عاقبة الذنوب

عادل العضيب

2022-10-11 - 1444/03/15
التصنيفات: أحوال القلوب
عناصر الخطبة
1/ سبب حلول النكبات والأزمات على الأفراد والمجتمعات 2/ لا بلاء إلا بذنب 3/ شؤم الذنوب وعواقبها الوخيمة 4/ شدة عقوبات المعصية في الدنيا والآخرة.

اقتباس

تحلُّ النكبات وتتوالى الأزمات على الأفراد والجماعات على الدول والحكومات إذا تعدوا حدود الله إذا ظهرت فيهم المنكرات؛ جزاء وفاقاً لما فعلوه من هتك لحرمات الله، إن الناس إذا عصوا الله أحلوا بأنفسهم عذاب الله؛ وانظروا إلى دياركم وإلى العالم من حولكم لتروا ألوانًا من المعاصي أورثت عقوبات عظيمة، حروب مدمرة، أمراض مستعصية، زلازل وبراكين، رياح وأعاصير، فيضانات، حوادث للسيارات والقطارات، والسفن والطائرات، نقص في الغذاء، وغلاء في الأسعار، بلاد دُمرت، وأجساد مُزِّقت، وعروش زالت، مزَّقهم الجبار، ودُمرهم تدميرا، (فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا * وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا)...

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبدُه ورسوله..

 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102]،  (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].

 

أما بعد: فيا عباد الله، أيها المسلمون: تحل النكبات وتتوالى الأزمات على الأفراد والجماعات على الدول والحكومات إذا تعدوا حدود الله إذا ظهرت فيهم المنكرات؛ جزاء وفاقاً لما فعلوه من هتك لحرمات المليك وصدق الله (وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ) [الزخرف:76]، إي: والله وما ظلمهم الله، ولكن الناس أنفسهم يظلمون، يظلمون أنفسهم بالمعاصي والذنوب؛ لأنهم إذا عصوا الله أحلوا بأنفسهم عذاب الله؛ مصداق ذلك في كتاب الله (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الروم:41].

 

مصداق ذلك في كتاب الله: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) [الأعراف:96].

 

مصداق ذلك في كتاب الله (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا) [العنكبوت:40].

 

مصدق ذلك في كتاب الله (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ) [الشورى:30].

 

وانظروا إلى دياركم وإلى العالم من حولكم لتروا ألوانًا من المعاصي؛ زنا وشذوذ، ربا ومخدرات، غناء ومسلسلات، تبرج واختلاط، تفسخ وانحلال، معاصٍ لا تُعدّ ولا تُحصى، أورثت عقوبات عظيمة، وقف العالم أمامها حائرًا لا يملك إلا أن يسارع لدفع الموتى.

 

حروب مدمرة، أمراض مستعصية، زلازل وبراكين، رياح وأعاصير، فيضانات، حوادث للسيارات والقطارات، والسفن والطائرات، نقص في الغذاء، وغلاء في الأسعار، بلاد دُمرت، وأجساد مُزِّقت، وعروش زالت، مزَّقهم الجبار، ودُمرهم تدميرا، (فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا * وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا) [الشمس: 14- 15].

 

لما فتح المسلمون قبرص وفُرِّق بين أهلها، فبكى بعضهم إلى بعض، وجلس أبو الدرداء -رضي الله عنه- وحده يبكي فسأله جبير فقال: يا أبا الدرداء! ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله، وأذل الكفر وأهله؟! فقال: "ويحك يا جبير ما أهون الخلق على الله إذا أضاعوا أمره! بينما هي أمة قاهرة ظاهرة لهم الملك تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى".

 

وفي الحديث: "لا تزال هذه الأمة تحت يد الله وفى كنفه؛ ما لم يمالِ قراؤها أمراءها، وما لم يزكِّ صلحاؤها فجارها، وما لم يُهِن خيارَها أشرارُها، فإذا هم فعلوا ذلك رفع الله يده عنهم، ثم سلط عليهم جبابرتهم، فساموهم سوء العذاب، ثم ضربهم الله بالفاقة والفقر".

 

وفي سنن ابن ماجه عن عبدلله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: " كنت عاشر عشرة رهط من المهاجرين عند رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فأقبل علينا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بوجهه فقال: «يا معشر المهاجرين، خمس خصال أعوذ بالله أن تدركوهن: ما ظهرت الفاحشة في قوم حتى أعلنوا بها إلا ابتلوا بالطواعين والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولا نقص قوم المكيال والميزان إلا ابتلوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان، وما منع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء فلولا البهائم لم يمطروا، ولا خفر قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدوًّا من غيرهم، فأخذوا ما في أيديهم، وما لم تعمل أئمتهم بما أنزل الله عز وجل في كتابه إلا جعل الله بأسهم بينهم".

 

وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: "إذا ظهر الزنا والربا في قرية أذن الله -عز وجل- بهلاكها".

 

عباد الله: تعظُم العقوبة كلما عظُم الذنب، فالصغائر ليست كالكبائر، والكبائر ليست كالكفر، وإنه لم يمنع من نزول العذاب علينا وجود المساجد وحلقات التحفيظ، وهيئات الأمر بالمعروف، ونحن نرى المنكرات تزداد عامًا بعد عام، حتى صدق علينا قول الله -جل وعلا-: (فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) [الأنعام:43].

 

بل ما زادتنا الآيات إلا عتوًّا ونفورًا حتى أصبحنا كالذين قال الله فيهم: (وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَانًا كَبِيرًا) [الإسراء: 60]، منكرات تُبكي العين، وتُدمي القلب حتى وصل الأمر عند بعضهم إلى التطاول على الله، واتهامه في رحمته، وأن الشيطان يختبأ في جبته. -تعالى الله.. تعالى الله .. تعالى الله عما يقول الظالمون علوًّا كبيرًا، اللهم انتقم منه يا جبار يا منتقم، اللهم اجعله عبرة وآية للعالمين يا قوي يا قادر.

 

ما الذي بقي بعد هذا كيف لا نخشى من نزول العذاب أمام هذا الإلحاد، إن سنة الله لا تحابي ولا تجامل أحدا فمن حاد عن الطريق عُذب.

 

وإن من حكمة الله أن تنزل العقوبة بحسب الذنب، وانظروا إلى ما وقع الناس فيه من ترف وبذخ، وإسراف، وكفر بالنعمة، واستهانة بها حتى أنك لو وقفت بعد الصلاة على صندوق من صناديق القمامة، لوجدت أوراقًا فيها اسم الله وكلام الله وكلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد خالطت النجاسة، ولوجدت الخبز والرز وغيرها قد اختلطت مع قاذورات الأطفال.

 

ولا ننسى ما يقع بالأعراس من استعراض بالنعمة، وتلاعب بها، وإهانة لها ورمي؛ في سلسلة من كفر النعمة، والاستهانة بها يزداد وينوع عامًا بعد عام حتى وصل الأمر إلى غسل الأيدي بدهن العود.

 

هذا الإسراف، وهذا البذخ ظهرت آثاره السيئة غلاء بالأسعار، فإن تاب الناس، ونزعوا وإلا جاءهم من العقوبة ما هو أشد.

 

ألا فلنعلم أن هذه العقوبات لن تمر مرور الكرام، وسيذوق من كفر نعمة الله ما ذاق غيره.

 

وانظروا إلى دول مجاورة كان الناس في هذه البلاد يشدون الرحال إليها طلبًا للرزق، والآن انظروا إلى ما هم فيه.

 

ونحن ستمر سُنة الله علينا كغيرنا إن لم نتدارك الأمر (وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ) [النحل:112].

 

عباد الله: إن المعاصي خطيرة، ولو كانت صغيرة، إن شؤمها عظيم وضررها جسيم على الأفراد والمجتمعات؛ لأنها تمرد على الله؛ لأنها انسلاخ من العبودية الحقة لله، إنها ظلمة في القلب، وظلمة في القبر، وظلمة في الحشر، وظلمة على الصراط، إنها ظلمة في الدنيا والآخرة فاحذروها واحذروا شؤمها في الدنيا والآخرة.

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) [إبراهيم:7]، قلت ما سمعتم، وأستغفر الله إنه هو الغفور الرحيم..

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله (غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ) [غافر:3]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله البشير النذير والسراج المنير صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الجزء والمصير، وسلم تسليمًا.

 

أما بعد: فيا معاشر المسلمين: يظن بعض الناس أن العقوبات التي تقع على الناس بسبب المعاصي مقتصرة على العقوبات الدنيوية؛ كالفقر والمرض، وغيرها.

 

لذا تراهم يقولون: فلان يتنقل من معصية إلى معصية، ولم يعاقَب على معاصيه فهو في صحة وعافية، ولديه من الأموال والأولاد الكثير.

 

ونقول: إن مِن الناس مَن يعاقب على معصيته عقوبة دينية، ربما حُرم من المحافظة على الصلاة، أو حُرم من قراءة القرآن، أو حُرم من علم نافع.

 

في أثر إسرائيلي أن رجلاً كان في عهد موسى -عليه السلام-، وكان يقول: "يا رب كم أعصيك ولا تعاقبني؟!، فأوحى الله -جل وعلا- إلى موسى -عليه السلام- أن قل له:  لقد عاقبتك بعقاب عظيم، أما حرمتك لذة طاعتي وحلاوة مناجاتي".

 

ولمّا سأل أحدُهم أحدَ الأئمة وقال له: "إني لا أستطيع قيام الليل"، قال: "قيَّدتك ذنوبك ورب الكعبة".

 

واليوم كم من العقوبات الدينية تنزل على كثير من الناس، وهو لا يشعر؛ تساهل في الواجبات، وتفريط في المستحبات، ووقوع في المحرمات، ضعف في الديانة، وزهد في الخير، وهو لا يدري أن هذا من المعاصي والذنوب.

 

يقول أحد السلف: "نظرت نظرة لا تحل لي، فأُتيت في المنام، وقيل لي: لتجدن غِبَّها، قال: فنسيت القرآن بعد أربعين سنة".

 

عباد الله: المعاصي والذنوب تصدّ عن الطاعات، وتورث وحشة بين العبد وربه؛ لذا كان عليه الصلاة والسلام يقول: "إنه ليغان على قلبي، وإني لأستغفر الله في كل يوم مائة مرة"، اللهم وفقنا لفعل الطاعات وترك المنكرات.

 

عباد الله: صلوا وسلموا على رسول الله امتثالاً لأمر الله (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].

 

اللهم صلّ وسلم وزد وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين وعن التابعين وتابع التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بمنك وكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين.

 

اللهم آمنا في دورنا، وأصلح ولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك، واتبع رضاك برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

اللهم اجعل هذا البلد آمنا وسائر بلاد المسلمين، اللهم ولِّ على المسلمين خيارهم واكفهم شر أشرارهم، اللهم ولِّ على المسلمين خيارهم، واكفهم شر أشرارهم.

 

اللهم انصر دينك وكتابك، وسنة نبيك وعبادك الصالحين.

اللهم فك أسر المأسورين، اللهم فك أسر المأسورين، اللهم فرج هم المهمومين اللهم نفِّس كرب المكروبين اللهم اقضِ الدين عن المدينين، اللهم اشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، واكتب الصحة والتوفيق لنا ولكافة المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

اللهم آتي نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إنا نسألك إيمانًا يباشر قلوبنا، ويقينًا صادقًا حتى نعلم أنه لا يصيبنا إلا ما كتبت لنا.

 

نسألك الرضا بعد القضاء، ونسألك برد العيش بعد الموت، ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك، ونسألك لسانًا ذاكرًا وقلبًا سليمًا.

 

اللهم أصلحنا وأصلح لنا، وأصلح بنا، واجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، اللهم اغفر لنا ولوالدينا اللهم ارحمها كما رباينا صغارًا، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم.

 

 اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، سبحانك ربي رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

 

المرفقات

إجرام في الشهر الحرام

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات