لا تمدن عينيك

عبدالله بن محمد حفني

2022-10-11 - 1444/03/15
عناصر الخطبة
1/ قصة نظرة محرمة كانت سببًا في ردة صاحبها 2/ تحريم إطلاق البصر في المحرمات 3/ مفاسد النظر في المحرمات 4/ وجوب غض البصر 5/ من أكبر أسباب إثارة الشهوة واستعارها وتهيج الغرائز واشتعالها 6/ المعينات على غض البصر

اقتباس

النظرة.. سهم مسموم يسري في القلب فيعمل فيه عمل السم الذي يسقاه المسموم. النظرة.. سهم مسموم سريع نفاذ لا يكاد أن يسلم منه قلب. النظر والنظرة.. سهم قلّ من يسلم من ناره وعواره، يفتك بالنّفس، ويجعل القلب أسيراً، فكم أهلك النظر من قلب؟ وكم أفسد من نفس؟ وكم أثار من أهات وأشجان وآلام وأحزان؟ النظرة.. سهم مسموم خطير، وشر عظيم مستطير. فكم من نفس جرحها؟ وكم من عبادة أفسدها؟ بل كم من عابد وزاهد وقع فريسة لنظرة نظرها؟

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

قال ابن القيم -يرحمه الله-: يُرْوَى أَنَّهُ كَانَ بِمِصْرَ رَجُلٌ يَلْزَمُ مَسْجِدًا لِلْأَذَانِ وَالصَّلَاةِ، وَعَلَيْهِ بَهَاءُ الطَّاعَةِ وَأَنْوَارُ الْعِبَادَةِ، فَرَقِيَ يَوْمًا الْمَنَارَةَ عَلَى عَادَتِهِ لِلْأَذَانِ، وَكَانَ تَحْتَ الْمَنَارَةِ دَارٌ لِنَصْرَانِيٍّ، فَاطَّلَعَ فِيهَا، فَرَأَى ابْنَةَ صَاحِبِ الدَّارِ فحدّق النّظر فيها فَافْتُتِنَ بِهَا، واشتعلت نار الشهوة وتأججت الغريزة الجنسية وفعل الشيطان فعلته فَتَرَكَ الرجل الْأَذَانَ، وَنَزَلَ إِلَيْهَا، وَدَخَلَ  الدَّارَ عَلَيْهَا.

فَقَالَتْ لَهُ: مَا شَأْنُكَ وَمَا تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيدُكِ.

فَقَالَتْ: لِمَاذَا؟ قَالَ: قَدْ سَبَيْتِ لُبِّي، وَأَخَذْتِ بِمَجَامِعِ قَلْبِي.

قَالَتْ: لَا أُجِيبُكَ إِلَى رِيبَةٍ أَبَدًا، وَقَالَ: أَتَزَوَّجُكِ؟

قَالَتْ: أَنْتَ مُسْلِمٌ وَأَنَا نَصْرَانِيَّةٌ وَأَبِي لَا يُزَوِّجُنِي مِنْكَ، قَالَ: أَتَنَصَّرُ.

قَالَتْ: إِنْ فَعَلْتَ أَفْعَلُ، فَتَنَصَّرَ الرَّجُلُ لِيَتَزَوَّجَهَا.

وَأَقَامَ مَعَهُمْ فِي الدَّارِ، فَلَمَّا كَانَ فِي أَثْنَاءِ ذَلِكَ الْيَوْمِ، رَقِيَ إِلَى سَطْحٍ كَانَ فِي الدَّارِ فَسَقَطَ مِنْهُ فَمَاتَ.

 

نظره محرّمة...نظرة نظرها إلى امرأة لا تحّل له؛ ففُتن بها وترك الأذان، واتبع الشيطان، فتنصر وارتدّ عن الإسلام، ومات على الكفر والظلام.

النظر والنظرة.. سهم مسموم من سهام إبليس.

 

النظر إلى النساء فتنة عمياء ليس لها من دون الله حامٍ ولا مانع، اللهم اعصمنا منها، يقول أَبُو هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، قال النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- : «إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أَدْرَكَ ذَلِكَ لاَ مَحَالَةَ، فَزِنَا العَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ المَنْطِقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي، وَالفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَيُكَذِّبُهُ» (متفق عليه).

 

فكلما عمّ الفساد.. وأقبلت القنوات بخيلها ورجلها، وطغت الفتن والمغريات، كلما تفلتت الفتيات، وفقدت جلباب الحياء، عظم شأن غض البصر، فإلى عهد قريب كان الفساد في بؤر محصورة في سنيما في مقهى في ملهى.

 

أمّا اليوم فقد غدا الفساد أمام ناظريك، وبين يديك، وعند قدميك، غدت المشاهد الفاضحة في متناول الكبار والصغار، يتصفحها المرء كيف شاء؟ وأين شاء ومتى شاء؟ بل ربما تصفحها وهاجت غريزته في بيوت الله وفي المسجد الحرام، بل أصبح المرء يتعرض في كلّ لحظة لصورة عارية، وإغراءٍ جنسي، ولو أقسمت لا أحنث أنّ قسوة القلب وجمود العين وسواد الوجه الذي غلب على كثيرٍ منّا هو بسبب إطلاق البصر في المحرمات والمغريات التي تحاصرنا في كل مكان.

 

أنا لا أبالغ فيما أقول فالواقع يشهد وأنتم تصدقون، أنّ فتنة النساء والشهوات الجنسية خاصة حلّقت بنا في كل واد وأصبح كبح النفس عسيراً، وغض البصر ثقيلاً وكثرة الإمساس أذهبت من النفوس الإحساس. فألفنا المنكر وأطلقنا العنان لأبصارنا.

 

فكم من شباب كانوا كملائكة الله في أرضه يغدون في حلق القرآن ومجالس العلم والذكر، فغدوا جنوداً لإبليس وأعوانه على يد فتاة ومقاطع وصور زاغ البصر في مفاتنها وزينتها..

 

كلُّ الحوادثِ مبدأُها من النظر *** ومُعظَمُ النارِ مِنْ مُستَصْغرِ الشَرِرِ

كْم نظرةٍ فعلتْ في قلب صاحبها *** فِعْلَ السهامِ بلا قوسٍ ولا وتـرِ

والمرءُ ما دامَ ذا عينٍ يُقَـلِبُها  *** في أَعينِ الغِيرِ موقوفٌ على خَطرِ

يَسرُّ مُقلَتَهُ ما ضرَّ مُهجَـتَهُ  *** لا مرحباً بسرورِ عادَ بالضـررِ

 

النظرة.. سهم مسموم يسري في القلب فيعمل فيه عمل السم الذي يسقاه المسموم.

النظرة.. سهم مسموم سريع نفاذ لا يكاد أن يسلم منه قلب.

النظر والنظرة.. سهم قلّ من يسلم من ناره وعواره، يفتك بالنّفس، ويجعل القلب أسيراً، فكم أهلك النظر من قلب؟

وكم أفسد من نفس؟ وكم أثار من أهات وأشجان وآلام وأحزان؟

النظرة.. سهم مسموم خطير، وشر عظيم مستطير.

فكم من نفس جرحها؟ وكم من عبادة أفسدها؟

بل كم من عابد وزاهد وقع فريسة لنظرة نظرها؟

 

فالنظر أصل الفتن، وسبب الآفات، يوهم النفس أنه يؤنسها ويسعدها وهو في العذاب والآلام والفواحش والآثام يوقعها.

نعم عبد الله..

آهات وحسرات.. صرخات وأنات.. يضج بها الشباب والفتيات..

فاشتعلت في قلوبهم النار، من شهوات تتار، ونظرات تدار.

وفضائيات، وتقنيات، وصور عاريات، ومقاطع مغريات.

إنه السهم المسموم الذي يرمي الناظر في قلبه من حيث يشعر أو لا يشعر.

 

يا راميًا بسهـام اللّحظ مجتهـدًا  *** أنتَ القتيلُ بما ترمـي فـلا تُصبِ

يا باعث الطرفِ يرتادُ الشفاء له *** احبس رسولك، لا يأتيك بالعطبِ

 

عبدالله..

احفظ طرفك.. غض بصرك.. جاهد نفسك..

فالنظرة سهم ورُبّ سهم وقع في مقتل.

غض بصرك عن عورات الناس..

غض بصرك عن بيوت الناس..

غض بصرك عن القنوات والشهوات..

غض بصرك عن المردان والفتيات..

غض بصرك عن الصور والمحرمات..

غض بصرك عمّا في أيدي الناس من القصور والدور والأموال ومتع الحياة.. (وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى) [طه: 131].

 

أليس الله -سبحانه وتعالى- يقول في كتابه بصيغة الأمر للمؤمنين: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ) [النور: 30- 31].

 

قال القرطبي: "البصر هو الباب الأكبر إلى القلب وأغمر طرق الحواس إليه".

قال جرير بن عبدالله : "سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن نظر الفجأءة، فأمرني أن أصرف بصري".

 

نظرة ثم خطرة ثم خطوة ثم خطيئة.

النظرات طريق الحسرات..

النظرات في عصر المرئيات والقنوات والتقنيات وفن الزينة والموديلات وكشف العورات..

فمهما أطنب الخطباء وتحدث العلماء عن النظرة المحرمة وخطرها وعن حفظ الفروج وشررها، فلن يبلغوا مبلغ القرآن في دقة تعبيره وإيجاز كلماته.

خطاب للرجال والنساء (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ) [النور: 30- 31].

 

غض البصر، لا يحرّمه قانونٌ ولا نظامٌ بشري، فانظر كيف شئت، وشاهد ما شئت، وتأمل في الصور والمقاطع متى شئت، وقلّب بأنامل يدك من المواقع والمشاهد الطيبة والخبيثة ما شئت، لكن اعلم أن الله يراك. (وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [يونس: 61 ].

 

فإذا غضضت بصرك عن محارم الله فأنت لم تخش أحداً سوى الله وهذه مرتبة الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.

قال الإمام أحمد: "كم من نظرة أحدثت في قلب صاحبها البلابل".

 

يروى أن رجلاً مسلماً نظر إلى غلام نصراني، فتعلق قلبه به وهام بحبه وزاد به الوسواس حتى لزم الفراش وكان مما قاله :

إن كان ذنبي عنده الإسلام  *** فقد سعت في نقصه الآثام

واختلّت الصلاة والصيام  *** وجاز في الدين له الحرام

يا ليتني كنت له صليبا  *** أكون منه أبدا قريبا

أبصر حسنا وأشمّ طيبا  *** لا واشيا أخشى ولا رقيبا

نعوذ بالله من الخذلان.

 

يا عباد الله.. إنني أقسم بالله العظيم من على هذا المنبر أن من أكبر أسباب إثارة الشهوة واستعارها وتهيج الغرائز واشتعالها النظر والنظرة.

أليس في البيوت اليوم وفي الشوارع والطرقات والمحلات صور ومجلات ونساء متبرجات كاسيات عاريات مائلات مميلات؟

أليس في المدرسة والجامعات وبين الأصدقاء والصديقات حديث عن اللذات وهمسات عن الشهوات وتبادل لصور والمقاطع الفاضحات؟

 

لقد أصبح الواحد منّا لا يأمن على نفسه من نظرة محرّمة في قناة ماجنة، وصورة خالعة، وخادمة فاتنة، بل ناهيك من النظر إلى زوجة الأخ والخال والعم وبنت العمّ بحجّة سلامة النيّة وحسن الطوية فانتُهكت أعراض المحارم وعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ -رضي الله عنه- يقول: قالَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : «إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ» فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَرَأَيْتَ الحَمْوَ؟ قَالَ: «الحَمْوُ المَوْتُ». متفق عليه.

 

إنني أقولها وبكل صراحة لقد ألقينا بأبنائنا وبناتنا في بحر من ألغام الشهوات الجنسية، فلما ثارت الشهوة، وتأجج الغريزة واشتعلت نار الجنس.

قلنا لهم : إياكم والغرق..

اصبروا، جاهدوا أنفسكم، ابحثوا عن عمل، انتبهوا لمستقبلكم ودراستكم، ركزوا على مادة الكيمياء والرياضيات، اجتهدوا في حل الدروس والواجبات لا تشغلوا أنفسكم بالزواج والفتيات، عجبا والله

ألقاه في البحر مكتوفا  *** وقال له إياكَ إياك أن تبتل بالماء

 

 

 الخطبة الثانية:

 

قال الله تعالى: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر19]قال ابن كثير –رحمه الله- : "يُخْبِرُ عز وجل عَنْ عِلْمِهِ التَّامِّ الْمُحِيطِ بِجَمِيعِ الْأَشْيَاءِ جَلِيلِهَا وَحَقِيرِهَا، صَغِيرِهَا وَكَبِيرِهَا، دَقِيقِهَا وَلَطِيفِهَا لِيَحْذَرَ النَّاسُ علمه فيهم فيستحيوا من الله تعالى حَقَّ الْحَيَاءِ وَيَتَّقُوهُ حَقَّ تَقْوَاهُ، وَيُرَاقِبُوهُ مُرَاقَبَةَ من يعلم أنه يراه فإنه عز وجل يَعْلَمُ الْعَيْنَ الْخَائِنَةَ وَإِنْ أَبْدَتْ أَمَانَةً وَيَعْلَمُ مَا تَنْطَوِي عَلَيْهِ خَبَايَا الصُّدُورِ مِنَ الضَّمَائِرِ والسرائر. قَالَ ابْنِ عَبَّاسٍ –رضي الله عنهما- فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ): "هو الرَّجُلُ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ بَيْتَهُمْ وَفِيهِمُ الْمَرْأَةُ الْحَسْنَاءُ أَوْ تَمُرُّ بِهِ وَبِهِمُ الْمَرْأَةُ الْحَسْنَاءُ فَإِذَا غَفَلُوا لَحَظَ إِلَيْهَا فَإِذَا فَطِنُوا غض بصره عنها فإذا غفلوا لحظ فإذا فطنوا غض، وقد اطلع الله تعالى مِنْ قَلْبِهِ أَنَّهُ وَدَّ أَنْ لَوِ اطَّلَعَ عَلَى فَرْجِهَا".

 

فيا عبد الله.. غض بصرك وخذ بوصية رسولك -صلى الله عليه وسلم- فعَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لِعَلِيٍّ: «يَا عَلِيُّ لَا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ؛ فَإِنَّ لَكَ الْأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الْآخِرَةُ» (رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ والدارمي وحسنه الألباني).

 

غض بصرك، ولو اضطررت لخفض رأسك، واغماض عينيك.

خَرَجَ حَسَّانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ يَوْمَ الْعِيدِ، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: كَمْ مِنِ امْرَأَةٍ حَسَنَةٍ نَظَرْتَ إِلَيْهَا الْيَوْمَ وَرَأَيْتَهَا؟ فَلَمَّا أَكْثَرَتْ قَالَ: «وَيْحَكِ مَا نَظَرْتُ إِلَّا فِي إِبْهَامِي مُنْذُ خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكِ حَتَّى رَجَعْتُ إِلَيْكِ».

ختاماً أذكر بقول الله تعالى: (يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ * بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ) [القيامة: 13 – 15].

 

اختلق ما شئت من الأعذار وتلبيس إبليس من صعوبة غض البصر، وكثرة الفتن والتبرج وماذا أفعل أمام هذه الفتن والمناظر والمقاطع؟

فالجواب (يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ * بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ) [القيامة: 13 – 15].

 

وكان مُصْعَبَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: " كَانَ سَعْدٌ يُعَلِّمُنَا هَذَا الدُّعَاءَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ النِّسَاءِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ».

يَقُولُ أَبُو الْحُسَيْنِ الْوَرَّاقَ: "مَنْ غَضَّ بَصَرَهُ عَنْ مُحَرَّمٍ أَوْرَثَهُ اللَّهُ بِذَلِكَ حِكْمَةً عَلَى لِسَانِهِ يَهْتَدِي بِهَا وَيَهْدِي بِهَا إلَى طَرِيقِ مَرْضَاتِهِ".

قال ابن تيمية -رحمه الله تعالى- معلقًا: "وَهَذَا لِأَنَّ الْجَزَاءَ مِنْ جِنْسِ الْعَمَلِ؛ فَإِذَا كَانَ النَّظَرُ إلَى مَحْبُوبٍ فَتَرَكَهُ لِلَّهِ عَوَّضَهُ اللَّهُ مَا هُوَ أَحَبُّ إلَيْهِ مِنْهُ، وَإِذَا كَانَ النَّظَرُ بِنُورِ الْعَيْنِ مَكْرُوهًا أَوْ إلَى مَكْرُوهٍ فَتَرَكَهُ لِلَّهِ أَعْطَاهُ اللَّهُ نُورًا فِي قَلْبِهِ وَبَصَرًا يُبْصِرُ بِهِ الْحَقَّ".

 

 

 

المرفقات

لا تمدن عينيك.doc

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات