الوصية بالوالدين

عبدالله بن عياش هاشم

2022-10-12 - 1444/03/16
التصنيفات: أخلاق وحقوق
عناصر الخطبة
1/مكانة الوالدين في الإسلام 2/وجوب بر الوالدين وجريمة عقوقهما 3/بعض حقوق الوالدين في الإسلام

اقتباس

إِن حَقَّ الوالدَيْن لا يَقِفُ عِنْدَ إِخْفَاءِ الضَّجَرِ، والبُعْدِ عن الانْتِهَارِ والزَّجْرِ لَهُما، ولا عِنْدَ الإِحْسانِ بالقَوْلِ الطَّيِّبِ واللَّفْظِ اللَّيْنِ، بَلْ أَنْ تَذِلَّ بَيْنَ أَيْدِيهِمَا، بِحَيْثُ لا يَشُوبُهُ تَكَلُّفٌ ولا تَصَنُّعٌ ولا رِيَاءٌ، ولا تُخَالِطُه رَائِحَةُ اسْتِعْلَاءٍ أو يُشَمُّ مِنْهُ أَثَرُ كِبْرٍ أو مَنّ، بل يَكُونُ ذلك عَنْ...

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

إِنَّ الْحَمْدُ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1].

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70-71].

 

أَمَّا بَعْدُ:

 

فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ -تَعَالَى-، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

 

أما بعد:

 

فأوصيكم ونفسي الخطاءة بوصية الله -تعالى- لعباده، فاتقوا الله ­-عباد الله- في السر والعلن: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [الحجرات: 13].

 

فجَعَلَ اللهُ أَصْلَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْ أَبٍ وأُمٍّ، كَانَا سَبَبًا في وُجُودِهِ، وبَذَلَا وُسْعَهُمَا في حِفْظِه ورِعايَتِه، وتَنْشِئَتِهِ وتَرْبِيَتِه، حتَّى كَبِر وقَوِيَ بَدَنُه، واشْتَدَّ عُودُه، واسْتَقَلَّ بِنَفْسِهِ، واسْتَغنَى بِذَاتِهِ، آلا يَسْتَحِقَّانِ بعد ذلك الشُّكْرَ والتَّقْدِيرَ، والرِّعَايَةَ والإحْسَانَ خَاصَّةً إِذا كَبِرا، وَضَعُفَا: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [الأحقاف: 15]؟

 

عباد الله: إنَّ اللهَ -تَعَالَى- لِعِلْمِهِ كَمْ يُعَانِي الأَبَوَانِ في رِعايَةِ وَلِيدِهِمَا، وتَنْشِئَتِهِ، وتَرْبِيَتِهِ، حَفَظَ لهما حَقَّهُما، وأَوْصَى الأبْنَاءَ بالإحْسَانِ إلَيْهما في كُلِّ أُمَّةٍ مِمَنْ سَبَقَنا، وفي كلِّ شرِيعَةٍ، وكلِّ كتابٍ أنزَلَه الله على أنبيائه، وقَرَنَ الإحْسَانَ إلَيْهِما بالأَمْرِ بِعِبادَتِه تعالَى: (لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) [البقرة: 83].

 

أمة الإسلام: إنَّ اللهَ حَرَّمَ عُقُوقَ الوالِدَيْنِ، والتفريطِ في حَقِّهما، والإِسَاءَة إليهما، وإيذّءَهُما، وقَرَنَه بالنَّهْيِّ عن الشِّرْكِ: (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) [الأنعام: 151].

 

بَلْ حَرَّمَ الله -تَعَالَى- التَّعَدِّي عّلَيْهِما بِأَدْنَى شَيْءٍ قَدْ يُؤْذيهما، ولو كان ذلك بِارْتفاعِ الصَّوْتِ عِنْدَهُما: (فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا) [الإسراء: 23].

 

فنَظْرَةٌ حَادَّةٌ مِنَ الابْنِ لِأَحَدِ وَالِدَيْهِ عُقُوقٌ، وحِدَّةُ الصَّوْتِ عِنْدَهُما عقوقٌ، والتعبير بالضَّجَرِ منْ أحَدِهما بأَيِّ صورَةٍ ولَوْ بإِشارة أو هَمزَةٍ، أو هَمسَةٍ أو لَفْظَةٍ عقوقٌ: (فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ) [الإسراء: 23].

 

أيها المسلمون: إن الأَبْنَاءَ مَأْمُورُون بالتأدُّبِ معَ والِدَيْهم، والخُضُوعً والذِّلَةِ بَيْن أَيْدِهِما: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ) [الإسراء: 24].

 

فَإِن حَقَّ الوالدَيْن لا يَقِفُ عِنْدَ إِخْفَاءِ الضَّجَرِ، والبُعْدِ عن الانْتِهَارِ والزَّجْرِ لَهُما، ولا عِنْدَ الإِحْسانِ بالقَوْلِ الطَّيِّبِ واللَّفْظِ اللَّيْنِ، بَلْ أَنْ تَذِلَّ بَيْنَ أَيْدِيهِمَا، بِحَيْثُ لا يَشُوبُهُ تَكَلُّفٌ ولا تَصَنُّعٌ ولا رِيَاءٌ، ولا تُخَالِطُه رَائِحَةُ اسْتِعْلَاءٍ أو يُشَمُّ مِنْهُ أَثَرُ كِبْرٍ أو مَنّ، بل يَكُونُ ذلك عَنْ رَحْمَةٍ لِمَنْ أَسْدَى إِلَيْكَ مَعْرُوفًا، وقَدَّمَ إِلَيْكَ برًّا ورِعايَةً، والوَفَاءِ بما لدَيْك مِنْ دَيْنِهِمَا.

 

ثم لا يَقِفْ بِكَ الأَمْرُ عِنْدَ هَذا بَلْ تَوَجَّهْ إِلَى اللهِ بِقَلْبٍ ضَارِعٍ تَقِيٍّ أنْ يَرْحَمَهُما بِرَحْمَتِهِ الوَاسِعَةِ في الدُّنْيَا والآَخِرَةِ، فَتَكُونَ بذَلِكَ نِعْمَ الوَلَدُ الَّذِي يَدْعُو لِوَالِدَيْهِ فَيَصِلَهُمَا بِرُّهُ، حَتَّى بَعْدَ وَفَاتِهِمَا، ولا يَنْقَطِعُ عَمَلُهُما وأَنْتَ تَدْعُو لَهُمَا، وهَذا الدُّعَاءُ جَزَاءُ تَرْبِيَتَهُمَا لَكَ، ورَحْمَتُهُمَا بِك، فإنَّ الوَلَدَ مَهْمَا بَذَلَ وأَعْطَى، وأَحْسَنَ إِلى والِدِيْه، فلا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُوَفِّيهِمَا حَقَّهُمَا، وأَنَّهُ لا يَفِي بِذَلِكَ الحَقّ سِوَى اللهُ -تَعالَى-، فلِذَلِكَ يَدْعُوهُ سُبْحَانَه لِيَجْبُرَ عَنْهُ النَّقْصَ في بِرِّهِما.

 

عباد الله: لو حَصَلَ مِنَ الأَبَوِيْنِ أو أَحَدَهُما مَا يَسُوءُ وَلَدَهما، أو يُؤْذِيهِ، فَلا يَحِلُّ لَهُ أن يُظْهِر لهُما استِيَاءَهُ مما كانَ مِنْهما، قال تعالى: (فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا) [الإسراء: 23]

 

وقال جلَّ وعَلا: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا) [العنكبوت: 8].

 

فلا جُرْمَ أكْبَرَ مِنَ الأمْرِ بالكُفْرِ، والقَسْرِ علَيْهِ، ومع ذلِك يَأْمُرُ الله -تعالَى- بِعَدَمِ طَاعتِهِما في الكُفْرِ، ويُؤَكِّدُ الأَمْرَ بالإحْسانِ إلَيْهما، والتَّلَطُّفِ مَعَهُما، وعِرْفَانِ حَقَّهُما، وإنْ كانَا كافِرَيْنِ بلْ ويَأْمُرانِ بالكُفْرِ، بَلْ ويُبالِغانِ في مُجَاهَدَتِهِ بكُلِّ وسِيلَة للْضَّغْطِ علَيْه، وحَمْلِهِ على ذلك.

 

فَإِنَّ بِرَّ الوَالِدَيْن لا يَتَوَقَّفُ علَى كَوْنِهِمَا مسلمين أَو طائِعَيْن، بل يشملهما ولو كانا فاسقين أَو كافرين، وإِن كانا حريصينِ أَنْ يُتَابِعَهُمَا عَلَى دِينِهِمَا، فلا يُطِعْهُمَا الوَلَدُ فِي ذَلِكَ فَإِنَّ المَرْجِعَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى الله، فَيَجْزِيَه بِإِحْسَانِهِ إِلَيْهِمَا، وَصَبْرِهِ عَلَى دِينِهِ، وَيَحْشُرُهُ مَعَ الصَّالِحِينَ: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا) [لقمان: 14 - 15].

 

وَأَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ...

 

 

الخطبة الثانية:

 

الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

 

أَمَّا بَعْدُ:

 

فَاتَّقُوا اللهَ -تَعَالَى- وَأَطِيعُوهُ: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) [البقرة: 281].

 

أيها الأحبة: أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- بالوالدين، وأمر الأبناء بإسعادهما، فَرَوَى أبوداود وابن ماجة والنسائي وصححه الألباني عن عبد الله بن عَمرٍو -رضي الله عنهما- قال: "جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فقال: جِئْتُ أُبايُعك عَلَى الهِجْرَةِ، وتَرَكْتُ أَبَوَيَّ يَبْكِيَانِ، فقال صلى الله عليه وسلم: "ارْجِعْ إلَيْهِمَا فَأَضْحِكْهُما كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا".

 

وفي رواية قال: "جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رَسُولَ اللهِ، أُجاهِدُ؟ قال: "أَلَكَ أَبَوَانِ؟" قال: نَعَم، قال: "فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ" [رواه أبوداود وابن ماجة، وصححه الألباني].

 

وحَثَّ -صلى الله عليه وسلم- علَى طَلَبِ رِضَاهُما، فروَى الطَّبَرَانِيُّ من حديثِ ابن عمرو -رضي الله عنهما- أنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قالَ: "رِضَا الرَّبُّ في رِضَا الوَالِدَينِ، وسَخَطِه في سَخَطِهِما" [وصححه الألباني].

 

وبَلَغَ مِنْ حَثِّهِ صلى الله عليه وسلم علَى برِّهما أنْ جَعَلَ مُلَازَمَةَ قَدَمَيْهِما، وطَلَبُ رِضَاهُمَا، طَرِيقٌ إلَى الجَنَّةِ، فروى الطبراني بسندٍ جيد، عن جَاهِمَةَ -رضي الله عنه- قال: "أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- أَسْتَشِيرُهُ في الجِهَادِ؟ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أَلَكَ وَالِدَانِ؟" قلت: نَعَم، قال: "الْزَمْهُمَا، فإِنَّ الجّنَّةَ تَحْتَ أَرْجُلِهِمَا".

 

اللَّهُمَّ وَفِقْنَا لِبِرِّ آبائِنَا وأُمَّهَاِتَنا، اللهم وَفِقْنَا لِحُسْنِ التَّعَامُلِ مَعَهما، وأعِنَّا الإحْسَانِ إلِيْهِما...

 

اللهم اغْفِرْ لنا ولوَالِدينَا، وارْحَمْهُما والْطُفْ بِهِمَا، واعْفُو عَنْهُما، وعَافِهِما، واشْفِهِما، وأَحْسِنْ إلِيْهِما، وأَكْرِمْهُما، وبَارِكْ لَهُمَا في أَعْمَارِهِمَا، وأعْمَالِهِما، وتَقَبَّلْ صَالِحَ عَمَلِهِما، وأَجِبْ دُعَاءَهُما، ووَفِّقْهُما لِلْخَيْراتِ، واخْتِمْ لنَا ولَهُما بِالصَّالِحَات، واحْسِنْ خِتَامَنَا وخِتَامَهُمَا.

 

اللهم وفِقْنا لعمارة الأوقات، واغتنام الباقيات الصالحات، وأعنّا يا ربنا على فعل الخيرات، وترك المنكرات، واغفر لنا ولوالدينا ولعموم المسلمين.

 

اللهم آت نفوسنا تقواها، زَكِّها أنت خير من زَكَّاهَا، أنت وليُّها ومَوْلاها.

 

اللهم حبِّبْ إليها الإيمانَ وزيِّنْه في قُلوبِنا، وكرِّهْ إليْنا الفُسوقَ والعصيانَ، واجعلنا من الراشدين.

 

يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ، واستعملنا يا ربنا في طاعتك، اخْتِمْ اللَّهُمَّ بِالصَّالِحَاتِ أَعْمَالَنَا، وَبِالسَّعَادَةِ آجَالَنَا.

 

اللَّهُمَّ تَوَفَّنَا مُسْـلِمِينَ، وَأَحْينَا مُسْلِمِينَ، وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ غَيرَ خَزَايَا وَلاَ مَفْتُونِينَ.

 

الَّلهُمَّ اِحْمِ بِلَادَنَا وَسَائِرَ بِلَادِ الإِسْلَامِ مِنَ الفِتَنِ وَالمِحَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَن، ونعوذ بك يا ربنا من البلاء والغلاء، وسيء الأدواء.

 

الَّلهُم ارْفَعْ رَايَةَ السُّنَّةِ، وَاقْمَعْ رَايَةَ البِدْعَةِ.

 

الَّلهُمَّ احْقِنْ دِمَاءَ أَهْلِ الإِسْلَامِ فِي كُلِّ مَكَانٍ، واحفظ اللهم جندنا المرابطين في الثغور، وأيِّدهم وانصرهم على عدوهم، ورُدَّهم لأهليهم سالمين غانمين.

 

الَّلهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أَمْرِنَا لِمَا تُحِبُ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَواصِيهم لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، الَّلهُمَّ اجْعَلْهُم سِلْمًا لِأْوْلِيَائِكَ، حَرْباً عَلَى أَعْدَائِكَ، اللهم وفق لهم وزراء حق وعدل وخير وصلاح يرشدونه للخير، ويعينونه عليه.

 

وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُمْ...

 

(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].

 

 

 

المرفقات

بالوالدين

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات