نعوذ بالله من المأثم والمغرم

الشيخ خالد القرعاوي

2022-10-11 - 1444/03/15
عناصر الخطبة
1/الدَّين هم بالليل ومذلة بالنهار 2/ الدَّين يؤثر على الايمان والأخلاق 3/الحث على المبادرة في قضاء الدَّين وخطر المماطلة 4/الدَّين يحبس صاحبه عن دخول الجنة 5/ تذكير المدين بفضل الدائن وإحسانه إليه

اقتباس

يا عبدَ اللهِ: إنَّكَ لَنْ تَزَالَ كَريِمَاً صَدِيقَاً، مُحتَرَمَاً مُكَرَّمَاً، مَا دُمْتَ غَنِيَّاً عَمَّا فِي أَيدِي النَّاسِ، وَصَدَقَ مَنْ قَالَ: مَنْ احْتَجْتَ إليهِ هُنتَ عليه. انظر إلى مَنْ تُمَلِّكُهُ أَمرَكَ فإنْ اضْطَرَّتَكَ الظُّرُوفُ وَاحْتَجْتَ دَيْناً فَاخْتَرْ مَن هُوَ كَريمُ النَّفْسِ غيرُ مَنَّانٍ، يَحتَسِبُ الأَجرَ والجَزَاءَ مِن المَلِكِ الدَّيانِ، وَلا تَنْسَ أَنَّ أَطْوَلَ آيةٍ فِي القُرَآنِ هِيَ آيَةُ الدَّينِ. وَقَد...

الخطبة الأولى:

 

إِنَّ الْحَمْدَ لله نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِيْنُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوْذُ باللهِ مِنْ شُرُوْرِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ الله فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ. أَشْهَدُ أَن لا إله إلا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُوْلُهُ، صلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عليهِ وَعلى آلِهِ وَأصْحَابِهِ وَأتْبَاعِهِ بِإحْسَانٍ إلى يَومِ الدِّينِ.

 

أَمَّا بَعْدُ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)[آل عمران: 102].

 

عِبَادَ اللهِ: نَقِفُ اليومَ مَعَ رَجُلٍ باتَ يَتَقلَّبُ على فِرَاشِهِ طَوَالَ اللِّيلِ، قد علاهُ الهمُّ والغَمُّ، وَحَاصَرَتْهُ الأَفْكَارُ، فَهو مُكتَئِبٌ مُحْتَارٌ، يَشْعُرُ دَومَاً أنَّ عَلَيهِ مِن النَّاسِ رَقِيبٌ، إذا وعدَ أَخْلَفَ وإذا حدَّثَ فَهُوَ عِنْدَ النَّاسِ كَذَّابٌ، لَعَلَّكُمْ عَرَفْتُمُوهُ؟!

 

نَعَمْ إنَّهُ صَاحِبُ الدَّينِ، وَقَدْ يَكْثُرُونَ فِي زَمَنِنَا مَعَ تَقَلُّبَاتِ الأوضَاعِ الاقْتِصَادِيَّةِ، وَكَثْرَةِ النَّفَقَاتِ، وَإيقَافِ الخَدَمَاتِ، وَلَقَدْ نَصَحَ رَسُولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- لَنَا حِينَ قَالَ: "لا تُخِيفُوا أَنفُسَكُم بَعدَ أَمنِهَا" قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قال: "الدَّينُ"، ولذلكَ  كانَ رَسُولُنا -صلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- كثيراً ما يَتَعَوَّذُ من الدَّينِ، قَالَ أَنَسٌ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: "كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ"(وضَلعُ الدَّينِ هو شِدَّتُه وثِقلُهُ)..

 

عِبَادَ اللهِ: نَعْلَمُ يَقِينَاً أنَّ كُلَّ أحَدٍ قَدْ يَمُرُّ عليهِ أزَمَاتٌ يحْتَاجُ بِسبَبِهَا أنْ يَسْتَدِينَ؛ لَكِنَّ مِنْ غَيرِ المَقْبُولِ ولا المَعْقُولِ أنْ يَكُونَ سَبَبُ الدَّينِ تَرْمِيمُ مَنْزِلٍ، أو شِرَاءُ سيَّارَةٍ بِأغْلى الأثْمَانِ، أو لأجْلٍ سَفَرٍ وَتَجَوُّلٍ بينَ البُلْدَانِ!

 

ألا تَعْلَمُونَ -يا رَعَاكُمُ اللهُ- أنَّ الدَّينَ يُؤثِّرُ على إيمَانِ الرَّجُلِ وَصَدْقِهِ؟

لَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ- يَدْعُو فِي صَلاَتِهِ فَيَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ" فَقَالَ رَجُلٌ: مَا أَكْثَرَ مَا تَسْتَعِيذُ مِنَ الْمَغْرَمِ؟! أيْ: من الدَّيْنِ، فَقَالَ: "إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَرِمَ حَدَّثَ فَكَذَبَ، وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ".

 

يا عبدَ اللهِ: إنَّكَ لَنْ تَزَالَ كَريِمَاً صَدِيقَاً، مُحتَرَمَاً مُكَرَّمَاً، مَا دُمْتَ غَنِيَّاً عَمَّا فِي أَيدِي النَّاسِ، وَصَدَقَ مَنْ قَالَ: مَنْ احْتَجْتَ إليهِ هُنتَ عليه!

 

فانظرْ إلى مَنْ تُمَلِّكُهُ أَمرَكَ؛ فإنْ اضْطَرَّتَكَ الظُّرُوفُ وَاحْتَجْتَ دَيْناً فَاخْتَرْ مَن هُوَ كَريمُ النَّفْسِ غيرُ مَنَّانٍ، يَحتَسِبُ الأَجرَ والجَزَاءَ مِن المَلِكِ الدَّيانِ، وَلا تَنْسَ أَنَّ أَطْوَلَ آيةٍ فِي القُرَآنِ هِيَ آيَةُ الدَّينِ، التي قَالَ عَنْهَا الشَّيخُ السَّعْدِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ-: "وَقَد اشْتَمَلَتْ آيَةُ الدَّينِ على أَحكَامٍ عَظِيمَةٍ جَلِيلةِ المَنْفَعَةِ وَالمِقْدَارِ؛ فَمِنْهَا: الأَمْرُ بِكِتَابَةِ جَمِيعِ عُقُودِ المُدَايَنَاتِ لِشِدَّةِ الحَاجَةِ إلى كِتَابَتِهَا، وَبِدُونِها يَدْخُلُ الغَلَطُ وَالنِّسْيَانُ وَالمُنَازَعاتُ وَالمُشَاجَرَاتُ، وَهَذا شَرٌّ عَظِيمٌ".

 

أيُّها الأخُ الكَرِيمُ: تَعَجَّلْ فِي سَدادِ دَينِكَ ولو كَانَ دَينَاً قَليلاً؛ فِي يَومٍ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- يُذَكِّرُ أصْحَابَهُ فِي فَضْلِ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَأنَّهُ مِنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ، فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ تُكَفَّرُ عَنِّي خَطَايَايَ؟ قَالَ: "نَعَمْ، إِنْ قُتِلْتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأَنْتَ صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ مُقْبِلٌ غَيْرُ مُدْبِرٍ، إِلَّا الدَّيْنَ؛ فَإِنَّ جِبْرِيلَ -عَلَيْهِ السَّلَامَ- قَالَ لِي ذَلِكَ".

 

أيُّها الأكَارِمْ: هَلْ تَتَصَوَّرُونَ أنَّ رَسُولَ اللهِ وَهُو الرَّحِيمُ بِأُمَّتِهِ، المُحِبُّ لِصَحَابَتِهِ، يَمْتَنِعُ مِن الصَّلاةِ على أَحَدِ أصْحَابهِ؟ هَلْ هُوَ سَارِقٌ؟ أمْ هُوَ زَانٍ؟

لا.

أتَدْرُونَ؟ استَمِعُوا إلى جَابِرٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَهُوَ يَقُولُ: "تُوُفِّيَ رَجُلٌ فَغَسَّلْنَاهُ، وَحَنَّطْنَاهُ، وَكَفَّنَّاهُ، ثُمَّ أَتَيْنَا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي عَلَيْهِ، فَقُلْنَا: تُصَلِّي عَلَيْهِ، فَخَطَا خُطًى، ثُمَّ قَالَ: "أَعَلَيْهِ دَيْنٌ؟" قُلْنَا: دِينَارَانِ، فَانْصَرَفَ، يعني تَرَكَ الصَّلاةَ عليه! فَتَحَمَّلَهُمَا أَبُو قَتَادَةَ، فَقَالَ: الدِّينَارَانِ عَلَيَّ يا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ-: "أُحِقَّ الْغَرِيمُ، وَبَرِئَ مِنْهُمَا الْمَيِّتُ؟" قَالَ: نَعَمْ، فَصَلَّى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ بَعْدَ يَوْمٍ: "مَا فَعَلَ الدِّينَارَانِ؟" قَالَ: إِنَّمَا مَاتَ أَمْسِ، فَعَادَ إِلَيْهِ مِنْ الْغَدِ فَقَالَ: لَقَدْ قَضَيْتُهُمَا يا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "الْآنَ بَرَدَتْ عَلَيْهِ جِلْدُهُ".

 

يا اللهُ! فَيَا وَيْلَ مَنْ يُمَاطِلُونَ ولا يُوفُونُ!

يَا ويلَ مَنْ يَخْفُرُونَ العَهْدَ والوَعْدَ والمِيثَاقَ وَهُمْ يَستَطِيعُونَ!

فَاللهمَّ إنَّا نَعُوذُ بِكَ مِن غَلَبَةِ الدَّينِ قَهْرِ الرِّجَالِ.

اللهمَّ سَلامَاً سَلامَاً، اجْعَلْ قُبُورَنا عَلينَا بَرْدَاً وَسَلامَاً.

باركَ اللهُ لَنا في القرآنِ العظيمِ، ونفعنا بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيمِ.

أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ العظيمَ الجليلَ لي ولكم ولسائرِ المسلمينَ من كلِ ذنبٍ فاستغفروه؛ إنه هو الغفورُ الرحيمُ.

 

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحَمْدُ للهِ وَحْدَهُ أَشْهَدُ ان لا إلهَ الَّا اللهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ المُلكُ ولهُ الحَمدُ وَهُوَ على كُلِّ شيءٍ قديرٌ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُ اللهِ ورَسُولُهُ البَشِيرُ النَّذِيرُ، صلَّى اللهُ وسلَّمَ وبارَكَ عليهِ وعلى آلِهِ وَأَصحَابهِ وَمَنْ اهتدى بهمْ إلى يَومِ المَصِيرِ.

 

أَمَّا بَعد: فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ-، وَأَدْرِكُوا حَجْمَ المَسؤُولِيَّةِ المُلْقَاةِ عَلَى عَاتِقِكُمْ، تُجَاهَ حُقُوقِ إخْوَانِكُمْ، وَاعْلَمُوا (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ)[التغابن: 15].

 

عِبَادَ اللهِ: يَومُ القِيامةِ لا دُخولَ لِلجَنَّةِ ولا فِدَاءَ حَتَّى تُسدَّدَ حُقُوقُ الغُرَمَاءِ؛ صَلَّى النَّبِيُّ -صلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ- يَومَاً الْفَجْرَ بِأصْحَابِهِ فَقَالَ: "هَاهُنَا مِنْ بَنِي فُلَانٍ أَحَدٌ؟" قَالَها مَرَّتَينِ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا يا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ: "إِنَّ صَاحِبَكُمْ مَحْبُوسٌ عَنِ الْجَنَّةِ بِدَيْنِهِ، فَإِنْ شِئْتُمْ فَافْدُوهُ، وَإِنْ شِئْتُمْ فَأَسْلِمُوهُ".

 

سُبْحَانَ اللهِ! مَحْبُوسٌ عَنِ الْجَنَّةِ بِدَيْنِهِ! أيُّ تَهْدِيدٍ لِمَنْ يَتَهَاونُونَ وَيَكْذِبُونَ ولا يُوفُونَ!

 

أيُّها الأَخُ المَدِينُ: إنِّي واللهِ لَكَ مُحِبٌّ وَنَاصِحٌ وَعَليكَ مُشْفِقٌ وَخَائِفٌ! وَإنِّي مُبَشِّرُكَ بِبِشَارَةِ رَسُولِ اللهِ لَكَ، وَوَعْدِهِ لَكَ! بِشَرْطٍ: إنْ صَدَقَتْ نِيَّتُكَ، وَحَسُنَ مَقْصِدُكَ.

 

استَمِعْ لِقَولِ مَنْ لا يَنْطِقُ عَنْ الهَوى -عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-: "مَنْ أَخَذَ أمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أدَاءَهَا أدَّى اللهُ عنهُ، ومَنْ أخَذَ يُرِيدُ إتْلافَها أتْلَفَهُ اللهُ!" فَقُلْ لي باللهِ عليكَ مِنْ أيِّ الفَريقَينِ أنتَ؟

 

أيُّها الأَخُ المَدِينُ: نُذَكِّرُكَ أن لا تَنْسَ فَضْلَ مَنْ أَحْسَنَ إليكَ وَأَقْرَضَكَ، أَتَذْكُرُ حِينَ جِئتَهَ مَدِينَاً حَزِينَاً مَهْمُومَاً مَغْمُومَاً، تَشْكُو إليهِ حَالَكَ، وَتُثْنِيِ عَلَيهِ وَتَمْدَحُهُ، وَتَدْعُو لَهُ، وَتَعدِهُ بِسُرْعَةِ الوَفَاءِ، وتُشهدُ على ذَلِكَ مَنْ فِي السَّماءِ؟ فَمَا حَالُكَ مَعَهُ بَعْدَ مَا أخَذْتَ منهُ مَا تُرِيدُ، وَحَانَ وَقْتُ الوَفَاءِ والتَّسْدِيدِ؟ فهلْ اتَّقَيتَ اللهَ فيهِ واجْتَهَدتَّ في ذلِكَ؟ فَكُنْ مِنْ: (الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ)[الرعد: 20].

 

اعتذر له عن التَّأْخِيرِ، وابعثْ إليه بالمعاذيرِ، أجِبْ على اتصالاتِهِ، وَأَعْطِه مَا تيَّسرَ، وَإنْ كَانَ دَخْلُكَ قَليلاً. وإيَّاكَ وَنُكْرَانَ الجَمِيلِ، فَهَذِهِ صِفَةُ الُّلؤمَاءِ، وَحَاشَاكَ أنْ تَكُونَ مِنْهُمْ! وَإيَّاكَ ونيَّةَ السُّوءِ والخِدَاعِ! فَأنَا أَعْلَمُ يَقِينَاً أنَّكَ لاَ تَرْضَى أنْ تُوصَفَ بِالسَّارِقِ بَينَ النَّاسِ! بَلى، فَإنَّ نَبِيَّنَا -صلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- وَصَفَ مَنْ هَذِهِ حَالُهُ بِذلِكَ، فَقَالَ: "وَمَنِ ادَّانَ دَيْنًا وَهُوَ يَنْوِي أَنْ لَا يُؤَدِّيَهُ إِلَى صَاحِبِهِ فَهُوَ سَارِقٌ".

 

أيُّها الأَخُ المَدَينُ: تَفَقَدْ حتى أَصْحَابَ الدُّيونِ القَلِيلَةِ وَلَو كَانَ صَاحِبَ بَقَالَةٍ أو مَحَلَّ خُضَارٍ، وَأُجْرَةَ عَامِلٍ، فَأعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، وَكُنْ كَمَا كَانَ نَبِيَّنَا -صلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ- كَرِيمَاً حَالَ الوفَاءِ.

 

أيُّها الأَخُ المَدَينُ: سَجِّلْ كُلَّ دُيُونَكَ وَلو كَانَتْ قَلِيلَةً، وَأَشْهِدْ عَلى ذَلِكَ، فَهَذَا أَمْرُ اللهِ لَنَا.

 

فَالَّلهُمَّ لا تَجعلِ الدٌّنيا أكبرَ همِّنا، ولا مَبلَغَ عِلمِنا، ولا إلى النَّارِ مَصِيرَنَا.

الَّلهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّن بَرَّ واتَّقى، وَصَدَّقَ بِالحُسْنَى فَيَسَّرتَهُ لليُسرَى.

 

اللَّهُمَّ وَبَارِكْ لَنَا في أَرزَاقِنَا يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.

 

اللهمَّ إنَّا نَعُوذُ بكَ مِنْ غَلبَةِ الدِّينِ وَقَهْرِ الرجَال.

 

(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[البقرة : 201].

 

(رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ)[آل عمران: 8].

 

(وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[العنكبوت: 45].

 

المرفقات

نعوذ بالله من المأثم والمغرم

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات