محاسبة النفس

سعد بن تركي الخثلان

2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/سرعة مرور الأيام والشهور والأعوام 2/الاتعاظ والاعتبار بمرور الأعوام 3/محاسبة المسلم لنفسه وفضل ذلك 4/أسباب وبواعث محاسبة النفس 5/بعض بدع ومخالفات الناس المتعلقة بنهاية العام الهجري

اقتباس

إن سرعة مرور أيام هذا العام وغيره من الأعوام لمؤذن بسرعة تصرم أيام العمر، وإن الإنسان ليعجب عندما يرى سرعة مرور الليالي والأيام لا سيما في زماننا هذا الذي قلَّت فيه بركة الوقت عند كثير من الناس، فما إن تشرق شمس يوم إلا وسرعان ما تغرب، وما إن...

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله (الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ)[يونس: 5].

والحمد لله (الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا)[الفرقان: 62].

والحمد لله منشئ الأيام والشهور: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ)[غافر: 19] أحمده تعالى وأشكره شكرا كما يحب ربنا ويرضى.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه، واتبع سنته إلى يوم الدين.

 

أما بعد:

 

فاتقوا الله -أيها المسلمون-، اتقوا الله حق التقوى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102].

 

عباد الله: هذه الجمعة هي آخر جمعة من هذا العام الهجري الذي تصرمت أيامه، ولم يبق منه سوى بضعة أيام.

 

وإن انقضاء عام من عمر الإنسان لجدير بأن يقف الإنسان مع نفسه وقفات وأن يحاسبها، ماذا قدم لغد؟ ماذا قدم لنفسه من زاد ليوم الحساب.

 

نعم -والله- عام أوشك على أن ينقضي، عام مضى من أعمارنا وهو شاهد لنا أو علينا أمام رب العالمين.

 

تبصروا في هذه الأيام والليالي فإنها مراحل تقطعونها إلى الدار الآخرة حتى تنتهوا إلى آخر سفركم، كل يوم يمر بالعبد فإنه يبعده من الدنيا، ويقربه من الآخرة.

 

كل شهر يستهله الإنسان فإنه يدنيه من أجله، ويقربه من آخرته، تمر شهور بعد الشهور والأعوام بعد الأعوام، هذا يوم تشرق شمسه، وذاك يوم تغرب شمسه، هذا شهر يدخل وذاك شهر يخرج، هذا عام يدخل، وذاك عام يخرج: (يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ)[النور: 44].

 

عباد الله: ألم تروا إلى هذه الشمس كل يوم تطلع من مشرقها وتغرب من مغربها، وفي ذلك أعظم الاعتبار، فإن طلوعها ثم غروبها إيذان بأن هذه الدنيا ليست بدار قرار، وإنما هي طلوع وغروب؟

 

ألم تروا إلى هذه الشهور تهل فيها الأهلة صغيرة كما يولد الأطفال ثم تنمو رويدا رويدا كما تنمو الأجسام حتى إذا تكامل نموها أخذت بالنقص والاضمحلال، وهكذا عمر الإنسان: (فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَارِ)[الحشر: 2]؟

 

ألم تروا إلى هذه الأعوام تتجدد عاما، بعد عام، فإذا دخل العام الجديد نظر الإنسان إلى آخره نظر البعيد، ثم إذا به تمر الأيام والليالي سراعا فينصرف ذلك العام كلمح البصر فإذا هو في آخر العام، وهكذا عمر الإنسان يتطلع الإنسان إلى آخره تطلع البعيد، فإذا به قد هجم عليه الموت بغتة: (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ)[ق:19].

 

وربما يُؤمِل الإنسان بطول العمر، ويتسلى بالأماني، فإذا بحبل الأمل قد انصرم، وببناء الأماني قد انهدم، وكل ما هو آت فهو قريب.

 

عباد الله: وإذا كان أرباب الأموال من الشركات والمؤسسات والمصارف، ورجال الأعمال وغيرهم يعملون تصفية لحساباتهم، ويعملون جردا لها في آخر كل عام مالي، وقوائم مالية، لكي ينظروا للطرق التي استفادوا منها، فيكثروا منها والطرق التي خسروا فيها فيجتنبوها.

 

فما أحرى المسلم أن يقف مع نفسه وهو في آخر العام في مناسبة مُضي عام من عمره وحياته أن يقف مع نفسه مذكرا لها، ومحاسبا لها بصدق وإخلاص، محاسبا لها قبل يوم الحساب، فإن من حاسب نفسه اليوم خف عليه الحساب يوم الحساب، ومن أهمل نفسه وتمنى على الله الأماني ثقل عليه الحساب يوم الحساب.

 

عباد الله: أرأيتم سرعة مرور هذا العام مر علينا سريعا، ومضى جميعا، وسيكون شاهدا لنا أو علينا أمام ربنا -عز وجل-؟ فلنحاسب أنفسنا عما أودعنا في هذا العام من الأعمال، بل فيما أودعنا فيما مضى من العمر من أعمال، ولننظر ماذا قدمنا لغد.

 

إن سرعة مرور أيام هذا العام وغيره من الأعوام لمؤذن بسرعة تصرم أيام العمر، وإن الإنسان ليعجب عندما يرى سرعة مرور الليالي والأيام لا سيما في زماننا هذا الذي قلَّت فيه بركة الوقت عند كثير من الناس، فما إن تشرق شمس يوم إلا وسرعان ما تغرب، وما إن يرخي الليل سدوله بظلامه إلا وسرعان ما ينفلق الفجر، وإن كل يوم يمضي من عمر الإنسان يقربه من الموت ويبعده عن الدنيا، يقربه من الدار الآخرة ويبعده عن الدنيا، قال الحسن -رحمه الله-: "ابن آدم إنما أنت أيام كلما مضى يوم مضى بعضك".

 

ويقول: "ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي مناد: يا ابن آدم! أنا يوم جديد، وعلى عملك شهيد، فتزود مني فإني لا أعود أبدا إلى يوم القيامة".

 

عباد الله: إن هذا العام الهجري الذي قد أوشك على الانقضاء أُحصيت فيه جميع أعمالنا، وأُحصيت فيه جميع أقوالنا وأفعالنا وحركاتنا وسكناتنا، حصرها ملائكة كرام كاتبون: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)[ق: 18].

 

ألا ليت شعري ماذا أودعنا فيه من أعمال؟! ماذا أودعنا في هذا العام الذي تصرمت أيامه وما بقي منه إلا القليل؟ ماذا أودعنا فيه من أعمال من تعب في البر؟ فإن البر يبقى والتعب قد زال، ومن التذ من آثام فإن اللذة قد زالت، وبقيت الآثام، عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: "ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه، قرب به أجلي، ولم يزدد به عملي".

 

عباد الله: وكلنا موقنون بأن هذه الدنيا دار ممر وعبور، وأنه لن يخلد فيها أحد: (وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ * كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)[الأنبياء: 34 - 35].

 

كلنا موقن بالموت وما بعده، كل منا قد غيب عنه أجله فلا يدري متى يبغته الموت، نرى الموت يتخطف الناس من حولنا من غير أن يفرق بين صحيح ومريض، وصغير وكبير، ورئيس ومرؤوس، لكنها الغفلة، الغفلة التي تجعل الإنسان يعيش في هذه الدنيا، وكأنه سيخلد فيها أبدا.

 

أجل بخاطرك على ما مضى من عمرك من السنين كيف تراها الآن، هل ترى أنها مرت مرورا سريعا؟

 

وأجل بخاطرك وتخيل حالك بعد مائة عام من الآن ما حالنا وما مصيرنا، وهل يهمنا في ذلك الحين شيء من متاع الدنيا؟

 

إن مثل هذا التفكر والاعتبار ينفع النفس كثيرا، فقد كان النبي -صلى الله عليه سلم- يستخدم هذا الأسلوب في وعظ أصحابه، كان يقول لهم: "أرأيتكم بعد مائة عام من الآن لا يبقى على ظهر الأرض أحد مما هو موجود منها الآن"(البخاري: 531، مسلم: 6642).

 

فبمثل هذا التفكر وهذا النظر يرى الإنسان، يرى حقيقة الدنيا يرى الدنيا على حقيقتها وأنها لا تستحق من الإنسان كل هذا العناء وكل هذا الشقاء وكل هذا النصب، وأنها دار ممر وعبور وأننا في رحلة سفر إلى الدار الآخرة دار الجزاء والحساب.

 

عباد الله: إن الشهور والأعوام والليالي والأيام مواقيت الأعمال، ومقادير الآجال، تنقضي جميعا وتمضي سريعا، والليل والنهار يتعاقبان لا يفتران، ومطيتان تقربان كل بعيد وتدنيان كل جديد، والسعيد لا يركن إلى الخدع ولا يغتر بالطمع، فكم من مستقبل يوما لا يستكمله، وكم من مؤمل لغد لا يدركه: (وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)[المنافقون: 11].

 

هذا عام من أعمارنا قد تصرمت أيامه، ولم يبق منه إلا القليل إيذانا بأن هذه الدنيا ليست بدار قرار، وأن ما بعدها من دار إما الجنة أو النار، فاحذروا من الاغترار بالدنيا، كم من مغتر بها قد صرعته؟ عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: "أخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمنكبي، فقال: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل"(البخاري: 6053).

 

وكان ابن عمر -رضي الله عنهما- يقول: "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك".

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ * فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَى سَعِيرًا * إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا * إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ * بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا)[الانشقاق: 6 - 15].

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

 

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله مقلب الليل والنهار، حكم بالفناء على أهل هذه الدار، وأخبر بأن الآخرة هي دار القرار، أحمده تعالى وأشكره.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ،صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليما كثيرا.

 

أما بعد:

 

فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

 

عباد الله: إن مرور عام من عمر الإنسان لجدير بأن يقف الإنسان مع نفسه وقفة صادقة، ويحاسبها يحاسبها، ماذا قدم لغد؟ يحاسبها ماذا قدم ليوم يجعل الولدان شيبا؟ يحاسبها عن تلك الساعات التي مضت من عمره والتي قد اقترب بها أجله ولم يزدد بها عمله، وقد طويت في صحائف عمله وهو مسؤول عنها ومحاسب عليها في: (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)[الشعراء: 88 - 89]؟

 

يحاسب نفسه اليوم قبل أن يحاسب في يوم لا ينفع فيه الندم، ولا تنفع فيها الحسرات، ولا ينفع فيه التأسف.

 

يحاسبها اليوم قبل أن يأتي اليوم الذي يقول فيه: (يَاحَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ *  أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)[الزمر: 55 - 56].

 

يحاسبها اليوم من قبل أن يأتيه يوم تشيب من أهواله الولدان: (تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا)[الحج: 2].

 

يحاسبها قبل يوم الفزع الأكبر، قبل يوم العرض الأكبر على الله -عز وجل-.

 

فمن كان عنده ضمير يقظ حي يدعوه للمحاسبة فهو على خير وإلى خير، وإنما تأتي المصيبة عندما تنعدم محاسبة النفس عند الإنسان، ويعيش في لهو وفي غفلة، حتى لا يستيقظ إلا بالموت، فهنا يندم الندم العظيم حين لا ينفع الندم.

 

عباد الله: جرت عادة بعض الناس في بعض البلدان الاحتفال برأس السنة الهجرية، وهذا لا أصل له، وإنما يفعله بعض المسلمين تشبها بالنصارى الذين يحتفلون برأس السنة الميلادية، والاحتفال المخصص بتعظيم زمن هو في معنى اتخاذه عيدا، وليس للمسلمين عيد سوى عيد الفطر وعيد الأضحى بالنسبة للعام، ويوم الجمعة بالنسبة للأسبوع، من اتخذ عيدا غير هذه الأعياد فإنه قد ابتدع بدعة في الدين، وخير الهدي هدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولم ينقل أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا صحابته ولا التابعون أنهم كانوا يحتفلون برأس السنة الهجرية، نقول هذا وإن كان الأمر -ولله الحمد- في هذه البلاد على السنة، ولا يحصل شيء من هذه البدع، ولكن مع هذا الانفتاح الذي يعيشه العالم اليوم وما يشاهده الناس عبر القنوات وعبر وسائل الاتصال، فإنه لا بد من التحذير من البدع، ولا بد من بيان بطلانها، وعدم موافقتها للشريعة.

 

ويشبه هذا من بعض الوجوه تخصيص آخر يوم من العام بالصيام، كأن يقول: اختم عامك الهجري بالصيام أو بعبادة من العبادات.

 

كل هذا لا أصل له، وهذا من البدع الإضافية.

 

نعم محاسبة النفس مطلوبة في جميع الأحوال، وتتأكد عند تغير الأحوال كما في نهاية اليوم، كما أثر ذلك عن الصحابة -رضي الله عنهم- أنهم يحاسبون أنفسهم عند نهاية كل يوم، وكذلك أيضا عند نهاية كل شهر، وعند نهاية كل عام، وعند توالي وتجدد المواسم، ونحو ذلك.

 

 

وتتأكد المحاسبة للنفس وإن كانت مطلوبة في كل وقت كما أمر بها ربنا -عز وجل- في قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)[الحشر: 18].

 

اللهم بارك لنا في أعمارنا، اللهم بارك لنا في أعمارنا، اللهم بارك لنا في أعمارنا، اللهم بارك لنا في أوقاتنا، اللهم ويسر لنا اليسرى، وجنبنا العسرى.

 

اللهم استعملنا في طاعتك، وأعنا على شكرك وعلى ذكرك، وعلى حسن عبادتك.

اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا.

 

اللهم وفقنا لتدارك ما تبقى من أعمارنا فيما يرضيك يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام.

 

اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، وأحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي دنيا وعذاب الآخرة.

 

اللهم أدم علينا نعمة الأمن والاستقرار والرخاء، ورغد العيش والوحدة، واجتماع الكلمة، واجعلها عونا لنا على طاعتك ومرضاتك.

 

اللهم اجعلنا لنعمك وآلائك شاكرين.

 

اللهم أعنا على شكرك وعلى ذكرك، وعلى حسن عبادتك، يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام.

 

اللهم إنا نعوذ بك من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن.

 

اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان.

 

اللهم انصر إخواننا المسلمين المستضعفين، اللهم يا نصير المستضعفين، ويا مجير المستجيرين، انصرهم بنصرك يا قوي يا عزيز، وارحمهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

اللهم انصر المجاهدين في سبيلك الذين يجاهدون لإعلاء كلمتك ودينك.

 

اللهم انصر جنودنا المرابطين على الحدود، اللهم سدد رميهم، اللهم انصرهم بنصرك يا قوي يا عزيز، واخز الحوثيين ومن شايعهم، وسائر الطغاة والكفار والملحدين يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام.

 

اللهم وفق إمامنا وولي أمرنا لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، وارزقه البطانة الصالحة الناصحة التي تدله على الحق وتعينه عليه، يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام.

 

اللهم وفق ولاة أمور المسلمين لتحكيم شرعك، والعمل بكتابك، وسنة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-، واجعلهم رحمة لرعاياهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام.

 

(رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ)[آل عمران: 8].

 

اللهم صل على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

 

المرفقات

محاسبة النفس

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات