عناصر الخطبة
1/ذم الكذب وفضل الصدق 2/مفاسد الكذب وبعض صور الكذب 3/تعريف النميمة وحكمها وحقيقتها 4/التعامل الشرعي مع النمام 5/خطورة المن والمنان وفداحة شهادة الزور وشناعة اليمين الغموس 6/حكم ما يسمى ب \"كذبة إبريل\"اقتباس
فهذا الحديث نص صريح في أنه لا ينبغي للإنسان أن يتكلم إلا إذا كان الكلام خيراً، وهو الذي ظهرت مصلحته للمتكلم، سئل بعض السلف: "كم وجدت في ابن آدم من العيوب؟ فقال: هي أكثر من أن تحصى، والذي أحصيت ثمانية آلاف عيب، ووجدت خصلة إن استعملها سترت العيوب كلها، وهى حفظ اللسان".
الخطبة الأولى:
أيها الإخوة الكرام: واليوم نتعرف على بعض آفات اللسان، ومنها: الكذب، فإن الكذب من قبائح الأخلاق، ومن كبريات الرذائل.
وهو عنصر إفساد كبير، ووسيلة ظلم لروابط المجتمعات الإنسانية، وتمزيق لصلاتها ولأوصالها، ومشعل لنيران الفتنة والعداوة والبغضاء بين الناس.
ومن أجل القضاء عليه: نجد أن الإسلام أمر بالصدق، وحث المؤمنين عليه، ونهى عن الكذب، وشدد في التحذير منه.
ووضع قواعد تربية للمجتمع الإسلامي على الصدق، فقال تعالى: (إِنَّمَا يَفْتَرِى الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَـاذِبُونَ)[النحل: 105].
وحث على الصدق، فقال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ)[التوبة: 119].
وحذر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الكذب، وأشاد بالصدق، فقال فيما رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً".
وجعل الإسلام الكذب على الله ورسوله من أظلم الظلم، بل هو من أشنع وأقبح صور الكذب، فقال الله -تعالى-: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِى إِلَىَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شيء)[الأنعام: 93].
وبين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن من أعظم الجرم أن يكذب الإنسان على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "من كذب علي متعمداً، فليتبوأ مقعده من النار".
وروى البخاري عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "وليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيراً و يقول خيراً".
ولقد نهى الله -تعالى- عن الكذب، فقال: (فَنَجْعَل لَّعْنَتُ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)[آل عمران: 61].
وقال: (قُتِلَ الْخَراصُونَ)[الذاريات: 10] أي الكذابون.
وقال: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِى مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ)[غافر: 28].
وفي الصحيحين عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "وإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً".
وفي الصحيحين أيضاً أنه قال صلى الله عليه وسلم: "وآية المنافق ثلاث، وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان".
وقال صلى الله عليه وسلم: "وأربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منها كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا ائتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر".
وفيما رواه البخاري قال صلى الله عليه وسلم: "فأتينا على رجل مضطجع لقفاه، وآخر قائم عليه بكلوب من حديد يشرشر شدقه إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، ثم يذهب إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل في الجانب الأول، فما يرجع إليه حتى يصح مثل ما كان، فيفعل به كذلك إلى يوم القيامة، فقلت لهما: من هذا فقالا: إنه كان يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق".
وقال صلى الله عليه وسلم-:"يطبع المؤمن على كل شيء ليست الخيانة والكذب".
وفي الحديث صلى الله عليه وسلم: "إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث".
وقال صلى الله عليه وسلم: "ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به الناس فيكذب، ويل له، ويل له، ويل له".
وأعظم من ذلك: الحلف كذباً، قال تعالى: (وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)[المجادلة: 14].
وقال صلى الله عليه وسلم: "وكبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثاً هو لك به مصدق، وأنت به كاذب".
وفي الحديث: "من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين وليس بعاقد".
وقال صلى الله عليه وسلم: "أفرى الفرى على الله أن يري الرجل عينيه ما لم تريا".
وهذا معناه: أن يقول: رأيت في منامي كيت وكيت، ولم يكن رأى شيئاً.
وقال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "لا يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب، حتى ينكت في قلبه نكتة سوداء حتى يسود قلبه فيكتب عند الله من الكاذبين".
فينبغي على المسلم أن يحفظ لسانه عن الكلام إلا كلاماً ظهرت فيه المصلحة، فإن في السكوت سلامة، والسلامة لا يعدلها شيء، روى البخاري عن أبي هريرة عن رسول الله أنه قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت".
فهذا الحديث نص صريح في أنه لا ينبغي للإنسان أن يتكلم إلا إذا كان الكلام خيراً، وهو الذي ظهرت مصلحته للمتكلم، سئل بعض السلف: "كم وجدت في ابن آدم من العيوب؟ فقال: هي أكثر من أن تحصى، والذي أحصيت ثمانية آلاف عيب، ووجدت خصلة إن استعملها سترت العيوب كلها، وهى حفظ اللسان".
وعلى هذا فالكذب خلق ذميم يترفع عنه المؤمن.
إن هذا اللسان متى ما أطلق له العنان، فربما أوقع صاحبه في المهالك، فسلامة اللسان سبب لسلامة الجوارح، فإن الجوارح في كل يوم تكفر اللسان، تقول له: "اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا".
من أجل ذلك، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمعاذ -رضي الله عنه-: "وهل يكب الناس على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم".
ومن أعظم الذنوب: الكذب على الله -عز وجل- وعلى الرسول -صلى الله عليه وسلم-، قال تعالى: (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِى جَهَنَّمَ مَثْوًى لّلْمُتَكَبّرِينَ)[الزمر: 60].
قال الحسن -رحمه الله-: "هم الذين يقولون إن شئنا فعلنا، وان شئنا لم نفعل".
قال ابن الجوزي -رحمه الله- في تفسيره: "وقد ذهب طائفة من العلماء إلى إن الكذب على الله وعلى رسوله كفر ينقل عن الملة، ولا ريب أن الكذب على الله وعلى رسوله في تحليل حرام وتحريم حلال كفر محض، وإنما الشأن في الكذب عليه فيما سوى ذلك".
وقال صلى الله عليه وسلم: "وإن كذباً على ليس ككذب على غيري من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار".
ومما ينبغي أن نحذر منه في حديثنا عن خطورة اللسان: خلق النميمة.
والنمام، هو: من ينقل الحديث بين الناس على جهة الإفساد بينهم.
وأما أحكامها، فهي حرام بإجماع المسلمين.
وقد تظاهرت على تحريمها الدلائل الشرعية من الكتاب والسنة، قال تعالى: (وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ * هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ)[القلم: 10-11].
وفي الصحيحين أنه قال صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة نمام".
ومر صلى الله عليه وسلم بقبرين، فقال: "إنهما يعذبان، وما يعذبان في كبير، ثم قال: بلى، كان أحدهما لا يستتر من بوله، وكان الآخر يمشي بالنميمة".
وقال صلى الله عليه وسلم: "تجدون شر الناس ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه، ومن كان ذا لسانين في الدنيا، فإن الله -تعالى- يَجعل له لسانين من نار يوم القيامة".
ومعنى: "من كان ذا لسانين" أي: يتكلم مع هؤلاء بكلام، وهؤلاء بكلام، وهو بمعنى صاحب الوجهين، قال أبو حامد الغزالي: "إنما تُطلق في الغالب على مَن يَنمُّ قولَ الغير إلى المقول فيه، كقوله: "فلان يقولُ فيك كذا.
وليست النميمةُ مخصوصةً بذلك، بل حدّها كشف ما يكره كشفُه، سواء كرهه المنقول عنه، أو المنقول إليه، أو ثالث، وسواء كان الكشفُ بالقول أو الكتابة أو الرمز أو الإِيماء أو نحوها.
وسواء كان المنقولُ من الأقوال أو الأعمال، وسواء كان عيباً أو غيره.
فَحَقِيْقَةُ النميمة: إفشاءُ السرّ، وهتكُ الستر عمّا يُكره كشفُه.
وينبغي للإِنسان أن يسكتَ عن كلِّ ما رآهُ من أحوال الناس إلا ما في حكايته فائدةٌ لمسلم، أو دفعُ معصية، وإذا رآهُ يُخفي مالَ نفسه فذكره، فهو نميمة.
وكل من حملت إليه نميمة، وقيل له: قال فيك فلان: كذا وكذا لزمه ستة أحوال:
1- أن يصده؛ لأنه نمام وفاسق، وهو مردود الخبر.
2- أن ينهاه عن ذلك وينصحه ويقبح فعله.
3- أن يبغضه في الله، فإنه بغيض عند الله، والبغض في الله واجب.
4- أن لا يظن في المنقول عنه السوء؛ لقوله تعالى: (اجْتَنِبُواْ كَثِيراً مّنَ الظَّنّ)[الحجرات: 12].
5- أن لا يحمل ما حكي له على التجسس والبحث عن حقيقة ذلك، قال تعالى: (وَلاَ تَجَسَّسُواْ)[الحجرات: 12].
6- أن لا يرضَ لنفسه ما نهى النمامَ عنه، فلا يحكي نميمته.
ومن أذى اللسان أيضاً: المن والمنان، فلقد نهى الله عن ذلك، فقال تعالى: (لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنّ وَالاْذَى)[البقرة: 263].
الخطبة الثانية:
أيها الإخوة الكرام الأحبة: ومن أذى اللسان أيضاً: شهادة الزور، قال تعالى: (وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ)[الفرقان: 72].
وقال: (وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ)الحج: 30].
فليحذر المسلم من شهادة الزور والقول بالباطل، فلا يقل ما ليس له به علم، فإنه إن شهد الزور، وقال الزور، فهو آثم، فلقد أمر الله باجتناب شهادة الزور، وما أمر الله باجتنابه كان من أكبر الكبائر؛ لأن ما أمر الله باجتنابه أشد مما أمر بتحريمه.
كما أمر تعالى آدم وحواء -عليهما السلام- بعدم الاقتراب من الشجرة.
فالتحريم لم يكن فقط للأكل منها، بل وحتى للقعود قربها والمرور بها، والاجتناب يفيد نفس المعنى، وفي الحديث قال: "عدلت شهادة الزور الشرك بالله -مرتين-"[رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة والطبراني].
وشاهد الزور قد ارتكب بشهادته أربعا من كبيرات الكبائر، وهي:
1- الكذب والافتراء، وقد قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِى مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ)[غافر: 28].
2- أنه ظالم فشاهدته بالزور قد ظلمت صاحب الحق وسلبته حقه، أو ماله، أو عضوه، أو حياته.
3- أكل وأطعم مالاً حراماً بما غصبه بشهادته، وأعطاه لغير صاحب الحق.
4- قد أباح ما أوجب الله حفظه، وحرم أباحته من دم أخيه وعرضه وماله، وحتى حياته بشهادته، وقال صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر..." وذكر من هذه الكبائر: "شهادة الزور".
ومما يقع فيه اللسان من الكبائر: اليمين الغموس، وهو من شهادة الزور، وقول الزور اليمين الباطل، يقسمه المرء ليقتطع به من مال غيره، أو حقوقه لنفسه، إذ لم يوجد الكتاب، أو العقد الذي يقطع بالحق، أو الشهود لإثبات الحق، ونفي الباطل.
فكان اليمين في هذه الحال هو الحل الوحيد، قال الله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيًلا أُوْلَئِكَ لاَ خَلَاقَ لَهُمْ في الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلّمُهُمُ اللَّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)[آل عمران: 77].
قال الواحدي: "نزلت في رجلين اختصما إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في ضيعة، فهم المدعى عليه أن يحلف فأنزل الله هذه الآية، فنكل المدعى عليه عن اليمين، وأقر للمدعي بحقه، وقال صلى الله عليه وسلم: "من حلف على يمين وهو فيها فاجر ليقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان" فأنزل الله: (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّه... )[آل عمران: 77].
ومن ذلك أيضاً: الحلف بالباطل، فكل حلف بغير الله باطل، ولا يجوز كالحلف بالنبي، والكعبة، والملائكة، والسماء، والماء، والحياة، والذمة، والشرف، والأمانة، والتربة، والطين، والنعمة، والإخوة، والأبناء؛ فعن ابن عمر قال: "إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، فمن حلف فليحلف بالله أو ليصمت".
وقال صلى الله عليه وسلم: "من حلف بالأمانة فليس منا"[رواه أبو داود].
وقال صلى الله عليه وسلم: "من حلف فقال في حلفه: واللات والعزى، فليقل: لا إله إلا الله".
فعلى المسلم: أن يتقي الله في قوله، وليعلم أن الله -عز وجل- قال: (وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السّرَّ وَأَخْفَى) [طه: 7].
فاعلم أن علم الله قد أحاط بكل شيء، فلا تغيب عنه غائبة في الأرض ولا في السماء، بل إن علمه سبحانه يحيط بالسر وما هو أخفى من السر.
ومما ينبغي أن نحذر منه ما شاع بين الناس في زماننا هذا، وسمي ب "كذبة إبريل" فهي سنة نشأت في بلاد الغرب، من منطلق يرتبط تاريخياً بهذا الشهر الذي هو من أشهر الرومان، وهو الشهر الرابع من السنة الشمسية.
وإننا -نحن المسلمين- ندين لله -تعالى- بما جاء في مصدر التشريع على لسان رسولنا -صلى الله عليه وسلم- الذي حرم الكذب، وبين أن الله -تعالى- لا يحب الكذابين، وأنه من علامات النفاق والمنافقين: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا اؤتمن خان وإذا عاهد غدر"[متفق عليه].
فهذه علامات بارزة للمنافق، وقال صلى الله عليه وسلم: "ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب! ويل له! ويل له!"[أخرجه الترمذي وأبو داود].
فإذا علم هذا فينبغي على المسلم أن يبتعد عن الكذب، وأن لا يتشبه بأهل الكفر والنفاق، ف"من تشبه بقوم فهو منهم".
إبريل قد ظلموه كل الظلم جعلوه كذاباً أتى بالإثم نسبوا إليه مظالماً ومآثماً وألبسوه مفترياتهم وتخيلوا كذبا كثيراً ألصقوه بشهر إبريل البريء، فالناس قد ظلموا الزمان بمكرهم لما رأوه مشابهاً للبكم، لو كان ينطق ما مضى في صمته ولثار يرمي في ظلمهم بالسهم، لو أنصف الإنسان ما ظلم الزمان وما رموه بكذبة أو إثم.
وقال آخر:
قل لمن قلد الفرنجة منا *** قد أساء التقليد والتمثيلا
فأخذنا الخبيث منهم ولم *** نقتبس من الطيبات إلا قليلا
يوم سن الفرنج كذبة إبريل *** غدا كل عمرنا إبريلا
نشروا الرجس مجملاً فنشرناه *** كتاباً مفصلاً تفصيلاً
فاحذروا -يا عباد الله- من الكذب والكذابين.
أيها الإخوة الكرام الأحبة: (وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا توفيقي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)[هود: 88].
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم