودد ولين الجانب واحتمال الأذى، وإغاثة الملهوف، وإطعام الجائع، وكسوة العاري، والإنصاف، وقلة الخلاف ولطف الكلام، مع مَنْ عرفوا ومَنْ لم يعرفوا، ربُّوهم على احترام القريب والغريب، والأدب مع الصغير والكبير، والمشارَكة في الأحزان والأفراح، وحُسْن التعامل مع كل أحد، كائنًا مَنْ كان، وجِّهُوهم إلى أن يبادروا للمساعَدة في إحدى المشكلات والمؤازَرة عند حلول المحن، والملاطَفة في المعاملات، ربوهم على حفظ الوقت، وإتقان العمل، والحياء والعفة والاستقامة والفضيلة والحجاب، أعمال غير مكلِّفة، ولكنها أغلى من الذهب، أعمال يسيرة، ولكنها في الميزان ثقيلة، علِّموهم أن المرء يبلغ بحُسْن خلقه درجة الصائم القائم، كما صح في ذلك الحديث عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

 

وبعدُ عباد الله: فلا يستطيع مجتمع أن يعيش عيشة هنيئة ما لم تربط أفرادَه روابطُ متينةٌ من الأخلاق الكريمة، يقول الغزالي -رحمه الله-: "الألفة ثمرة حُسْن الخُلُق، والفرقة ثمرة سوء الخلق"، ويقول أبو حاتم: "حُسْن الخُلُق يذيب الخطايا، كما تذيب الشمس الجليد، وسوء الخلق يفسد العمل، كما يفسد الخلُّ العسلَ".

 

الأخلاق والقيم هي الرقيب الذي يدفع للعمل والشعور بالمسئولية، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)[فُصِّلَتْ: 34-36].

 

نفعني الله وإياكم بهدي كتابه، وبسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، ولسائر المسلمين، من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله، الحمد لله عمَّت رحمتُه، وتمَّت صدقًا وعدلًا كلمتُه، أحمده -سبحانه- وأشكره، توالت علينا نعمه، وتكاثرت نعمته، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، كلمة التوحيد، قامت عليها ملته، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله، عمَّت رسالتُه، وخُتمت النبوات بنبوته، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، هم عترته وعشيرته، والتابعين، ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليمًا كثيرًا، لا تحصى عدته ولا تنقضي مدته.

 

أيها المسلمون: لا يكون الظلم والتظالم ولا القتل والاستبداد إلا حين تُفقَد القيمُ، وحين تسود المصالح الضيقة، وتكون الأنانية هي الغالبة والحاكمة، كم من القتلى بسبب الأنانيات الباطلة، وكم من التدمير والتعسف بسبب الأهواء الطاغية، تذبل القيم، وتغيض الأخلاق إذا غاب التدين، وحينئذ فسوف ترى عقوق الوالدين وغشًّا وتضييعَ أوقات، ونبذ الحشمة والعفاف، سيِّئُ الخلقِ يعيش أزمةَ قيمٍ إيمانيةٍ لا قيمٍ ماديةٍ، إنه يعيش الفصلَ بين العلم والعمل، وبين الدين والعمل، وبين الإيمان والمبادئ، فاقد القيم متذبذب مشتَّت، (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمْ مَنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)[الْمُلْكِ: 22]، ألا فاتقوا الله -عباد الله-، واعلموا أن بقاء الأمم ببقاء أخلاقها، وذَهابها بذهاب أخلاقها، لم تذهب أمم ولم تدمر حضارة بسبب ذهاب ذكائها أو علومها أو قلة عددها، بل بذهاب الخصوصية الأخلاقية في الأمة؛ ومن ثَمَّ سيطرة أخلاق الأمة الغالبة.

 

هذا وصلوا وسلموا على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، نبيكم محمد رسول الله، فقد أمركم بذلك ربكم في محكم تنزيله أمرًا كريمًا، فقال وهو الصادق في قيله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك، نبينا محمد، الحبيب المصطفى، والنبي المجتبى، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وجودك وإحسانك وكرمك يا أكرم الأكرمين.

 

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واخذل الطغاة والملاحدة وسائر أعداء الملة والدين، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.

 

اللهم وفِّق إمامَنا ووليَّ أمرنا بتوفيقك، وأعزَّه بطاعتك، وأعلِ به كلمتَك، واجعله نصرة للإسلام والمسلمين، ووفقه وولي عهده وإخوانه وأعوانه لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى، اللهم وفِّق ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك، وبسنة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-، واجعلهم رحمة لعبادك المؤمنين، واجمع كلمتهم على الحق والهدى يا رب العالمين.

 

اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم احقن دماءهم، واجمع على الحق والهدى والسنة كلمتهم، اللهم وأبرم لأمة الإسلام أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة، ويهدى فيه أهل المعصية، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر، إنك على كل شيء قدير، اللهم عليك باليهود المغتصبين المحتلين، فإنهم لا يعجزونك، اللهم أنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم، اللهم إنا نسألك العافية من كل بلية، والشكر على العافية، اللهم إنا نستدفع بك كل مكروه، ونعوذ بك من شرهم، اللهم إنا نعوذ بك من البرص والجنون والجذام من سيئ الأسقام.

 

اللهم إنا نسألك اللطف فيما قضيت، والعون على ما أمضيت، ونستغفرك فيما تزل به القدم، أنت الثقة لمن توكل عليك، والعصمة لمن فوض أمره إليك، يا سامع كل شكوى، ويا رافع كل بلوى، أن تُلبِسنا لباس الستر والعافية والتقوى، واجعل جنة الفردوس لنا هي المأوى، اللهم سهِّل لنا الأسباب، ولا تُغلق أمامَنا الأبواب، ووفِّقنا للدعاء المستجاب، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارًا، فأرسل السماء علينا مدرارًا، واجعل ما أنزلته معونة لنا على طاعتك، وبلاغًا لنا إلى حين، اللهم غيثًا مغيثًا غدقًا سحًا، مجللًا تسقي به البلاد والعباد، وتجعله بلاغًا للحاضر والباد، اللهم إنا خلق من خلقك، ليس لنا غنى عن سقياكَ، اللهم فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك، (عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)[يُونُسَ: 85]، (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الْأَعْرَافِ: 23]، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصَّافَّاتِ: 180-182].

 

المرفقات

الأخلاق والقيم حصن الأمم

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات