شتاء قارس

الشيخ خالد القرعاوي

2022-10-11 - 1444/03/15
عناصر الخطبة
1/ فضائل فصل الشتاء 2/ نظرة السلف للشتاء والفرص العبادية فيه 3/ من أحكام الشتاء في الطهارة والصلاة 4/ دعوة إلى الإحسان إلى الفقراء 5/ وصايا ونصائح بخصوص الشتاء.

اقتباس

كم دُعينا إلى الصَّدقةِ لمشروعٍ إغاثيٍّ أو عملٍ دعويٍ أو نصرةٍ إخوانٍ لنا، فيجلسُ أحدُنا يقلِّبُ الأعذارَ، أليس هذا هو الحرمانُ؟ قال الشَّعبيُّ -رحمهُ اللهُ-: "مَن لم يرَ نفسَه إلى ثوابِ الصَّدقَةِ أحوجُ من الفقيرِ إلى صَدَقَتِهِ، فقد أبطَلَ صَدَقَتَهُ". وقد يسَّر اللهُ لنا في بلادِنا جَمعِيَّاتِ خيريَّةٍ تَعمَلُ لِمُساعدةِ المعوزينَ فتعاونوا معهم وضعوا ثِقتكم بهم، ولا تَلتَفِتُوا إلى المُغرِضِينَ والمُشكِّكينَ...

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

الحمدُ لله خلَق الإنسانَ ولم يكن شيئًا مَذكورًا، أحسَن صورتَه فَجعلَهُ سَميعَاً بصيراً، هَدَاهُ السَّبيلَ إمَّا شَاكرًا وإمَّا كفورًا، نشهدُ ألَّا إله إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريك له إنَّه كان حليمًا غفورًا، وَنشهدُ أنَّ نبيَّنا محمَّدًا عبدُ الله ورسولُه، بلَّغ الرِّسالةَ وأدَّى الأمانةَ وكان عبدًا شكورًا، صلَّى الله وسلَّم وبارك عليه وعلى آلِه وأصحابِهِ، والتَّابعين ومن تبعهم بإحسانٍ وإيمانٍ وسلَّم تسليما مزيدا.

 

أمَّا بعدُ: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله، والتَّفَكُّرِ في الأحوال، وتقلُّبِ الأزمانِ والَّليالِ، فالتَّفَكُّرُ يزيدُ الإيمانَ، ويجعلُكَ مُذعِنَاً للواحدِ الديَّانِ، عَبَادَ اللهِ: إنَّ في تَقلُّباتِ الأجواءِ عِبراً، وفي شِدَّةِ البَردِ مُدَّكراً.

 

يقُولُ رَبُّنَا -جلَّ وعلا-: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّار) [آل عمران: 190- 191].

 

سُبحانَ من خَصَّ كلَّ مَوسِمٍ بِما يُنَاسِبُه، من الزُّروعِ والثِّمارِ ونوَّعَها، لِيدْفَعَ عنَّا السَّآمَةَ ويَجعَلَنَا نَتَفَكَّرُ في بَدِيعِ صُنعِ ربِّنا -جلَّ وعلا-، والمؤمنُ يَشكُرُ اللهَ ويَعبُدُهُ حقَّ عبادتهِ على السَّراء والضَّراء، فشِدَّةُ الحرِّ من فَيحِ جهنَّمَ، وشدَّةُ البردِ من زَمْهَرِيرِ النَّار!   

 

في الصَّحيحِ عن أبي هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه-، قَال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم-: "اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ: رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِير". نعوذُ باللهِ من حرِّ جهنَّمَ و زَمْهَرِيرِ النَّار.

 

عبادَ اللهِ: وفي الشِّتَاءِ فوائدُ وأحكامُ يحسنُ مَعرِفَتُها والتَّذكيرُ بها، فعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ –رضي الله عنه- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم-: «الشِّتَاءُ رَبِيعُ الْمُؤْمِنِ قَصُرَ نَهَارُهُ فَصَامَ وَطَالَ لَيْلُهُ فَقَامَ».

 

 وكانَ ابنُ مسعودٍ –رضي الله عنه- إذا جاءَ الشِّتاءُ قال: "مَرْحباً بالشِّتَاء تَنْزِلُ فيه البَرَكَةُ، وَيَطُولُ فيه الَّليلُ لِلقِيامِ وَيَقْصُر فيهِ النَّهارُ للصَّيامِ".

 

اللهُ أكبَرُ يا كِرامُ: هذهِ نظرةُ رَسُولِنا وسَلَفِنا عن الشِّتاءِ! وحالُ بعضنا مع الأسف الشَّديدِ أنْ أضحى الشِّتاءُ سِمَةً لِلنَّومِ والتَّخلُّفِ عن صلاةِ الفجر مع الجماعةِ! وَنَسُوا أنَّ رَسُولَنا اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «إِنَّ أَثْقَلَ الصَّلَاةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلَاةُ الْعِشَاءِ، وَصَلَاةُ الْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا».

 

ألَمْ يعلموا أنَّ: «مَنْ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللهِ»! .

وَأَبْشِرُوا يا من تُجاهدونَ أنفُسَكُم لِلقيامِ وتَمشونَ في الظُّلَمِ والبَردِ للصَّلواتِ فَلَكمُ النُّورُ التَّامُ يومَ القيامَةِ.

 

أيُّها المؤمنونَ: ومن غَنَائِمِ الشِّتَاءِ أنَّهُ فُرصةٌ للإكثارِ من الصِّيامِ فقد سمَّاهُ رسولُ اللهِ –صلى الله عليه وسلم-: "الغَنِيمةُ البَارِدَةُ". وقالَ: "ومن صامَ يوماً في سبيلِ الله باعدَ اللهُ بينَهُ وبينَ جهنَّمَ مَسِيرَةَ مائةِ عامٍ".

 

ومن أحكامِ الشِّتَاءِ أنْ نتذكَّرَ فَضِيلَةَ وأهمِّيَةَ إسباغِ الوُضُوءِ خاصَّةً مع كثرةِ الملابسِ على اليدينِ والذِّراعينِ وأنْ نُسفِرَ عن كاملِ فُرُوضِ الوُضُوءِ وَنَغْسِلَها كَمَا أَمَرَنَا نَبِيُّنَا –صلى الله عليه وسلم- فقد رَأَى قَوْمًا يَتَوَضَّئُونَ وَأَعْقَابُهُمْ تَلُوحُ فَقَالَ: «وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ، أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ».

 

ومن حِكَمِ الشِّتَاءِ أنْ نَتَذَكَّر يُسرَ الشَّريعةِ بالمَسحِ على الخُفينِ وأنْ نعملَ بسنَّةِ نبيِّنا –صلى الله عليه وسلم- على علمٍ وبصيرةٍ، فعَنْ عُرْوَةَ بْنِ المُغِيرَةِ، عَنْ أَبِيهِ -رضي اللهُ عنهما- قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ –صلى الله عليه وسلم- فِي سَفَرٍ، فَأَهْوَيْتُ لِأَنْزِعَ خُفَّيْهِ، فَقَالَ –صلى الله عليه وسلم-: «دَعْهُمَا، فَإِنِّي أَدْخَلْتُهُمَا طَاهِرَتَيْنِ، فَمَسَحَ عَلَيْهِمَا».    

 

قالَ العلماءُ: ومن أحكامِ المسحِ على الخُفينِ، أنْ يَتِمَّ لُبسُهما على طَهَارَةٍ. وألَّا يكونا نَجِسيَنِ، وأن يكونَ المَسحُ في الحدثِ الأصغرِ، أمَّا الحَدثُ الأكبرُ فَيَجِبُ نَزْعُهُما وَغَسْلُهُما وأن يكون المسحُ في الوقتِ المُحَدَّدِ شَرعاً وهو يومٌ وليلةٌ للمُقِيمِ وثلاثَةُ أيامٍ بليالِيهِنَّ للمُسافِرِ.     

 

وصفةُ المسحِ أنْ يَبُلَّ أصَابِعَ يَديهِ بالماءِ وَيَضَعُهُما مُفَرَّجَتَي الأصَابِعِ على مُقَدِّمَةِ رِجلَيهِ ثُمَّ يُمرِّهُمَا إلى بِدايَةِ سَاقَيهِ، اليُمنى على اليمنى، واليُسرى على اليُسرى، وإذا مسحَ وهو مُقيمٌ ثُمَّ سَافَرَ فَإنَّه يُتِمُّ مَسحَ مُسافِرٍ.

 

وإذا كان مُسافراً ثُمَّ أَقامَ فَإنَّه يُتِمُّ مسحَ مُقيمٍ. وإنْ شَكَّ في ابتداءِ المَسحِ بَنى على اليقين وهو الأقلُّ، فلو نسيَ هل ابتدأَ بالمسحِ من الظُّهرِ أو العصرِ؟ فإنَّهُ يَحْسِبُ من وقتِ الظهر، وإنْ صلَّى بِمسحٍ زَائِدٍ على المُدَّةِ أعادَ صَلاتَهُ بِوضُوءِ جَديدِ يَغسلُ فيه القَدَمَينِ. قَالَ –صلى الله عليه وسلم-: "لَا صَلَاةَ إِلَّا بِوُضُوءٍ، وَلَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ".

 

وعلينا أنْ نَهتَمَّ بِنَظافةِ الجوربينِ حتى لا يكونَا مصدراً لِلرَّوائِحِ الكريهةِ وأذى المُصلِّينَ!

 

أيُّها المؤمنُ: من فوائدِ الشِّتَاءِ أنَّهُ يُذكِّركَ بِحجمِ النِّعمةِ التي نَتفيئُ فيها، من لِباسٍ كَافٍ، ومَسكَنٍ آمِنٍ ودَافِئٍ، فَبِمُجَرَّدِ مَا تَنَاقَلْنا تَوَقُّعَاتِ أهْلِ الطَّقْسِ هذهِ الأيَّامِ أخْرَجْنَا كُلَّ وَسَائِلِ التَّدْفِئَة! فَفِي بُيُوتِنا -بِحَمْدِ اللهِ تَعالى- كُلَّ ما يَقِي من شِدَّة البَردِ، فلِنُحِبَّ لإخوانِنا ما نُحبُّه لأنفُسِنا، فَإخوانٌ لنا جائِعُونَ ومن البردِ يَشتَكونَ! وإلى المولى يَجأرونَ! لا يجدون وسائِلَ التَّدفِئةِ، ولا ما يتَّقونَ بهِ البَردَ والبَرَدَ! والأموالُ عندنا مُتَيَسِّرَةٌ، والثِّيابُ مُكَدَّسةٌ، فَأنفِقُوا على إخوانِكم في سُوريا وفِلسطينَ واكسُوهُم وواسُوهُم وأَدفِئُوهم، فأعظمُ حافزٍ لك على الصَّدقةِ والإنفاقِ، أنَّكَ تُقرِضُ الغنيَّ الحميدَ، وأنَّكَ تَتَعامَلُ مع الرَّزَّاقِ المجيدِ: (وَمَا أَنفَقْتُمْ مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [سبأ: 39].

 

اللهمَّ انفعنا بالقرآنِ العظيمِ وبِهديِ سيِّدِ المرسلينَ، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذَنْبٍ فاستغفروهُ إنَّهُ هو الغَفُورُ الرَّحيمُ.

 

 

الخطبةُ الثَّانيةُ:

 

الحمد لله وَعَدَ الْمُنفقينَ مَغفرَةً منه وفَضَلاً، نشهد ألَّا إله إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له تعبُّداً لهُ ورِقَّاً، ونشهدُ أنَّ نبيَّنَا محمداً عبدُ اللهِ ورسولُه، أكملُ الخلقِ جُوداً وبِرَّاً، اللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليهِ، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ وإيمانٍ إلى يوم الدِّينِ.

 

أَمَّا بَعدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالى وَأَطِيعُوهُ: (وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأَنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُون) [البقرة: 272].

 

عبادَ اللهِ: كم دُعينا إلى الصَّدقةِ لمشروعٍ إغاثيٍّ أو عملٍ دعويٍ أو نصرةٍ إخوانٍ لنا، فيجلسُ أحدُنا يقلِّبُ الأعذارَ، أليس هذا هو الحرمانُ؟ قال الشَّعبيُّ -رحمهُ اللهُ-: "مَن لم يرَ نفسَه إلى ثوابِ الصَّدقَةِ أحوجُ من الفقيرِ إلى صَدَقَتِهِ، فقد أبطَلَ صَدَقَتَهُ".

 

وقد يسَّر اللهُ لنا في بلادِنا جَمعِيَّاتِ خيريَّةٍ تَعمَلُ لِمُساعدةِ المعوزينَ فتعاونوا معهم وضعوا ثِقتكم بهم فولاةُ أمورنا وفَّقهمُ اللهُ قد دَعَمُوهُم وَسَانَدُوهُمْ. ولا تَلتَفِتُوا إلى المُغرِضِينَ والمُشكِّكينَ فهؤلاءِ: (يَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [التوبة: 67].

 

أيُّها الأخُ المُباركُ: ومن فوائد الشِّتَـاءِ أنَّهُ فُرصَةٌ للتَّنَزُّهَاتِ والمُخيَّماتِ العَائِلِيَّةِ والشَّبابِيَّةِ، وهذهِ الاجتماعاتُ نِعمَةٌ وصِلَةٌ، وأُنسٌ واجتماعٌ، إذا خَلَت من المَحَاذِير الشَّرعيَّةِ، وَتَمَشَّتْ مع الآدابِ والأخلاقِ المَرعِيَّةِ، فرِسالتُنا الأولى والأخِيرةُ لكَ أيُّها الوَلِيُّ الكَريمُ: بأن تَحْفَظَ أَبنَائَكَ وبَناتِكَ عن كلِّ ما يَخدِشُ الحياءَ والفضيلَةَ فأنتمُ المسئولونَ والْمُحاسبونَ عندَ اللهِ وأمامَ خلقِ اللهِ! "فكلُّكمْ راعٍ ومسئولٌ عن رَعِيَّتِهِ".

 

فلا تَرضَوا بتَهَوِّر أولادِكِم بالسَّيَّاراتِ أو الدَّراجاتِ النَّاريَّةِ وإنْ أعَدُّوا لهمُ السَّاحاتِ والمِهرَجاناتِ فإنَّ هذا واللهِ سفهٌ وعبَثٌ واللهُ يقولُ: (وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا) [النساء: 5].

 

والأَمَرُّ أنْ يوجدَ فَتياتٌ يَعبَثنَ بِالدَّراجاتِ والطَّائِرَاتِ الشِّرَاعِيَّةِ وَهُنَّ كَاشِفَاتٌ بِحُجَّةِ التَّمشِيَةِ حولَ الْمُخيَّماتِ وهذا مالا يُقبلُ عقلاً ولا شَرْعاً! وفي الحديثِ أنَّ النَّبِيِّ –صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ"، حَمانا اللهُ وإيَّاكم وذَرَارِينا والْمسلمينَ أجمعينَ.

 

أيُّها الأولياءُ الكرامُ: يُعلَنُ بينَ الفينَةِ والأخرى عن إقامةِ مِهرَجَانَاتٍ وفَعَاليَّاتٍ مع الأسفِ يَختَلِطُ فيها الرِّجالُ بالنِّساءِ! وَيَقِلُّ فيها الْحِشمَةُ والْحَياءُ! فاحفظوا نسائَكم وأهلِيكم حَفِظَكمُ اللهُ، وتَواصَلوا مع المسئولينَ والْمُنَظِّمينَ تَكُونوا من الْمُفْلِحينَ فإنَّ اللهَ يقولُ: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [آل عمران: 104].

 

وَرَسُولُنا –صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «مَا مِنْ رَجُلٍ يَكُونُ فِي قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يُغَيِّرُوا عَلَيْهِ فَلَا يُغَيِّرُوا إِلَّا أَصَابَهُمْ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَمُوتُوا».    

 

عِبَادَ اللهِ: بِلادُنا وَبِلادُ المُسْلِمينَ بِحَاجَةٍ إلى الأمْطَارِ والخَيرَاتِ والبَرَكَاتِ. فارْفَعُوا أَكُفَّ الضَّرَاعَةِ لِمَولَاكُمْ واسألُوهُ غَيثَ القُلُوبِ بالإيمانِ والتَّقْوى، وَغَيثَ البِلادِ بِالخَيرِ الأمْطَارِ، اللهم أغثنا. اللهم أغثنا. اللهم أغثنا. اللهم اسقنا الغيث والرحمة ولا تجعلنا من القانطين. اللهم سقيا رحمة لا سقيا بلاءٍ ولا هدم وغرق.

 

اللهم أغث قُلُوبَنا بالعلمِ والإيمانِ، وبلادنا بالخير والأمطار. فاللهم اجعلنا من الآمرينَ بالمعروف والنَّاهينَ عن المنكرِ.

 

اللهم وفِّقنا لِما تُحبُّ وترضى، وزيِّنا بزينة الإيمان والتقوى، واجعلنا هداة مهتدين.

 

اللهم وفِّق ولاةَ أمورنا لما تحبُّ وترضى وأصلح لهم البِطانةَ وأعنهم على أداء الأمانةِ. اللهم وفِّق وسدِّد الآمرينَ بالمعروف والناهينَ عن المنكر وقوِّى عزائِمَهم وأهدهم سبل السلام.

 

اللهم أصلح شبابَ المسلمين واحفظهم من كلِّ سوءٍ ومكروهٍ. اللهم احفظ نسائنا من كلِّ سوءٍ وارزقهنَّ الحشمة والحياءِ (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).

 

اللهم اجعلنا مقيمي الصلاة ومن ذرياتنا ربنا وتقبل دعاء (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر: 10].

 

اللهم ثبتنا على دينك وصراطك المستقيم، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

 

عباد الله: اذكروا الله العظيمَ يذكركم واشكروه على عمومِ نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

 

 

 

المرفقات

قارس1

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات