كيف تحذر غضب الله؟ (8) ترك الغضب

محمد بن إبراهيم النعيم

2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/الغضب جماع الشر كله 2/ماهية الغضب وخطره 3/تحذير النبي -صلى الله عليه وسلم- من الغضب 4/بعض فوائد وثمرات كف النفس عن الغضب 5/وسائل الوقاية من الغضب

اقتباس

الغضب مدخل من مداخل الشيطان الكبرى، فلربما خرج الغضبان تحت تأثير غضبه الشديد عن هدي الإسلام، فمعظم جرائم القتل سببها الغضب، ومعظم قضايا الطلاق وتشتت أفراد الأسرة سببها الغضب، ومعظم قضايا العقوق وقطيعة الرحم سببها الغضب، فالغضب جماع الشر، والتحرز منه...

الخطبة الأولى:

 

الْغَضَبُ جَمْرَةٌ تُوقَدُ في جَوْفِ ابن آدَمَ، وتشتعل في قلبه، وقد تهلكه وتورده المهالك إذا لم يملك نفسه.

 

والغضب مدخل من مداخل الشيطان الكبرى فلربما خرج الغضبان تحت تأثير غضبه الشديد عن هدي الإسلام، فمعظم جرائم القتل سببها الغضب، ومعظم قضايا الطلاق وتشتت أفراد الأسرة سببها الغضب، ومعظم قضايا العقوق وقطيعة الرحم سببها الغضب، فالغضب جماع الشر، والتحرز منه جماع الخير.

 

فما هو الغضب؟ وما خطره؟ وما ثواب من يملك نفسه عند الغضب؟ وكيف نعالج الغضب؟

 

هذا ما سيتم طرحه في هذه الخطبة -بإذن الله-.

 

فالغضب هو غليان دم القلب وثوران في النفس يحملها على الرغبة في البطش والانتقام، وينشأ من ذلك كثير من الأفعال المحرمة؛ كالقتل والضرب، وأنواع الظلم والعدوان، وكثير من الأقوال المحرمة؛ كالقذف والسب والفحش.

 

فالغضب نزعة من نزعات الشيطان، ومفتاح لكل شر.

 

وإذا تأملتم في أحوال المطلِقين وجدتم أن أعدادا كبيرة منهم يطلِّق، ثم يذهب يطوف على العلماء يبحث عن ما يعيد إليه زوجته، ويتحجج بأنه كان غضبان.

 

وإذا رأيتم المحتجزين في أقسام الشرطة بسبب مضاربات ومشاجرات ومخاصمات وسألتموهم ما الذي حملكم على ذلك؟ لقالوا: حملنا عليه الغضب.

 

قرأت في أحد الصحف بأن خلافا دب بين زوجين فاستشاط الزوج غضبا فطعن زوجته عدة طعنات.

 

وقرأت عن شابين اختلفا على موقف سيارة، فاستشاط أحدهما غضبا وظن أن ذلك تعديا على كرامته فأطلق النار على الآخر فأرداه قتيلا، فأصبح المقتول في قبره والقاتل في زنزانته ينتظر القصاص بسبب غضب طائش ثمرته موقف سيارة.

 

ولا يستغرب ذلك في أي زمان، فقد جيء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- برجل قتل آخر، فسأله النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أَقَتَلْتَهُ؟" فقال: نعم قَتَلْتَهُ، قال: "كَيْفَ قَتَلْتَهُ؟" قال: كُنْتُ أَنَا وَهُوَ نَخْتَبِطُ مِنْ شَجَرَةٍ، فَسَبَّنِي فَأَغْضَبَنِي، فَضَرَبْتُهُ بِالْفَأْسِ عَلَى قَرْنِهِ فَقَتَلْتُهُ"(رواه مسلم).

 

أعرفتم خطورة الغضب؟

لذلك فإن الغضب جماع كل شر، والحذر منه جماع كل خير، جاء رجل مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي؟ قَالَ: "لا تَغْضَبْ" قَالَ: قَالَ الرَّجُلُ: فَفَكَّرْتُ حِينَ قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم  ما قَالَ، فَإِذَا الْغَضَبُ يَجْمَعُ الشَّرَّ كُلَّهُ"(رواه أحمد).

 

اعلموا -أيها الإخوة- أن الإنسان الغضوب قد يفسد عيشه بسبب كثرة غضبه على أتفه الأسباب، فبعضهم إذا استبطأ طعامه وشرابه؛ استشاط غضبا وشتم وقذف، وهدد بالطلاق، فيضيق به ذرعا أهله والمقربون منه؛ ولا يحسون بالأمن أثناء وجوده بينهم، ومن كان هذا طبعه فسَيَمَلُّه عامة الناس، قيل لعبد الله بن المبارك -رحمه الله-: "اجمع لنا حسن الخلق في كلمة؟ قال: ترك الغضب".

 

وَمَنْ تَأَمَّلَ كثرة مَفَاسِد الغضب عَرَفَ مِقْدَار مَا اِشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ وصية النبي   الجامعة مِنْ قَوْله: "لا تَغْضَب" مِنْ الْحِكْمَة وَاسْتِجْلاب الْمَصْلَحَة فِي دَرْء الْمَفْسَدَة مِمَّا يَتَعَذَّر ذكره وإِحْصَاؤُهُ.

 

وكلنا يعلم بأن الغضب سببٌ لكثير من أمراض العصر المزمنة كالضغط والسكر وأمراض القلب وغيرها.

 

أيها الإخوة في الله: لعل سؤالا يتبادر إلى ذهن كل سامع وهو ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تغضب؟" فهل مراده أن لا يقع منك الغضب البته؟ أم مراده اجتنب أسباب الغضب، أم مراده لا تنفذ الغضب إذا وقع منك؟

فأما على المعنى الأول فيصعب ضبطه؛ لأن كل إنسان جُبل على الغضب ولكن بدرجات متفاوتة، قَالَ الْخَطَّابِيُّ مَعْنَى قَوْله: "لا تَغْضَب" اِجْتَنِبْ أَسْبَاب الْغَضَب وَلا تَتَعَرَّض لِمَا يَجْلِبهُ، وَأَمَّا نَفْس الْغَضَب فَلا يَتَأَتَّى النَّهْي عَنْهُ؛ لأَنَّهُ أَمْر طَبِيعِيّ لا يَزُول مِنْ الْجِبِلَّة" ا. هـ.

 

والمعنى الثاني لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تغضب" أي اجتنب أسباب الغضب، وهي أسباب كثيرة من أهمها: ترك الجدال والتعالي على الناس.

 

والمعنى الثالث لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تغضب" هو أن لا تَفْعَل مَا يَأْمُرك بِهِ الْغَضَب، أي اضبط نفسك عند وجود السبب حتى لا تغضب.

 

ولذلك يعتبر المرء قويا إذا كان يملك نفسه عند الغضب، فقد سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه ذات يوم فقال: "مَا تَعُدُّونَ الصُّرَعَةَ فِيكُمْ؟" قَالُوا: الَّذِي لا يَصْرَعُهُ الرِّجَالُ، قَالَ: "لا، وَلَكِنَّهُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ"(رواه مسلم).

ومر النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- بقومٍ يرفعون حجرًا، فقال: "ما يصنعُ هؤلاءِ؟" فقالوا: يرفعون حجرًا، يريدون الشِّدَّةَ، فقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "أفلا أَدُلُّكم على ما هو أشدُّ منه؟ الذي يملكُ نفسَه عند الغضبِ".

 

أتعلمون -يا عباد الله- أن أقرب ما يكون العبد من غضب الله -عز وجل- إذا لم يملك نفسه عند الغضب؟ فقد روى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو -رضي الله عنهما- أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَاذَا يُبَاعِدُنِي مِنْ غَضَبِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-؟ قَالَ: "لا تَغْضَبْ"(رواه أحمد)، فالذي يغضب يقع في غضب الله -عز وجل-، وتركه أحد الوسائل للنجاة من غضب الله.

 

إن الحياة اليومية لا تخلو من المشكلات التي تجعل الإنسان أحيانا ينفعل ويغضب، ونظرا لخطورة الغضب على حياة المسلم، عرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الأجور العظيمة لمن كف غضبه، فمن تأملها واستحضرها وآمن بها كانت عونا له في كف غضبه وكظم غيظه.

 

فمن كف غضبه بشره النبي -صلى الله عليه وسلم- بأجر عظيم يوم القيامة، فعَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَا مِنْ جُرْعَةٍ أَعْظَمُ أَجْرًا عِنْدَ اللَّهِ مِنْ جُرْعَةِ غَيْظٍ كَظَمَهَا عَبْدٌ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ"(رواه أحمد وابن ماجه).

 

ومن كف غضبه سيستر الله عورته، وسيملأ قلبه رجاء يوم القيامة، لما رواه عبد الله بن عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ، مَلأَ اللَّهُ قَلْبَهُ رِضىً يَوْمَ الْقِيَامَةِ"(رواه ابن أبي الدنيا).

وقال صلى الله عليه وسلم: "من كف غضبه كف الله عنه عذابه، ومن خزن لسانه ستر الله عورته، ومن اعتذر إلى الله قبل الله عذره"(رواه أبو يعلى).

 

ولذلك من ترك الغضب بشره النبي -صلى الله عليه وسلم- بدخول الجنة، حيث روى أبو الدرداء قال: قال رجل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: دلني على عمل يدخلني الجنة؟ قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تغضب ولك الجنة"(رواه الطبراني).

 

وفوق ذلك الثواب سيخير الله -عز وجل- من ترك الغضب من الحور العين ما شاء، حيث روى مُعَاذُ بنُ أنس –رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ، دَعَاهُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- عَلَى رُؤوسِ الْخَلائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ اللَّهُ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ مَا شَاءَ"( رواه الترمذي وأبو داود).

 

فهنيئاً لمن كظم غيظه، فقد قال تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)[آل عمران: 133-134].

 

أسأل الله -تعالى- أن يفقهنا في أمر ديننا، وأن يعصمنا من الزلل، ويوفقنا لصالح القول والعمل.

 

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم، الجليل لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله رب العالمين، أمر عباده بالتسلح بالعلم، والتخلق بخُلُق الحلم، والعيش في ظلال الأمن والسِلْم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الكبير المتعال، حثنا على حسن الأقوال والأفعال، ونهانا عن الغضب وسرعة الانفعال، وأشهد أن نبينا محمدًا عبدُ الله ورسوله، أكثر الناس صبرًا، وأوسعهم صدرًا، وأعظمهم حِلْمًا، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه وعلى كل من اهتدى بهديه، واستن بسنته إلى يوم الدين.

 

أما بعد: فإن الغضب خُلُق عدواني مدمّر، فغالب الشرور والفتن والثارات والأحقاد والشتم والضرب تأتي من الغضب.

 

فإذا استولى الغضب على الإنسان أفسد أخلاقه، وأذهب مهابته وحلاوته، وصار ممقوتاً مسخوطاً عليه، مغضوباً عليه من الله ثم من الناس.

 

أَلا إِنَّ خَيْرَ الناس مَنْ كَانَ بَطِيءَ الْغَضَبِ سَرِيعَ الرِّضَا، وَشَرَّ الناس مَنْ كَانَ سَرِيعَ الْغَضَبِ بَطِيءَ الرِّضَا، فقد جاء رجل إلى اِلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فقال: "أَخْبِرْنِي بِكَلِمَاتٍ أَعِيشُ بِهِنَّ وَلا تُكْثِرْ عَلَيَّ فَأَنْسَى؟ قَالَ: "اجْتَنِبْ الْغَضَبَ" ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: "اجْتَنِبْ الْغَضَبَ"(رواه أحمد).

ربما وقع في قلب هذا الصحابي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سيوصيه بكثرة صلاة، أو كثرة صدقة، أو نحو ذلك، فإذا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- يترك كل ذلك، ويقول له: "اجْتَنِبْ الْغَضَبَ"؛ لأنه يعلم أنه إذا غضب ربما قتل وطلق وأخذ المال وآذى الناس.

 

لقد أخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- بالعديد من طرق الوقاية من الغضب، ومتى ما عملنا بها أزلنا الغضب أو خففناه كي لا نخسر الثواب، والتي منها: أولا: إذا غضبت فاستعذ بالله من الشيطان، لقوله عز وجل: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)[الأعراف: 200].

 

ولقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا غضب الرجل فقال أعوذ بالله سكن غضبه".

 

وقد روى سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدٍ قَالَ: "كُنْتُ جَالِسًا مَعَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- وَرَجُلانِ يَسْتَبَّانِ فَأَحَدُهُمَا احْمَرَّ وَجْهُهُ وَانْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ  صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا ذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ، لَوْ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ ذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ"(متفق عليه).

 

ثانيا: إذا غضبت فاسكت ولا تتمادى في الكلام لقوله صلى الله عليه وسلم: "وَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْكُتْ"(رواه أحمد).

 

وهذا دواء عظيم للغضب؛ فالعاقل لا يتخذ قرارا عند الغضب؛ لأنه قد يصدر منه من القول ما يندم عليه في حال زوال غضبه، فالشيطان يريدك أن تغضب ليتكلم على لسانك، ويبطش بيدك، ويركل بقدمك، ولذلك نهي القاضي أن يحكم بين الناس وهو غضبان، قال صلى الله عليه وسلم: "لا يَقْضِي الْقَاضِي بَيْنَ اثْنَيْنِ وَهُوَ غَضْبَانُ"(رواه ابن ماجه).

 

ولقد كتب عمر بن عبد العزيز -رحمه الله تعالى- إلى عامل من عماله: "أن لا تعاقب عند غضبك، وإذا غضبت على رجل فاحبسه، فإذا سكن غضبك، فأخرجه، فعاقبه على قدر ذنبه".

 

ثالثا: إذا غضبت فاجلس إن كنت واقفا، أو اضطجع إن كنت جالسا، لأجل أن لا تكون متهيئًا للانتقام والسطوة، لقوله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ قَائِمٌ فَلْيَجْلِسْ، فَإِنْ ذَهَبَ عَنْهُ الْغَضَبُ وَإِلاَّ فَلْيَضْطَجِعْ"(رواه أحمد وأبو داود).

 

رابعا: غير المكان واذهب وتوضئ، لقوله صلى الله عليه وسلم: "إن الغضبَ من الشيطانِ، وإنَّ الشيطانَ خُلق من النارِ وإنما تطفأُ النارُ بالماءِ،  فإذا غضِب أحدُكم فليتوضَّأْ"(رواه أحمد وأبو داود، وحسنه ابن باز).

 

خامسا: استحضر الثواب الذي أعده الله -تعالى- لمن ملك نفسه عند الغضب، وقد ذكرت بعضه.

 

واعلموا -أيها الإخوة- أن الغضب منه الممدوح ومنه المذموم، فأما الممدوح، فهو الغضب حين تنتهك حرمات الله -عز وجل-، وقد كان النبي  -صلى الله عليه وسلم- لا يغضب لنفسه قط، فلم يغضب لأجل تأخر طعام أو عدم غسل ملابس، وإنما يغضب حين تنتهك حرمات الله.

 

فمن الغضب المحمود: الغضب لما يحدث للمسلمين من سفك للدماء، وانتهاك للأعراض، واستباحة للأموال، وتدمير للبلدان بلا حق.

 

اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا...

 

اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت...

 

اللهم أحينا على أحسن الأحوال التي ترضيك عنا...

 

اللهم ارزقنا الثبات حتى الممات...

 

اللهم أصلح لنا ديننا...

 

اللهم احفظ علينا أمننا واستقرارنا، وأصلح ولاة أمرنا...

 

المرفقات

كيف تحذر غضب الله؟ (8) ترك الغضب

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات