عبادة الحمد وشكر النعم

سالم بن محمد الغيلي

2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/فضائل الحمد والشكر 2/أهمية الحمد وشكر النعم 3/من ثناء السلف وحمدهم لربهم 4/عبادة الحمد وثوابها العظيم 5/خطورة مقابلة نعم الله بالمعاصي والذنوب.

اقتباس

عبادة عظيمة لا تُصرف إلا لله، ولا يستحقها سواه، وليس لها أهل إلا هو، وهي عبادة الحمد، وهي الاعتراف بالفضل، الاعتراف بالمنعم وشكره، كلمة عظيمة تربط العبد بالمعبود، والمخلوق بالخالق، والفقير بالغني -سبحانه-، كلمة جليلة يقولها العبد في السرّاء والضرّاء، وفي الفقر والغِنى، وفي الصحة والمرض؛ فالحمد لله وحده...

الخطبة الأولى:

 

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدي الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله أشرف نبي وأعظم مرسل وخير قدوة، وأتقى الناس وأعبدهم لله صلى الله وسلم عليه ما بعدت عنا الشمس والسماء.

 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)[سورة آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[سورة النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا)[سورة الأحزاب:70].

 

عباد الله: عبادة عظيمة لا تُصرف إلا لله، ولا يستحقها سواه، وليس لها أهل إلا هو، وهي عبادة الحمد، وهي الاعتراف بالفضل، الاعتراف بالجميل، الاعتراف بالمنعم وشكره، كلمة عظيمة تربط العبد بالمعبود، والمخلوق بالخالق، والفقير بالغني -سبحانه-، كلمة جليلة يقولها العبد في السرّاء والضرّاء، وفي الفقر والغِنى، وفي الموت والحياة، وفي الصحة والمرض؛ فالحمد لله وحده؛ فهو من يستحق الحمد والثناء والمجد.

 

أوجدنا من عدم فله الحمد، وصبَّ علينا النعم فله الحمد، أنطقنا وأسمعنا وأبصرنا وحركنا وأغنانا، فله الحمد، آمنَّا في بلادنا، ودحر عدونا، ودافع عنا فله الحمد، هدانا للإسلام وضلَّ عنه غيرنا، وأنزل إلينا القرآن بلغتنا وبلساننا وبه هدانا، وأرسل إلينا خير رسله وأشرف أنبيائه ليس فضلاً فينا ولا مزية، ولكنه الحمد رب العالمين، يغفر الذنب ويتجاوز عن الخطأ، ويمهل العاصي، ويستر المذنب، ويقبل التائب، ويفرح بتوبته فله الحمد، علمنا وفهمنا وكسانا وأطعمنا وسقانا وأسكننا وأضحكنا وأبكانا فله الحمد.

 

أطعمنا وغيرنا جائع، وآمنَّا وغيرنا خائف، وعزَّنا وغيرنا ذليل، وحررنا وغيرنا أسير، وأعزنا وغيرنا مُهان؛ فله الحمد، لا الناس ولا النفس ولا الذكاء ولا الخبرة ولا القوة تستحق الحمد؛ فالحمد لله، حمد نفسه فقال -سبحانه-: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)[سورة الفاتحة:2-4]، الحمد لله ما فيه رب للعالمين إلا هو، الحمد لله لن يرحم العباد برهم وفاجرهم إلا هو، والحمد لله لن يفصل بين الخلائق يوم الدين إلا هو.

 

حمد الله نفسه -تعالى- فقال: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ)[سورة الأنعام:1]، وقال -تعالى-: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا)[سورة الكهف:1]، وقال: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ)[سورة سبأ:1]، وقال: (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ…)[سورة فاطر:1]، وقال: (وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ)[سورة الروم:18].

 

ثم تأملوا -عباد الله- في معاني تلك الآيات لو كان مع الله شريك في خلق السماوات والأرض، وخلق العباد ورزقهم ومحاسبتهم كيف كان الأمر؟! ولذلك يقول –سبحانه-: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا)[سورة الأنبياء:22]، ويقول -سبحانه-: (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ)[سورة المؤمنون:91]، فلله الحمد على وحدانيته وربوبيته وتفرده بالخلق، كل شيء في الكون من أنس وجن وحيوان ودابة وذرّة وجماد تحمد الله وتشكره وتسبحه، وإن من شيء يعني كل شيء في الوجود: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ)[سورة الإسراء: 44].

 

إنَّ النبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- كانَ إذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، قالَ: "اللَّهُمَّ رَبَّنَا لكَ الحَمْدُ، مِلْءُ السَّمَوَاتِ ومِلْءُ الأرْضِ، وما بيْنَهُمَا، ومِلْءُ ما شِئْتَ مِن شيءٍ بَعْدُ، أهْلَ الثَّنَاءِ والْمَجْدِ، لا مَانِعَ لِما أعْطَيْتَ، ولَا مُعْطِيَ لِما مَنَعْتَ، ولَا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ"(صحيح مسلم).

 

ونحن نحمد الله على كل حال؛ رزقنا بالولد قلنا الحمد لله، وقدّر عليه بالموت فمات، قلنا: الحمد لله، متعنا بعافيتنا وصحتنا قلنا الحمد لله، قدّر علينا الأمراض والآلام، قلنا: الحمد لله، تيسرت أمورنا، قلنا: الحمد لله، وإذا تعسرت؛ قلنا: الحمد لله، وفي صحيح البخاري كانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- إذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قالَ: "اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ أنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ لكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ الحَقُّ ووَعْدُكَ الحَقُّ، ولِقَاؤُكَ حَقٌّ، وقَوْلُكَ حَقٌّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والنَّبِيُّونَ حَقٌّ، ومُحَمَّدٌ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وبِكَ خَاصَمْتُ، وإلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ، وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ.." الحديث.

 

وروي عن نوح -عليه السلام- أنه ما لبس نوح جديدًا قطّ، ولا أكل طعامًا قطّ إلا حمد الله؛ فلذلك قال الله: (إِنَّهُ كانَ عَبْدًا شَكُورًا)[الإسراء:3](تفسير الطبري).

 

وكان الحسن البصري -رحمه الله- إذا جلس في مجلسه قال: "اللهم لك الحمد بما بسطت رزقنا، وأظهرت أمننا، وأحسنت معافاتنا، ومن كل ما سألناك من صالح أعطيتنا؛ فلك الحمد بالإسلام، ولك الحمد بالأهل والمال، ولك الحمد باليقين والمعافاة".

 

وهذا محارب بن دثار كان قاضيًا من قضاة الكوفة، يقول أحد جيرانه: كان إذا أظلم الليل ونامت العيون نسمع محارب بن دثار يقول: "أنا الصغير الذي ربيته فلك الحمد، أنا الضعيف الذي قويته فلك الحمد، أنا الفقير الذي أغنيته فلك الحمد، أنا الغريب الذي وصيته فلك الحمد، أنا الصعلوك الذي موّلته فلك الحمد، أنا العزب الذي زوَّجته فلك الحمد، أنا الساغب الذي أشبعته فلك الحمد، أنا العاري الذي كسوته فلك الحمد، أنا المسافر الذي صحبته فلك الحمد، أنا الغائب الذي رددته فلك الحمد، أنا الراجل الذي حملته فلك الحمد؛ أنا المريض الذي شفيته فلك الحمد، أنا السائل الذي أعطيته فلك الحمد، أنا الداعي الذي أجبته فلك الحمد ربنا حمدًا كثيرًا على حمدي لك".

 

فلنحمد الله يا عباد الله؛ فإن ما في أيدينا منه وما على ظهورنا من فضله، وما في جيوبنا من رزقه، احمدوا الله على كل حال، انسبوا الفضل إليه فهو أهل الثناء والمجد وأهل الشكر والحمد، وكلنا له عبدٌ.

 

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه حمدًا يليق بجلال ربنا وعظيم سلطانه.

 

عباد الله: عبادة الحمد ثوابها عند الله عظيم؛ إنها عبادة تنسب الفضل والخير والعطاء إلى صاحبه ومعطيه -سبحانه وتعالى-؛ ولذلك يقول -صلى الله عليه وسلم-: "الطُّهُورُ شَطْرُ الإيمانِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ المِيزانَ، وسُبْحانَ اللهِ والْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآنِ -أَوْ تَمْلأُ- ما بيْنَ السَّمَواتِ والأرْضِ.."(صحيح مسلم)، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: "كَلِمَتانِ خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ، ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ، حَبِيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ: سُبْحانَ اللَّهِ العَظِيمِ، سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ"(أخرجه البخاري ومسلم).

 

ويقولُ -صلى الله عليه وسلم-: "قالَ اللَّهُ -تَعالَى-: قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فإذا قالَ العَبْدُ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ)، قالَ اللَّهُ -تَعالَى-: حَمِدَنِي عَبْدِي، وإذا قالَ: (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)، قالَ اللَّهُ –تَعالَى-: أثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي" (صحيح مسلم).

 

ويقول -صلى الله عليه وسلم-: "من أكل طعامًا ثم قال: الحمدُ للهِ الذي أطعمَني هذا الطعامَ ورزقنِيهِ من غيرِ حولٍ مني ولا قوةٍ غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه وما تأخَّرَ، ومن لبِس ثوبًا فقال: الحمدُ للهِ الذي كساني هذا الثوبَ، ورزقنِيهِ من غيرِ حولٍ مني ولا قوةٍ غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه وما تأخَّرَ"(صحيح أبي داود للألباني).

 

وفي الحديث الحسن: "إذا ماتَ ولَدُ العبدِ قالَ اللَّهُ لملائِكتِهِ: قبضتم ولدَ عبدي؟ فيقولونَ: نعم، فيقولُ: قبضتُم ثمرةَ فؤادِهِ؟ فيقولونَ: نعم. فيقولُ: ماذا قالَ عبدي؟ فيقولونَ: حمِدَكَ واسترجعَ، فيقولُ اللَّهُ: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنَّةِ وسمُّوهُ بيتَ الحمْدِ"(صحيح الترمذي للألباني).

 

ويقول -صلى الله عليه وسلم-: "وأفضلُ الدعاءِ: الحمدُ للهِ"(صحيح الجامع للألباني)، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: "سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ، في يَومٍ مِئَةَ مَرَّةٍ، حُطَّتْ خَطاياهُ، وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ"(صحيح البخاري).

 

وكان -صلى الله عليه وسلم- يعلّم أصحابه، ويعلمنا كيف نحمد الله -تعالى-، ونعمر أوقاتنا بالحمد؛ فيقول -صلى الله عليه وسلم-: "مَن قالَ: لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، في يَومٍ مِئَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ له عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ له مِئَةُ حَسَنَةٍ وَمُحِيَتْ عنْه مِئَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ له حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ، يَومَهُ ذلكَ، حتَّى يُمْسِيَ وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ أَفْضَلَ ممَّا جَاءَ به إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِن ذلكَ، وَمَن قالَ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، في يَومٍ مِئَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ ولو كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ"(صحيح مسلم).

 

فاحمدوا الله على نعمه، احمدوه على فضله، احمدوه على وحدانيته وعظمته وجلاله، قيّدوا النعم بالحمد، أوصوا بالحمد شبابنا ليحمدوا الله على نعمة الشباب والصحة والعافية.. على نعمة السيارة والجوال، واللباس والمأكل والمشرب، حذروهم من كفر النعم، حذروهم من التهور والتفحيط والأغاني مزامير الشيطان وبريد الزنا، حذروهم من الشيلات التي تشبه الأغاني بطبولها ودفوفها ومزاميرها ومؤثراتها، الدّف يجوز للنساء فقط، أما الرجال فلا دفّ ولا طبل، فمن أين أتى بعض شبابنا -هداهم الله- بهذه البدعة المنكرة في الزواجات والمناسبات، وقد أفتى فيها جمع من أهل العلم بحرمتها؛ لما فيها من أصوات المعازف ومشابهتها، ولما فيها من الطبول والدفوف والمزامير….

 

وصلوا وسلموا...

 

المرفقات

عبادة الحمد وشكر النعم

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات