أغيثوا أهلنا في سوريا

الشيخ خالد القرعاوي

2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/ فضائل الصدقة 2/ أحوال أهلنا في سوريا 3/ دعوة للمساهمة في مشروع إغاثة السوريين.

اقتباس

إنَّ إخْواننا في سوريا لَفَّهُمُ الجوعُ والعوزُ، والبرْدُ والفَاقَةُ من كلِّ جانبٍ! وَأقْعَدَتُهُمُ الحُرُوبُ والهَجَمَاتُ والحِصَارَاتُ عن أي عملٍ.. والصَّدَقةُ تُخلِّصُ المسلمَ من الشُّحِّ، إذ ليسَ من المروءَةِ أن نرى إخوانَنَا يَتضَوَّرونَ جوعًا وتفتِكُ به الحاجةُ، ثُمَّ لا تتحرَّكُ مشاعرُنا ولا تَهتزُّ عواطِفُنا! فأنتم تسمعون وتشاهدون هذه الأيامَ مجاعةَ الصَّومالِ المُسلمةِ وكيف فَتَكَ بِهمُ الجوعُ وأهلكهم الفقرُ فموتُ الأطفال بالآلف ففي كلِّ ستِّ دقائقَ يموتُ طفلٌ هناكَ! أمَّا موتُ الرِّجالِ والنِّساءِ فبعشرات الآلف ولا مُغيثَ لهم إلا اللهُ تعالى!

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

الحمدُ لله المتكفِّلِ بأرزاقِ العبادِ، الآمرِ خلقَهُ بالشُّكرِ له وكُلَّمَا شُكِرَ زادَ، يجزي الْمُتصدِّقينَ، ويَخْلِفُ على الْمُنفِقِينَ، نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ربٌّ عظيمٌ، وجوادٌ كريمٌ، ونشهد أنَّ محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه النَّبِيُّ الأمينُ، والرَّسولُ الكريمُ، القائل: "أَنْفِقْ بِلالُ، وَلا تَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلالا".

 

صلَّى الله وسلَّم وباركَ عليه وعلى آله وأصحابِه الذين كانوا يسارعونَ في الخيراتِ، ويؤثِرونَ على أنفسِهم ولو كان بهم خصاصةٌ، ومن يُوقَ شُحَّ نفسِه فأولئك هم المفلحون.

 

أمَّا بعد: فاتَّقوا الله عبادَ الله ؛ فعندَ اللهِ للأتقياءِ المزيدُ، ولهم النَّجاةُ يومَ الوعيدِ (وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُواْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [البقرة: 195].

 

بينما الصَّحابةُ جلوسٌ حولَ رسولِ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فِي صَدْرِ النَّهَارِ، كأنه بَدْرٌ أحاطت به النجومُ ، ينهلون من فيض خُلقِهِ وعِلمِه، -صلَّى الله عليه وسلَّم- إذْ جَاءَهُ قَوْمٌ حُفَاةُ الأقدامِ عُرَاةُ الأجسادِ مُجْتَابِي النِّمَارِ أَوْ الْعَبَاءِ، على أحدِهم صُّوفٌ لم يَستُر بعضَ جَسَدِه مُتَقَلِّدِي السُّيُوفِ عَامَّتُهُمْ مِنْ مُضَرَ بَلْ كُلُّهُمْ مِنْ مُضَرَ، دفعهم الجوعُ والفقرُ حتى قَدِموا على أكرم الخلق، وأرحمِ الخلقِ بالخلقِ، فلما رآهم صلواتُ ربِّي وسلامُهُ عليه تَمَعَّرَ وَجْهُهُ وتغَيَّرَ، ثم دخلَ بيتَه وخرجَ مُضطربَ الحالِ، مَهمومَاً مَغموماً، فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ وَأَقَامَ فَصَلَّى ثُمَّ خَطَبَ فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ) (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)،  تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِنْ دِينَارِهِ مِنْ دِرْهَمِهِ مِنْ ثَوْبِهِ مِنْ صَاعِ بُرِّهِ مِنْ صَاعِ تَمْرِهِ حَتَّى قَالَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ قَالَ فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ بِصُرَّةٍ كَادَتْ كَفُّهُ تَعْجِزُ عَنْهَا بَلْ قَدْ عَجَزَتْ قَالَ ثُمَّ تَتَابَعَ النَّاسُ حَتَّى رَأَيْتُ كَوْمَيْنِ مِنْ طَعَامٍ وَثِيَابٍ حَتَّى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَتَهَلَّلُ كَأَنَّهُ مُذْهَبَةٌ".

 

هنا انفرجت أساريرُه -صلَّى الله عليه وسلَّم- وهو يرى صحَابَتَهُ يشعرونَ بإخوانهم، ويهتمُّون لهم كالجسد الواحد، فقال عليه الصَّلاةُ والسلام قاعدةً تدلُّ على علوِّ الدِّين وعظمتِه ويُسره وكرمِهِ: "مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ".

 

إنِّها الصدقةُ يا مؤمنونَ: شِعارُ الْمُتقينَ، ولواءُ الصَّالحينَ والْمُصلحينَ، إنِّها تجارةُ أهلِ الإيمانِ، أولا أدُلُّكم عليها كما دلَّنا المولى عليها إذْ قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [الصف: 10- 12]،  إي واللهِ، إنِّها تجارةٌ ربَّانيَّةٌ، وفوزٌ إلهيٌّ.

 

(إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) [فاطر: 22] أهلُها هم الرَّابحونَ حقًّا! وما لهم أن لاَّ يربحوا وقد باعوا أنفسَهُم وأموالَهم للهِ تعالى، والثمنُ (بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ)، لقد كان نَبِيُّنا -صلَّى الله عليه وسلَّم- دائماً يُربِّي أصحابَه على الإنفاقِ والصَّدقةِ في سبيلِ الله، ويربطُهم بالآخرة ويُزَهِّدهم في الدُّنيا لأنَّ اللهَ تعالى يقول: (قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [الجمعة: 10].

 

أيُّها المؤمنون: إنَّ إخْواننا في سوريا لَفَّهُمُ الجوعُ والعوزُ، والبرْدُ والفَاقَةُ من كلِّ جانبٍ! وَأقْعَدَتُهُمُ الحُرُوبُ والهَجَمَاتُ والحِصَارَاتُ عن أي عملٍ وكثيرٌ منَّا يتفرَّجُ سلباً عليهم ولم يفكر في حالِهم ومصيرِهم وكأنَّ الأمر لا يعنينا !

 

أتدريِ أيُّها المؤمنُ: ما أعظمُ حافزٍ لك على الصَّدقةِ والإنفاقِ عليهم؟ الجوابُ بأنَّكَ تُقرِضُ الغنيَّ الحميدَ، وأنَّكَ تَتَعامَلُ مع الرَّزَّاقِ المجيدِ (وَمَا أَنفَقْتُمْ مِّن شَيْء فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [سبأ: 39].

 

 قال الشيخُ السَّعديُّ -رحمه اللهُ-: "فأيُّ نَفقةٍ واجبةٍ، أو مُستحبةٍ، على قريبٍ، أو جارٍ، أو مسكينٍ، فاللهُ يُخْلِفُهُ فلا تَتَوَهَّمُوا أنَّ الإنفاقَ يُنَقِّصُ الرِّزقَ، بل وَعَدَ اللهُ بالْخُلفِ على الْمُنفقِ، فاطلبوا الرِّزقَ منه، واسعوا في الأسباب التي أمركم بها.

 

ألم يقل رسولُنا -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "ما مِن يومٍ يصبح العبادُ فيه إلا مَلَكَانِ ينزِلانِ، فيقولُ أحدُهما: اللهمَّ أعطِ منفِقًا خلفًا، ويقول الآخر: اللهمَّ أعطِ مُمسكًا تلفًا"؟!

 

الصدقةُ يا مؤمنون: سببٌ لِحُبِّ الرَّبِّ وهي كفَّارةٌ للذُّنوبِ والخطايا وإذا اشتدَّ الكربُ يومَ القيامةِ ودنَتِ الشَّمسُ من الخلائقِ فإنَّ المتصدِّقين يتفيَّؤونَ في ظلِّ العرش، وتسترُهم صدقاتُهم من لفحِ جهنَّم: "فسبعةٌ يظلِّهمُ الله في ظلِّه يومَ لا ظلَّ إلا ظلُّه"، منهم: "ورجلٌ تصدَّق بصدَقَةٍ فأخفاها، حتَّى لا تعلمَ شمالُه ما تنفقُ يمينُه".

 

الصَّدقةُ تطهِّر النُّفوسَ وتزكِّيها، قال تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا) [التوبة: 103]، في الصَّدقة إدخالُ السُّرورِ على المساكينِ، وأفضلُ الأعمال إدخالُ السُّرور على القلوبِ الْمُنكسِرَةِ، قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "أفضل الأعمالِ أنْ تدخِلَ السُّرورَ على أخيكَ المؤمنِ، أو تقضيَ عنه دينًا، أو تُطعِمَهُ خبزًا".

 

 الصَّدقةُ تَغِيظُ الشَّيطانَ وتوجِبُ الغُفرانَ، ألم يقلِ المولى: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مّنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) [البقرة: 268].

 

والصَّدَقةُ تُخلِّصُ المسلمَ من الشُّحِّ، إذ ليسَ من المروءَةِ أن نرى إخوانَنَا يَتضَوَّرونَ جوعًا وتفتِكُ به الحاجةُ، ثُمَّ لا تتحرَّكُ مشاعرُنا ولا تَهتزُّ عواطِفُنا! فأنتم تسمعون وتشاهدون هذه الأيامَ مجاعةَ الصَّومالِ المُسلمةِ وكيف فَتَكَ بِهمُ الجوعُ وأهلكهم الفقرُ فموتُ الأطفال بالآلف ففي كلِّ ستِّ دقائقَ يموتُ طفلٌ هناكَ! أمَّا موتُ الرِّجالِ والنِّساءِ فبعشرات الآلف ولا مُغيثَ لهم إلا اللهُ تعالى!

 

فيا مؤمنُ يا من أمدَّك اللهُ بالنِّعم والأموالِ والبنينِ: "أنفِق يُنفِقُ اللهُ عليك"، "فما نَقصت صدقةٌ من مال". قالَ رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "باكِروا بالصَّدقة، فإنَّ البلاءَ لا يتخطَّى الصَّدقةَ".

 

وقال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "إنَّ صَدَقَةَ المسلمِ تزيدُ في العمُرِ، وتمنَعُ عنهُ ميتةَ السُّوءِ، ويُذهِبُ اللهُ بها الكبرَ والفقرَ"، ولا تنسوا "أنَّ صنائِعَ المعروفِ تقِي مصارعَ السُّوء والآفاتِ والهَلَكات".

 

 بارك الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذِّكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفرُ الله لي ولكم فاستغفِروه، إنِّه هو الغفورُ الرَّحيمُ.                

 

 

الخطبةُ الثانيةُ:

 

الحمد لله الذي وَعَدَ الْمُنفقينَ مَغفرَةً منه وفَضَلاً، يُعطي من يَشاءُ ويمنعُ حكمةً منه وعدلاً. نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له تعبُّداً لهُ ورِقَّاً، ونشهدُ أنَّ نبيَّنَا محمداً عبدُ اللهِ ورسولُه، أكملُ الخلقِ جوداً وبِرَّاً، اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على عبدِكَ ورسولِك محمدٍ، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ وإيمانٍ إلى يوم الدِّينِ.

 

أَمَّا بَعدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالى وَأَطِيعُوهُ (وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأَنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ) [البقرة: 272].

 

عبادَ اللهِ: كم دُعينا إلى الصَّدقةِ لمشروعٍ إغاثيٍّ أو عملٍ دعويٍ أو نصرةٍ لإخوانِنِا هنا أو هناك، فيجلسُ أحدُنا يقلِّبُ الأعذارَ، ويقولُ فُقراءُ البلدِ أحوجُ، وما أدري أتصلُ لهمُ التَّبرعاتُ أم لا!؟

 

ولاشكَّ أنَّ الصَّدقةَ على الفقير القريبِ صدقةٌ وصِلةٌ وأنَّ التَّثبُّتَ في تسليمِ الصَّدقةِ أمرٌ مُهِمٌّ ومطلوبٌ، ولكن لا تكن تلكَ أعذاراً تحجزُنا عن الصَّدقَةِ والبذل، فتمضي الأيام وتَتَعاقَبُ النَّكباتُ على إخوانِنا ولم نُخرج شيئاً! وَلَقدْ أطْلَقَ خادِمُ الحَرَمينِ الشَّريفينِ حَمْلَةً شَعبِيَّةً لإغَاثَةِ إخْوانِنا في سوريا ولقد وَضَعْتُ لكم على أبوابِ الجامِعِ رَقْمَ الحسابِ فَكُنْ مِن المُنفِقِينَ المُبَادِرينَ.

 

فأكرِم نفسَك بإكرامِ الفقراءِ وقضاءِ حوائجهم، واحفَظ مالَك بالإنفاقِ، يَقولُ عثمانُ بنُ عفَّانَ رضي الله عنه: "حُبِّب إليَّ من الدُّنيا ثلاثةٌ: إِشباعُ جائِعٍ وكسوَةُ العارِي وتلاوةُ القرآن".

 

وخيرُ الإسلامِ: "أن تُطعِمَ الطَّعامَ وتقرأُ السَّلامَ على مَن عرفتَ ومَن لم تعرف"، والغنيُّ الجشِع لا لنفسِه انتفَع، ولا لإخوانهِ نَفَعَ! (وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ) [محمد: 38].

 

وقد يسَّر اللهُ لنا في بلادِنا هَذِهِ الحَمْلَةِ الخيريَّةِ التي طَالمَا انتظَرْناها ، فتعاونوا معهم وضعوا ثِقتكم بهم فولاةُ أمورنا وفَّقهمُ اللهُ قد دعموهم وساندوهم فاقتدوا بهم ولا تلتفتوا إلى المغرضين والمحرِّضين والمشكِّكينَ فهؤلاء (يَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [التوبة: 67].

 

فاللهم لا تجعلِ الدٌّنيا أكبرَ همِّنا، ولا مبلغَ عِلمِنا، ولا إلى النار مصيرنا، اللهم ألبسنا لباسَ التَّقوى، وألزمنا كلمةَ التَّقوى، وأدخلنا جنَّة المأوى، واجعلنا مِمَّن بَرَّ واتَّقى، وصدَّق بالحسنى فَيَسَّرتَهُ لليُسرى، وجَنَّبتَهُ العُسْرَى.

 

اللهم اجعلنا مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. اللهم ارحم ضعف إخواننا في كلِّ مكان، اللهم كن لهم ناصرًا ومعينًا يا ربَّ العالمين، اللهم أعط مُنفقا خَلَفَا وأَعطِ مُمسِكَاً تَلَفَا.

 

 اللهم ألف بين قلوبِ المؤمنينَ ووحِّد صُفوفَهم واجمع كَلِمَتَهم وأصلح قادَتَهم وأهدهم سبل السَّلامِ.

 

اللهم أدم علينا نعمةَ الأمنِ والأمان والرَّخاءِ والاستقرار ووفقنا لما تحبُّ وترضى يا رحمان اللهم وفق ولاة أمورنا لما تحبُّ وترضى وأعنهم على البرِّ والتقوى.

 

اللهم رزقهم البطانة الصالحة الناصحة يا ربَّ العالمين، اللهمْ انصر جُنُودَنا واحفظ حدُودَنا ورُدَّ كيدَ الأعداء في نحُورهم، انصر دينك وكتابك وسنةَ نبيكَ وعبادَكَ المؤمنين.

 

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، عباد الله أذكروا الله العظيمَ يذكركم واشكروه على عمومِ نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

 

 

المرفقات

أهلنا في سوريا

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات