كونوا أنصار الله

أحمد بن عبد العزيز الشاوي

2022-10-11 - 1444/03/15
عناصر الخطبة
1/الغيرة على هذا الدين والإحساس بالمسؤولية 2/الوقوف مع الحق ومناصرة أهله 3/علامات ضعف الغيرة على الدين 4/الذنوب ليست عذرًا لترك نصرة الدين 5/مما يقوي الغيرة في قلب المسلم 6/كل مسلم بانتمائه للإسلام عامل للدين.

اقتباس

نريد أن يكون هَمّ هذا الدين يلاحق المرأة في بيتها، والرجل في متجره، والمعلم في فصله، والطالب مع زملائه، والموظف في دائرته، بل ويحمله الشابّ على الرصيف وفي مدرجات الملاعب. فلم تكن الخطيئة يوماً مهما عظمت حائلاً بين المسلم وبين أن يساهم في نصرة هذا الدين؛ فقد ذهب بعض الصحابة إلى غزوة أُحُد بعد ليلة من شرب الخمر...

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك القدوس السلام، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي المصطفى الإمام، عليه وعلى آله وصحبه من ربهم أزكى الصلوات والسلام.

 

أما بعد: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا)[الأحزاب:70]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ)[المائدة:54].

 

حدثنا كتاب الله أن الله أرسل لقرية ثلاثة من المرسلين -عليهم السلام- فجاء رجل يسعى يناصر ويعاضد، ويقول: (وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ)[يس:20-21].

 

وعلَّمنا كتاب الله أن الجن جاءوا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستمعون القرآن فلما قُضِي ولوا إلى قومهم منذرين؛ (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ)[الأحقاف:29].

 

تنقلنا الذاكرة إلى سوق بني قينقاع؛ حيث يعتدي يهودي على امرأة مسلمة، ويكشف عورتها، فتثور ثائرة مسلم، ويأبى الدنية في دينه، وينهض بكل عزة وإباء ويقتل ذلك اليهودي رغم أنه بين أهله وقومه.

 

إلى موقف شابّ لم تمنعه حداثة عهده بالزواج من الاستجابة لداعي الجهاد؛ فيخرج من زوجه وهو جُنُب ليلقى ربه شهيداً في أُحُد فيحظى بتغسيل ملائكة الرحمن له، ويلقب بغسيل الملائكة؛ إنه حنظلة بن أبي عامر.

 

إلى موقف امرأة مسلمة تشاهد استعدادات المسلمين وبذلهم بتجهيز جيش المسلمين في إحدى المعارك فلا تجد ما تساهم به إلا أن تقص شعرها، وتجعل منه ضفائر لخيل قائد الجيش.

 

إلى مجموعة من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دفعهم الحماس للدين إلى أن يأتوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسألونه أن يحملهم للجهاد، ولما لم يجدوا ما يحملهم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً ألا يجدوا ما ينفقون؛ (وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ)[التوبة:92].

 

إلى موقف عمير بن أبي وقاص وهو لم يبلغ الحُلُم يختفي في أُحُد خلف الرجال حتى لا يراه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيرده، ولما رآه -عليه السلام- وردّه جعل يبكي فأشفق عليه المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، وأذن له بالجهاد فعقد له أخوه سعد حمائل سيفه، فجعلت تخط في الأرض..

 

إلى عبدالله بن حذافة السهمي، وهو مأسور عند الروم فيجوع ويُعرض عليه الخمر ولحم الخنزير فيأبى، ويقول: "أما إني أعلم أنه قد حلت لي بالضرورة، ولكن كرهت أن أشمتكم بالإسلام". إن موقف هذا وذاك وتلك وأولئك ينطلق من شعور واحد هو الغيرة على هذا الدين والإحساس بالمسؤولية والحمية للمبادئ التي آمنوا بها.

 

إن الغيرة على دين الله من صفات المؤمنين الأعزاء؛ فهي من مقتضيات الإيمان تقوى بقوته وتضعف بضعفه، وتفقد الغيرة حيث لا يكون القلب مؤمنا، قال -صلى الله عليه وسلم-: "المؤمن يغار والله أشد غيرة...".

 

والغيرة هي التألم والغضب على حق يُهَان ويُقهر، أو باطل يحمى وينصر، وينتج عن هذا التألم والغضب مساندة الحق ومقاومة الباطل ودحره.

 

إن من الغيرة على دين الله الوقوف مع الحق ومناصرة أهل الحق والخير ومناوأة الباطل ومقاومة المبطلين والمفسدين مهما كانوا ولوا كانوا أولي قربى.

 

الغيرة على دين الله تتمثل فيمن ينظر إلى الدليل ويصدع بالحق ولو كره المنافقون.

الغيرة على دين الله تكون بالمساهمة في نشره والدعوة إليه، والجهاد في سبيله بكل ممكن ومتاح.

 

إن من الغيرة على دين الله: تشجيع كل مجالات الخير وسبل الدعوة، فحضور المحاضرات الدعوية، وورود الدروس العلمية، والكتابة في الصحف والمجلات والمواقع دفاعاً عن الإسلام ومبادئه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ كل ذلك يُعدّ صورة من صور الغيرة على دين الله.

 

الاعتزاز بالدين والافتخار بالانتساب إليه، والتمسك بشعائره الظاهرة والباطنة والتفاعل مع قضايا المسلمين وآلامهم وآمالهم، والمساهمة في التخفيف عن محنهم وكروبهم مظهر من مظاهر الغيرة.

 

عباد الله: إن ضعف الغيرة على الدين أو فقدها نقيصة تنزل بصاحبها إلى الحضيض.

ألا وإن من علامات فَقْد الغيرة الهم والحزن لعلو الحق والمسرة لانخفاضه والتوجع لفوات الباطل والفرح بحصوله وإدراكه.

 

ومن علامات فقد الغيرة: الانقباض عند ذكر الصالحين وأحوالهم والاستئناس بموالاة الكافرين والثناء عليهم.

 

إن المسلم الغيور هو الذي لا يغريه طمع ولا يخيفه رهبة عن قول الحق؛ فيدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وينكر المنكر بحماس منضبط بضوابط الشرع.

 

إن الغيرة على دين الله يجب أن تكون هاجس كل واحد منّا، وهَمّاً يجري في عروق كل مسلم صغيراً كان أم كبيراً ذكراً أو أنثى، عالماً أو جاهلاً، صالحاً أو فاسقاً، فلا يجوز أن تكون الذنوب والخطايا حاجزاً وهمياً بين العبد وبين العمل الإيجابي لهذا الدين.

 

الغيرة على الدين والعمل للدين لا يحده مكان؛ فحتى السجين عليه كفل منه (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ * مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)[يوسف:39-40]، ولا يحدّه زمان دون الأجل (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)[الحجر:99]، (أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)[البقرة:133].

 

نريد أن يكون هَمّ هذا الدين يلاحق المرأة في بيتها، والرجل في متجره، والمعلم في فصله، والطالب مع زملائه، والموظف في دائرته، بل ويحمله الشابّ على الرصيف وفي مدرجات الملاعب. فلم تكن الخطيئة يوماً مهما عظمت حائلاً بين المسلم وبين أن يساهم في نصرة هذا الدين؛ فقد ذهب بعض الصحابة إلى غزوة أُحُد بعد ليلة من شرب الخمر؛ كما في صحيح البخاري أنه "اصطبح ناس الخمر يوم أُحُد ثم قتلوا شهداء".

 

وفي قصة أبي محجن الثقفي لنا عبرة وعظة؛ فقد كان يشرب الخمر ويُجْلَد عليها، وفي القادسية شربها فعاقبه سعد بأن أخرجه من القتال وكبَّله بالقيود، ولما اشتد القتال وحمي الوطيس، وانكشف المسلمون أخذت أبا محجن الغيرة للدين والحمية لأهله فطلب من زوجة سعد أن تفكّ قيده وتعطيه خيل سعد على أن يعود بعد المعركة إلى قيده وأنشد في توسل قائلاً:

كفى حزناً أن تلتقي الخيل بالقنا *** وأترك مشدوداً عليَّ وثاقيا

إذا قمت عنَّاني الحديد وغلقت *** مصارع دوني قد تصم المناديا

وقد كنت ذا مال كثير وإخوة *** فقد تركوني واحداً لا أخا ليا

أريني سلاحي لا أبا لك إنني  *** أرى الحرب لا تزداد إلا تماديا

ولله عهد لا أخيس بعهده *** لئن أفرجت ألا أزور الحوانيا

فرحمته امرأة سعد وأعطته خيل سعد فشق الصفوف وجندل الأعداء وأبلى بلاء حسناً في المعركة.

 

وكعب بن مالك -رضي الله عنه- رغم وقوعه في ذنب عظيم، وهو التخلُّف عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فإن ذلك لم يمنعه من الاعتزاز بدينه والتمسك به أمام إغراء ملك غسان. فلا تجعل -يا أخي- من ذنوبك عذراً وهمياً في التخلّي عن الحماس لدينك وعقيدتك.

 

إن أقوى الناس ديناً أعظمهم غيرة على حرمات الله وحدوده؛ فمُحِبّ الله ورسوله يغار لله ورسوله على قدر محبته وإجلاله، وإذا خلا قلبه من الغيرة لله ورسوله فهو من المحبة أخلى، وإن زعم أنه من المحبين فكيف يصح لعبدٍ أن يدّعي محبة الله وهو لا يغار لمحارمه إذا انتُهكت ولا لحقوقه إذا ضُيِّعت.

 

وإذا ترحلت هذه الغيرة من القلب ترحلت منه المحبة، بل ترحل منه الدين، وإن بقيت فيه آثاره.. فأين موقفك -أيها المسلم- من بين أولئك الغيورين على حرمات الله وحدوده إذا انتهكت أو فرط فيها المفرطون.

 

فاملؤوا قلوبكم عباد الله بالغيرة على دين الله؛ فالغيرة من الإيمان، وكونوا أنصار الله، والله متم نوره ولو كره الكافرون، وأستغفر الله لي ولكم...

 

 

الخطبة الثانية:

 

أيها المسلم: إن مما يقوي الغيرة في قلبك أن تستشعر المسؤولية وجسامتها، وتقدّر الخطر الداهم على أمتك وتستشعر استمرارية دعاة الباطل في إشاعة باطلهم (وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا)[النساء:27]، (وَانْطَلَقَ المَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آَلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ)[ص:6]، (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ)[الأنفال:36]؛ فأنت ترى أصحاب الملل الباطلة والنِّحَل الضالة والأفكار العفنة يبذلون كل غالٍ ورخيص دفاعاً عن باطلهم ونشراً لمبادئهم دون انتظار لجزاء دنيوي.

 

فما بالنا معشر المسلمين يجلس الواحد منا شبعان متكئاً على أريكته إذا طلب منه نصرة دين الحق أو كُلّف بأبسط المهام أو عُوتِب لاستغراقه في اللهو والترفيه؛ انطلق كالسهم مردداً "يا حنظلة ساعة وساعة".

 

فلنستثر الشعور بالاستحياء من الله -جل جلاله- في قلوبنا حين نرى من لا خلاق لهم عند الله يكدحون ويضحون لنصرة باطلهم ويوفون مع إمامهم إبليس بالعهد الذي قطعه على نفسه (فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ)[ص:82]، في حين يتباطأ كثير من المسلمين عن نصرة دين الحق مع أنهم عاهدوا الله على الانقياد لشرعه (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)[المائدة:7].

 

وأخيرًا: ونحن نؤمن أن العمل للدين ليس مصنفًا إلى شرائح وفئات. فكل مسلم بانتمائه للإسلام عامل للدين، مهما كان عليه، ومهما كان فيه من خطأ، ومهما اعتراه من تقصير فإن القلب ليسعد وإن النفس لتطرب لمشاهد فئة من المسلمين ترى في مظاهرهم أمارات التقصير ولم تتجمل وجوههم بالشعرات، لكن قلوبهم تجملت بصدق الإحساس والشعور وصدق الحب لهذا الدين.

 

إن من هؤلاء المقصرين مَن يتقد غيرة على دين الله، ويلتهب حماسة لنصرة عباد الله.

ألا وإن منهم من يبذل ماله في سبيل الله، وتراه مسارعًا إلى طاعة الله، ألا تلتفت يوماً في صلاة الفجر لترى نماذج منهم، وفي الوقت ذاته لا نرى رجالاً كنا نعدهم من الأخيار. أو ما رأيت شباباً يرفعون صوت الغناء، فإذا ما وجهت إليهم مجرد نظرات في الغالب أغلقوه فكيف لو أسديت لهم نصحاً وذكرتهم بالله ولقيتهم بوجه طلق وبسمة صدق.

 

لقد رأينا شباباً لا ينبئ ظاهرهم عن التزام، فإذا ذُكر الله في مجلس أسفر عن قلوب شفافة رقيقة قد علاها مسحة من غبار الشهوات.

 

ولقد رأينا شباباً ظواهرهم تبعث على اليأس والإحباط، قصات غربية، وأشكال غريبة، وثياب ضيّقة، فإذا حانت الصلاة رأيتهم يقفون عند المساجد ويركعون مع الراكعين.

 

لقد رأينا في زمن الوهن والسكوت على المنكرات من مرآهم لا يسر، لكنهم إيجابيون غيارى نطقوا بالحق أمرًا بمعروف ونهيًا عن منكر وردًّا على مفسد ونشرًا لفضيلة ودفاعًا عن صالح ومصلح وصلاح موقنين أن خطاياهم ليست مبررًا للتقصير في العمل للدين وأنه ما كان لهم أن يضيفوا إلى ذنوبهم ذنب التقصير في العمل للدين ما داموا قادرين.

 

إن الخطايا ليست عذراً للتحلل من الولاء للدين، ولا من العمل له ولا من نصرته ولا من الغيرة عليه، ولولا ذلك لما انتصر للدين منتصر ولا قام به قائم.

 

إن العمل للدين ليس وظيفة تصدر برقم وتاريخ ولكنه صدر بمرسوم رباني كريم نصه (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)[النحل:125].

 

إن العمل للدين ينبغي أن يبقى ظاهرًا في حياتنا تراه. في شاب يدرس حلقة أو يحضر درسًا أو ينفق لله وقتًا ومالاً. تراه في شاب غير متدين مظهرًا يبلغ كلمة، وينشر مقطعًا، وينكر منكرًا ويشيع معروفًا ويرد باطلاً. تراه في مسلم يعبّر عن غيرته على الدين بدعائه ودعوته واعتزازه وثباته، تراه هنا وهنا وهناك.

 

إن العمل للدين أمر لا نستخفي به ولا نتستر عليه، بل ينبغي أن تبقى ساحتنا ساحة فوارة بالعمل الضخم للدين تراه في كل فلتة وفي كلّ لفتة، تراه في برنامج كلّ شابّ. تراه في برنامج كلّ مسلم ومسلمة فلا تحقرن عملاً، فميزان الله بمثاقيل الذرات، ومن حمل هَمّ الدين لم تعجزه الوسيلة وإن تصدقوا الله يصدقكم، وإن تتولوا يستبدل قومًا غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم...

 

وصلوا وسلموا..

 

المرفقات

كونوا أنصار الله

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات