عناصر الخطبة
1/ تأملات في كمال وجلال وعظمة رب العالمين 2/ كلمات في الثناء على الله وتعظيمه 3/ الثقة واليقين برب العالمين 4/ أإله مع الله؟ تساؤلات وإجابات 5/ وجوب محبة الله وتعظيمه.اقتباس
إذا أُطيع شكر، وإذا عُصي تاب وغفر، وإذا دُعي أجاب، وإذا عُمل له أثاب، لا إله إلا هو سبحانه وبحمده، لا يحصي عدد نعمته العادون، ولا يؤدي حق شكره الشاكرون، ولا يبلغ مدى عظمته الواصفون بديع السماوات والأرض (فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ). الله! كلمة؛ فما أعذب الكلمة! الله اسم؛ ما أحسن الاسم! الله جلال؛ ما أجلّ الجلال! الله عظمة؛ فما أحقها من عظمة! الله كلمة حلوة في النطق، وعذبة في السمع، وحبيبة إلى القلب، وقريبة من النفس، وساكنة في الوجدان، ومنقوشة في الفؤاد، ومحفورة في الضمير ممتزجة بالدماء.
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
وأشهد أن محمداً عبدُ الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
إذا أُطيع شكر، وإذا عُصي تاب وغفر، وإذا دُعي أجاب، وإذا عُمل له أثاب، لا إله إلا هو سبحانه وبحمده، لا يحصي عدد نعمته العادون، ولا يؤدي حق شكره الشاكرون، ولا يبلغ مدى عظمته الواصفون بديع السماوات والأرض (فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ).
الله! كلمة؛ فما أعذب الكلمة! الله اسم؛ ما أحسن الاسم! الله جلال؛ ما أجلّ الجلال! الله عظمة؛ فما أحقها من عظمة! الله كلمة حلوة في النطق، وعذبة في السمع، وحبيبة إلى القلب، وقريبة من النفس، وساكنة في الوجدان، ومنقوشة في الفؤاد، ومحفورة في الضمير ممتزجة بالدماء.
الله باسمه نلجأ ونرجو، وبعظمته نسمو ونشدو، وبجلاله يزيد ذلك في قدرنا وأما في جلال الله فلا يزيد.
فما بلغ المهدون نحوك مدحة *** وإن أطنبوا إن الذي فيك أعظم
لك الحمد كل الحمد لا مبدأ *** ولا منتهى والله بالحمد أعلم
ثناؤنا عليه زلفى لنا لديه، وبوحنا بشيء من المكنون إنما نرجو به نجاة يوم لا ينفع مال ولا بنون.
إنه أحق من ذُكر، وأولى من شُكر؛ أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا له عبد.
له الحمد طوعًا، له الحمد فرضًا وثيقًا عميقًا سماءً وأرضًا، له الحمد صمتًا، له الحمد ذكرًا له الحمد خفقًا خفيفًا ونبضًا.
الله هو الواحد الأحد الصمد؛ خلق فسوى، وقدر فهدى، وأخرج المرعى فجعله غثاء أحوى.
الله رب السماوات والأرض ورب العرش العظيم؛ فالق الحب والنوى، منزل التوراة والإنجيل.
الله حبيب الطائعين، وملاذ الهاربين، وملتجأ الملتجئين، وأمان الخائفين، ومحب التوابين محب المتطهرين.
الله؛ إذا كان الحديث عن مالك الملك وعلام الغيب، فما أعظم الخطب! وما أجل الموقف! والفاني يبجل الباقي، والضعيف يثني على القوي، والمخلوق يمجد الخالق، والفقير يترنم بالغني، القلب لا كالقلوب سائر الأزمان واللسان لسان الذي أعهده الجنان؛ خفق وحب وانتشاء هدى.
عبارة تقصر وقوى تتقصف، والفكر يحار خشية وإجلال وحياء من الجبار.
أعلل قلبي بالغرام وأكتم، ولكن حالي عن هواه يترجم
وإن فاضي دمعي قلت جرح بمقلتي ولكن حالي لئلا يرى حال العزول فيفهم
فما أعظم الفاقة! وما أشد الحاجة! إذا ما يسكب في القلوب من عظمة علام الغياب سيما في مثل هذا الزمن.
الله في سلطانه متفرد نستمطر النعماء من ملكوته.
لماذا الله؟ لأن الله هو الله؛ لأن الله هو الصمد؛ لأن الله هو الأحد؛ لأن الله هو القهار هو الجبار هو العلام هو القيوم؛ لأن الله هو الرحيم هو الكريم هو السميع هو العليم.
شابت على الناس أعصار وأزمنة، ومالك الملك من في ملكه باقي.
لماذا الثناء وذكر الله؟ لأن في القلب شعثًا لا يلمه إلا الإقبال على الله، وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس بذكره، وفيه حزنًا لا يُذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلقًا لا يسكنه إلا الاجتماع عليه، والفرار منه إليه، وفيه نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى لقائه، وفيه فاقة لا تصدها إلا محبته.
فيا الله..
إليك وإلا لا تشد الركائب ***ومنك فإلا فالمؤمل خائب
وفيك وإلا فالغرام مضيع*** وعنك فإلا فالمحدث كاذب
وأسفاه إن انقضى العمر في ذهاب وأوبة لاستمطار مخلوق ضعيف ويترك رب مَن خلق.
وأسفاه إذا استجدي البشر وتُرك رب البشر..
وأسفاه إذا ضاع العمر وما عقد أحدنا عقد الصلح مع الله..
وأسفاه إذا ضاع العمر وكان علينا فيه ترة، نسينا الخالق وسعينا للمخلوق.
وأسفاه ينادينا الله كل ليلة في السماء الدنيا، ويسأل أسئلته فما من مجيب؟!
أتدري من نسيت؟ نسيت الباقي وذكرت الفاني، أتدري من هو الله؟ إنه الذي خلقك فهو يهديك، أتدري من هو الله؟ إنه الذي يطعمك ويسقيك، إنه الذي إذا مرضت فهو يشفيك إنه الذي يميتك فهو يحييك، إنه الذي تطمع أن يغفر لك خطيئتك يوم الدين.
أتدري من هو الله؟ هو الله هو الله هو المستعصم الملجأ، هو القيوم إن زاغت بنا في اليم أمواه، هو الأحد الذي ليست لعلاه أشباه.
إنه الله؛ فيا أيها الإنسان! مهلا ما الذي بالله -جل جلاله- أغراك؟!
إذا حلَّ الهم، وخيَّم الغم، واشتد الكرب، وعظم الخطب، وضاقت السبل، وبارت الحيل نادى المنادي يا الله يا الله! لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم؛ فيفرِّج الهمَّ وينفِّث الكرب ويذلِّل الصعب (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ) [الأنبياء:88].
إنه الله -جل جلاله-؛ فيا يا أيها الإنسان مهلاً ما الذي بالله جلاله أغراك؟!
إذا أجدبت الأرض، ومات الزرع، وجف الضرع، وذبلت الأزهار، وذوت الأشجار، وغار الماء، وقل الغذاء، واشتد البلاء؛ خرج المستغيثون بالشيوخ الرُّكع وبالأطفال الرُّضع وبالبهائم الرُّتع، فنادوا يا الله! يا الله! فينزل المطر وينهمر الغيث، وترتوي الأرض، (وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) [الحج: 5].
إنه الله -جل جلاله-؛ فيا أيها الإنسان مهلاً ما الذي بالله -جل جلاله- أغراك؟!
إذا اشتد المرض، وضعف الجسم، وشحب اللون، وقلت الحيلة، وضعفت الوسيلة، وعجز الطبيب، وحار المداوي، وجزعت النفوس، ورجفت اليد، واتجه العليل إلى العلي الجليل ونادى يا الله! يا الله! فتزلزل الداء ودبَّ الشفاء وسمع الدعاء (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ) [الأنبياء: 83- 84].
إنه الله -جل جلاله-.. فيا أيها الإنسان مهلا ما الذي بالله -جل جلاله- أغراك؟!
إذا انتقلت السفينة بعيدًا في البحر اللجي، وهبت الزوابع وتسابقت الرياح، وامتلأ الفضاء بالسحب، واكفهرت السماء، وأبرق البرق، وأرعد الرعد، وكانت ظلمات بعضها فوق بعض، ولعبت الأمواج بالسفينة، وبلغت القلوب الحناجر، وأشرفت على الغرق، وتربص الموت بالركاب اتجهت الأفئدة وجأرت الأصوات يا الله يا الله، فجاء عطفه وأشرق ضياؤه في الظلام الحالك فأزال المهالك.
(هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) [يونس: 22- 23].
إنه الله -جل جلاله-! فيا أيها الإنسان مهلا ما الذي بالله -جل جلاله- أغراك؟!
إذا اعترض الجنين في بطن أمه، وعسرت ولادته وصعبت وفادته، وأوشكت الأم على الهلاك، وأيقنت بالممات؛ لجأت إلى منفِّس الكربات، وقاضي الحاجات، ونادت يا الله! يا الله! فزال أنينها، وخرج جنيها، من ذلك الكاشف البلوى على امرأة ما بين موتتها إلا نداءات؟!
إنه الله -جل جلاله-! فيا أيها الإنسان مهلاً ما الذي بالله جل جلاك أغراك؟!
إذا انتهى رصيدك وجفت أياديك، وتلامست جيبك فما وجدت شيئًا، وأحاطت بك الظروف، وأحدقت الصروف وصرت أحوج إلى المال كحاجة البُهْم للماء والوسائط مرتخية ولا من مشفق أو معين تذكرت فإذا بك نسيت رب العالمين.
أنسيت رب العالمين، وملتجأ المساكين؟! فقلت له: يا الله! يا الله! فإذا بك لم تنهي دعوتك حتى أحسست أن بابًا قد فُتح لك، وأقبلت فتوحاتك مشفقة عليك فذهب حزنك، وجاش بشرك إن الذي يكشف البلوى هو الله.
إذا اكفهر الخَطْب بالصالحين، وضاقت الأرجاء بالمصلحين، وصارت عليهم أضيق من إبرة وأشد من معترك منية، وطافت بالإصلاح الظنون، وزلزل اليقين، فإذا بالله ينزل سكينته على المؤمنين، ويجلب الفرج فجرًا ويقلب الانكفاء نصرًا، من قالب المعادلات وساكب السكينات؟!
إنه الله -جل جلاله-.. فيا أيها الإنسان مهلا ما الذي بالله -جل جلاله- أغراك؟!
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) [فاطر:3].
أستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.. اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد: أي سكينة يشعر بها المؤمن حين يلجأ إلى ربه في ساعة العسرة ويوم الشدة؛ فيدعوه إنه الله -جل جلاله- سلوة الطائعين، وملاذ الهاربين وملجأ الخائفين.
قال أبوبكر الكتاني: "جرت مسألة بمكة أيام الموسم عن حبّ الله، فتكلم الشيوخ فيها، وكان الجنيد -رحمه الله تعالى- أصغرهم سنًّا، فقالوا: هات ما عندك يا عراقي؟ فأطرق رأسه ودمعت عيناه ثم قال: عبد ذاهب عن نفسه، متصل بذكر ربه، قائم بأداء حقوقه، ناظر إليه بقلبه، أحرق قلبَه أنوارُ هيبته، وصفا شربه من كأس وده، وانكشف له الجبار من أستار غيبه، فإن تكلم فبالله، وإن نطق فعن الله، وإن عمل فبأمر الله، وإن سكن فمع الله، فهو بالله ولله ومع الله .. فبكى الشيوخ وقالوا: ما على هذا من مزيد، جبرك الله يا كبير الصغار".
إنه الله -جل جلاله- أغرق فرعون وقومه، ونجاه ببدنه ليكون لمن خلفه آية، وخسف بقارون وبداره الأرض، ونجى يوسف من غياهب الجب وجعله على خزائن الأرض.
إنه الله -جل جلاله- أضحك وأبكى، وأمات وأحيى، وأسعد وأشقى، وأوجد وأبلى، ورفع وخفض، وأعز وأذل، وأعطى ومنع، ورفع ووضع.
هدى نوحًا وأضل ولده، واختار إبراهيم وأبعد أباه، وأنقذ لوطا وأهلك امرأته، ولعن فرعون وهدى زوجته، واصطفى محمدًا -صلى الله عليه وسلم- ومقت عمه مقتًا شديدًا، وجعل من أنصار دعوته أبناء ألد خصومه كخالد بن الوليد بن المغيرة، وعكرمة بن أبي جهل وعمرو بن العاص بن وائل حتى يخبرك أن الهداية ليست بالنسب وليست بالحسب وإنما باتصالها بخالق الحسب وبالسبب والنسب.
فسبحانه عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه ومداد كلماته.
إنه الله -جل جلاله- أرغم أنوف الطغاة، وخفض رؤوس الظلمة، ومزق شمل الجبابرة، ودمر سد مأرب بفأرة، وأهلك النمرود ببعوضة، وهزم أبرهة بطير أبابيل، عذب امرأة في هرة، وغفر لامرأة بغية بسقي كلب كاد أن يموت من العطش إنه الله -جل جلاله-.
رباه ها أنا ذا خلصت من الهوى *** واستقبل القلب الخلي هواك
وتركت أنسي بالحياة ولهوها *** ولقيت كل الأنس في نجواك
ونسيت حبي واعتزلت أحبتي *** ونسيت نفسي خوف أن أنساك
أنا كنت يا ربي أسير غشاوة *** رانت على قلبي فضل ثناك
واليوم يا رب مسحت غشاوتي *** وبدأت بالقلب البصير أراك
يا غافر الذنب العظيم وقابلاً *** للتوب قلب تائب ناجاك
أترده وترد صادق توبتي *** حاشاك ترفض تائبا حاشاك
اللهم لا تردنا خائبين.. ولا عن بابك مطرودين، وامنن عليك بتوبةٍ تمحو بها ما كان فيها من الزمان الأول.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم