غدا يوم شكر وعرفان لا مآتم وأحزان

الشيخ خالد القرعاوي

2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/ فضل يوم عاشوراء 2/ السنة في صيام عاشوراء 3/ سوء استغلال الروافض لذكرى عاشوراء 4/ من قتل الحسين بن علي؟ 5/ لماذا يبتدع الروافض بدع عاشوراء؟ 6/ اتباع الشرع سبيل النجاة 7/ المخالفة لا تعني الاعتداء وهدر دم المخالف.

اقتباس

لقد تَنَكَّبَ أُنَاسٌ عن الصِّراطِ فَعَاثُوا في دِينِ اللهِ الفَسَادَ والإِفْسَادَ، حَرَّفُوا شَرِيعَةَ اللهِ وَكَذَّبُوا على أَتْبَاعِهم وَقَلَّبُوا عَليهِمُ الحَقَائِقَ والأُمُورَ! كلُّ ذَالِكَ باسمِ الإِسلامِ، وَمَحَبَّةِ آل بَيتِ خَيرِ الأنَامِ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-! وَدِينُ اللهِ بَرَآءٌ مِن عَقِيدتِهم وَشِرْكِيَّاتِهم وخُرافَاتِهم! لا أظنُّكم تَجْهَلُونَ القَومَ فَهُم غُلاةُ الرَّوافضِ وكذَّابو مَحَبَّةِ آلِ بيتِ الْمُصطَفى -عليه وعلى آلِه وأَصحَابِه الصَّلاةُ والسَّلامُ-، لَمْ تعُد أعمالُ الرَّوافضِ سرَّاً! ولا حَبِيسَةَ الْحُسَينِيَّاتِ إنَّما تُبثُّ عبرَ الفَضَائِياتِ لِلعالَم. فَهَل يَحْسُنُ السُّكوتُ وَطَأطَأَتُ الرُّؤُوسِ؟..

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

الحمدُ للهِ تعبَّدنا بالسَّمعِ والطَّاعة، أَمَرَنَا بَالسُّنةِ والجَمَاعَةِ، نَشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، مْن يُطعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَد رَشَد، وَمَنْ يَعصِ اللهَ ورسولَهُ فَقَد غَوَى، وَنَشهدُ أنَّ مُحمَّدَا عبدُ اللهِ ورسولُهُ تَرَكَنا على المَحَجَّةِ البَيضَاءِ لا يَزِيغُ عَنْها إلَّا أَهْلُ الضَّلالِ والأَهوَاءِ. الَّلهمَّ صلِّ وَسَلِّم وَبَارِكْ على مُحمَّدٍ، وعلى آلِهِ وأَصحَابِهِ الذِينَ اقْتَدَوا بهِ، فَنَالُوا الْحُسنى وَزِيَادَةً، وَمَنْ تَبِعَهُم بِإحسانٍ وإيمَانٍ إلى يِومِ القِيَامَةِ.

 

أمَّا بَعدُ: يَا مُؤمِنُونَ: اتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ، وَرَاقِبُوه وَلا تَعصُوهُ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [النساء: 119].

 

عِبَادَ اللهِ: غَدًا بِإذنِ اللهِ -تَعَالى- نَصُومُ اليومَ العاشرَ من شهرِ اللهِ الْمُحرَّم! بل أهلُ السُّنَّةِ والجَمَاعةِ في كُلِّ البِلادِ الإسلامِيَّةِ سَتَجِدُونَهُم يَحتَفُونَ بِصِيامِهِ اقتداءً بسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ –صلى الله عليه وسلم- وَرَجَاءً لِتَكْفِيرِ ذُنُوبِ سَنَةٍ كامِلَةٍ.

 

كَيَفَ لاَ نَصُومُهُ وَنَبِيُّنا –صلى الله عليه وسلم- قد قالَ: "إنِّي أحتسبُ على اللهِ أنْ يكفِّرَ السَّنةَ الماضية"، فَهل لِمُسلِمٍ أنْ يُفَرِّط في ذالِكَ الفَضْلِ العَظِيم؟! نَعَم الأمَّةُ الإسلامِيَّةُ غَدَاً تَصُومُهُ شُكْراً وَحَمْدَاً للهِ -تَعَالى- عَلى مَا تَفَضَّلَ بِهِ وَأَنْعَمَ مِنْ نَجَاةِ كَلِيمِ اللهِ مُوسَى بنِ عمرانَ -عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-، وإغراقِ وَخُذلانِ عدوِّ اللهِ المُتَعَالي رَأسِ الطُّغَاةِ وَقَائِدِ المُتَكَبِّرِينَ.

 

حقاً أيُّها المؤمنونَ: يومُ عاشوراءِ يومُ عِزٍّ ونَصْرٍ، يُعطيناَ دَرْسَاً عَظِيمَاً! أَنَّ البَاطِلَ مَهمَا عَلا زَبَدُهُ، وَارتَفَعَ دُخَانُهُ، إِلاَّ أَنَّهُ وَاهٍ وَمَهزُومٍ، فَذَلِكُم فِرعَونُ أَطغَى الطُّغَاةِ! (أَخَذَهُ اللهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولى إِنَّ في ذَلِكَ لَعِبرَةً لمَن يَخشَى)، فكَمَا أَخَذَ اللهُ فِرعَونَ وَجُنُودَهُ! فَسَيَأخُذُ فَرَاعِنَةَ العَصرِ الَّذِينَ طَغَوا في البِلادِ فَأَكثَرُوا فِيهَا الفَسَادَ!

 

عِبادَ اللهِ: تأمَّلواَ قَولَ النَّبيِّ –صلى الله عليه وسلم-: "نحنُ أَحَقُّ بِمَوسَى مِنكُم"؛ فإنَّهُ يُشعِركَ أيُّها المُسلِمُ: أَنَّ رَابِطَةَ الإِسلامِ هِيَ أَعظَمُ الصِّلَةٍ، وأَعظَمُ النَّسَبِ، فَمُحَمَّدٌ -عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ- وَأُمَّتُهُ بِتَمَسُّكِهِم بِدِينِهِم وَثَبَاتِهِم عَلَى الإِيمانِ أَولى وأَحَقُّ بِمَوسَى وَأَقرَبُ إِلَيهِ مِنَ اليَهُودِ المُحَرِّفِينَ لِشَرِيعَتِهِ النَّاكِبِينَ عَن طَرِيقَتِهِ، قَالَ اللهُ تَعَالى: (آمَنَ الرَّسُولُ بما أُنزِلَ إِلَيهِ مِن رَبِّهِ وَالمُؤمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائكتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَينَ أَحَدٍ مِن رُّسُلِه) [البقرة: 285].

 

اللهُ أكبرُ عبادَ اللهِ: والمؤمنُ كُلَّمَا تَجَدَّدَت عَلَيهِ نِعمَةٌ ُقَابَلَهَا بِالشُّكرِ لِلمُنعِمِ -سُبحَانَهُ-، وَأَفضَلُ الشُّكرِ، مَا كَانَ بِالقَلبِ اعتِرَافًا! وَبِاللِّسَانِ تَحَدُّثًا! وَبِالجَوَارِحِ عَمَلاً وَتَطبِيقًا! وَهَذَا مَا فَعَلَهُ مُوسَى -عليه السَّلامُ- ومُحمَّدٌ –صلى الله عليه وسلم-، وَيَفعَلُهُ المُؤمِنُونَ في كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ اقتِدَاءً بِنَبِيِّهِم وَطَلبًا لِلأَجرِ مِن رَبِّهِم.

 

وَقَد يَقُولُ قَائِلٌ: في الإِسلامِ انْتِصَارَاتٌ وَفُتُوحَاتٌ! فَلِمَا لا نَصُومُهَا أَو نتعبَّدُ للهِ فيها؟ فَيُقَالُ: إِنَّ من مَحَاسِنِ الدِّينَ الإسلامِيَّ أنَّهُ مَبنيٌّ عَلَى التَّأسِّي والاتِّباعِ، لا عَلَى الإِحدَاثِ وَالابتِدَاعِ، واللهُ يَقُولُ: (لَقَد كَانَ لَكُم في رَسُولِ اللهِ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ) [الأحزاب: 21]، وَنحنُ نَصُومُ عَاشُورَاءَ اتِّباعاً لِرَسُولِنَا القَائِلِ: "مَن عَمِلَ عَمَلاً لَيسَ عَلَيهِ أَمرُنَا فَهُوَ رَدٌّ".

 

فَالمَؤُمِنُ يَفعَلُ مَا يَفْعَلُهُ رَسُولُ اللهِ وَيَتْرُكُ مَا يَتْرُكُهُ، وَيُحِبُّ مَا يُحِبُّهُ وَيُبْغِضُ مَنْ يُبْغِضُهُم وَمَاَ يُبْغِضُهُ! وهَذِهِ حَقِيقَةُ الاتِّبَاعِ لَهُ: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [آل عمران: 31].

 

عِبَادَ اللهِ: نَصُومُ غَدَاً بِإذنِ اللهِ -تَعَالى- رَجَاءَ تَكفِيرِ ذُنُوبِ سَنَةٍ كَامِلَةٍ، وهذهِ الذُّنُوبُ هِيَ الصَّغَائِرُ فَقَط، أمَّا الكَبَائِرُ فَلا تُكَفَّرُ إلاَّ بِالتَّوبةِ الصَّادِقَةِ النَّصوحِ! قَالَ الإمامُ ابنُ القَيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ- وهو يحذِّر ممن يَظُنُّ أنَّ صِيَامَ عاشوراءَ كافٍ في النَّجاةِ والْمَغفِرةِ: "لم يَدْرِ هذا الْمُغترُّ أنَّ صومَ رمضانَ والصَّلواتِ الْخَمْسَ أَعظَمُ وأَجَلُّ مِن صِيامِ عَرَفَةَ وَعَاشُورَاءَ، وهيَ إنِّما تُكَفِّرُ مَا بَينَها إذَا اجْتُنَبتِ الكَبَائِرُ، فَرَمَضَانُ والجُمُعَةُ والصَّلَواتُ لا يَقْويَانِ على تَكفِير الصَّغَائِرِ إلاَّ بِتَركِ الكَبَائِرِ".

 

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم-كَانَ يَقُولُ: "الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُمَا إِذَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ" (رَوَاهُ مُسْلِمٌ).

 

عِبَادَ اللهِ: مِنْ حَقِّ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ أَنْ يَحْتَفوا باليَومِ الَّذِي ارتَفِعَ فِيهِ عَلَمُ الإِسلامِ وَعلَت فيه رَايَةُ العَقِيدَةِ (وَيَومَئِذٍ يَفرَحُ المُؤمِنُونَ بِنَصرِ اللهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ العَزِيزُ الرَّحِيمُ) [الروم: 5].

 

فَاللهمَّ أعزَّ الإسلامَ والمُسلِمينَ في كُلِّ مَكَانٍ وانصُر مَنْ نَصَرَ الدِّينَ واخذُل مَن خَذَلَ الدِّينَ. اللهم ارزقنا الاقتداءَ بنبيك وإتباعَه ظاهراً وباطنا يا ربَّ العَالَمين، وأستغفر اللهَ لي ولَكُم ولِسَائِرِ المُسلِمِينَ فَاستَغْفِرُوهُ إنَّه هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمدُ للهِ أكْمَلَ لَنَا الدِّينَ وأَتَمَّ علينا النِّعمةَ، نَشهَدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَه، أَنْعَمَ عَلينَا بِالقُرَآنِ، والسُنَّةِ، وَنَشْهَد أنَّ نبيَّنَا مُحمَّداً عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، حَذَّرَ مِن الابْتِدَاعِ فِي الدِّينِ، وأنَّهُ يَقُودُ إلى الضَّلالِ والْجَحِيمِ! صَلوَاتُ ربِّي وَسَلامُهُ عليه وعلى آلِهِ الطَّيِّبينَ وَأصحَابِهِ الْمَيامِينِ، وَمَنْ تَبِعَهم بِإحسانٍ وإيمَانٍ إلى يومِ الدِّينِ.أمَّا بَعدُ: فَاتَّقُوا اللهَ يا مُؤمِنُونَ: فَمَنْ اتَّقى اللهَ وَقَاهُ عَذَابَ آخِرَتِهِ، وَفِتَنَ دُنْيَاهُ.

 

يا أَهْلَ السُّنةِ والجَمَاعَةِ: هذهِ عَقِيدَتُنَا في يومِ عَاشُورَاءَ! فَهَلْ تَظُنُّونَ أنْ يَحِيدَ عن هَذا الْهَدِيِّ النَّبويِّ أُنَاسٌ لَهُم فُهُومٌ وَعُقُولٌ! وَدِينٌ وَتُقَى! إي واللهِ لقد تَنَكَّبَ أُنَاسٌ عن الصِّراطِ فَعَاثُوا في دِينِ اللهِ الفَسَادَ والإِفْسَادَ، حَرَّفُوا شَرِيعَةَ اللهِ وَكَذَّبُوا على أَتْبَاعِهم وَقَلَّبُوا عَليهِمُ الحَقَائِقَ والأُمُورَ! كلُّ ذَالِكَ باسمِ الإِسلامِ، وَمَحَبَّةِ آل بَيتِ خَيرِ الأنَامِ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-! وَدِينُ اللهِ بَرَآءٌ مِن عَقِيدتِهم وَشِرْكِيَّاتِهم وخُرافَاتِهم! لا أظنُّكم تَجْهَلُونَ القَومَ فَهُم غُلاةُ الرَّوافضِ وكذَّابو مَحَبَّةِ آلِ بيتِ الْمُصطَفى -عليه وعلى آلِه وأَصحَابِه الصَّلاةُ والسَّلامُ-.

 

عباد الله: لَمْ تعُد أعمالُ الرَّوافضِ سرَّاً! ولا حَبِيسَةَ الْحُسَينِيَّاتِ إنَّما تُبثُّ عبرَ الفَضَائِياتِ لِلعالَم. فَهَل يَحْسُنُ السُّكوتُ وَطَأطَأَتُ الرُّؤُوسِ؟ وَلَعَلَّ بَعضَكُم يَتَساءَلُ لِمَاذا الرَّوافِضُ يُبَدِّلِونَ يَومَ النَّصرِ إلى مَآتِمَ وأَحْزَانٍ ولَطْمٍ لِلخُدُودِ وَضَرْبٍ بِالسَّلاسِلِ وَفِي يَومِ عَاشُورَاءَ بِالذَّاتِ؟! .

 

إنَّهم يَفعَلُونَ ذَلِكَ: بِاسمِ الحُزنِ عَلَى مَقتَلِ الحُسَينِ بن عليِّ بنِ أبي طالبٍ -رضي اللهُ عنهما-، وَادِّعَاءً لِحُبِّ آلِ بَيتِ المُصطَفَى -رِضوَانُ اللهِ عَلَيهِم أجمعين-، وَاللهُ يَعلَمُ أَنَّهُم أَكذَبُ النَّاسِ فِيمَا يَدَّعُونَ، ولو عُدنا إلى فِتْنَةِ مَقْتلِ الحُسَينِ -رَضي اللهُ عنه-، لأَدْرَكْنَا أنَّهم هُمُ الذِينَ أَغْرَوهُ بِالخُرُوجِ إلى العِرَاقِ وَكاتَبُوهُ على البَيعَةِ والخِلافَةِ، فَلمَّا جَدَّ الجِدُّ تَولَّوا وَلَهم ضُراطٌ!

 

حتى وَقَعَتْ فِتنَةٌ عَمْياءَ قُتلَ فيها سيِّدُ شبابِ أهلِ الجنةِ في اليومِ العاشرِ من شهرِ الله الْمُحَرَّمِ! فيا أهلَ السُّنَّةِ والجماعةِ: هل يُقبلُ عَقْلاً أنْ يعملَ شيعةُ الحُسينِ -رضي اللهُ عنهُ- عليه المآتمَ وهم الذين أغروهُ وخذلوهُ وأَسْلَمُوه إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ.

 

أيُّها المُؤمِنُونَ: إنَّهمُ الرَّوافِضُ الذينَ صارُوا شَوكةً في خَاصِرَةِ الأُمَّةِ الإسلامِيَّةِ مُنذُ مَقْتَلِ عُثمَانَ بنِ عفَّانَ -رَضِي اللهُ عنه وأرضاهُ- إلى يَومِنا هذا؛ فَجَرَائِمُهُم البَاطِنِيَّةُ والصَّفَويَّةُ لَم تَسلَمْ مِنها بِلادُ الحَرَمَينِ في مَواسِمِ الحَجِّ وَغَيرِها! حتى يَومِنا هذا، حتى صَاروا يُهَدِّدُونَ أمنَ بِلادِنا، وَلَم تَسْلَمْ مِنهم أَرْضُ الحِكمَةِ والإِيمَانِ فَأشَاعُوا فِيها الدَّمارَ والحِصَارَ والفَسَادَ والإفسَادَ! وإنَّ اللهَ تَعالى لَهُم بِالْمِرْصَاد، حتى هَيَّأ اللهُ لَهُم يَداً حازِمَةً وَعَاصِفةً عازِمَةً، حينَ خَانُوا العَهدَ وَوَضَعُوا أيدِيَهم بِأيدِ الرَّافِضَةِ الصَّفَوَيِيِّنَ، وأسلَمُوا أُمُورَهُم لِلخَائِنينَ المُتَنَفِّذِينَ! (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).

 

ولْنَعلَمْ يا مُؤمِنونَ: أنَّ بُغْضَ الرَّوافِضِ أو غَيرَهُم لا يَعني جَوَاز الاعتِدَاءِ على مُسَالِميهم وَمُعَاهِديهم! فالعَدَاءُ لا يَستَلْزِمُ الاعتِداءَ. قالَ اللهُ تَعَالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا) [النساء: 107]، فَدِينُ اللهِ جَاءَ رَحْمَةً وَعَدْلاً بِالخَلْقِ ولِيَحفَظَ الأَنفُسَ الْمَعصُومَةَ مِن التَّعدِّيَ عَليها بغَيرِ حقٍّ، وَصدَقَ رَسُولنا –صلى الله عليه وسلم-: "لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا" (رواه البخاري).

 

فيا شبابَ الإسلامِ: الزَمُوا غَرْزَ عُلمَائِكم واتَّبعوا سَبِيلَ المُؤمِنينَ: (وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [الأنعام: 153].

 

فاللَّهُمَّ إِنَّا نَسألُكَ أَن تُرِيَنَا الحَقَّ حَقَّاَ وأنْ تَرزُقَنا اتِّباعَهُ، اللَّهُمَّ أرِنا في غُلاةِ الرَّافِضَةِ يَومًا أَسوَدَاً، اللَّهُمَّ أَحصِهِم عَدَدًا وَاقتُلهُم بَدَدًا، وَلا تُغَادِرْ مِنهُم أَحَدًا، اللَّهُمَّ وَعَليكَ بِجَمِيعِ أَعدَاءِ دِينِكَ مِنَ اليَهُودِ وَالنَّصَارَى، وَأَبرِمْ لِهَذِهِ الأُمَّةِ أَمرًا رَشَيدًا، يُعَزُّ فِيهِ أَهلُ طَاعَتِكَ، وَيُذَلُّ فِيهِ أَهلُ معصيتكَ، وَيُؤمَرُ فِيهِ بِالمَعرُوفِ وَيُنهَى عَنِ المُنكَرِ يَا سَمِيعَ الدُّعَاءِ.

 

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ. (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ). (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) ، (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56]؛ فاللهم صلِّ وسلِّم وبارك على محمدٍ وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسانٍ وإيمانٍ وسلِّم تسليماً مزيداً. (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) [العنكبوت: 45].

 

 

المرفقات

غدا يوم شكر وعرفان لا مآتم وأحزان

غدا يوم شكر وعرفان لا مآتم وأحزان.doc

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات