حاجتنا للرجولة

عبد المحسن بن عبد الرحمن القاضي

2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/مكانة الرجولة الحقة وأهميتها 2/حقيقة الرجولة الحقة 3/نماذج لرجال اتصفوا بالرجولة الحقة 4/كيفية تنمية عوامل الرجولة في مجتمعاتنا

اقتباس

الحضارات والأمم تقوم برجالٍ بمعنى كلمة الرجولة ذوي عزيمة قويّة وفكر وإرادة، ووجودهُم عزيزٌ في دنيا الناس، قال -صلى الله عليه وسلم-: "الناسُ كإبلٍ مائة، لا تكاد تجد فيها راحلة". الرجلُ الكفء الصالح عِمادُ الرِسالاتِ والأوطان، وروحُ النهضة ومِحورُ الإصلاح! مهما ملكت من سلاحٍ وثروةٍ وعشيرةٍ وتعليمٍ وإعلامٍ فلَنْ يقوم إلا بِرجالٍ أَكفاءَ قائمين عليها...

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

 

أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله-.

 

الحضارات والأمم تقوم برجالٍ بمعنى كلمة الرجولة ذوي عزيمة قويّة وفكر وإرادة، ووجودهُم عزيزٌ في دنيا الناس، قال -صلى الله عليه وسلم-: "الناسُ كإبلٍ مائة، لا تكاد تجد فيها راحلة"(رواه البخاري).

 

الرجلُ الكفء الصالح عِمادُ الرِسالاتِ والأوطان، وروحُ النهضة ومِحورُ الإصلاح! مهما ملكت من سلاحٍ وثروةٍ وعشيرةٍ وتعليمٍ وإعلامٍ فلَنْ يقوم إلا بِرجالٍ أَكفاءَ قائمين عليها، وقلوبِ أقوياءَ تنهضُ بها، ونزاهةٍ وإخلاصٍ تبدأُ منها؛ فالرجال ليسوا عدداً وإنما قلوب وهمم؛ فرجلٌ ذو همة يُحيي أُمة.. يُعدُّ بألفٍ من رجالِ زمانهِ لكنَّه في الألمعيِّةِ واحدُ.

 

حاصر خالد بن الوليد -رضي الله عنه- (الحيرة) فطلبَ من أبي بَكرٍ مَدداً، فأرسل إليه رجلاً واحداً!! هو القعقاعُ بن عمرو التميمي وقال: "لا يُهزمُ جيشٌ فيهِ مِثله"، وقال: "لصوتُ القَعقَاعِ في الجيشِ خيرٌ من ألفِ مُقاتل!".

 

وعمرو بن العاص -رضي الله عنه- طلب من الخليفة مَدداً لفتحِ مِصرَ فكتبَ لهِ.. "أَمددتُكَ بأَربَعَةِ رِجَالٍ.. رَجلٌ مِنهم مقامَ الألف: الزبير بن العوام، والمقداد بن عمرو، وعُبادة بن الصامت، ومَسلَمةُ بن مخلد".

 

ودعوته -صلى الله عليه وسلم- أن يُعزَّ الإسلام بأحد رجلين، عمرو بن هشام أو عمرَ بن الخطاب (أخرجه الترمذي).. أسلم عمر فاستعزّ الإسلام.

 

أيها الأحبة: ما أكثر الذكور حين تعدّهم لكن الرجولةَ فيهم قليل؛ فالرجولة ليست لمن طَرَّ شاربه، ونَبتت لحيته من بني الإنسان، وليست بتقدم العمر؛ فما أكثرهم إذن! فهي تُكتسبُ في الصغر قولٌ وعملٌ وتفكيرٌ وخلقٌ.

 

مرَّ عمر على صبيانٍ يلعبونَ فهرولوا وبقي عبد الله بن الزبير، فسألهُ: لِمَ لَمْ تهرب؟ فقال: يا أَميرَ المؤمنينَ لم أقترف ذنباً فأخافُك، ولم تَكن الطريقُ ضَيقةً فأوسعها لك!

 

ودَخلَ غُلامٌ صغير على هشام بن عبد الملك ليتحدث، فقال له: ليتقدّم من هو أكبر منك، فقال: يا أميرَ المؤمنينَ، لو كان التَقدُمِ بالسِنِ لكانَ في الأُمةِ من هو أولى منك بالخلافة!

 

الرجولةُ ليست بسطةَ الجسم وطولَ القامة، وقوةَ البنية وأجسامَ البغالِ وأحلامَ العصافير، قال -صلى الله عليه وسلم-: "يأتي الرجلُ العظيم السَمينُ يوم القيامةِ فلا يزنُ عندَ اللهِ جناحَ بعوضة" وقال: "اقرءوا (فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَزْناً)[الكهف:105]"(متفق عليه).

 

ولما ضحك البعض من دقة ساقي عبدِالله بن مسعود -رضي الله عنه- قال -صلى الله عليه وسلم-: "أتضحكون من دقة ساقيه؟ والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من جبل أحد".

 

تقييّمُ الرجولةِ اليوم بالمادةِ والمظهرِ والحجم والمنصب!! فهي ليست مالاً ولا عضلات؛ٍ بل قوةٌ تحملُ صاحبَها على معالي الأمور، وتبعدهُ عن سَفَاسِفها، يكون كبيراً في صِغرهِ، غنيَّاً في فقره، قويَّاً في ضعفه، يُعطيَ قبلَ أن يأخذ، ويؤدِّي واجبهَ قبل أن يَطلبَ حقه.. يعرفُ حقَّ ربِّه ودينه وبيته ووطنه وأُمته. يسارع ويُناقش ولا يختلفُ أو يُصادم؛ فالرجولةُ قوةُ أخلاقٍ مع عقلٍ ودينٍ يضبطها..

 

وهي مطلبٌ لأصحابِ الهمم الجادة؛ ليسموا بصفاتها، وإذا فُقدت منهم صاروا أشباه رجالٍ غِثاءٌ كَغثاءِ السيل.. تُرسَّخ بِعقيدةٍ قوية، وتُهذَّب بِتَربيةٍ صَحيحة، وتُنمَّى بقدوةٍ حَسنة..

 

لكن ميزانُ الرجولة اختل عند بعض الناس؛ لتكونَ بكثرةِ مالٍ وجمالِ مظهرٍ ولذلك رأينا اليوم ذكوراً يسموْن رجالاً لكنهم بمظاهرهم وأخلاقهم يخالفونها، فإذا رأيت لباسهم فتشبّهٌ وعُرِيٌّ وتقليدٌ للغير بسراويلهم والأوشمة، وكذلك قصّات بالرؤوس والألبسة تراه ذكراً لا يَغيرُ على امرأته وأخته يُظهرها كاسيةً عاريةً متبذّلةً.. لا يعرفُ موازين الرجال ولا إكرامهم ولا ضيافتهم ولا حماية مجتمعه ووطنه من الخلل فهل هذا رجل؟!

 

الرجولة -إخوتي- ميزانها العملُ والخُلق، مَرَّ غنيٌّ ذو أُبَّهةٍ على الصحابة فقال -صلى الله عليه وسلم-: "ما تقولونَ في هذا؟" قالوا: حَريٌ إن خطبَ أن يُنكح، وإن شَفعَ أن يُشفَّع، وإن قالَ أن يُسمع. فمرَّ فقيرٌ فسألهم عنه، فقالوا: حريٌ إن خطب ألّا يُنكح، وإن شَفِعَ ألا يُشفَّع، وإن قالَ ألاَّ يُسمع، فقال -عليه الصلاة والسلام-: "والله إن هذا خيرٌ مِن ملءِ الأرضِ مِثلَ ذاك" -أي الفقير- (أخرجه البخاري).

 

أيها الأحبة: كم تُؤلمنا كلمة نسمعها ممن عرف الإسلام فقال: "يا له من دين لو كان له رجال"! مليار ونصف مسلمون يُحسَبونَ عليه، لكنَهُم "غثاءٌ كغثاء السيل"؛ لا يقيمون مشروعاً ولا نظاماً، ولا يحمونَ ضعيفاً، وليس لهم كلمةٌ موحدة بينهم! أَهمّتُهُم أَنفُسُهُم، وحَكمَتُهُم شَهواتُهم، وسيَّرتُهم مصالحُهُم؛ فلا وثقوا بأَنفُسِهم، ولا اعتمدوا على ربِهم! رجالٌ يَجمَعُهُم الطَمع، ويُفرقُهم الخوف والفزع إلا من رحم الله.. حتى الخطط حينما توضع فلا يوجد رجال لتنفيذها وحمايتها من الفشل والفساد..

 

وتفرح حين تجد رجلاً واحداً بمفرده حباهُ اللهُ مِن الخَصَائِصِ الإيمانيةِ والمواقفِ الرجُولِّيةِ التي يعملها بِمفردهِ؛ مثل ما جاء في القرآن الكريمِ في قصة موسى: (وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ)[غافر:28].

 

ورجلٌ واحد يجدِّدُ لهذه الأمة دينها بإحياء عقيدتها وحماية دينها ونصر ضعيفها فأبو بكر -رضي الله عنه- حمى الإسلام من تحريف المرتدين.. وعمر بن عبد العزيز أعاد أمجاد الخلافة.. وابنُ حنبل وقف ضد المُحرِّفين.. وصلاح الدين حرَّر فلسطين.. وابن تيمية وابن عبد الوهاب وغيرهم نهضوا بالعلم الصحيح وحررّوه.. وفي زمننا ابنُ سعدي بفهمه الرائع وعلمه الواثق جدّدَ وسطَ نجد.. ومحمد الغزالي في مصر قاوم الملحدين.. وابن باز رفع راية أهل السنة بخلقه وتعامله وعبد الرحمن السميط قدّم عملاً خيرياً جباراً أسلم به الملايين وغيرهم رجالٌ لا نعرفهم الله يعرفهم ويقدِّرُ أثرهم.. إنهم رجلٌ واحد نعم.. رجل واحد.. لكنهم دين وخلق وقيم وفكر صحيح وممارسة جادة أثمرت الكثير بتوفيق الله لهم.. وهذا ما نحتاجه اليوم..

 

عباد الله: إن المحافظة على الصلاة والعبادات رجولة (رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ)[النور:36-37]، وقوله: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)[الأحزاب:23].

 

الرُجُولةِ -يا شباب- ليست أن تكونَ إِمّعة تقلّد الناس بلا هدف، وإذا ولغ أصحابُك في مُستنقَعَاتِ السوءِ وتصرفات الفوضى سرت في رِكَابِهم؛ لتكون رَجُلاً كما يزعمون!!

 

الرجولة ليست شهوةً قريبةً، ولذةً محرمةً في ليلةٍ عابثةٍ!!

 

الرجولةُ ليست عبثَ سياراتٍ وجرأةٍ على مخالفات!!

 

الرجولة برجلٍ "قلبُه مُعلَّقٌ بالمساجد، ورجلٌ دعته امرأةٌ ذات منصبٍ وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تخفي يمينه، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه". هؤلاء يُدنيهم الرحمن، ويُظِلُهُم يومَ لا ظِلَّ إلا ظِله..

 

الرجولة في عفوٍ للإصلاح وليست في انتقام.. في صدقٍ ووفاءٍ وليست في غشٍ وخداعٍ..

 

الرجولة في هوايةٍ نافعةٍ وعملٍ جاد وليست في ضياع وقتٍ وبطالةٍ..

 

الرجولة في مظهرك ولباسك الذي يُمثل بلدك وقيمك؛ فقلمُ الأديب المحافظ تامُّ الرجولة؛ بشعْرٍ وأدبٍ يدعو للأخلاق، ويسمو بالمعاني؛ وليس بألفاظٍ خانعةٍ، وترانيم ساقطة ورواياتٍ فاضحةٍ..

 

الرجولةُ ليست بالتميّع واسترجال النساء، أو تقليد وتبعيّة وإلغاء القيم والهوِّية وانحرافِ الفِطر السويِّة والمجاهرةُ بالمنكر بلا رويّة..

 

أين الرجولة -يا شباب- فيمن يتمايل بجسمه ويُطيلُ شعرَه ويضعُ القلادةَ على رقبته ويتميّعُ بمشيته؛ تشبهاً بالنساء فقد "لَعَنَ الله المُتَشَبهِينَ مِنَ الرّجالِ بالنّسَاءِ" وقال: "أخرجوهم من بيوتكم" (رواه البخاري).

 

وإذا ضَمُرَت خصائصُ الرجولة حلَّ بالمجتمع العطب؛ تضيع القوامة وتضعف الغيرة، فتتسع رقعة الفساد الخلقي (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ)[النساء:34]؛ فالرجولة قوامة عادلة تكَفلُ للمرأةِ حقَّها وعيشَها بكرامة.. قوامةٌ قرَّرها الله أحكم الحاكمين ومن الجهل إلغاؤها؛ لكنها -أيضاً- ليست ظلماً وقسوةً وحيفاً وتسلّطاً وعضلاً للمرأة وحرمان، ولا يقدحُ في الرجولة أن يعينَ أهله ويخدم بيته؛ فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان في مهنة أهله ويخصفُ نعلَه ويرقعُ ثوبه ويحلب شاته، ويلاطف أهله فيسابق عائشة ويمازحها..

 

الرجولةُ إذن ليست عضلاتٌ أو فحولة؛ بل دينٌ وخلقٌ وفهمٌ وبطولة؛ فـ "ليس الشديد بالصُّرَعَة إنما الشديدُ الذي يملكُ نفسَه عند الغضب".

 

وأزمتنا اليوم أزمةُ رجولةٍ حقيقةٍ بأجسامٍ كبارٍ ومظاهرَ وفعالٍ؛ لكنها عقولٌ صغار.

 

ترى الرجل النحيف فتزدريه *** وفي أثوابه أسدٌ هصورُ

 

ويعجبك الطرير إذا تراه *** فيُخلف ظنَّك الرجلُ الطريرُ

 

فما عِظَمُ الرجال لهم بزين *** ولكن زينُهم كرمٌ وخِيرُ

 

وسائل التواصل بينت انحطاطاً واختلافاً، وإشاعةً واتهاماً، وتفاهةً أظهرت العوارَ! والناس يتابعونهم، وضعف دور المصلحين والمثقفين الجادين.. وتأثرت الأخلاق والشيم مع عالم المادة، وصرت بحاجة لُتذكِّر بسمات الرجولة، وتطالبَ أن يكونوا رجالا لا صغاراً؛ بل ذكوراً لا إناثاً بأشكالهم ولباسهم ومظاهرهم وأخلاقهم؛ فلقد باتت ملابس بعض شبابنا غريبة حتى بالمساجد!

 

ومهمٌ معرفةُ كيف ننمي عوامل الرجولة ونربيها في مجتمعاتنا ولدى أولادنا؛ بالدعاء أولاً، وأخيراً بصلاح أولادكم ثم بإعطائهم القدوة الحسنة في الدين والقيم فضعف القدوة أو غيابه مشكلة؛ فالولد سرُّ أبيه.

 

ابنِ فيه الرجولة منذ الصغر، خذه للمجامع العامة وأجلسه مع الكبار يزيد فهمه ويكبرُ عقله، ويُحاكي الكبار، حدّثهم عن تاريخ البطولات والقدوات؛ لتعظم الشجاعة في نفوسهم، علّمه الأدب مع الكبار والسلام عليهم، وإجلالَ ذي الشيبة، ولا تُنمي فيه احتقار الغير والتنابز بالألقاب والعصبية.. تلك أهمُّ صفات الرجولة

 

أعط الصغير قيمته ولا تهنْه.. أتي للنَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- بِقَدَحٍ فَشَرِبَ مِنْهُ، وَعَنْ يَمِينِهِ غُلامٌ أَصْغَرُ الْقَوْمِ، وَالأَشْيَاخُ عَنْ يَسَارهِ فَقَالَ: "يَا غُلامُ أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ الأشْيَاخَ؟" قَال: "مَا كُنْتُ لأوثِرَ بِفَضْلِي مِنْكَ أَحَدًا يَا رَسُولَ اللَّهِ فلم يرفض وأعطاه"(رواه البخاري).

 

علموهم الرياضات الرجولية؛ كالرماية والسباحة وركوب الخيل، وجنبوهم رياضة التعصب وألعاباً الكترونية؛ لا تبني رجولة ولا حركة؛ وإنما إضعاف للبصر ونقص للعقل.

 

انتبهوا للباسهم وحركاتهم، واحذروا ما ينافي الرجولة والأخلاق.. شجّعهم على المشاركة بإعطائه قدره وأشعره بأهميته، واختر له أفضلَ الأسماء.. خذ برأيه وأعطه الجوَّ المناسبَ لعمره، وولّه مسئولياتٍ تناسبُ سنّه وقدراته؛ كالنفقة والأعمال البسيطة وعلمه كتمان السر، بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أَنساً إِلَى حَاجَةٍ، فَأَبْطَأْ عَلَى أُمِّه، فَلَمَّا جاء قَالَت: "مَا حَبَسَكَ؟ فقال: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّه لِحَاجَةٍ فأخبرها أنها سِرٌّ، قَالَتْ: لا تُحَدِّثَنَّ بِسِرِّ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَحَدًا"(رواه مسلم).

 

علموهم الجرأة في موضعها، وأبعدوهم عن مآسي الترف والدلال والكسل والبطالة والنعومة الزائدة.. جنبوهم مشاهد اللهو الباطل فهي تنفي الرجولة، واقترب -أيها الأب- من ولدك، واعرف همومه وشجونه، وعلمه الرجولة والشهامة.

 

اللهم اهد شبابنا وارزقهم محاسن الأخلاق وجنبهم سيئها، واجعلهم هداةً مهتدين صالحين مصلحين غير ضالين ولا مضلين ولا خزايا أو نادمين.

 

أقول ما تسمعون..

المرفقات

حاجتنا للرجولة

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات